المكتبة السمعية للعلامة المفسر الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله. يسر فريق مشروع كبار العلماء ان يقدم قراءة تفسير السعدي. بسم الله الرحمن الرحيم. القارعة ما القارعة؟ وما يوم يكون الناس كالفراش المبثوث القارعة من اسماء يوم القيامة. سميت بذلك لانها تقرع الناس وتزعجهم باهوالها. ولهذا عظم امرها وفخمه بقوله القارعة ما القارعة فالقارعة يوم يكون الناس كالفراش المدسوس. يوم يكون الناس ومن شدة الفزع والهول. اي كالجراد المنتشر الذي يموج بعضه في بعض والفراش هي الحيوانات التي تكون في الليل. يموج بعضها ببعض لا تدري اين توجه. فاذا اوقد لها نار تهافتت اليها لضعف ادراكها فهذه حال الناس اهل العقول حوش واما الجبال الصم الصلاب فتكون كالعهن المنفوش اي كالصوف المنفوش الذي بقي ضعيفا جدا تطير وبه ادنى ريح. قال تعالى وترى الجبال تحسبها جامدة. وهي تمر مر السحاب. ثم بعد ذلك تكون هباء منثورا فتضمحل ولا يبقى منها شيء يشاهد. فحينئذ تنصب الموازين وينقسم الناس قسمين. سعداء واشقياء موازينه فهو في عيشة راضية فاما من ثقلت موازينه اي رجحت حسناته على سيئاته. في جنات النعيم هاوية واما من خفت موازينه بان لم تكن له حسنات تقاوم سيئاته اي مأواه ومسكنه النار. التي من اسمائها الهاوية تكون له بمنزلة الام الملازمة. كما قال تعالى ان ابها كان غراما. وقيل ان معنى ذلك فام دماغه هاوية في النار. اي يلقى في النار على رأسه وهذا تعظيم لامرها. ثم فسرها بقوله نار حامية. اي شديدة الحرارة قد زادت حرارتها على حرارة نار الدنيا بسبعين ان ضعفا نستجير بالله منها