بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين اما بعد اللهم انا نسألك رحمتك فهي خير مما يجمعون موعدنا هذا اليوم مع صحيح الامام البخاري والحديث السادس بعد الاربع مئة قال الامام البخاري حدثنا عبد الله بن يوسف قال اخبرنا ما لك عن نافع عن عبد الله ابن عمر ان رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى بطاقا في جدار القبلة فحكه ثم اقبل على النار فقال اذا كان احدكم يصلي فلا يبص قبل وجهه فان الله قبل وجهه اذا صلى نعم هذا الحديث هو شاهد للحديث السابق وقد تكلمنا نحن عن علة الحديث عن علة وردت في بعض طرق الحديث السابق. حديث انس ليس فيه علة لكن بعض طرقه من رواية علي بن حبيب عن حميد عن انس جاءت فيه علة وقد ذكرنا حين ذاك ان سبعة من الرواة قد رووا الحديث عن الصواب وان ثامنا قد خالف السبعة وقد افادنا اخونا الحبيب الاخ الكردي جزاه الله خيرا لان بان فصل لنا الطرق عن عائد ابن حبيب وذكر لنا ثلاثة من الرواة رواه عن عائد بن حبيب على هذه الطريقة فاستفدنا ان الخطأ منه فمن الذين قبله من جودة الامام البخاري علينا وعليه رحمة الله انه يفوق الرواية ويسوق الشواهد التي تدل عليها. فساق حديث ام اربع مئة وستة وهو شاهد لحديث انس وساق الحديث رقم اربع مئة وسبعة وهو ايظا شاهد لحديث انس فالامام البخاري حينما ساق الحديث هكذا مشهورا يدللنا على فوائد عديدة ثم تأمل كيف ان هذا الحديث حينما ساقه في هذا الباب يعني جاء عن ثلاثة من الصحابة فنستفيد فاعلة من المسألة التي تكون امام الصحابة بمرأة منهم يتوافر الرواة على نقلها الى الحديث اليوم قال فيه الامام البخاري حدثنا عبد الله بن يوسف وهو عبد الله بن يوسف التنيفي وعبدالله بن يوسف السنيسي ثقة من الثقات وهو من اوثق الناس في الموطأ توفي عن ثمان عشرة ومائتين ونحن نعلم ان الرواة الذين رووا كتاب الموطأ كثر منهم عبد الله ابن يوسف التنيسي علينا وعليه رحمة الله تعالى قال اخبرنا ما لك هو الامام ما لك صاحب المذهب المالكي الذي له اتباع في مشارق الارض ومغاربها ولا سيما في ارض المغرب فاتباعه بالملايين وكتابه الموطأ من اجود كتب الاسلام وكان هو الكتاب المقدم قبل ان يأتي صحيح البخاري وقبل ان يأتي صحيح الامام مسلم. حتى قال الامام الشافعي في حين ذاك لا اعلم كتابا في العلم اكثر صوابا من موطأ الامام مالك ولذلك انا بودي من طلاب العلم ان لا يغفل عن الموطأ بل عليهم ان يكثروا من قراءتها ولا سيما ان الموطأ كتاب مخدوم خدم غاية الخدمة وشروحه كثيرة جدا وروعاته عديدة وقد هيأ الله للامام مالك طلبة كثر سمعوا منه الموطأ حينذاك النافع وهو نافع المدني المتوفى عن سبعة عشرة ومئة عن عبد الله ابن عمر وهو عبد الله ابن عمر ابن الخطاب المتوفى عام ثلاث وسبعين وكان يستقبل الوفود بعد النبي صلى الله عليه وسلم وكان يفتي الناس وهو من اشد الناس اتباعا للاثر فهو فقيه من الفقهاء وعلم من اعلام حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وامام في الاتباع وهذا السند هكذا مالك عن نافع عن ابن عمر يسمى بسلسلة الذهب وحينما اطبقوا عليه في الفقه الذهب بصفاء معدن الذهب ولقوته وبحمد الله الناس يعرفون هذا الشيء وانا حينما جئت الى هذه البلاد وجدت طلاب العلم يعرفون ان مالك عن نافع عن ابن عمر في سلسلة الذهب ان رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى بطاقا في جدار القبلة فحكه وهكذا ينبغي للانسان ان يغير المنكر بيده كما امر النبي صلى الله عليه وسلم من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فان لم يستطع فبلسانه فان لم يستطع فبقلبه وذلك اضعف الايمان وكلما رأيت منكرا وجب عليك تغييره بيدك ان استطعت فان لم يستطع وجب عليك تغييره بلسانك فان لم تستطع فيجب عليك ان تنكر المنكر بقلبك ويا حسرة على العباد صاروا يرون المنكرات ثم لا ينكرونها