المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله تسعة وثلاثون ومن كتاب التوسل والوسيلة واحد وتسعون وخمسمائة. قال الله تعالى يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وابتغوا اليه الوسيلة. فابتغاء الوسيلة الى الله انما يكون لمن توسل الى الله بالايمان بمحمد واتباعه وهذا واجب على كل احد في كل حال ظاهرا وباطنا في حياة الرسول وبعد موته في مشهده ومغيبه لا يسقط التوسل بالايمان به عن احد من الخلق في حال من الاحوال بعد قيام الحجة عليه ولا بعذر من الاعذار ولا طريق الى كرامة الله ورحمته والنجاة من هوانه عذابه الا بالتوسل بالايمان به وبطاعته. ويتوسل الى الله بدعاء الرسول في الدنيا وشفاعته في الاخرة. وهذا انما ينفع مع الايمان والتوسل في عرف الصحابة كانوا يستعملونه في هذا المعنى اثنان وتسعون وخمسمائة. فكل من مات مؤمنا بالله ورسوله مطيعا لله ورسوله انا من اهل السعادة قطعا ومن كان كافرا بما جاء به الرسول كان من اهل النار قطعا. واما الشفاعة والدعاء فانتفاع العباد به موقوف على وله موانع ثلاثة وتسعون وخمسمائة. وكما يراد بالتوسل هذان النوعان المتفق عليهما وهما الايمان بالرسول وطاعته والتوسل بدعائه وشفاعته فقد يراد بالتوسل في عرف كثير من المتأخرين دعاء الرسول والاستغاثة به فيما لا يقدر عليه الا الله وطلب الحوائج منه بعد موته فهذا من الشرك الاكبر الذي لا يغفره الله. وقد يراد بالتوسل التوسل بذاته وجاهه. فهذا قد يفعله بعض الناس والصواب انه محرم لانه لا يتوسل الى الله الا باسمائه وصفاته لا بمخلوقاته. اربعة وتسعون وخمسمئة واولياء الله هم المؤمنون المتقون. وكراماتهم ثمرة ايمانهم وتقواهم لا ثمرة الشرك والبدعة والفسق. واكابر الاولياء. انما يستعملون هذه الكرامات بحجة للدين او حاجة للمسلمين. والمقتصدون قد يستعملونها في المباحات. واما من استعان بها على المعاصي هو ظالم لنفسه متعد حد ربه. وان كان سببها الايمان والتقوى خمسة وتسعون وخمسمائة. فالدين الذي شرعه الله ورسوله توحيد وعدل واحسان واخلاص وصلاح للعباد في المعاش والميعاد. وما لم يشرعه الله ورسوله من العبادات المبتدعة فيه شرك وظلم واساءة وفساد العباد في المعاش والميعاد. فان الله امر بعبادته والاحسان الى عباده كما قال واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين احسانا. ستة وتسعون وخمسمئة. الصراط المستقيم هو ما بعث الله به رسوله محمدا صلى الله عليه وسلم بفعل ما امر وترك ما حضر وتصديقه فيما اخبر لا طريق الى الله الا ذلك. وهذا سبيل اولياء الله المتقين سبعة وتسعون وخمسمائة وبين الخالق والمخلوق من الفروق ما لا يخفى على ذي بصيرة. منها ان الرب غني بنفسه عما سواه ويمتنع ان يكون مفتقرا الى غيره بوجه من الوجوه. والملوك وسادة العبيد محتاجون الى غيرهم حاجة ضرورية. ومنها ان الرب وان كان يحب الاعمال الصالحة ويرضى ويفرح بتوبة التائبين. فهو الذي يخلق ذلك وييسره. فلم يحصل ما يحبه ويرضاه الا بقدرته ومشيئته المخلوق قد يحصل له ما يحبه بفعل غيره. ومنها ان الرب امر العباد بما يصلحهم ونهاهم عما يفسدهم. بخلاف المخلوق الذي يأمر غيره بما فيحتاج اليه وينهاه عما ينهاه عنه بخلا عليه. ومنها انه سبحانه هو المنعم بارسال الرسل وانزال الكتب. وهو المنعم بالقدرة اسي وغير ذلك مما يحصل به العلم والعمل الصالح. وهو الهادي لعباده. فلا حول ولا قوة الا به. ولهذا قال اهل الجنة الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا ان هدانا الله. وليس يقدر المخلوق على شيء من ذلك ومنها ان نعمه على عباده اعظم من ان تحصى. فلو قدر ان العبادة جزاء النعمة لم تقم العبادة بشكر القليل منها فكيف والعبادة من نعمته ايضا ومنها ان العباد لا يزالون مقصرين محتاجين الى عفوه ومغفرته فلن يدخل احد الجنة بعمله وما من احد الا وله ذنوب يحتاج فيها الى مغفرة الله