وقوم صالح وقوم لوط وشعيب وعن فرعون وقومه يقول جل وعلا فكلا اخذنا بذنبه سورة العنكبوت فكل اخذ بذنبه فمنهم من ارسلنا عليه حاصبا مثل هذي من اخذ ذو الصيحة وان تقوم بتبليغ الرسالة الذي بلغها عليه الصلاة والسلام اينما كانت في بر او بحر في شدة او رخاء في صحة او مرض في جميع الاحوال كما قال عز وجل وادعو الى ربك بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله واصحابه ومن اهتدى بهداه اما بعد قد اخبرني اخي الكريم المقدم ان هذه ليلة كان فيها موعد لصاحب الفضيلة الشيخ سفر الهواري لالقاء المحاضرة باسم اسباب هلاك امم الشعوب. ولكنها قدمت لاسباب ذلك وهذا الموظوع موظوع يدير بالعناية والله جل وعلا خص علينا في العظيم اسباب هلاك الامم والشعوب وبين ذلك اكمل بيان الله ذلك اكمل الايضاح سبحانه وتعالى وذلك ان اسباب هلاكهم تمردهم على الرسل ومخالفتهم اياهم فيما دعوهم اليه. فاهلكهم الله بعصيانهم وكفرهم وضلالهم وعدوانهم كما قص لنا عن قوم نوح وقوم هود ازا نقول قولوا ما قسمنا به الارض فهو من لوط وقارون ومنهم من اغرقنا كقوم نوح وفرعون وقومه كل هذا باسباب عصيانهم وكفرهم بالله وامتناعهم مما دعتهم اليه الرسل عليهم الصلاة والسلام هل الذي يهلك الاولين من الامم والشعوب يجب ان يحذره الاخرون لئلا يصيبهم ما اصاب اولئك كما قال تعالى فاخذهم الله بذنوبهم وما كان لهم من الله من ورق وقال فاعتبروا يا اولي الابصار قال عز وجل قد كان في قصصهم عبرة لاولي الالباب. ما كان حديثا يفترق والله بعث الرسل عليهم الصلاة والسلام مبشرين ومنذرين يعاد للهدى ومبشرين بالسعادة والنجاة لمن اجاب ومنذرين من الكفر بالله والظلم لعباده والتعدي لحدوده بعذاب الله العاجل والاجل وخاتموهم وامامهم وافضلهم نبينا محمد عليه الصلاة والسلام بعثه الله الى الناس عامة بشيرا ونذيرا ودان الى الله بينا وسراجا منيرا. بعثه بالهدى ودين الحق للهدى العلم النافع والاخبار الصادقة عما مضى وعن ما يأتي واما يكون في الاخرة ودين الحق بالشرائع المستقيمة للاوامر والنواهي لان لا يكون الناس على الله حجة فبلغ الرسالة وادى الامانة ونصح الامة وجاهد في الله حق الجهاد عليه من ربه الصلاة والسلام حتى اتاوا اليقين من ربه بهذه الامة ان نستقيم على ما دعاها اليه نبيها عليه الصلاة والسلام وان تحافظ عليه قولا وعملا وعقيدة وان تحذر ما نهى عنه من جميع الوجوه قال سبحانه ادعوا الى سبيل رب الحكمة والموعظة الحسنة وجارهم بالتي هي احسن قال جل وعلا ومن احسن قولا ممن دعا الى الله وعمل صالحا. وقال انني من المسلمين قال تعالى قل هذه سبيلي ادعو الى الله على بصيرة وقال جل وعلا لقد كانه من رسول الله اسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الاخر وذكر الله كثيرا فالله بعثه داعية وبشره ونذيرا وهكذا من قبله من الرسل حق علماء حق على العلماء خلفاء الرسل ان يقوموا بهذا الواجب لانهم الخلفاء لان الرسل وهم وراثهم وعلى كل طالب علم وعلى كل مؤمن نصيبه من ذلك على حسب علمه وبهذا تستقيم الامة على الهدى وتعرف طريق النجاة وتبتعد عن سبل الهلاك وبهذا بتوفيق الله تنجو من اسباب هلاك الامم اذا اخذت بالطريق الذي سلكه رسولها عليه الصلاة والسلام ودعا اليه وتواصت به وتمسكت به كان ذلك طريق النجاة وسبيل السلامة وقد ابقى الله فينا كتابه العظيم وسنة رسوله الامين فيهما الهدى والنور فيهما الدلالة على الاخلاق الفاضلة والاعمال الصالحة. والعقيدة المستقيمة وفيهم الدلالة على اسباب الهلاك فوجب تدبر كتاب الله وتعقله