فان اتباع الشهوات جردي كما قال تعالى فخلف من بنيهم خلف قضاء الصلاة واتبعوا الشهوات وسوف يلقون غيا قال جل وعلا ومن اضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله الحديث السابع عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال حجبت النار بالشهوات الجنة بالمكاره. متفق عليه. الحديث الثامن عن ابي عبدالله حذيفة بن اليمان رضي الله عنهما قال صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة. فافتتح البقرة فقلت يركع عند المئة. ثم مضى فقلت يصلي في ركعة فمضى فقلت يركع بها ثم افتتح النساء فقرأ ثم افتتح ال عمران فقرأ اها يقرأ مترسلا اذا مر باية فيها تسبيح سبح واذا مر بسؤال سأل. واذا مر بتعود تعود ثم ركع فجعل يقول سبحان ربي العظيم. فكان ركوعه نحوا من قيامه ثم قال سمع الله لمن حمده. ربنا لك الحمد. ثم قام قياما طويلا قريبا مما ركع ثم سجد فقال سبحان ربي الاعلى فكان سجوده قريبا من قيامه. رواه مسلم. وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال طليت مع النبي صلى الله عليه وسلم ليلاه فاطال القيام حتى هممت بامر سوء. قيل وما هممت به قال هممت ان اجلس وادعه. متفق عليه. وبالله التوفيق. بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله. وعلى اله واصحابه اصابه من اهتدى بهدى اما بعد هذه الاحاديث الثلاثة تدل على فضل مجاهدة النفس والاجتهاد في العبادة تأسلم من النبي عليه الصلاة والسلام كما قال الله جل وعلا ومن الليل يتهجد به نافلة لك عسى ان يبعثك ربك مقاما محمودا. قال تعالى يا ايها المزمل قم الليل الا قليلا نصفه او ينقص منه قليلا اوجد عليه ورتل ترتيلا قال تعالى ان ربك يعلم انك تقوم ادنى من ثلث الليل وان يصفحوا وثلثا وظائفة من اجل ما شئت قال في عباد الرحمن والذين يبيتون لربهم سجدا وقياما وذكر من صفات المتقين في سورة الذاريات كانوا قليلا من الليل ما يهجعون وبالاسحار هم يستغفرون هذا يدعو على شرعية المجاهدة للنفس والعناية بقيام الليل واطالة الركوع والسجود والقراءة حسب الطاقة يقول صلى الله عليه وسلم حبت النار بالشهوات وحبة الجنب الاخر حفت حجبت حكم المعنى المتقارب يعني جعل بين الناس وبين الجنة المكاره حفت النار بالشهوات من اقدم على الشهوات صار الى النار ومن جاهد نفسه واكرهها حتى تستقيم على الحق صار الى الجنة الواجب على المؤمن ان يجاهد نفسه حتى تستقيم على الحق وان كرهتهم وان ضعوا فتجاهدها حتى تدع ما حرم الله حتى تستقيم على امر الله حتى تقف عند حدود الله ويحذر ان يتبع الهوى يحذر اتباع الشهوات قال سبحانه ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله فالواجب على المؤمن المجاهدة لهذا ولهذا الهوى لهذه النفس حتى تستقيم على الحق حتى تسارع اليه حتى تصبر عليه ومن هذا عمله صلى الله عليه وسلم معكم المغفور له يقول حذيفة انه صلى معه في بعض الليالي بقرة ببقرة فقد يسلب بها في الركعة ثم قرأ النساء ثم بالي ابران خمسة اجزاء وزيادة ثلاث سور طويلة يقف عند كل اية فيها رحمة يسأل كل في اية فيها تعود يتعوذ كلها فيها تسبيح يسبح قال في الروايات المشهورة فما صلى ركعتين حتى طلع الفجر يطور الركوع السجود مع تطويل القراءة وفي حديث مسعود انه صلى مع النبي ذات ليلة فقام قياما طويلا حتى هم ابن مسعود ان يجلس من شدة ما اطال قد تقدم قوله صلى الله عليه وسلم لما قال بعض الناس اصوم ولا افطر قال اخر اصلي ولا انام قال اخر لازم قال صلى الله عليه وسلم لكني اصلي وانام واصوم وافطر واتزوج النساء صلى الله عليه وسلم في الغالب تجتهد في الصوم تطوع تهجوا بالليل الى غير ذلك لكنه لا يسهر الليل يا نعم بعض الشيء يصلي ويرقد ويصوم ويفطر لا يصوم الدهر بل تارة يصومه تارة يفطر مباشرة الصوم اذا حصل له فرصة ربما الافطار اذا لم يحصل له فرصة ربما صام اثنين والخميس ثم صام ثلاثة ايام من كل شهر فانت يا عبد الله كذلك عليك ان تجاهد النفس وان تتحرى الاوقات المناسبة حتى تعمل ما تستطيع من الخير وفيه دلالة على باستحباب السؤال عند اية الرحمة والتعاون عند اهل الوعيد والتسبيح عند تعظيم التسبيح في تهجده بالليل تهجد كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم وفيه انه لا مانع من الاطالة في بعض الاحيان وان يطول ركعته في بعض الاحيان لا بأس لكن الافضل ان يراعي نشاطه وقوته مثل ما ابرد انسان يراعي نشاطه وقوته فلا يكلف نفسه ما يملها ولا يطاوعها بترك ما ما ينبغي لكن بين تطيعها في الخير ولكن لا يملها وفق الله اليك