قال الامام النووي رحمه الله تعالى كتاب الجهاد قال الله تعالى وقاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة واعلموا ان الله مع المتقين. وقال الله تعالى كتب عليكم القتال وهو كره لكم. وعسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم. وعسى ان تحبه شيئا وهو لكم والله يعلم وانتم لا تعلمون. وقال تعالى انفروا خفافا وثقالا وجاهدوا اموالكم وانفسكم في سبيل الله. وقال تعالى ان الله اشترى من المؤمنين انفسهم واموات ولهم بان لهم الجنة. يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون. وعدا عليه حقا بالدورات والانجيل والقرآن. ومن اوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم. وقال تعالى لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير اولي الضرر والمجاهدون في سبيل لله باموالهم وانفسهم. فضل الله المجاهدين باموالهم وانفسهم على القاعدين درجة وكلا وعد الله الحسنى. ففضل الله المجاهدين على القاعدين اجرا عظيما. درجات منه ومغفرة ورحمة. وكان الله غفورا رحيما. وقال تعالى يا ايها الذين امنوا هل ندلكم تجارة تنجيكم من عذاب اليم. تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله لاموالكم وانفسكم. ذلكم خير لكم ان كنتم تعلمون. يغفر لكم ذنوبكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الانهار ومساكن طيبة في جنات عدن. ذلك الفوز العظيم واخرى تحبونها نصر من الله وقدح قريب وبشر المؤمنين. والايات في الباب كثيرة مشهورة واما الاحاديث في فضل الجهاد فاكثروا من ان تحصر. فمن ذلك عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم اي الاعمال افضل؟ قال ايمان بالله ورسوله قيل ثم ماذا قال عندي هل في سبيل الله قيل ثم ماذا؟ قال حج مبرور. متفق عليه وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله اي العمل احب الى الله تعالى؟ قال الصلاة على وقتها قلت ثم اي؟ قال بر الوالدين. قلت ثم اي؟ قال الجهاد في سبيل الله؟ متفق عليه وعن ابي ذر رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله اي العمل افضل؟ قال الايمان بالله والجهاد في سبيل متفق عليه. وبالله التوفيق وصلى الله على محمد اللهم وسلم على رسول الله وعلى اله واصحابه ومن اهتدى بهداه اما بعد هذه الايات الكريمات وما جاء في معناها والاحاديث الثلاثة كلها تدل على فضل الجهاد والجهاد هو سنام الاسلام وبه قوامه وانتشاره ولهذا شرعه الله للمسلمين بعد ما اعطاهم القوة شرعهم الجهاد. ولما كانوا مستضعفين لم يؤمروا بالجهاد وكانوا في مكة جهادهم الدعوة وعدم وجود القوة فكان جهادهم بالدعوة الى الله والتبليغ عن الله وهكذا في اول الهجرة كان جهاد بالدعوة الى الله وهو البلاغ والبيان فلما قواهم الله واعانهم وقد كثر جمعهم اوجب عليهم الجهاد فقال وقاتلوا في سبيل الله وقاتلوا حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله. قاتلوهم الى الكبرى حتى يأتون فتنة وان يكون الدين كله لله وقال انشروا خفافا وثقالا وجاهدوا باموالكم وامسوا في سبيل الله. ذلكم خير لكم ان كنتم تعلمون وقال جل وعلا في سورة يا ايها هل ادلكم على تجارة تنجيكم من عذاب العلم؟ تؤمن بالله ورسوله وتجاه المسلمين باموالهم وانفسهم ذلك ان كنتم تعلمون هذه التجارة العظيمة الايمان والجهاد هي تجارة توصل اهلها الى دار الكرامة والنعيم المقيم ايمان وجهاد في سبيل الله لاظهار دينه ونصر دينه واعلاء كلمته ودعوة الناس الى الدخول في دين الله. ومن ابى غسل بالسيف حتى يخضع للحق او يؤدي الجزية ان كان من اهل الجزية كاليهود اليهود والنصارى والمجوس ولهذا قال جل وعلا قاتلوا الى يغضب الله ولا باليوم الاخر ولا يحرم ما حرم الله ورسوله ولا يدين دين الحق من الذين اوتوا الكتاب حتى وهم صاغرون وقال جل وعلا ان الله شرع منهم انفسهم واموالهم بان لهم الجنة ولا يأتي الجهاد كثيرة جدا وهي تدل على فضله العظيم وانه من افضل الاعمال بعد الايمان ولهذا مما سئل عليه الصلاة يا رسول اي العمل افضل قال ايمان بالله ورسوله قيل ثم اي؟ قال الجهاد في سبيل الله. قيل ثم اي؟ قال حج مبرور اول شيء توحيد الله والاخلاص له والايمان به بكل ما اخبر الله به ورسوله واداء الفرائض من صلاة وزكاة وصوم وحج ونحو ذلك ثم الجهاد فرض كفاية مع القدرة في سبيل الله لانواع الكفرة من اليهود والنصارى والوثنيين وغيرهم بانواع الكفرات لكن من كان من اهل اليهود والنصارى فانه يجاهد حتى يسلم او يؤدي الجزية. وهكذا اليوم المجوس اما الكفار الاخرون الوثنيون والشيعيون فهؤلاء يجاهدون حتى يسلموا. ولا تقولوا منهم الجزية وهكذا لما سئل اي العمل افضل؟ قال ايمان بالله قال الصلاة على وقتها. يعني في حق المؤمن. الذي قد امن وصل على الصلاة عمود الاسلام قيل عليه ثم ان يقال بر الوالدين. لان مقدم على جنس الجهاد. قيل ثم اي؟ قال الجهاد في سبيل الله فبر الوالدين امر الناس وفريضة. ولهذا لما سأله قال يا رسول الله اني احب ان اجاهد في سبيل الله فقال احيوا والداك؟ قال نعم. قال ففيهما فجاهد قال ارجع فاستأذنهما فدل ذلك على تقدم الجهاد البر على الجهاد وان بر والدين والقيام بحقهما مقدم فاذا اذنا فلا بأس واللفظ الاخر قال لما سئل اي العمل افضل؟ قال الصلاة على وقتها قيل ثم قال بر الوالدين قيل ثم يقال الجهاد في سبيل الله فالمؤمن يبدأ بما افرض الله عليه من صلاة وغيرها واذا جاء الجهاد قام بواجبه من الجهاد حسب الطاقة واذا كان الوالدان في حاجة اليه ولم يأذناه قدم برهما والقيام عليهما. فاذا اذن له جاهد مع المسلمين والجهاد اقسام جهاد النفس في طاعة الله ورسوله لها في الدعوة الى الله بالمنكر والجهاد في قتال الكفار اينما كانوا فجهادنا في اداء فرع الله امر لازم. وهكذا الجهاد في الامر بالمعروف والنهي عن المنكر او اللازم حسب الطاقة وهو فرض الهداية ايضا هو الجهاد بالسيف الجهاد لاعداء الله حتى يدعو في الاسلام او يؤدوا الجزء ان كانوا من اهلها وشرط ذلك ان يقوى عليه وان يستطيع ذلك فان لم يستطع لكونه اعمى او مريض او اعرج فهو مسامح او عاجز عن النفقة ليس عنده نفقة وليس في بيت المال المال ينفق عليه فهو ساقط ايضا عنه لان الله يقول فاتقوا الله ما استطعتم فمن استطاع الجهاد بنفسه او باشعافه غيره جاهد ومن عجز او كان مريضا او اعرج او اعمى فهو مسامح او من والداه ولم يأتنا له او احدهما فهو معذور. وفق الله الجميع