حتى في قلوبهم وابن ابن رجب الحنبلي حينما شرح حديث من رأى منكم منكرا فليغيره حينما شرحه في كتابه النفيس جامع العلوم والحكم قال وانكار المنكر لا يسقط بالقلب عن احد ابدا يعني كل انسان اذا سقط عنه انكار بيده لم يستطع او سقط عنه بلسانه ان لم يستطع فيجب عليه ان بقلبه فصار الانسان والعياذ بالله يألف المنكر ولا ينفره فيجب عليك كلما رأيت منكرا يجب عليك انكارا اما اذا خضت مع الفائضين وجلست في مجالس السور وتابعت مجالس الزور من مرئي او مسموح او مكان فيه معصية ثم تأتي وتلج هذا المكان فانت قد شاركت اصحاب المنكر في منكر وفاتك فضيلة انكار المنكر فاذا هذا الامر على الانسان ان لا ينساه وهو ان انكار المنكر في القلب لا يسقط عن احد ابدا ثمان انكار المنكر في القلب يستطيعه كل احد لكن نحن نحتاج الى الايمان القوي ونحتاج الى المراقبة التامة لله ولحدود الله ونحتاج لان نستذكر صراط الله تعالى في كل واقعة من وقائع حتى سعد عن الحرام وعليه ثم ينكر المنكر ثم هذا ثواب عظيم وباب كبير حيث تمشي وترى المنكر تنكره في قلبك فتراقب الله وتراقب حكم الله تعالى قال ثم اقبل على الناس فقال وهذا من حسن تعذيبه صلى الله عليه وسلم انه علم بيده ثم علم الناس بلسانه فقال اذا كان احدكم يصلي فلا يبص قبل وجهه اذا كان احدكم يصلي فلا يبص قبل وجهه وهذا نهزة كنت في المسجد او كنت خارج المسجد اذا كنت تصلي ثم غلبك البصاق لا يحق لك ان تبصق امامك تعظيما لله وتعظيما للقبلة التي نحن مأمورون بتعظيمهم ولذلك لما جلست في هذا المجلس في هذا الحديث استقبلت القبلة بحمد الله تعالى فقال هنا اذا كان احدكم يصلي فلا يبص قبل وجهه فان الله قبل وجهه اذا صلى. فان الله وجهه اذا صلى ربنا جل جلاله معنا ومعية الله تعالى معنا في الصلاة لا ينافي علوه ولا ينافي كونه على العرش فوق مخلوقاته لان الله سبحانه وتعالى واسع محيط بالعالم كله وقد اخبر انه حيثما توجه العبد فانه مستقبل وجه الله عز وجل بل هذا شأن مخلوق في المحيط بما دونه فان فان الله سبحانه وتعالى محيط بكل شيء واسع عليم سبحانه وتعالى فهو محيط بكل شيء وهو محيط ولا يحاط به سبحانه وتعالى وهذه المعية ما الذي نتحدث عنها عامة المفاصل وهذه المعية كسائر الصفات لا يعلم كيفيتها الا الله سبحانه وتعالى ودليل عموم هذه المعية في القرآن الكريم في ايات عديدة كما قال تعالى هو الذي خلق السماوات والارض في ستة ايام ثم استوى على العرش يعلم ما يلج في الارض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها وهو معكم اينما كنتم والله بما تعملون بصير وقال تعالى ما يكون من نجوى ثلاثة الا هو رابعهم ولا خمسة الا هو ثالثهم ولا ادنى من ذلك ولا اكثر الا هو معهم اينما كانوا ثم ينبئهم بما عملوا يوم القيامة ان الله بكل شيء عليم وايضا فيما يتعلق بالمعية خاصة مع العامة قوله تعالى لا تحزن ان الله معنا. حكى ربنا جل جلاله هذا عن النبي صلى الله عليه وسلم مع صاحبه الذي في الغار وايضا قال تعالى انني معكم ما اسمع وارى وقال تعالى ان الله مع الصابرين وحكى ربنا عن موسى ان معي ربي سيهدين اما ادلتها من السنة النبوية فاحاديث كثيرة منها هذا الحديث ومنها قوله صلى الله عليه وسلم اللهم رب السماوات السبع ورب العرش العظيم ربنا ورب كل شيء فالق الحب والنوى انزل التوراة والانجيل والقرآن. اعوذ بك من شر كل دابة انت اخذ بناصيتها انت الاول فليس قبلك شيء. وانت الاخر فليس بعدك شيء. وانت الظاهر فليس فوقك شيء. وانت الباطن فليس دونك اخر شيء اقضي عني الدين واغنني من الفقر. اللهم اغننا يا ارحم الراحمين وهذا الحديث في صحيح الامام مسلم واذا قوله لما رفع اصحابه اصواتهم بالذكر قال ايها الناس اربعوا على انفسكم فانكم لا تدعون اصم ولا غائبا. انما تدعون سميعا قريبا وهذا الحديث في الصحيحين وجاء في بعض الروايات ان الذي تدعونه