والاخذ بما فيه والدعوة الى ذلك والعناية بالسنة حفظا وفهما ودعوة وتبليغا قال تعالى وما ارسلناك الا رحمة للعالمين هو رحمة لجميع العالم ثم اخذ بهذه الرحمة ورزق التمسك بها والفقه فيها صار من المهتدين السعداء ومن اعرظ عن هذه الرحمة ولم يرفع بها رأسا صار من الهالكين الاشقياء ان هذا القرآن يهدي للتي هي اقوم قل هو للذين امنوا هدى وشفاء ونزلنا عليه الكتاب تبيانا لكل شيء وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين افلا يتدبرون القرآن ام على قلوب اقفالها كتاب انزلناه اليك مبارك ليدبروا اياته وليتذكر اولو الالباب ومن اعظم اسباب الهلاك التفرق والاختلاف فوجب على الامة الاتحاد والاجتماع على الحق والتعاون على البر والتقوى والتواصي بالحق قال تعالى فرقوا دينهم وخانوا الشيعة ليس منهم في شيء قال تعالى في كتابه الكريم واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا فيجب على الامة الاجتماع على الحق وتواصي به وان تكون يدا واحدة وجسدا واحدا ضد اعدائها وخصومها وضد المبادئ التي حذر منها الرب عز وجل وحذر منها الرسول عليه الصلاة والسلام وبذلك تهون بالسعادة وتنجو من اسباب الهلاك وقد قال الله جل وعلا في صفة اولياء المؤمنين وصفاته الرابحية وحزبه الرابحين والمؤمنون والمؤمنات بعظهم اولياء بعظ يأمر بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله اولئك سيرحمهم الله ان الله عزيز حكيم قالت عائشة رضي الله عنها لما سئلت عن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت كان خلقه القرآن وهذا تفسير قوله تعالى وانك لعلى خلق عظيم فالامم هي الاخلاق الاخلاق العظيمة الكريمة قولية والعملية والعقدية اذا استقام الخلق على توحيد الله والاخلاص له. وعلى متابعة الحق وعلى ترك الباطل هذا هو طريق النجاة. وسبيل السعادة وخلق النبي صلى الله عليه وسلم وكان خلقه الاخلاص لله وتعظيم حرماته والدعوة اليه ومسارعته الى مرضيه والابتعاد عن مناهيه عليه الصلاة وهذا هو طريق السعادة هذا هو الخلق العقيدة الصالحة والقول الصادق والعمل المستقيم وقد بينه الله في هذه الاية العظيمة اية براءة والمؤمنون والمؤمنات بعضهم اولياء بعض وذلك من استقامة عقيدتهم واخلاقهم. بعضهم الى بعض كل واحد يحب لاخيه الخير ويكره له الشر. كل واحد صادق في ذلك مخلص لربه معظم لحرماته. يخشى العذاب ويقوى غضبه ويرجو ثوابه مغفرته وولي اخيه واخته في الله. وهكذا المؤمنة ولية اخيها واختها في الله عن علم وعن عقيدة وعن محبتي في الله وعن صدق واخلاص وعن تواص بالحق وعن تعاون البر والتقوى هكذا المؤمنون والمؤمنون اولياء. متحابون في الله. متناصحون. وتعاونوا على البر والتقوى متباعدون عن اسباب الحلال والشقاء الذي هلك به الامم التي هلك بها الامم فلا غيبة ولا نميمة ولا ظلم لا في نفس ولا في مال ولا في عرض ولا خيانة في الامانة ولا غش في المعاملة ولا شهادة زور ولا دعوة باطلة هكذا المؤمنون كل واحد يحذر هذه الاخلاق الذميمة فتجده معاها صادقا مخلصا امينا لا يظلمه في نفسه ولا في ماله ولا عرض. ولا يشهد عليه بالزور ولا يدعي عليه دعوة باطلة ولا يغتابه يعني يذكره بما يكره ولا ينم عليه ولا يغشه المعاملة ولا يخونه في الامانة ووسيم لاخيه ناصح لاخيه وهذا معنى الحديث الصحيح الدين النصيحة لمن يا رسول لله ولكتابه ولرسوله ولائمة المسلمين وعامته اخرجه مسلم في الصحيح فالمؤمن ناصح ابدا الاله مخلص له سبحانه مؤد حقه تارك ما نهى عنه واقف عند حدوده معظم لكتابه ولما جاء به الرسول