فالاول في اعلى المراتب والثاني في اسفل سافلين وهذا عام في جميع الاعمال كما تقدم عند قوله وانما لكل امرئ ما نوى الى اخره المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله العاشر والاربعمائة الحديث التاسع عشر عن ابي موسى رضي الله عنه انه قال سئل رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم عن الرجل يقاتل شجاعة ويقاتل حمية ويقاتل رياء اي ذلك في سبيل الله فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله رواه البخاري ومسلم قال الشيخ السعدي رحمه الله في تعليقاته وقوله في حديث ابي موسى سئل رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم عن الرجل يقاتل شجاعة اي ليس له مقصد لا حسن ولا سيء وانما يحمله على القتال محبته للشجاعة فقط ويقاتل حمية اي لقومه او لوطنه او لاهل مذهبه اي حمية جاهلية لا دينية ويقاتل رياء اي ليرى مكانه ويقال هو شجاع وهذا قصده سيء وقوله ان يبارك في سبيل الله اي من هو الذي يعد منهم مقاتلا في سبيل الله فلما لم يكن منهم احد بهذه المثابة ذكر المجاهد في سبيل الله بعبارة جامعة مانعة فقال عليه الصلاة والسلام من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله اي من كان هذا قصده واما غير ذلك من المقاصد فلا يكون جهادا في سبيل الله وهذا كما تقدم في الهجرة من قوله من كانت هجرته الى الله ورسوله فهجرته الى الله ورسوله الى اخره فبقدر النية يتفاوت الخلق تفاوتا لا يعلمه الا الله فتجد الرجلين في الصف لا يرى بينهما فرق ظاهر لانهما في الاقدام والقوة على الجهاد سواء مع ان بينهما من الفرق في الاجر والثواب اعظم مما بين السماء والارض لان هذا قصده نصرة الدين واعلاء كلمة الله وهذا قصده ان يرى مكانه ويقال هو شجاع