اقرب الى احدكم من عنق راحلته وايضا في الحديث الذي نتلوه دائما حينما نشرح الصلاة اقرب ما يكون العبد اليه من ربه وهو ساجد واذا قال النبي صلى الله عليه وسلم راويا عن ربه من تقرب مني شبرا تقربت منه ذراعا. ومن تقرب مني ذراعا تقربت منه باعا وهذا الحديث حديث يوم ايها الاخوة هو حديث عظيم ونحن نتعلم الثواب لاجل الصواب ونتعلم الصواب حتى نرد به على اهل الخبر وهذا الحديث يستدل المشتغلون بعلم الكلام على نفي العلو يستدلون به على نفس العلو وقد قال ابن عبدالبر رادا على هؤلاء يقول وقد نزع بهذا الحديث بعض من ذهب مذهب المعتزلة بان الله عز وجل في كل مكان وليس على العرش. يقول وهذا جدل من قائله. فاذا حجة له في ذلك فالحديث حق على ظاهره وهو سبحانه وتعالى فوق عرشه وهو قبل وجه المصلي بل هذا الوقف يثبت للمخلوقات. فان الانسان لو انه يناجي السماء او ينادي الشمس والقمر لكانت السماء والشمس والقمر فوقه وكان ايضا قبل وجهه مع ان الشمس قد تشرق وقد تغرب فتنحرف عن سبت الرأس فكيف بمن هو فوق كل شيء دائما لا يأكل ولا يغيب سبحانه وتعالى وقد ضرب النبي صلى الله عليه وسلم المثل بذلك ولله المثل الاعلى ولكن المقصود بالتنفيذ بيان جواز هذا وامكانه. لا تشبيه الخالق بالمخلوق. فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم ما من من احد الا سيرى ربه مخليا به فقال له ابو رزين العقيلي كيف يا رسول الله؟ وهو واحد ونحن جميع. فقال النبي صلى الله عليه وسلم سانبئك بمثل ذلك في الاء الله هذا القمر كلكم يراه مخليا به وهو اية من ايات الله فالله اكبر وايضا قال النبي صلى الله عليه وسلم انكم سترون ربكم كما ترون الشمس والقمر. فهذا هو التشبيه تشبه النبي صلى الله عليه وسلم الرؤية بالرؤيا وان لم يكن المرئي مشابها للمرئ فالمؤمنون اذا رأوا ربهم يوم القيامة وناجوه كل يراه فوقه قبل وجهه كما يرى الشمس والقمر ولا منافاة اقسم ثم ايها الاخوة من كان له نصيب من المعرفة بالله والرسوخ في العلم بالله يكون اقراره للكتاب والسنة على ما هما عليه اذا قد تبين بهذا الحديث ان ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الباب وغيره كله حق يصدق بعظه بعظا. ولذلك عند البخاري كيف انه ساق حديث انس وساق حديث ابن عمر وسيأتينا في المجلس اللاحق حديث عائشة وهذه الاحاديث موافقة لفطرة الخلائق وما جعل فيها من العقول الصحيحة والقصود الصحيحة لا يخالف العقل الصريح ولا القصد الصحيح ولا الفطرة المستقيمة ولا النقل لا يخالف النقل الصحيح الثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وانما يصدق مقطع عرضها من صدق بباطل من النقود او فهم منه ما لم يدل عليه او اعتقد شيئا ظنه من العقليات وهو في الصحيح من الجحريات او من الكشوفات وهو من الكشوفات اذا هذا الحديث ايها الاخوة حديث مهم جدا وحينما يقرأه الانسان يستذكر هدي النبي صلى الله عليه وسلم في طريقته ودله في تعظيمه للقبلة وتعظيمه جهة صلاة المصلي وايضا تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم فيما يتعلق بالنهي عن المنكر وتعليمه للصحابة هذا الامر تطبيقا عمليا ومما اكدت عليه واكرره الان مسألة انكار المنكر حيثما كنت واينما ذهبت وحيثما جلست عليك ان تنكر المنكر واذا دخلت مجلسا فيه المنكرات فعليك ان لا تخوض مع الفائضين فعليك ان تتقوى بما عندك من تقوى وتنكر هذا المنكر ولا تلج الموارد التي يعصى فيها الله تعالى والانسان اذا راقب الله في هذا فان الله سبحانه وتعالى ييسر له اليسر وهذه اليسرى نحن لا نستغني عنها ورعاية الله لا نستغني عنها طرفة عين ولا اصغر من ذلك فنصيحتي لنفسي ايها الاخوة ولكم جميعا ان يراقب الانسان ربه في كل شيء ويستذكر صراط الله المستقيم في كل شيء كما قال تعالى وهذا صراط ربك مستقيما قد فصلنا الايات لقوم يتذكرون ان يستذكرون صلاة الله في كل شيء