صلوا والسلام ناصح للقرآن باتباعه وتعظيمه وتصديقه وانه كلام الله حقا منزلا غير مخلوق منه بدى واليه يعود وان في بيان كل شيء وصدقوا للرسول صلى الله عليه وسلم ناصح له باتباع شريعته وتعظيم امره ونهيه والدعوة الى سبيله والايمان بانه رسول الله حقا الى جميع الثقلين الجن والانس ناصح للامة لاهل الائمة من الولاة من الامراء والسلاطين رؤوس الناس وشيوخ العشائر وغيرهم ممن هم ائمة المقتدى بهم ينصح لهم ينصح لرئيسه اميره شيخ قبيلته رئيس اسرته ينصح لهم يدعوه الى الخير يحرظوهم عليه حذروهم من الشر لانه اقتدى به وهو حريص على ان يكونوا على طريقة مستقيمة حتى يتأسى بهم غيرهم وهكذا العامة تنصح العامة ايضا بتوجيهه من الخير وارشادهم اليه وامرهم بالمعروف ونهي عن المنكر وتعليمهم ما ينفعهم وتحريرهم ما يضرهم المسلم اخو المسلم لا يظلمك ولا يحقره ولا يكذبه ولا يخذله وفي الصحيحين عن جرير ابن عبد الله البجلي رضي الله عنه ولا بائعة النبي صلى الله عليه وسلم على اقام الصلاة وايتاء الزكاة والنصح لكل مسلم النصح بيعة عهد النبي صلى الله عليه وسلم ينصح لكل مسلم لا يغشه ولا ريب ان النصيحة بين الناس من اسباب السعادة والسلامة وتقارب القلوب والسلام من اسباب الفرقة والاختلاف ولا ريب ان الغش والخيانة والكذب والنميمة والغيبة باسباب الاختلاف والتفرق وسوء العاقبة فالمؤمنون والمؤمنات اولياء فيما بينهم بعضهم اولياء بعض وانت يا عبد الله اذا حاسبت نفسك ودرست احوالك سوف تجد ما يخل بهذه الولاية فعليك ان تعالج نفسك وان تجاهدها وان تحاسبها حتى تستقيم على الخلق الكريم الذي كان عليه رسولك عليه الصلاة والسلام حاسب نفسك وجاهدها ماذا عملت مع اخيه واختك في الله ماذا عملت مع قراباتك واسرتك ماذا عملت مع مجتمعك هل اديت الامانة؟ هل نصحت لله ولعباده؟ هل سلمت من الغيبة والنميمة والخيانة؟ هل سلمت من الكذب من الكذب والدعاوى الباطلة لابد من محاسبة وجهاد لهذه النص كما قال سبحانه وتعالى يا ايها الذين امنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قد فسخت عمر بالنظر ماذا قدمنا لرجل يوم القيامة ولتنظر نفس ما قدمت لغد يعني تنظر كل نفس ما قدمت لاخراها من عمل صالح يكون به السعادة او ظده فان كان العبد قدم صالحا واعمالا مرظية حمد الله على ذلك وسأله الثبات سبحانه وتعالى وان كان قدم اعمالا سيئة وتفريضا بامر الله بادر بالتوبة النصوح والله يتوب على التائبين سبحانه وتعالى ثم ذكر شيئا مما يتعلق بالولايا فقال يأمر بالمعروف وينهون عن المنكر نبه على هذا الامر العظيم لعظم شأنه تشمل اشياء كثيرة بالنسبة له ما تقدم من من اداء الامانة وعدم المعاملة وعدم الغيبة الى غير ذلك لكن ننبه على هذا الامر الجامع ليجمعوا الخير كله فيأمر بالمعروف وينهون عن المنكر يعني مع كونهم اولياء لا تحملهم الولاية والمحبة اخوانهم ان يغشوهم ولا يأمروهم ولا ينهرهم. وان يسكتوا عنهم ويداهدوهم لا ليس من صفات المؤمن المداهنة بل هي المذمومة انزل الله منها في قوله ودوا لو تدهنوا فيدهنوه فالمؤمن لا تحمله محبته قرابة واسرته او محبة اهل بلده او محبة اصدقائه لا تحمله على ان يدهن ويترك الامر والنهي. لا تحمله على مجاملة التي معناها ترك الحبل على الغارب وعدم الامر بالمعروف والنهي عن المنكر لا ايمانه وتقواه لله ولاخوانه كل ذلك يحمله على ان يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر حتى لا يعين الشيطان عليهم حتى لا يجرهم الى النار بسكوته وغفلته بل يرشده ويأمرهم وينهاهم حتى يكون ذلك