المكتبة السمعية للعلامة المفسر الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله. يسر فريق مشروع كبار العلماء ان يقدم قراءة تفسير السعدي. بسم الله الرحمن الرحيم. والعاديات ضبحا. اقسم الله تعالى بالخيل لما فيها من من ايات الله الباهرة ونعمه الظاهرة ما هو معلوم للخلق. واقسم تعالى بها في الحال التي لا يشاركها فيه غيرها من انواع الحيوان فقال والعاديات ضبحا. اي العاديات عدوا بليغا قويا. يصدر عنه الضبح. وهو صوت نفسها في بها عند اشتداد العدو. الموريات قدحا. فالموريات بحوافرهن ما يطأن عليه من الاحجار قدحا. اي تقدح النار ومن صلابة حوافرهن وقوتهن اذا عدون. المغيرات صبحا. فالمغيرات على الاعداء صبحا. وهذا امر الاغلبي ان الغارة تكون صباحا. فاثرن به اي بعدوهن وغارتهن. نقعا اي غبارا فوسطنا به جمعا. فوسطنا به اي براقبهن جمعا. اي توسطن به جموع اعداء الذين اغار عليهم والمقسم عليه قوله ان الانسان لربه لكنوده اي لمنوع للخير الذي عليه لربه فطبيعة الانسان وجبلته ان نفسه لا تسمح بما عليه من الحقوق فتؤديها كاملة موفرة بل طبيعتها الكسل والمنع لما عليه من الحقوق المالية والبدنية. الا من هداه الله وخرج عن هذا الوصف الى وصف السماح باداء الحقوق. وان انه على ذلك لشهيد. اي ان الانسان على ما يعرف من نفسه من المنع والكند لشاهد بذلك. لا يجحده ولا ينكره لان ذلك امر بين واضح. ويحتمل ان الضمير عائد الى الله تعالى. اي ان العبد لربه لكنود. والله شهيد على ذلك ففيه الوعيد والتهديد الشديد لمن هو لربه كنود. بان الله عليه شهيد. لشديد وانه اي ان الانسان لحب الخير اي المال لشديد. اي كثير الحب للمال وحبه لذلك هو الذي وجب له ترك الحقوق الواجبة عليه قدم شهوة نفسه على حق ربه. وكل هذا لانه قصر نظره على هذه الدار. وغفل عن الاخرة ولهذا قال حاثا له على خوف يوم الوعيد افلا يعلم اي هل لا يعلم هذا المغتر؟ اذا بعثر ما في القبور اي اذا اخرج الله الاموات من قبورهم لحشرهم ونشورهم. اي ظهر وبان ما فيها وما استتر في صدوري من كمائن الخير والشر. فصار السر علانية والباطن ظاهرا. وبان على وجوه الخلق نتيجة اعمالهم اي مطلع على اعمالهم الظاهرة والباطنة الخفية ومجازيهم عليها. وخص خبره بذلك اليوم مع انه خبير بهم في كل وقت. لان المراد بذلك الجزاء بالاعمال الناشئة عن علم الله واطلاعه