من اسباب نجاته من النار. وسلامتهم من غضب الله ومن استيلاء الشيطان عليه فالمؤمن والمؤمنات امار بالمعروف نهاون عن المنكر وهكذا وصف الله الامة بذلك بقوله جل وعلا كنتم خير امة اهيت للناس تأمر بالمعروف وتنهون عن المنكر فالواجب على المؤمنين والمؤمنات الالتزام بهذا الواجب والعناية به وتنفيذه وعدم المداهنة فيه بالحكمة والاسلوب الحسن والرفق واقامة الادلة ملاحظة الاوقات المناسبة حتى يقوم امر الله وحتى يفهم العباد ما عليهم وحتى يدعوا ما نهاهم الله عنه جل وعلا قال تعالى فبما رحمة من الله لنت لهم. ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك وقال عز وجل في قصة موسى وهارون لما بعثهما الى فرعون فقولا له قولا لينا لعله يتذكر او يخشى ويقول عليه الصلاة والسلام من يوحى من الرفق يحرم الخير كله ويقول ان الرفق لكم شيء لا زال ولا ينزع منك الا الا شانه وقد امر سبحانه الجدال بالتي هي احسن في الدعوة ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي احسن قال ولا تجادلوا اهل الكتاب الا بالتي هي احسن مو كفرة اليهود والنصارى. امر ان يجاهدهم ان يجادلهم بالتي احسن. لان هذا اقرب الى القبول وانجح في الدعوة قال الا الذين ظلموا منهم يعني الا من ظلم هذا ينتقل معه الى شيء اخر لكن ما دام المدعو لم يظلم فعليك بالرفق وجداب اللفظ احسن لعل الدعوة تدخل الى قلبه لعله يتقبلها قبولا حسنا لعله يقبل منك ويتأثر ثم قال جل وعلا ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله هذه من صفاتهم العظيمة واخلاقهم الكريمة اقام الصلاة الذي يعود الاسلام واعظم الفرائض بعد الشهادتين هذه الصلاة العظيمة التي من حافظ عليها حفظ دينه ومن ضيعها فهو لباسها اضيع المؤمنون والمؤمنات يحافظون على الصلاة. ويقيمونها كما شرع الله ليسوا مع المتخلفين والمتكاسلين والمتثاقلين كمنافقين لا وهم يسارعون اليها يحافظون عليها مقيمون لها كما امر الله وهذه ضد حال المنافقين الذي الذين قال الله ان المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم واذا قاموا الى الصلاة قاموا كسالى يراءون الناس ولا يذكرون الله الا قليلا. هذه حالة للنفاق غفلة عن الله. وتثاقل عن الصلاة نسأل الله العافية لانهم لا ليس عندهم ايمان اهل الايمان فانهم يقيمونها كما شرع الله. ويؤدونها كما اوجب الله في اوقاتها في الجماعة في بيوت الله عن طمأنينة واخلاص وخشوع هكذا المؤمنون كما قال تعالى قد افلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون قال في بيوتنا قال سبحانه في بيوتنا ان الله ان ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغلو والاصال رجال لا تلهيهم تجارة ولا لله واقام الصلاة المؤمنون عندهم من الحوافز والدوافع الى اقام الصلاة ما يجعلهم يسارعون اليها ويحافظون عليها في اوقاتها في ولا يتأخرون ولا يتناقلون ولهذا قال المصطفى عليه الصلاة والسلام وجعلت قرة عيني في الصلاة. هي قرة العين للمؤمن وراحة القلب ونعيم الروح وهي الركن الثاني من اركان الاسلام الخمسة وهي اعظم الاركان بعد الشهادتين فالواجب على اهل الايمان من الرجال والنساء العناية بها. والمحافظة عليها كما وصفهم الله بذلك وفي الحديث عنه صلى الله عليه وسلم انه فيما رواه احمد رحمه الله باسناد صحيح عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنهما اتفضل عن النبي صلى الله عليه وسلم انه ذكر الصلاة يوما بين اصحابه فقال من حافظ عليها كانت له نورا وبرهانا ونجاة يوم القيامة ومن لم يحافظ عليها لم يكن له نور ولا برهان ولا نجاة وحشرى يوم القيامة مع فرعون وهامان وقارونه بإبن قلم. نسأل الله العافية ففي هذا الحديث العظيم الدلالة على انه ان حافظ عليها كانت له نورا وبرهانا ونجاة يوم القيامة لان عمود الاسلام من حفظ حفظ دينه ومن ضيعها فهو لما سواه ضيعة من حفظها عن ايمان وعن تقوى وعن صدق اوجب له ذلك المحافظة على غيرها من الزكاة والصيام والحج وغير ذلك لانها ام العبادات والاعمال بعد الشهادتين من اقامها وحافظ عليها اقام بقية امور الدين ولهذا قال جل وعلا واقم الصلاة ان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر فمن حفظها واستقام عليها قولا وعملا ومحافظة على الوقت. واقبالا عليها وطمأنينة نهاته عن الفحشاء والمنكر وصار من خير عباد الله لما وقع في قلبه من الخير العظيم والايمان القوي الذي حمله على المحافظة على الصلاة واقامتها كما امر الله وكان ذلك من اسباب ايضا ذهابه ببقية الامور اما من اضاعها ولم يقمها فامره خطير ولهذا قالوا ومن لم يحافظ عليه انه لم يكن له نور ولا برهان ولا نجاة وحشر يوم القيامة مع فرعون وقارون مع فرعون وهامان وقارون وابي بن خلف قال بعض اهل العلم انما يحذر معهم مع هؤلاء الكفرة الخبثاء انما يحشر معهم من ضيع الصلاة لانه ان ضيعها باسباب الرياسة والولاية والامارة شابه فرعون فيحشر معه يوم القيامة نعوذ بالله من النار ويضيعها باسباب للوزارة والوظيفة حجر مع وزيره هامان وزير فرعون ان النار نسأل الله العافية وان ضيعها باسباب المال والشهوات اشبه قارون الذي طغى وبغى وغره ماله حتى انكر الحق ولم يقبله من موسى عليه الصلاة والسلام. فخسف الله به بدار الارض واما ان يرد الحق من اجل التجارة والبيع والشراء ويضيع الصلاة لاجل ذلك فيكون شبيها بابي بن خلف تاج لاهل مكة فيحشر معه الى النار يوم القيامة نسأل الله العافية وهذا التاجر قتل يوم احد قتله النبي صلى الله عليه وسلم فجدير بالمؤمن وبالمؤمنة ان يحذرا التساهل بهذه العبادة والتثاقل عنها فيكون مع هؤلاء الخبثاء ومما يقع اليوم تساهل كثير من الناس بصلاة الفجر حتى لا يقوم لها الا اذا قام لعمله بعد طلوع الشمس وهذا منكر عظيم شر كبير فالكفر عند جمع من اهل العلم لان تعمدت اخرها وقتها بغير عذر شر فيجب الحذر من ذلك والتواصي بترك ذلك والنصيحة فان الواجب المحافظة عليها دائما ولا يكفي ان يحافظ على واحدة دون واحدة او في الصيف دون الشتاء او في الشتاء دون الصيف او في رمضان او في غير لا يجب ان يحافظ على الصلوات الخمس في جميع الزمان وفي كل مكان واينما كان ثم ذكر الركن الثالث والزكاة قالوا اؤتونا الزكاة كذلك والصلاة والزكاة قرينتان كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام. فالواجب العناية بالزكاة ايضا حق المال على الرجل والمرأة الصلاة اعظم واهم وهي عماد الدين كما تقدم فعلى الرجل ان يعتني بها في المساجد ومع اخوانه. وعلى المرأة ان تعتني في وقتها في بيتها هذا هو خير لها والافضل ولو صلت مع الجماعة من غير تبرج ولا طيب ولا شيء يضر الناس فلا بأس ولكن بيتها خير له فلابد من حفاظ الجميع واقامة الجميع لهذه الصلاة رجالهم ونسائهم كما امر الله ولابد من اداء الزكاة كما امر الله حق المال ثم ختم هذه الصفات بامر عظيم عام فقال ويطيعون الله ورسوله هذا جامع وصف جامع ما يبقي شيئا هكذا مؤمنون ومؤمنات من صفاتهم العظيمة طاعة الله ورسوله كل شيء السهام وبالحج ترك المحارم وفي بر الوالدين صلة الرحم الضيف الحديث الى غير ذلك فالمؤمن والمؤمنات يطيعون الله في كل شيء في اداء الواجبات غير ما ذكر الله من الصلاة والزكاة وفي ترك المحارم ولما كان امر الصلاة والزكاة حافزا للمؤمن والمؤمنة الى بقية الامور اكتفى الله به في الصلاة والزكاة في مواضع كثيرة لانهما مع الايمان بالله وتوحيده تقتضيان فعل ما اوجب الله ترك ما حرم الله فلهذا قصر سبحانه عليهما في مواضع كثيرة في هذه الاية وقوله جل وعلا وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء. ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة وبقوله سبحانه فان تابوا واقاموا الصلاة واتوا الزكاة خلوا سبيلهم فان تابوا واقاموا الصلاة واتوا الزكاة بالدين الى غير ذلك فانت يا عبد الله عليك ان تعتني بهذا الامر. وان تجتهد في تطبيق شريعة الله على نفسك. وعلى اهل بيتك في كل شيء كما اطعته بالتوحيد والاخلاص والصلاة والزكاة هكذا في بقية الامور ويطيعون الله ورسوله في جميع الامور قولا وفعلا عملا وتركا هو يطيع الله ورسوله في الاوامر ويطيع الله ورسوله في النواحي حتى يلقى ربه ثم قال بعد هذا اولئك سيرحمهم الله لمن كان بهذه الصفة هو محل الرحمة لان اتوا باسبابها. اولئك سيرحمهم الله. فدل على ان الرحمة لها اسباب. وانهم اتى بها الرحمة بخلاف من ضيعها فان معناه عدم رغبته بالرحمة باضاعته اسبابها هذا قول جل وعلا ان الذين امنوا والذين هاجروا وجاهدوا في سبيل الله اولئك يرجون رحمة الله فجعلهم راجين لما اتوا بالاعمال الدالة على ذلك. اما من اقبل على الفساد وترك الفرائض ويقول انه يرجو هذا متلاعب مستهتر بحرمات الله خطير بان لا يوفق للتوبة فيحشر الى النار نسأل الله السلامة ذلك يا عبد الله ان تستقيم على الواجب وان تدع المحرم وان تلزم التوبة مما التقصير واياك والتساهل واياك والاغترار بامهال الله لبعض العباد. فانه يملي ولا يقول سبحانه وتعالى كما قال جل وعلا وكذلك فض ربك اذا اخذ القرى وهي ظالمة ان اهله ولي شديد حديث صحيح صلى الله عليه وسلم ان الله ليضل الظالم حتى اذا اخذه لم يرده ثم تلى ذلك الا تغتر بامه لله كثير من الناس على كفرهم ومعاصي لا تغتر فلله حكمة بالغة فلو اخذ الناس بمعاصيه ما بقي احد من هو الذي لا يعصي قال تعالى ولو يؤاخذ الله الناس بما كسبوا ما ترك على ظهرها بالله لكنها ولا يؤاخذ الله الناس بظلمهم ما ترك عليها من دار. ولكن يؤخرهم الله سبحانه ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون انما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الابصار. فليس بغافل عنه جل وعلا لكن لحكمة بالغة وما ربك بغافل عما يعمل سبحانه وتعالى فاياك ان تغتر بحلم الله وامهاده واملاءه لكثير من الناس على كفرهم وضلالهم فان ذلك شر لهم واعظم في عقوباتهم فعليك ان تبذل المستطاع وان تجتهد في تقوى الله ما استطعت وان تحذر اسباب غضبه وان تقف عند حدوده وان تسأله كثيرا ان يوفقك ويعينك وله بيده سبحانه وتعالى اظع اليه دائما ان يعينك ويثبت على الهدى ويعينك من نفسك وشيطانك ومن جلساء السوء انظر الى الله دائما تجعله توفيق والهداية والسلامة من اسباب غضب الله سبحانه وتعالى ونسأل الله عز وجل ان يوفقنا واياكم للعلم النافع والعمل الصالح. وان يمنحنا وللمسلمين جميعا الفقه في دينه والثبات عليه. وان ينصر دينه ويعلي كلمته وان يصلح ولاة امر المسلمين جميعا ويعيدهم على تحكيم شريعته والزام الشعور بها وان يوفق المسلمين في كل مكان للفقه بدينه والاستقامة عليه والتواصي به انه سميع قريب. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان