انفسهم حتى يتبين لهم انه الحق. احد عشر وثمانمائة. الواجب على المسلم اذا صار في في مدينة من مدائن المسلمين ان يصلي معهم الجمعة والجماعة ويوالي المؤمنين ولا يعاديهم. وان رأى بعضهم ضالا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط. وما نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم من المعاملات كبيع الغرر والثمرة قبل بدو صلاحها والسنين والمزابلة والمحاطلة وغيرها. داخل اما في الربا واما في الميسر تظهر فساده. فيقال كيف اشتبه هذا على احد؟ اتصوره كاف في فساده؟ ثلاث وثمانمائة. العلم بالكائنات وكشفها له طرق متعددة حسية وعقلية وكشفية وسمعية ضرورية ونظرية وغير ذلك. وينقسم الى قطع الا ففيه علقة خيار ونحوه لصاحب الحق يكون عقدا غير لازم وتفاصيل هذا الاصل كثيرة معروفة. خمسون وستمائة الملك الذي لا يحصل للعبد الا بمعصية الله اما مقابلة ترك واجب او مقابلة فعل محرم مكسب خبيث حرام عليه ان يتصدق به او يجعل في المصالح ولا يرده الى من اخذه منه. واحد وخمسون وستمائة. الاصل في العقود جميعها هو فانه بعثت به الرسل وانزلت الكتب. قال تعالى لقد ارسلنا رسلنا بالبينات فهؤلاء يبلغهم من امره ما لم يبلغ هؤلاء. وهؤلاء يسمعون من امره ما لم يسمعه هؤلاء. وهؤلاء يفهمون من امره فيما لم يفهمه هؤلاء وكل من امر بما امر به الرسول وجب طاعته طاعة لله ورسوله لا له. واحق الناس به اقربهم الى معرفة دينه واتباعه ثلاثة وعشرون وسبعمائة. الله تعالى عم عباده بخلقه ورزقه واعطاهم كل ما يحتاجون لقيام دينهم ودنياهم وهداهم النجدين فريقي الخير والشر. وبين لهم ما يتقون. ولكن خص بفضله بمزيد علم المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله اربعون اصول منقولة من كتبه وفتاويه المتفرقة ومطاوي كتبه شيئا فشيئا بحسب التتبع والوقوف عليها وتسعون وخمسمائة. الفرقان والسلطان يكون بالحجة والعلم. ويكون بالنصر والتأييد. كقوله تعالى هو الذي ارسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله. تسعة وتسعون وخمسمائة ومن امره الشارع بعبادة وطاعة يفعلها فهو افضل من هذا الوجه ممن لم يؤمر بها دينا وايمانا وان لم يكن الاخر عاصيا ولا معاقبا. وذلك ان ما اصل اهل السنة والجماعة ان الايمان يتفاضل من وجهين. واحد من جهة امر الله. اثنان ومن جهة فعل العبد الواقع منه ستمائة فعلى كل مؤمن الا يتكلم في شيء من الدين الا تبعا لما جاء به الرسول. ولا يتقدم بين يديه بل ينظر ما قال فيكون قوله تبعا لقوله وعمله تبعا لامره. فمن قول الله وقول رسوله يتعلم وبه يتكلم. وفيه ينظر ويتفكر وبه يستدل. فهذا اصل اهل السنة واهل البدع بخلاف ذلك. وكل من خالف ما جاء به الرسول لم يكن عنده علم بذلك ولا عدل. بل لا يكون عنده الا جهل وظلم وظن وما تهوى الانفس. ولقد جاءهم من ربهم الهدى. فانما اخبر به الرسول حق ظاهرا او باطنا فلا يناقضه والا الباطل والضلال واحد وستمائة. الوحي وحيان وحي رحماني وهو الهام الخير والواردات الموافقة للحق. ووحي شيطاني وهي الواردات والاذواق المنافية لما جاء به الرسول. اثنان وستمائة استمتاع الانس بالجن والجن بالانس طاعة كل منهم للاخر وخدمته فيما يحب. واستخدام الانس للجن مثل استخدام الانس للجن. منهم من يستخدمهم في المحرمات ومنهم من يستخدمهم في المباحات ومنهم من يستعملهم في طاعة الله ورسوله وهذه حال نبينا صلى الله عليه وسلم. ومن اتبعه وهم افضل الخلق فانهم يأمرون الانس والجن بما امرهم الله ورسوله وينهونهم عما نهاهم الله ورسوله. اذ كان مبعوثا الى الانس والجن وورثته يدعون الى ما يدعو اليه. ثلاثة وستمائة والخير والشر درجات. فيقتنع بالخير اليسير اذا لم يحصل ما هو اكثر منه ويدفع الشر الكبير بالشر اليسير. وقد ذهب كثير من مبتدعة المسلمين من الرافضة والجهمية وغيرهم الى بلاد الكفار اسلم على يديه خلق كثير وانتفعوا بذلك وصاروا مسلمين مبتدعين. وهو خير من ان يكونوا كفارا. والنبي صلى الله عليه وسلم دعا الخلق وبغاية الامكان ونقل كل شخص الى خير مما كان عليه بحسب الامكان. ولكل درجات مما عملوا. ولقد بعث بتحصين للمصالح وتكميلها وتعطيل المفاسد او تقليلها. اربعة وستمائة. وعلى المجتهد ان يعمل بما يعلم انه ارجح من غيره. وهو العمل بارجح الدليلين المتعارضين وحينئذ فما عمل الا بالعلم وجمهور مسائل الفقه التي يحتاج الناس اليها ويفتون بها ثابتة بالنص او الاجماع وانما يقع الظن او النزاع في قليل مما يحتاج اليه الناس خمسة وستمائة. جعل الدين قسمين اصولا وفروعا لم كن معروفا في الصحابة والتابعين ولم يقل احد من السلف والصحابة والتابعين ان المجتهد الذي استفرغ وسعه في طلب الحق يأثم لا في ولا في الفروع ولكن هذا التفريق ظهر من جهة المعتزلة وادخله في اصول الفقه من نقل ذلك عنهم وكل مجتهد لا يأثم عند الائمة ابي حنيفة والشافعي ومالك وغيرهم. والذين فرقوا بين الاصول والفروع لم يذكروا ضابطا يعتمد عليه. ستة وست مئة والسلف لم يذموا جنس الكلام فان كل ادمي يتكلم ولا ذم الاستدلال والنظر والجدل الذي امر الله به ورسوله والاستدلال بما بينه الله ورسوله بل ولا ذموا كلاما هو حق. بل ذموا الكلام الباطل وهو المخالف للكتاب والسنة. وهو المخالف للعقل ايضا اه وهو الباطل سبعة وستمائة. الطرق الباطلة توصل الى الجهل والضلال لمن اعتقد صحتها. والى الحيرة والشك لمن تبين له تناقضها من حزاق اهلها. والى اليقين لمن عرف الحق وسلكه بالطرق الصحيحة. فانه بمعرفته الباطل يزداد بصيرة بالحق وبضدها تتبين الاشياء ثمانية وستمائة. من ضيع الاصول حرم الوصول. والاصول اتباع ما جاء به الرسول. تسعة وستمائة والدليل يدل ويقوم على ان كلام الله صفة ذات وصفة فعل. صفة ذات تقوم بذات الرب. والله متصف بها. وصفة فعل يتكلم بمشيئته وقدرته متى شاء وحيث شاء ازلا وابدا. عشرة وستمائة. والله تعالى اخبر انه ينصر رسله في الحياة الدنيا وفي الاخرة. والله سبحانه يجزي الانسان من جنس عمله. فالجزاء من جنس العمل فمن خالف الرسل عوقب بمثل ذنبه وارى عباده له ذلك عيانا. واذا ظهرت البدع التي تخالف الرسل انتقم الله ممن خالف الرسل وانتصر لرسله. احد عشر وستمائة والايمان رسول والجهاد عن دينه سبب لخير الدنيا والاخرة وبالعكس البدع والالحاد ومخالفة ما جاء به سبب لشر الدنيا والاخرة اثنا عشر وستمائة. التوحيد وتصديق الرسل جماع الايمان. والشرك وتكذيب الرسل جماع الكفر. ثلاثة عشر وستمائة. فمن دفع التي يحتج بها غيره لم يؤمن بها بل امن بما يحتج هو به صار ممن يؤمن ببعض الكتاب ويكفر ببعض. اربعة عشر وستمائة. واذا ترك الناس بعض ما انزل الله وقعت بينهم العداوة والبغضاء اذا لم يبق هنا حق جامع يشتركون فيه. بل تقطعوا امرهم زبرا كل حزب بما لديهم فرحون. خمسة عشر وستمائة. ودين الانبياء كلهم الاسلام. وهو الاستسلام لله وحده. وذلك فانما يكون بطاعته فيما امر به في ذلك الوقت. فطاعة كل نبي هي من دين الاسلام اذ ذاك. وكل مبتدع خالف سنة الرسول لا يتبع الا دينا مبدلا او منسوخا. ستة عشر وستمائة. خطاب النصارى ومناظرتهم في مقامين. يبقى احدها تبديلهم دين المسيح الثاني تكذيبهم لمحمد صلى الله عليه وسلم. اليهود خطابهم في مقامين. واحد في تكذيب من بعد موسى الى تيح اثنان ثم في تكذيب محمد مع عدم عملهم بدينهم وتغييره وتحريفهم اياه. كما ذكر الله خطاب الطائفتين في كتابه عشرة وستمائة لا يوجد قط مسألة مجمع عليها الا وفيها بيان من الرسول. ولكن قد يخفى ذلك على بعض الناس ويعلم اجماع فيستدل به كما انه يستدل بالنص من لم يعرف دلالة النص وهو دليل ثان مع النص ثمانية عشر وستمائة الخلق العظيم الذي وصف به محمد صلى الله عليه وسلم هو الدين الجامع لجميع ما امر الله به مطلقا. وحقيقته المبادرة الى امتثال ما يحب والله بطيب نفس وانشراح صدر تسعة عشر وستمائة. فتقوى الله تجمع فعل ما امر الله به ايجابا واستحبابا. وترك ما نهى عنه تحريما وتنزيها وذلك يجمع حقوق الله وحقوق العباد عشرون وستمائة وجماع حسن الخلق مع الناس ان تصل من قطعك بالسلام اكرامي والدعاء له والاستغفار والثناء عليه والزيارة له. وتعطي من حرمك من التعليم والمنفعة والمال وتعفو عمن ظلمك في دم او مال او عرض وبعض هذا واجب وبعضه مستحب. واحد وعشرون وستمائة. كل ما تكلم به اللسان وتصوره القلب مما يقرب الى الله من تعلم علم وتعليمه وامر بمعروف ونهي عن منكر فهو من ذكر الله. اثنان وعشرون وستمائة ما اشتبه على العبد امره فعليه بالاستخارة المشروعة فما ندم من استخار الله ثلاثة وعشرون وستمائة. ارجح المكاسب التوكل على الله والثقة بكفاية وحسن الظن به ويأخذ المال بسخاوة نفس من غير ان يكون له في القلب مكانة ولكنه يسعى في تصليحه وتنميته باقامة ما عليه من واجبات ومستحبات وللاستغناء عن الخلق. اربعة وعشرون وستمائة واكمل انواع طلب العلم ان تكون همة الطالب مصروفة في تلقي العلم الموروث عن النبي صلى الله عليه وسلم وفهم مقاصد الرسول في امره ونهيه وسائر كلامه واتباع ذلك وتقديمه على غيره وليعتصم في كل باب من ابواب العلم بحديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم من الاحاديث الصحيحة الجوامع. خمسة وعشرون وستمائة قد امر صلى الله عليه وسلم المسلمين باتباعه وان يعتقد وجوب ما اوجبه واستحباب ما احبه وانه لا افضل من ذلك فمن لم يعتقد هذا فقد عصى امره ستة وعشرون وستمائة. السنة هي الحق دون الباطل وهي الاحاديث الصحيحة دون الموضوعة فهذا اصل عظيم لاهل الاسلام عموما ولمن يدعي السنة خصوصا. سبعة وعشرون وستمائة. دين الله وسط بين الغالي فيه والجافي عنه. والله تعالى الا ما امر بامر الا اعترض الشيطان فيه بامرين لا يبالي بايهما ظفر. اما افراط فيه واما تفريط فيه. وامثلة هذا الاصل سيرة معروفة ثمانية وعشرون وستمائة لا يحل امتحان الناس باسماء ليست في الكتاب والسنة فان هذا خلاف ما امر الله به ورسوله وهو محدث للفتن والتفريق بين الامة فاكرم الخلق على الله اتقاهم في اي طائفة كانت. وقد جاءت نصوص الكتاب والسنة بحث الامة على الائتلاف وتحذيرهم من الافتراق. فكيف يجوز مع هذا لامة محمد صلى الله عليه وسلم ان تفترق وتختلف حتى يوالي الرجل طائفة ويعادي طائفة اخرى بالظن والهوى بلا برهان من الله. قد برأ الله نبيه ممن كان هكذا. وانما هذا فعل اهل البدع كالخوارج الذين فارقوا جماعة المسلمين واستحلوا دماءهم واقل ما في هذا من الشر ان يفضل الرجل من يوافقه على هواه وان كان الاخر اتقى منه وانما الواجب ان يقدم من قدم الله ورسوله. وهذا التفريق الذي حصل من الامة علمائها وامرائها هو الذي اوجب تسلط الاعداء وذلك بتركهم العمل بطاعة الله ورسوله. فمتى ترك الناس بعض ما امر الله ورسوله به وقعت بينهم العداوة والبغضاء واذا تفرق القوم فسدوا وهلكوا. واذا اجتمعوا صلحوا وملكوا. فان الجماعة رحمة والفرقة عذاب. تسعة وست مئة. اذا عوقب المعتدون من جميع الطوائف واكرم المتقون من جميع الطوائف. كان ذلك من اعظم الاسباب التي ترضي الله ورسوله له وتصلح امر المسلمين ثلاثون وستمائة. ويجب على اولي الامر ان يأمروا بالمعروف وينهوا عن المنكر. فالاول مثل شرائع الاسلام الصلوات الخمس وما يتبعها من واجبات وسنن. لاسباب وغير اسباب والصدقات والصوم والحج. فرض ذلك ونفله. ومثل الايمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر والقدر خيره وشره ومثل الاحسان وهو ان تعبد الله كانك تراه فان لم تكن تراه فانه ويراك وكل معروف صدقة ومثل سائر ما امر الله به من الامور الباطنة والظاهرة كاخلاص الدين لله والتوكل على الله وان يكون الله رسوله احب اليه مما سواهما. والرجاء لرحمة الله والخشية من عذابه. والصبر لحكم الله والتسليم لامر الله. ومثل صدق الحديث الوفاء بالعهود واداء الامانات الى اهلها وبر الوالدين. وصلة الارحام والتعاون على البر والتقوى والاحسان الى الجار واليتيم والمسكين ابن السبيل والصاحب والزوجة والمملوك والعدل في المقال والفعال ثم الندب الى مكارم الاخلاق كلها. والثاني مثل الشرك والقتل والزنا السحر والربا والميسر واكل الاموال بالباطل والمعاملات التي نهى عنها الرسول صلى الله عليه وسلم وقطيعة الرحم وعقوق الوالدين وتطفيف المكيال والميزان والاثم والبغي بغير الحق والقول على الله بلا علم كالبدع الاعتقادية والبدع العملية والافتاء بغير علم والتعاون على الاثم والعدوان وهو جميع المعاصي وجميع الظلم للعباد في دمائهم واموالهم واعراضهم. واحد وثلاثون وستمائة. الامور العامة التي يفعلها الباري تكون لحكمة عامة ورحمة عامة. وحكمته تعالى يعلمها العباد. وقد يخفى عليهم كثير منها. الاضرار يسيرة المغمورة تغتفر في جنب المصالح العامة. فالمحافظة على الكليات في الشرع والقدر مقدمة على مراعاة الجزئيات. لانها لو لم توجد تلك الاضرار الجزئية اليسيرة فاتت المصالح الكلية الكبيرة الكثيرة. اثنان وثلاثون وستمائة. والشر لا يجيء في كلام الله وكلام رسوله اضافته وحده الى الله ولكنه يأتي على احد ثلاثة اوجه اما على وجه العموم او يحذف فاعله كقوله انا لا ندري شر اريد بمن في الارض. او بحذف فاعله كقوله وانا لا ندري اشر اريد بمن في الارض او يضاف الى فاعله من المخلوقين. ثلاثة وثلاثون وستمائة. واذا علم العبد من حيث الجملة ان لله تعالى فيما خلق وفيما امر به حكمة عظيمة كفاه هذا. ثم كلما ازداد علما وايمانا ظهر له من حكمة الله ورحمته ما يبهر عقله ويبين له له تصديق قوله تعالى سنريهم اياتنا في الافاق وفي انفسهم حتى يتبين لهم انه الحق. اربعة وثلاثون وستمائة. طريق النبي صلى الله عليه وسلم في النظر الى القدر. ففي امر الله ونهيه يسارع الى الطاعة. ويقيم الحدود على من تعدى ولا تأخذه في الله لومة لائم. واذا اذاه مؤذ او قصر احد في حقه عفا عنه ولم يؤاخذه نظرا الى القدر. خمسة وثلاث تون وست مئة يجب ان يكون الخطاب في المسائل المشكلة بطريق ذكر كل قول ومعارضة الاخر له حتى يتبين الحق بطريقه لمن يريد الله هدايته. فان الكلام بالتدريج مقاما بعد مقام هو الذي يحصل به المقصود. والا فاذا هجم على القلب الجزم بمقالات لم كم ادلتها وطرقها؟ والجواب عما يعارضها كان الى دفعها والتكذيب بها اقرب منه الى التصديق بها. ستة وثلاثون وستمائة محال مع تعليم النبي صلى الله عليه وسلم لامته كل شيء لهم فيه منفعة في الدين. وان دقت ان يترك تعليمهم ما يقولون بالسنتهم وقلوبهم في ربهم ومعبودهم ورب العالمين. الذي معرفته غاية المعارف وعبادته اشرف المقاصد. والوصول اليه غاية المطالب بل هذا خلاصة الدعوة النبوية وزبدة الرسالة الالهية. فكيف يتوهم من في قلبه ادنى مسكت من ايمان وحكمة الا يكون بيان هذا الباب قد وقع من الرسول على غاية التمام. وقد علم بالبراهين الكثيرة والحس ان اصحابه والتابعين لهم باحسان ان وائمة الهدى قد تلقوا هذا الباب وغيره عن نبيهم واحكموه وفاقوا به من قبلهم ومن بعدهم. وانه يستحيل ان يكون غيرهم ممن لا يدانيهم في شيء من العلوم والمعارف اولى بالحق منهم. هذا معلوم بالادلة والبراهين المتنوعة. وكلام الله من اوله الى اخره وكلام رسوله من اوله الى اخره وكلام اصحابه والتابعين وسائر الائمة مملوء بالنصوص الكثيرة على ذلك وثلاثون وستمائة الضد يظهر حسنه الضد. فكل من كان بالباطل اعلم كان للحق اشد تعظيما واعرف بقدره المتوسط من المتكلمين فيخاف عليه ما لا يخاف على من لم يدخل فيه. وعلى من قد انهاه نهايته. فان من لم يدخل فيه في عافية وان من انهاه قد عرف الغاية فما بقي يخاف من شيء اخر. فاذا ظهر له الحق وهو عطشان اليه قبله. واما المتوسط فمتوهم بما تلقاه من المقالات المأخوذة تقليدا المعظمة تهويلا. ثمانية وثلاثون وستمائة. تأويل الامر امتثاله والعمل به تأويل الخبر نفس وقوعه فقوله وما يعلم تأويله الا الله اي لا يعلم حقيقته وكيفيته قدرا ووقتا ونوعا الا الله ولا ينافي ان نعلم من صفات ذلك ما اخبرنا الله به ورسوله تسعة وثلاثون وستمائة ضمان النفوس والاموال في الاتلاف من باب العدل واجبي في حقوق الادميين وهو يجب في العمد والخطأ. فقاتلوا النفس خطأ لا يأثم ولا يفسق بذلك. ولكن عليه الضمان وكذلك من اتلف مالا خطأ فعليه بدله ولا اثم عليه. اربعون وستمائة. قال الامام احمد رحمه الله اصول الاسلام تدور على ثلاثة احاديث واحد قوله الحلال بين والحرام بين. اثنان وقوله انما الاعمال بالنيات. ثلاثة وقوله من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد فان الاعمال اما مأمورات واما محظورات. والاول فيه ذكر المحظور. والمأمورات اما قصد القلب والنية. واما العمل الظاهر وهو الموافق للسنة واحد واربعون وستمائة. ومن خرج عن القانون النبوي الشرعي المحمدي الذي دل عليه الكتاب والسنة احتاج ان يضع قانونا اخر متناقضا يرده العقل والدين. لكن من كان مجتهدا في طاعة الله ورسوله فان الله يثيبه على اجتهاده يغفر له خطأه. ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان اثنان واربعون وستمائة. الارادة في كتاب الله على نوعين احدهما الارادة الكونية وهي الارادة المستلزمة لوقوع المراد التي يقال فيها ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن والثاني الارادة الدينية الشرعية وهي محبة المراد ورضاه ومحبة اهله والرضا عنهم فجزاؤهم بالحسنى. ولهذا كانت الاقسام اربعة فاجتمعت فيه الارادتان وهو ما وقع من الايمان والطاعات كلها وما انتفت عنه الارادتان وهو ما لم يكن من المباحات والمعاصي. فان الله لم يردها دينا لانه لا يحبها ولم يردها كون لانه لم يقدرها وما تعلقت به الارادة الدينية وحدها. وهو ما امر الله به من الاعمال الصالحة فعصى ذلك الامر الكفار والفجار فان الله ارادها محبة ولكنه لم يقضها ويقدرها. وما تعلقت به ارادة الكونية وحدها وهو ما قدره من الحوادث التي لم يأمر بها كالمباحات والمعاصي وهذا واضح. ثلاثة واربعون وستمائة الرضا بالقضاء على قسمين احدهما الرضا بفعله تعالى وتدبيره وتقديره الذي هو فعله فهذا علينا ان نرضى به لانه حمد حكمة وعدل ويدخل في هذا وجوب الرضا بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد نبيا. فهذا لا يتم الايمان الا به. اربعة واربعون وستمائة والثاني ما يقضى من افعال العباد فهذا فيه تفصيل علينا ان نرضى بما يحبه الله ويرضاه منها كالايمان والطاعات ولا يحل لنا ان نرضى بما يكرهه ويسخطه من المعاصي على اختلاف انواعها. واما ما يقدر علينا من المصائب. فالصواب ان الرضا مستحب وانما الواجب فيها الصبر. خمسة واربعون وستمائة. والله تعالى مدح في كتابه الصبر والشكر. ان في ذلك لايات لكل بار شكور. فالصبر والشكر على ما يقدره الرب بعبده من السراء والضراء من النعم والمصائب التي يبلوه بها والسيئات عليه ان يتلقى المصائب بالصبر والنعم بالشكر ومن النعم ما ييسره له من افعال الخير ومنها ما هي خارجة عن افعاله فيشهد القدر عند فعله للطاعات وعند انعام الله عليه فيشكره ويشهده عند المصائب فيصبر. واما عند الذنوب فيكون مستغفرا تائبا. واما من عكس هذا فشهد القدر عند ذنوبه وشهد فعله عند الحسنات فهو من اعظم المجرمين. ومن شهد فعله فيهما فهو قدري. ومن القدر فيهما ولم يعترف بالذنب ويستغفره فهو من جنس المشركين. واما المؤمن فيقول ابوء لك بنعمتك علي وابوء بذنبي ستة واربعون وستمائة قد يصيب الناس مصائب بفعل اقوام مذنبين وتابوا. مثل كافر يقتل مسلما ثم يسلم ويتوب الله عليه. او تكون متأولا لبدعة ثم يتوب من البدعة او يكون مجتهدا او مقلدا مخطئا. فهؤلاء اذا اصاب العبد اذى بفعلهم فهو من جنس السماوية التي لا يطلب فيها قصاص من آدمي. ومن هذا القتال في الفتنة وقتال المرتدين وما اشبه ذلك. سبعة واربعون وستمائة فمن كان مجاهدا لله باللسان بالامر بالمعروف والنهي عن المنكر وبيان الدين وتبليغ ما في الكتاب والسنة من الامر والنهي والخبر وبيان المخالفة لذلك والرد على من خالف الكتاب والسنة او باليد كقتال الكفار فاذا اوذي على جهاده بيد غيره او لسانه فاجره في لذلك على الله لا يطلب من هذا الظالم عوض مظلمته. بل هذا الظالم ان تاب وقبل الحق الذي جوهد عليه فالتوبة تجب ما قبلها ان لم يتب بل اصر على مخالفة الكتاب والسنة فهو مخالف لله ورسوله والحق في ذنوبه لله ورسوله. وان كان للمؤمنين ايضا حق سبعة واربعون وسبعمائة خلق الله ابليس كما خلق الحيات والعقارب والنار وغير ذلك لما في خلقه ذلك من الحكمة. قد امرنا ان ندفع الضرر عنا بكل ما نقدر عليه. ومن اعظم الاسباب استعاذتنا منه. فهو الحكيم في خلق ابليس كن تبعا لحق الله وهذا اذا عوقب لحق الله. ولتكون كلمة الله هي العليا. ويكون الدين كله لله لا لاجل القصاص فقط ثمانية واربعون وستمائة ما ثبت من المؤقتات بشرع او شرط فالهلال ميقات له. فبالهلال يكون توقيت الشهر والسنة لا يقوم شيء مقام الهلال البتة لظهوره وظهور العدد المبني عليه وتيسر ذلك وعمومه وغير ذلك من المصالح الخالية من المفاسد تسعة واربعون وستمائة ما نهي عنه من العقود ونحوها لحق الغير اذا عفا صاحب الحق نفذ العقد وصار صحيحا وكلاهما ظلم واكل للمال بالباطل. اثنان وخمسون وستمائة. قوله صلى الله عليه وسلم مطل الغني ظلم. واذا اتبع على مليء فليتبع من جوامع الكلم جمع فيه بين حسن الوفاء وحسن الاستيفاء. ونهى عما يضاد ذلك. فامر المدينة بالوفاء ونهاه عن المطل وبين انه ظالم اذا مطل. وامر الغريم بقبول الوفاء اذا احيل على مليء. وهذا كقوله فاتباع بالمعروف واداء اليه باحسان. امر المستحق ان يطالب بالمعروف وامر المدينة ان يؤدي باحسان ثلاث وخمسون وست مئة. الاعيان التي تستخلف شيئا بعد شيء بمنزلة المنافع على الصحيح. اربعة خمسون وستمائة من الاصول ان تقاس مسائل النزاع على مسائل الاجماع. وما انعكس فقد غلط غلطا فاحشا. كما توضح المسائل غامضة بتمثيلها وتشبيهها على المسائل الواضحة كما يرد المتشابه على المحكم ليصير الجميع محكما. خمسة وخمسون وست مئة. الاحسان الى المحتاجين كابناء السبيل والفقراء والمساكين والاقارب المحتاجين من الواجبات. ومن اصول الشرائع التي بها قيام مصلحة العالم فان الله لما قسم عباده بين غني وفقير ولا تتم مصلحتهم الا بسد خلة الفقراء فامر بالصدقة وحرم الربا الذي يضر بالفقراء. ستة وخمسون وستمائة اسباب الرد في المعاوضات ثلاثة. العيوب وفقد الصفات المشروطة او عرفا والتدليس وتفاصيل هذا الاصل كثيرة جدا. سبعة وخمسون وستمائة. ادراك الصفات التي رتب الشارع عليها الاحكام على الوجه التام ومعرفة الحكم والمعاني التي تتضمنها الشريعة من اشرف العلوم. فمنه الجلي الذي يعرفه كثير من الناس ومنه الدقيق الذي لا يعرفه الا خواصهم. وهذا ونحوه مما يعرف به كمال الشريعة وموافقتها لمصالح العباد في معادهم معاشهم في امورهم الكلية والجزئية. ثمانية وخمسون وستمائة. كل من اشتغل بالامور الضارة فهي مع ضررها تصد عن الامور النافعة تسعة وخمسون وستمائة. اذا كان السبب محظورا لم يكن السكران معذورا. ستون وستمائة. الولي لله لمؤمن تقي وارتكاب الولي المحظور متأولا او عاصيا لا يخرجه عن ولاية الله ولا يمنع الانذار عليه. فان تاب رجع الى ولايته والا نقص من ايمانه وولايته بحسب ما ترك من المأمور او تجرأ على المحظور. واحد وستون وستمائة اذا علمنا استحقاق كل واحد من الاشخاص وجهل المقدار فالاصل ان يقسم بالسوية. وان علم ان المستحق احدهما او احدهم دون الاخر وجهلنا او انبهم علينا اعملت القرعة في العبادات والاموال والحقوق والعتق والطلاق وغيرها. اثنان وستون وست مئة امر الله المؤمنين بامرين يجمعان الخير كله بالتقوى التي مدارها على تصديق الله ورسوله وطاعة الله ورسوله وبالقول السديد وهو المطابق الموافق. فان كان خبرا كان صدقا مطابقا لمخبره لا يزيد ولا ينقص. وان كان امرا كان امرا العدل الذي لا يزيد ولا ينقص. ثلاثة وستون وستمائة. الاعادة بعد الممات. يعيد الله الخلق بعدما استحالت اجسامهم الى غيرها فيعيدها من تلك الاجزاء التي انقلبت واستحالت اليها خلقة كاملة مخلوقة للبقاء. والنشأة الاولى خلقة فساد فالنشأة الاولى والثانية نوعان تحت جنس يتفقان ويتماثلان ويتشابهان من وجهه ويفترقان ويتنوعان من وجه اخر. لهذا جعل المعاد هو المبدأ وجعل مثله ايضا. فباعتبار اتفاق المبدأ والميعاد فهو هو. وباعتبار ما بين النشأتين من الفرق فهو مثله. اربعة وستون وستمائة ولا يجوز ان يكون في القرآن ما يخالف صريح العقل والحس. الا وفي القرآن بيان معناه فان الله جعله شفاء لما في الصدور وبيانا للناس. فلا يجوز ان يكون بخلاف ذلك. لكن قد تخفى اثار الرسالة في ببعض الامكنة والازمنة حتى لا يعرفون ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم. اما الا يعرفوا اللفظ واما ان يعرفوا اللفظ ولا ايعرفوا معناه فحينئذ يكونون في جاهلية بسبب عدم نور النبوة. ومن ها هنا يقع الشر وتفريق الدين شيعة. كالفتن التي لتحدث بالسيف. الفتن القولية والعملية هي من الجاهلية بسبب خفاء نور النبوة عنهم. فاذا انقطع نور النبوة عنهم وقعوا وفي البدع وحدثت البدع والفجور ووقع الشر بينهم. فمسائل النزاع في الاصول والفروع اذا لم ترد الى الله ورسوله لم يتبين ينفيها الحق بل يصير المتنازعون فيها على غير بينة من امرهم. فان رحمهم الله اقر بعضهم بعضا. ولم يبغ بعضهم على بعض كما كان الصحابة في زمن عمر وعثمان يتنازعون في بعض مسائل الاجتهاد. ايقر بعضهم بعضا. ولا يعتدي عليه. وان لم يرحموا وقع بينهم الاختلاف المذموم فبغى بعضهم على بعض. اما بالقول مثل تكفيره وتفسيقه. واما بالفعل مثل حبسه وضربه وقتله وهذا حال اهل البدع والظلم كالخوارج وامثالهم يظلمون الامة ويعتدون عليهم اذا نازعوهم في بعض مسائل الدين وكذلك سائر اهل الاهواء فانهم يبتدعون بدعة ويكفرون من خالفهم فيها. كما يفعل الرافضة والمعتزلة والجهمية وغيرهما فالناس اذا خفي عليهم بعض ما جاء به الرسول اما عادلون واما ظالمون. فالعادل فيهم الذي يعمل بما وصل اليه من اثار الانبياء ولا يظلم غيره والظالم الذي يعتدي على غيره خمسة وستون وست مئة من اضر الامور على العبد ان يكون متميزا عن العامة ببعض العلوم الطبيعية او غيرها. فاذا جاءته العلوم الدينية النافعة التي لم تدخل في علمه نفاها فخسر دينه وصار علمه الجزئي لبعض المعلومات وبالا عليه. وهكذا تجد من عرف نوعا من العلم وامتاز به على العامة الذين لا يعرفونه. فيبقى وبجهله نافيا لما لا يعلمه. وبنو ادم ضلالهم فيما جحدوه ونفوه بغير علم اكثر من ضلالهم فيما صدقوا به واثبتوه قال تعالى بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه ولما يأتهم تأويله. هذا لان الغالب على الادميين صحة الحس والعقل. فاذا اثبتوا شيئا وصدقوا به كان حقا بخلاف ما نفوه. فان غالبهم او كثيرا منهم دون ما لا يعلمون ويكذبون بما لم يحيطوا بعلمه ويتفرعوا على هذا الاصل الباطل. الجهل بالالهيات وبما جاء به الرسول والجهل بالامور الكلية المحيطة بالموجودات. وبهذا ضل زنادقة الفلاسفة وغيرهم. كما انكروا الجن والملائكة وامور الغيب اذ لم تدخل تحت علومهم القاصرة فجحدوها وكذبوا بما لم يحيطوا بعلمه وجاءتهم الرسل بالبينات والبراهين. ففرحوا بما عندهم من العلم وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون. ستة وستون وستمائة. معرفة تفسير اللفظ اتصور ذلك في القلب غير معرفة الحقيقة الموجودة في الخارج المرادة بذلك الكلام. سبعة وستون وستمائة انزل الله القرآن كتابا متشابها مثاني يذكر فيه الاقسام والامثال فيستوعب الاقسام فيكون مثاني ويذكر الامثال فيكون متشابها. ثمانية وستون وست مئة متابعة النبي صلى الله عليه وسلم يعتبر فيها القصد. فاذا قصد مكانا العبادة فيه كان قصده لتلك العبادة سنة. واما اذا صلى فيه اتفاقا من غير قصد لم يكن قصده للعبادة سنة. تسعة وستون وستمائة وكلما كان الرجل اتبع لمحمد صلى الله عليه وسلم كان اعظم توحيدا لله واخلاصا له في الدين واذا ابعد عن متابعته نقص من دينه بحسب ذلك فاذا كثر بعده عنه ظهر فيه من الشرك والبدع ما لا يظهر في من هو اقرب منه الى اتباع الرسول سبعون وستمائة. الاصل بعطاء ما كان على ما كان. والاحتياط في المياه بمجرد الشك ليس ليس مستحبا ولا مشروعا. والمائعات كالمائلة تنجس الا بتغيرها بالنجاسة. واحد وسبعون وستمائة. ما كان من باب التروك يقصد تركها واجتنابها لم يشترط فيه القصد وفعل العبد كازالة النجاسات ونحوها. لكن اذا فعلها العبد بنية التقرب الى الله اثيب على ذلك واحد وسبعون وستمائة ما كان من باب التروك التي يقصد تركها واجتنابها لم يشترط فيه القصد وفعل العبد ازالة النجاسات ونحوها لكن اذا فعلها العبد بنية التقرب الى الله اثيب على ذلك. ومثل ذلك رد الامانات والغصوب والحقوق ونحوها اثنان وسبعون وستمائة ما حرم تحريما خفيفا بان حرم لغير ذاته بل لانه وسيلة الى مفسدة ابيح من هذا النوع ما تدعو الحاجة اليه كما استثني من لباس الحرير ومن ربا الفضل ونحوهما. ثلاثة وسبعون وستمائة وملابسة النجاسة جائز للحاجة اذا طهر ثوبه وبدنه للصلاة. اربعة وسبعون وستمائة من عاب شيئا فعله رسول الله صلى الله عليه وسلم او اقر عليه عرف ان اصر قتل كافرا. خمسة وسبعون وستمائة. الصحيح ان كل من صلى في الوقت بحسب امكانه لا يعيد. كالعاجز عن شيء من واجبات في الصلاة او شروطها او عن بعضه. ستة وسبعون وستمائة من اعتقد ما لم يدل عليه دليل شرعي قربة فهو مخطئ ظالم سبعة وسبعون وستمائة والتحقيق ان كل عمل في الظاهر من مؤمن لابد ان يصحبه عمل القلب بخلاف العكس فلا يتصور عمل البدن منفردا الا من المنافق الذي يصلي رياء وكان عمله باطلا حابطا. ففرق بين المؤمن والمنافق فيظهر الفرق بين المؤمن الذي يقصد عبادة الله بقلبه مع الوسواس وبين المنافق الذي لا يصلي الا رئاء الناس. ثمانية وسبعون وستمائة وفي تكفير اهل البدع والاهواء نزاع هما روايتان عن احمد وحقيقة الامر ان القول قد يكون كفرا فيطلق القول بتكفير صاحبه لكن الشخص المعين لا يكفر حتى تقام عليه الحجة فنفس القول قد يكون كفرا لكن قائله معذور. فاذا كان من المؤمنين لا يكفر لانه قد يعذره الله بامور اما انه لم يعقله او انه لم يثبت عنده او انه لم يفهمه لمعارضة شبهة. فمن كان قصده الحق فاخطأه فان الله يغفر له. فمذاهب الائمة الفرق بين النوع والعين ومن حكى الخلاف لم يفهم غير قولهم. فطائفة تحكي عن احمد في تكفير اهل البدع مطلقا روايتين. وليس هذا مذهبا لاحمد ولا لغيره من الائمة. كذلك تكفير الشافعي لحفصة في الفرض حين قال القرآن مخلوق. فقال قد كفرت اي قولك كفر. ولهذا لم يسع في قتله ولو كان عنده كافرا لسعى في قتله واما قتل الداعية الى البدع فقد يكون لكبش ضرره عن الناس كقطاع الطرق ونحوهم. تسعة وسبعون وستمائة. ومن قد انه بمجرد تلفظه بالشهادة يدخل الجنة ولا يدخل النار فهو ضال مخالف للكتاب والسنة والاجماع وانما يستحق دخول الجنة والنجاة من النار مع الشهادتين بالقيام بالواجبات وترك المحرمات. ثمانون وستمائة ظلم العبد نفسه يكون بترك ما ينفعها وهي محتاجة اليه. وذلك فعل ما امر الله به. وبفعل ما يضرها وذلك المعاصي كلها. كما ان ظلم الغير كذلك اما بمنع حقه او التعدي عليه فان الله امر العباد بما ينفعهم ونهاهم عما يضرهم. وجاء القرآن بالامر بالاصلاح والنهي عن الفساد الصلاح كله طاعة والفساد كله معصية. وقد لا يعلم كثير من الناس ذلك على حقيقته. فعلى المؤمن ان يعلم ان ان الله يأمر بكل مصلحة وينهى عن كل مفسدة وكل ما امر الله به راجع الى العدل. وكل ما نهى عنه راجع الى الظلم. والظلم الذي حرمه الله على نفسه ان يترك حسنات المحسن فلا يجزيه بها. او يعاقب البريء على ما لم يفعله من السيئات. او يعاقب هذا بذنب غيره او يحكم بين الناس بغير القسط ونحو ذلك وذلك لكمال عدله وحمده. واحد وثمانون وستمائة. اصل الايمان في القلب وهو قول القلب وعمله وهو اقرار العبد بالتصديق والحب والانقياد. ولابد ان يظهر موجبه ومقتضاه على الجوارح الاعمال الظاهرة من موجب ايمان القلب ودليل عليه وشاهد له وشعبة من مجموع الايمان المطلق وبعض له. وما في القلب اصل له الا وهو الملك والاعضاء جنوده. فالتحقيق ان اسم الايمان المطلق قد يتناول الاصل مع الفرع. وقد يخص بالاسم وحده وبالاسم مع الاقتران بعمله الجوارح وهو كالشجرة يتناول الاصل والفرع اذا وجد وقد يقطع من الفروع شيء فتبقى شجرة ناقصة بحسب ما زال منها وكذلك الايمان كما مسله الله بالشجرة. اثنان وثمانون وستمائة من اسباب نور الايمان وقوته سماع القرآن وتدبره. ومعرفة احوال النبي صلى الله عليه وسلم ومعجزاته والنظر في ايات الله والتفكر في ملكوت السماوات والارض. التأمل في احوال نفس الانسان. ومثل رؤية اهل الايمان والنظر في احوالهم والضرورات التي يحدثها الله للعبد يضطره بها الى ذكر الله تعالى والاستسلام له واللجأ اليه وقد يكون هذا سببا لشيء من الايمان وهذا سببا لشيء اخر. سبب الايمان وشعبه تارة من العبد وتارة من غيره مثل من يقيض له من يدعوه الى الايمان ويأمره بالخير وينهاه عن الشر. ثلاثة وثمانون وست مئة العلم النافع المقصود وغيره وسيلة ثلاثة انواع واحد علم باسماء الله وصفاته وما يتبع ذلك اثنان وعلم بما اخبر الله به من الامور الماضية والحاضرة والمستقبلة ثلاثة وعلم بما امر الله به من الامور المتعلقة بالقلوب والجوارح من الايمان بالله ومن معارف القلوب واحوالها وللجوارح واعمالها اربعة وثمانون وستمائة ليس كل سبب نال به الانسان حاجته يكون مشروعا ولا مباحا وانما يكون مشروعا اذا غلبت مصلحته على مفسدته مما اذن فيه الشرع والمسلم يعلم ان الله لم يحرم شيئا الا ومفسدته محضة او غالبة خمسة وثمانون وستمائة. النبي صلى الله عليه وسلم اولى بالمؤمنين من انفسهم فهو الاب الروحاني. والوالد الاب الجثماني. وهو صلى الله عليه وسلم سبب السعادة الابدية للمؤمن في الدنيا والاخرة. والاب سبب لوجوده في الدنيا وازواج النبي صلى الله عليه وسلم امهات المؤمنين في الحرمة لا في المحرمية ولهن من الاحترام ما ليس للوالدة. ومعلوم ان الانسان يجب ان يطيع معلمه الذي يدعوه الى قير ويأمره بما امر الله به ولا يجوز ان يطيع اباه في مخالفة هذا الداعي لانه يدله على ما ينفعه ويقربه الى ربه له باتباعه السعادة الابدية فظهر فضل الاب الروحاني على الاب الجثماني. فهذا ابوه في الدين وهذا ابوه في الطين واي ان هذا من هذا ستة وثمانون وست مئة للعبد حالان واحد حال قبل القدر فعليه ان يستعين بالله ويتوكل عليه ويدعوه اثنان وحال بعد القدر فعليه ان يحمد الله في الطاعة ويصبر ويرضى في المصيبة ويستغفر في الذنب وفي الطاعة من النقص سبعة وثمانون وستمائة وردت نصوص كثيرة في الوعد بالجنة والنجاة من النار على اعمال لا تكفي وحدها في ذلك بالاجماع ووردت ايضا نصوص في الوعيد على اعمال بالخلود في النار او تحريم دخول الجنة. وهي لا تخرج من الاسلام باجماع السلف. فاصح الاقوال فيها واحسنها ما فيه تصديق للنصوص كلها. وهي انها من باب الموجبات والاسباب التي لا بد فيها من وجود الشروط وانتفاء الموانع. وبهذا يزول الاشكال وينتفي التعارض بين النصوص الصحيحة. ثمانية وثمانون وستمائة يعامل الناس في الحب والبغض بما يظهر منهم مما يوجب ذلك. تسعة وثمانون وستمائة علم الله بالاشياء واثارها لا ينافي ما علقها عليه من الاسباب. ولهذا امثلة كثيرة كحصول المغفرة ودخول الجنة وحصول النصر. كل ذلك لا يمنع قيام العبد باسباب ذلك وامره به تسعون وستمائة من رحمة الله تعالى ان النفل مثل الفرض في جبر خلل الفريضة عند التعذر كالمحاسبة على الصلاة وغيرها ومن احرم بحج النفل وعليه فرضه فانه ينقلب فرضا. ومن عليه طهارة واجبة ونسيها ونوى المسنون ونحو ذلك. والله اعلم واحد وتسعون وستمائة. قد تقرر ان بيع الغرر حرام وانه من الميسر. وقد يجوز بعضه اذا احتيج اليه وكان الغرر يسير او كان تبعا لغيره فانه يثبت تبعا ما لا يثبت استقلالا. وكذلك اذا عارض ذلك ضرر اعظم منه ابيح دفعا لاعظم الفسادين بارتكاب ادناهما. اثنان وتسعون وستمائة من اتلف شيئا من مال غيره لاصلاح الباقي او سلامته فليس بضامن من اذ هذا مأذون فيه شرعا وعرفا وهو محسن وما على المحسنين من سبيل. وخرق الخضر للسفينة الصالحة لتسلم من الملك من هذا الباب ثلاثة وتسعون وستمائة المال المكسوب بعقد فيه اعانة على محرم لا يطيب لصاحبه ولا يرد على يا من اخذ منه بل يصرف في المصالح العامة. اربعة وتسعون وستمائة. المنفعة لا قيمة لها في العادة بمنزلة الاعيان التي لا قيمة لها لا يصلح ان يرد عليها عقد اجارة ولا بيع بالاتفاق. خمسة وتسعون وستمائة. كل من اعتقد شيئا وجب العمل به له وعليه وليس لاحد ان يعتقد احدا قولين فيما له دون ما عليه. ستة وتسعون وستمائة واصول الشريعة تفرق وفي المنهيات بين المحتاج وغيره كما في المأمورات. ولهذا يقال كسب فيه دناءة خير من مسألة الناس. ويجب قضاء واجبات بمال مشتبه واخذ المحتاج من مال اليتيم ومن عطايا السلطان واجرة التعليم وغير ذلك. سبعة وتسعون وستمائة بذل المال لا يجوز الا لمنفعة في الدين والدنيا وهذا متفق عليه بين العلماء. ومن خرج عن هذا كان سفيها مبذرا لماله. فالحي ينفق ما له في منافع دينه او مباحات دنياه. واما الميت في اوقافه ووصاياه فتتعين منافع الدين في حقه. ولهذا اشترط في الوقف القربى فلا يصير الى جهة محرمة او مكروهة او مباحة بل اما الى واجب او مستحب. وعلى هذا فالشروط المتضمنة للامر بما نهى الله عنه ورسوله او النهي عما امر الله به ورسوله مخالفة للنص والاجماع. ثمانية وتسعون وستمائة نصب المستوفين في الاعمال والمحاسبين والقابضين والمتصرفين قد يجب اذا لم تتم مصلحة قبض المال وصرفه الا به. واذا قام المستوفي لما عليه وجب له ما فرض له. تسعة وتسعون وستمائة. ولا ريب ان السعي في تمييز المستحقين للاوقاف والارزاق من بيت المال وغيره من غيرهم واعطاء الولايات والارزاق من هو احق بها. والعدل بين الناس وفعله بحسب الامكان هو من افضل عمل ولاية الامور بل من اوجبها عليهم فان الله يأمر بالعدل والاحسان. والعدل واجب على كل واحد في كل شيء. سبعمئة. صرف الاموال التي اخذت غير حق في المصالح العامة اولى من ابقائها بايدي الظلمة وصرفها فيما لا ينفع. لكن اذا امكن ردها الى اهلها كان هو الواجب وسبعمئة. جميع الايمان اذا حنث فيها ففيها كفارة يمين. سواء كانت بصيغة القسم او التحريم او الشرط او غيرها قوله تعالى قد فرض الله لكم تحلة ايمانكم روح الايمان ومقصودها هي التي يقصد بها الحث على الشيء او المنع منه ويتوسل الى ذلك باليمين باي نوع تكون اثنان وسبعمائة. من اكره على عقد او فسخ او شرط او غيرها فاوقع ما اكره عليه فان كان بحق بان امتنع مما وجب عليه فاكره عليه صار كالاختيار ونفذ ما اكره عليه من ذلك. وان كان بغير حق لم يثبت ولم ينفذ شيء من ذلك. ثلاثة وسبعمائة ويجوز للانسان ان يبذل ما يتوصل به الى اخذ حقه الممنوع او دفع الظلم عنه مع انه لا يحل للاخذ. اربعة وسبعمائة امور الغيب علينا ان نؤمن بما اخبر الله به ورسوله منها وما زاد على ذلك من التعريض لكيفياتها وصفاتها فانه من باب القول بلا علم ومن باب التكلف الضار. ويدخل في هذا صفات الملائكة والجن وهيئتها وكيفياتها. بل نؤمن بما في النصوص منها ونعلم انه حق على حقيقته. فنسكت عما سوى ذلك. وبهذا يحصل الايمان الصحيح والعصمة خمسة وسبعمائة. محبة الانسان للامور الدنيوية لا يلام العبد عليه ولا يعاقب. الا اذا دعا الى معصية الله او تضمن ترك واجب وجمع المال اذا قام فيه بالواجبات ولم يكتسبه من الحرام لا يعاقب عليه لكن اخراج الفضل اقتصار على الكفاية افضل واسلم وافرغ للقلب واجمع للهم وانفع للدنيا والاخرة. ستة وسبعمائة ما تشتهيه النفوس من المحرمات جعل له الشارع حدودا وزواجر معينة وما لا تشتهيه النفوس. كفى بالزاجر الطبيعي واقتصر فيه على التعزيز في في عقوبة فاعله سبعة وسبعمائة. الالعاب المباحة والعوائد المباحة اذا اشتملت كثيرا على محرمات او تفويت واجبات حرمت ووجب اجتنابها والنهي عنها لما اقترن بها من هذه المفاسد التي لا تخلو هذه المباحات منها. ثمانية وسبعمائة لا يحل لاحد ان يحضر مجالس المنكرات باختياره لغير ضرورة. وعليه ان ينكر ولو بقلبه. تسعة وسبعمائة. لا تحل الغيبة الا عند الحاجة اليها لمصلحة دينية او تعريف بالشخص بشرط ان يكون القصد النصيحة وتلك المصلحة. لا قصد الغيبة وكل ما قيل في تجويزها منها فانه داخل في هذا الضابط. عشرة وسبعمئة. كل طائفة خرجت عن شريعة من شرائع الاسلام الظاهرة المتواترة وجب قتالهم حتى يكون الدين كله لله احد عشر وسبعمائة يجب على جميع المسلمين ان يكونوا يدا واحدة على الكفار يجتمعوا ويقاتلوا على طاعة الله ورسوله والجهاد في سبيله. ويدعو المسلمين الى ما كان عليه سلفهم من الصدق وحسن الاخلاق فان هذا من اعظم اصول الاسلام وقواعد الايمان التي بعث الله بها رسله وانزل بها كتبه. امر عباده عموما بالاجتماع ونهاهم عن التفرق والاختلاف اثنى عشر وسبعمائة. واذا كان اليهودي او النصراني ونحوهما خبيرا بالطب ثقة عند الانسان جاز له ان يستطبه كما يجوز له ان يودعه المال وان يعامله. واذا وجد طبيبا مسلما فهو اولى. واما ان لم يجد الا كافرا فله واذا خاطبه بالتي هي احسن كان حسنا. ثلاثة عشر وسبعمائة. الدين الصحيح هو عبادة الله وحده بما شرع الله ورسوله دين الفاسد هو عبادة غير الله او عبادة الله بعبادة فاسدة ابتدعها بعض الضالين. فالاول مشرك والثاني مبتدع. اربعة عشرة وسبعمائة الاعمال التي تكون بين اثنين فصاعدا يطلب كل منهم ان يغلب الاخر ثلاثة اصناف. صنف امر الله به ورسوله كالسباق بالخيل والرمي والنبل ونحوه من الات الحرب لانه مما يعين على الجهاد في سبيل الله. وصنف نهى الله رسوله عنه كالميسر من النرد والشطرنج ونحوهما فان كانت بعوض تضاعفت التحريم والنهي عنها ويدخل في هذا بيوع الغرر فيه من اكل المال بالباطل وصنف مباح كالمصارعة والمسابقة على الاقدام فهذا مباح باتفاق المسلمين اذا خلا عن العوض رضيوا عن مفسدة راجحة قد يؤمر به اذا ترتب عليه مصلحة شرعية خمسة عشر وسبعمئة. والاجتهاد يقبل التجزؤ والانقسام يكون الرجل مجتهدا في مسألة او صنف من العلم دون غيره. القياس الذي يسوغ هذا رد القضايا الى نظيرها الثابت بالكتاب والسنة بعلة تجمع بينهما ستة عشر وسبعمئة وافضل الخلق النبيون ثم الصديقون ثم الشهداء ثم الصالحون وافضل كل صنف اتقاهم وافضل الخلق في الطبقات. القرن الذي بعث فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم. ثم الذين يلون هم ثم الذين يلونهم وتنازعوا في الفقير الصابر والغني الشاكر ايهما افضل. والصواب ان افضلهما اتقاهما. قال تعالى ان اكرمكم عند الله اتقاكم. سبعة عشر وسبعمائة. اعمال القلوب التي تسمى المقامات والاحوال. وهي من اصول الايمان وقواعد الدين مثل محبة الله ورسوله. التوكل على الله واخلاص الدين له والشكر له. والصبر على حكمه والخوف منه والرجاء له وما يتبع ذلك كل ذلك واجب على جميع الخلق المأمورين باصل الدين باتفاق ائمة المسلمين والناس فيها على ثلاثة درجات ان كما هم في اعمال الابدان واحد ظالم لنفسه اثنان ومقتصد ثلاثة سابق بالخيرات. فالظالم العاصي بترك مأمور وفعل محظور والمقتصد المؤدي للواجبات والتارك للمحرمات. والسابق بالخيرات المتقرب بما يقدر عليه من واجبات ومستحبة تارك للمحرم والمكروه وكل من السابقين والمقتصدين من اولياء الله الذين قال الله فيهم الا ان اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون. الذين امنوا وكانوا يتقون. فحد اولياء الله هم المؤمنون المتقون. واما الظالم لنفسه فهو من اهل الايمان فمعه ولاية بقدر ايمانه وتقواه كما معه من ولاية الشيطان بقدر فجوره. اذ الشخص الواحد يجتمع فيه الحسن والسيئات واصل الدين هو الامور الظاهرة والباطنة من العلوم والاعمال. فان الاعمال الظاهرة لا تنفع بدون العقائد الصحيحة كما في الحديث ان في الجسد مضغة اذا صلحت صلح الجسد كله. الحديث ثمانية عشر وسبعمائة. كل من لم يقم بالواجب في ولايته ته فلا ولاية له بل اما ان يرفع يده عن الولاية ويقام من يفعل الواجب واما ان يضم اليه من يقوم معه بالواجب تسعة عشر ترى وسبعمائة يعاقب غير المكلف لتقويمه وتهذيبه او لدفع عدوانه او للاقتصاص من اعتدائه. ولذلك امثلة كثيرة عشرون وسبعمائة من ابتلي ببلاء قلبي ازعجه فاعظم دواء له قوة الالتجاء الى الله ودوام التضرع والدعاء بان يتعلم الادعية المأثورة ويتوخى الدعاء في مظان الاجابة مثل اخر الليل واوقات الاذان والاقامة وفي سجوده وادبار الصلوات ويضم الى ذلك الاستغفار وليتخذ وردا من الاذكار طرفي النهار وعند النوم وليصبر على ما يعرض له من الموانع والصوارف فانه لابد ان يؤيده الله بروح منه ويكتب له الايمان في قلبه وليحرص على اكمال الفرائض من الصلوات الخمس بباطنه وظاهره فانها الدين وليكن هجيراه لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم. فانه بها يحمل الاثقال ويكابد الاهوال وينال رفيع الاحوال ولا يسأم من الدعاء والطلب فان العبد يستجاب له ما لم يعجل. وليعلم ان النصر مع الصبر وان الفرج مع الكرب وان مع العسر يسرا ولم ينل احد شيئا من عميم الخير الا بالصبر. والله الموفق واحد وعشرون وسبعمئة. لم ينفرد احد من اهل البدع بقول لم يقل به اهل السنة الا كان خطأ قطعا. وقد يكون الحق مع طائفة من اهل البدع مختلطة بباطل وطائفة من اهل البدع تقابلها كذلك. الحق الخالص الذي لا باطل فيه مع اهل السنة والجماعة. وهذا معروف بالتتبع في كثير من العقائد والاصول اثنان وعشرون وسبعمائة تجب طاعة النبي صلى الله عليه وسلم لكونه رسول الله في في حياته وبعد مماته. فكما يجب على الغائب عنه في حياته طاعة امره ونهيه. يجب ذلك على من يكون بعد موته. وهو صلى الله عليه وسلم امره شامل عام لكل مؤمن شهده او غاب عنه في حياته وبعد مماته. واذا امر اناسا معينين بامور او حكم باعيان معينة باحكام لم يكن حكمه وامره مختصا بتلك المعينات. بل كان ثابتا في نظائرها وامثالها بها الى يوم القيامة بل بعد مماته اوكد لان الدين كمل واستقر بموته فلم يبق فيه نسخ. ولهذا جمع القرآن بعد موته لكماله واستقراره بموته. فطاعته شاملة لجميع العباد. شمولا واحدا. وان تنوعت طرقهم في البلاغ والسماع والفهم وايمان ومزيد عافية ورزق وقوة. قال تعالى اهم يقسمون رحمة ربك نحن قسمنا بينك معيشتهم في الحياة الدنيا. ورفعنا بعضهم فوق بعض درجة واذا خص احد الشخصين بقوة وتضيعة تقتضي غذاء صالحا خصه بما يناسب ذلك من الصحة والعافية لم يعطى الاخر نقص عنه وحصل له ضعف ومرض. وكذلك اذا خص احدا بالامور الدينية خصه ووفقه للاسباب التي يدرك بها العلم والايمان ولوازمه واعماله. اربعة وعشرون وسبعمائة والله تعالى قد وسع طرق الهدى لعباده. فيعلم احد المستدلين مطلوبة بدليل ويعلمه الاخر بدليل اخر. ومن علم صحة الدليلين معا كان كل منهما يدله على المطلوب. وكان اجتماع الادلة يوجب قوة العلم وكل منهما يخلفه الاخر اذا غاب الاخر عن الذهن. خمسة وعشرون وسبعمائة. دلت جميع نصوص الانبياء اه واتفق على ذلك اتباعهم ان الله خالق كل شيء من الاعيان والصفات والافعال فخلق الاعيان بصفاتها وافعالها بافعال الاختيارية القائمة بنفسه فهو الذي يلهم العباد ان يدعوه فيدعونه فيستجيب لهم ويلهمهم ان يطيعوه فيطيعونه في بهم فهو سبحانه الفاعل للاجابة والاثابة. كما انه اولا جعل العباد داعين مطيعين. ولم يكن في شيء من ذلك مفتقرا الى غيره البتة بل هو الغني الحميد. ستة وعشرون وسبعمائة. كل من اقر بشيء من الحق من المنكرين. كان ذلك ادعى له الى قبول غيره وكان يلزمه من قبوله ما لم يلزم من لم يعرف ذلك الحق. ولهذا كل من كان اقرب الى الحق من اهل البدع والكفار اولى بهذا الوصف المذكور. سبعة وعشرون وسبعمائة. والنص والعقل دل على ان كل ما سوى الله مخلوق حادث كائن بعد ان لم يكن ولكن لا يلزم من حدوث كل فرد فرد مع كون الحوادث متعاقبة حدوث النوع فلا يلزم من ذلك انه لم الفاعل المتكلم معطلا عن الفعل والكلام. ثم حدث ذلك بالسبب كما لم يلزم من ذلك في المستقبل. فان كل فرد فرد من من المستقبلات المنقضية فان وليس النوع فانيا كما قال تعالى وظلها وقال والدائم لا ينفد اي لا هذا النوع والا فكل فرد من افراده نافذ منقض ليس له بداء. وذلك ان الحكم الذي توصف به الافراد ان كان لمعنى جود في الجملة وصفت به الجملة مثل وصف كل فرد بوجود او امكان او بعدم فانه يستلزم وصف الجملة بالوجوب والامكان عدم لان طبيعة الجميع طبيعة كل واحد واحد وليس المجموع الا الاحاد الممكنة والموجودة او المعدومة بخلاف العكس ثمانية وعشرون وسبعمائة فالدين الحق لابد فيه من الكتاب الهادي والسيف الناصر كما قال تعالى لنا بالبينات وانزلنا معهم الكتاب والميزان ليقومن الناس بالقسط وانزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس وليعلم الله الله من ينصره ورسله بالغيي ان الله قوي عزيز الكتاب يبين ما امر الله به وما نهى عنه. السيف ينصر ذلك ويؤيده. تسعة وعشرون وسبعمائة. وفي الجملة كل ما ذكر في القرآن من خطاب المؤمنين والمتقين والمحسنين ومدحهم والثناء عليهم. فالصحابة رضي الله عنهم اول من دخل في ذلك بك من هذه الامة وافضل من دخل في ذلك من هذه الامة كما استفاض عنه صلى الله عليه وسلم في غير وجه انه قال خير القرون قرني الذي جئت فيهم ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم. وما تواتر في الكتاب والسنة من فضائلهم ومناقبهم والشهادة لهم بعلو الدرجات وكمال الصفات امر معلوم من الدين بالضرورة. فلا يناقضه شيء مما قاله الضالون المفترون من الرافضة وغيره بهم ثلاثون وسبعمائة والاقوال اذا حكيت عن قائلها او نسبت الطوائف الى متبوعها فانما ذاك على سبيل التعريف والبيان واما المدح والذم والموالاة والمعاداة فعلى الاسماء المذكورة في القرآن الكريم كاسم المسلم والكافر والمؤمن والمنافق والبرد والفاجر والصادق والكاذب والمصلح والمفسد وامثال ذلك. وكون القول صوابا او خطأ يعرف بالادلة الدالة على ذلك المعلومة بالعقل والسمع والادلة الدالة على العلم لا تتناقض وهو ان يكون احد الدليلين يناقض مدلول الاخر. واحد ثلاثون وسبعمائة ولا يتصور عند اهل السنة تعارض الادلة الصحيحة العلمية لا السمعية ولا العقلية. والكتاب والسنة يدل بالاخبار تارة ان ويدل بالتنبيه تارة. والارشاد والبيان للادلة العقلية تارة. وخلاصة ما عند ارباب النظر العقلي في الالهيات من الادلة اليقينية والمعارف الالهية قد جاء به الكتاب والسنة مع زيادات وتكميلات لم يهتدي اليها الا من هداه الله بخطابه. فكان ما جاء به رسول من الادلة العقلية والمعارف اليقينية فوق ما في عقول جميع العقلاء من الاولين والاخرين. وهذه الجملة لها بسط عظيم بسط من ذلك ما بسط في مواضع متعددة. اثنان وثلاثون وسبعمائة من انكر من اهل الالحاد وجود الرب قيل له معلوم بصريح العقل ان ان الموجود اما واجب بنفسه واما غير واجب بنفسه واما قديم ازلي واما حادث كائن بعد ان لم يكن واما مخلوق مفتقر الى خالق واما غير مخلوق ولا مفتقر الى خالق. واما فقير الى ما سواه واما غني عما سواه. وغير بنفسه لا يكون الا بالواجب بنفسه. والحادث لا يكون الا بقديم. والمخلوق لا يكون الا بخالق. والفقير لا يكون الا غني عنه فقد لزم على تقدير النقيضين وجود موجود واجب بنفسه قديم ازلي خالق غني عما سواه وما سواه لا في ذلك وقد علم بالحس والضرورة وجود موجود حادث كائن بعد ان لم يكن. والحادث لا يكون واجبا بنفسه ولا قديما ولا خالقا لما سواه ولا غنيا عما سواه. فثبت بالضرورة وجود موجودين. احدهما غني والاخر فقير. واحدهم هما خالق والاخر مخلوق وهما متفقان في كون كل منهما شيئا موجودا ثابتا وليس احدهما مماثلا للاخر في حقيقته اذ لو كان كذلك لتماثلا فيما يجب ويجوز ويمتنع. واحدهما يجب قدمه وهو موجود بنفسه. واحدهما غني عن كل لما سواه والاخر ليس بغني واحدهما خالق والاخر ليس بخالق. فلو تماثلا للزم ان يكون كل منهما واجب ليس بواجب القدم موجودا بنفسه. ليس موجودا بنفسه غنيا عما سواه. ليس بغني عما سواه خالقا. ليس بخالق فيلزم اجتماع النقيضين على تقدير تماثلهما. وهو منتف بصريح العقل كما هو منتف بنصوص الشرع مع اتفاقهما في امور اخرى. كما ان كلا منهما موجود ثابت له حقيقة وذات هي نفسه فعلم بهذه البراهين اتفاقهما من وجه واختلاف من وجه فمن نفى ما اتفقا فيه كان معطلا قائلا للباطل ومن جعلهما متماثلين كان مشبها قائلا للباطل والله اعلم وذلك لانهما وان اتفقا في مسمى ما اتفقا فيه فان الله تعالى مختص بوجوده وعلمه وقدرته وسائر صفاته. والعبد لا يشركه في شيء من ذلك. والعبد ايضا مختص بوجوده وعلمه وقدرته. والله تعالى منزه عن مشاركة عبدي في خصائصه. ثلاثة وثلاثون وسبعمئة. الاقوال نوعان فما كان منصوصا في الكتاب والسنة وجب الاقرار به على كل مسلم وما لم يكن له اصل في النص والاجماع لم يجد قبوله ولا رده حتى يعرف معناه. اربعة وثلاثون ما من طائفة من اهل الانحراف الا ومعها حق وباطل. فاذا خوطبت بين لها ان الحق الذي ندعوكم اليه اولى بالقبول من الحق الذي افقناكم عليه. خمسة وثلاثون وسبعمائة. التوبة والاستغفار لا يوجب تنفيرا ولا يزيل وثوقا. بل لا يتم كمال العبد الا بذلك بخلاف دعوى البراءة مما يتاب منه ويستغفر. والسلامة مما يحوج الى الرجوع الى الله والالتجاء اليه. فانه هو الذي ينفر القلوب ويزيل الثقة فان هذا لم يعلم انه صدر الا عن كذاب او جاهل. واما الاول فانه يصدر عن الصادقين العالمين مم ستة وثلاثون وسبعمائة واصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ولله الحمد من اصدق الناس حديثا عنه لا يعرف منهم من بدا عليه كذبا مع انه يقع من احدهم من الهنات ما يقع ولهم ذنوب وليسوا معصومين. ومع هذا فقد جرب اصحاب النقد والامتحان احاديثهم واعتبروها بما تعتبر به الاحاديث. فلم يوجد عن احد منهم تعمد كذبه. بخلاف من بعدهم فانهم لا يساويهم ولا يقاربهم احد رضي الله عنهم. ولهذا كان الصحابة كلهم ثقات باتفاق اهل العلم بالحديث والفقه حفظا من الله لهذا الدين ان ولم يتعمد احد الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم الا هتك الله ستره وكشف امره. وقد كان التابعون بالمدينة ومكة اما والبصرة لا يعرف فيهم كذاب. لكن الغلط لم يسلم منه بشر. سبعة وثلاثون وسبعمائة. قد يقال ان الايمان ارجح من الكفر اذا احتيج الى المفاضلة عند من يظن ان ذلك ارجح كقوله ومن احسن دينا ممن اسلم وجهه اي وهو محسن وقوله وذر البيع ذلكم خير لكم. وقوله سبحانه ذلكم ازكى لكم واطهر بل قد يفضل الله نفسه على من عبد من دونه كقوله خير ام ما يشركون. وقول السحرة والله خير وابقى. وما اشبه ذلك من ذكر افعل التفضيل خلقه وفيما امر به حكمة عظيمة كفاه ذلك. ثم كلما ازداد علما وايمانا ظهر له من حكمة الله ورحمته ما يبهر عقله تبين له تصديق ما اخبر الله به في كتابه حيث قال سنريهم اياتنا في الافاق وفي مما ليس في المفضل عليه شيء لان التنزل في المناظرات ونحوها من تمام الانصاف. ومن الداعي للنظر في الادلة والبراهين المرجحة. وفي هذا دعوة لطيفة لاهل الانحراف كما هو معروف بالتأمل. ثمانية وثلاثون وسبعمائة. والله منزه ان يوصف بشيء من الصفات المختصة بالمخلوقين وكل ما اختص بالمخلوق فهو صفة نقص. والله تعالى منزه عن كل نقص. ومستحق لغايات الكمال وليس له مثل في شيء من صفات الكمال فهو منزه عن النقص مطلقا ومنزه في الكمال ان يكون له مثل. وقد دل على ذلك سورة قل هو قل هو الله احد. فبين انه احد صمد. واسمه الاحد يتضمن نفي المثل. واسمه الصمد يتضمن جميع صفات الكمال. تسعة ثلاثون وسبعمائة جميع الرسل عليهم السلام وجميع اهل الملل يعلمون قطعا ان الملائكة ليست كما يقوله زنادقة الفلاسفة انها فقوة معنوية وانما هم مخلوقون من نور كما اخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم وانهم كما وصفوا في الكتاب والسنة. ومن زعم ان جبريل هو العقل الفعال وهو ما يتخيل من نفس النبي صلى الله عليه وسلم من الصور الخيالية وكلام الله ما يوجد في نفسه كما يوجد في نفس النائم فهذا مما يعلم كل من علم ما جاء به الرسول انه من اعظم الامور تكذيبا للرسول. ويعلم ان هؤلاء ابعد عن متابعة الرسول من كفار اليهود والنصارى وان هذا مذهب زنادقة الفلاسفة. اربعون وسبعمائة التشبيه الممتنع تشبيه الخالق بالمخلوق او تشبيه المخلوق بالخالق فيمتنع اتصاف الرب بشيء من خصائص المخلوقين. كما ان المخلوق لا يتصف وبشيء من خصائص الخالق ويمتنع ان يثبت للعبد شيء يماثل فيه الرب. واما اذا قيل حي وحي وعالم وعالم قادر وقادر. وقيل لهذا قدرة ولهذا قدرة. ولهذا علم ولهذا علم. كان نفس علم الرب لم يشركه فيه العبد. ونفس علم ابدل يتصف به الرب تعالى عن ذلك. وكذلك سائر الصفات وليس في اثبات هذا محذور. فان المحذور اثبات شيء من خصائص بهما للاخر. واحد واربعون وسبعمئة. ونحن نعلم ان الله خالق كل شيء. وانه لا حول ولا قوة الا به. وان القوة التي في العرش وفي حمد العرش هو خالقها. بل نقول انه خالق افعال الملائكة الحاملين. فاذا كان هو الخالق لهذا كله. ولا حول ولا قوة الا به. امتنع ان يكون محتاجا الى غيره. ولا قال احد انه محتاج الى شيء من مخلوقاته. فضلا عن ان يكون محتاجا قوة شيء من مخلوقاته. ولا يقول احد انه محتاج الى العرش مع انه خالق العرش. والمخلوق مفتقر الى الخالق لا يفتقر الخالق الى المخلوق. وبقدرته قام العرش سائر المخلوقات وهو الغني عن العرش وكل ما سواه فقير اليه. اثنان واربعون وسبعمائة. وقد استقر في بداية العقول ان الافعال اختيارية من العبد تكسب نفس الانسان صفات محمودة وصفات مذمومة بخلاف لونه وطوله وعرضه فانها لا تكسبه ذلك. العلم النافع والعمل الصالح والصلاة الحسنة وصدق الحديث واخلاص العمل لله وامثال ذلك تورث القلب صفات محمودة ففعل الحسنة له اثار محمودة في النفس وفي الخارج وكذلك السيئات. والله تعالى جعل فعل الحسنات سببا لهذا والسيئات سببا لهذا. كما جعل اكل السم سببا للمرض والهلاك واسباب الشر لها اسباب تدفع بمقتضاها. فالتوبة والاعمال الصالحة يمحى بها السيئات. والمصائب في الدنيا تكفر بها السيئات. والله تعالى يخلق الاختيار في المختار والرضا في الراضي والمحبة في المحب. وهذا لا يقدر عليه الا الله. ولهذا انكر والائمة من قال جبر الله العباد ثلاثة واربعون وسبعمائة ومما يبين هذا ان الله تعالى جهة خلقه وتقديره غير جهة امره وتشريعه فان امره وتشريعه مقصوده بيان ما ينفع العباد اذا فعلوه وما يضرهم بمنزلة امر الطبيب للمريض بما ينفعك فاخبر الله على السنة رسله بمصير السعداء والاشقياء وامر بما يوصل الى السعادة ونهى عما يوصل الى الشقاوة وخلق حقه وتقديره يتعلق به وبجملة المخلوقات فهو يفعل لما فيه حكمة متعلقة بعموم خلقه كالمطر. وان كان في ضمن ذلك تضرر بعض الناس بسقوط منزله وانقطاعه عن سفره وتعطيل معيشته. وكذلك رسالة محمد صلى الله عليه وسلم ففي ارساله من الرحمة العامة وان كان في ضمن ذلك سقوط رئاسة قوم وتألمهم بذلك. فاذا قدر على الكافر كفره قدره لما في لذلك من الحكمة والمصلحة العامة. وعاقبه لاستحقاقه ذلك بفعله الاختياري. وان كان مقدرا. ولما له في عقوبته من الحكمة والمصلحة العامة اربعة واربعون وسبعمئة. الانسان حي حساس متحرك بالارادة. ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم اصدق الاسماء الحارث وهمام. الحارث الكاسب العامل والهمام كثير الهم. والهم مبدأ الارادة والقصد. فكل انسان حارث همام وهو حركوا بالارادة وذلك لا يكون الا بعد الحس والشعور. فان الارادة مسبوقة بالشعور بالمراد. فلا يتصور ارادة ولا حب ولا حقوق ولا اختيار ولا طلب الا بعد الشعور وما هو من جنسه كالحس والعلم والسمع والبصر والشم والذوق واللمس ونحو بهذه الامور فهذا الادراك والشعور هو مقدمة الارادة والحب والطلب والحي مفطور على حب ما ينفعه ويلائمه وبغض ما يكرهه ويضره. فاذا تصور الشيء الملائم النافع اراده واحبه. اذا تصور الشيء الضار وابغضه ونفر منه. ولكن ذلك التصور قد يكون علم وقد يكون ظنا وخرسا. فالفطرة مجبولة على حب ما تحتاج اليه ودفع ما يضرها. وانها تستعين بالله على ذلك. وهذا موجب الفطر التي فطر الله عليها عباده وايجابها ذلك. ولهذا امر الله العباد ان يسألوه ان يعينهم على فعل ما امر. خمسة واربعون وسبعون اهل السنة والجماعة متفقون على ان الله خالق افعال العباد. وعلى ان العبد قادر مختار يفعل بمشيئته وقدرته. والله خالق ذلك كله وعلى الفرق بين الافعال الاختيارية والاضطرارية. وعلى ان الرب يفعل بمشيئته وقدرته. وانه ما شاء كان وماله لم يشأ لم يكن وانه لم يزل قادرا على الافعال موصوفا بصفات الكمال. متكلما اذا شاء وانه موصوف بما وصف به نفسه وبما وصفه به رسوله محمد صلى الله عليه وسلم من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكييف ولا تمشيل. فيثبتون علمه المحيط ومشيئته النافذة وقدرته الكاملة وخلقه لكل شيء. ومن هداه الله لفهم قولهم علم انهم جمعوا محاسن الاقوال وانهم وصفوا الله بغاية الكمال وانهم المستمسكون بصحيح المنقول وصحيح المعقول. وان قولهم القول السديد السليم من التناقض الذي صلى الله به رسله وانزل به كتبه ستة واربعون وسبعمئة انعم الله على المكلفين بنعم اصولية وفروعية مشتركة بين من البر والفاجر وخص المؤمنين بنعم اخرى بها تمت عليهم النعمة فاوجدهم بعد العدم وخلق لهم الاسماع والابصار والعقول نعم تتم به العافية. اعطاهم قوتين عظيمتين بهما يجدون افعالهم ويختار كل منهم ما اراد من الافعال الحسنة والقبيحة وهما المشيئة والارادة والقدرة وباجتماع القوتين تتم الاقوال والافعال ثم انه كمل على جميعهم النعمة بان امرهم ان اصرفوا مشيئتهم وارادتهم الى ما ينفعهم مما يحبه الله ويرضاه. وان يمتنعوا عما يكرهه الله. وارسل اليهم الرسل وانزل عليهم الكتب لتفصيل ما يحبه الله مما يكرهه. الترغيب في هذا والترهيب من ذلك بكل وسيلة وطريق. اخبرهم بما يترتب على ذلك من الثواب والعقاب. اشهدهم انموذجا من ذلك في دار الدنيا. وكل هذه الامور وتوابعها اشترك فيها كل احد. فلم يبقى لاحد على الله حجة بل حجته ورحمته وصلت اليهم كلهم. ثم انه تعالى خص المؤمنين بخصائص من رحمته. بها امنوا واهتدوا او عملوا الصالحات وهو انه حبب اليهم الايمان وزينه في قلوبهم وكره اليهم الكفر والفسوق والعصيان. ثم كلما فعلوا شيء شيئا من الهداية وقصدوا مراضي ربهم امدهم بهدايات متنوعة ولطف بهم ويسرهم لليسرى وجنبهم العسرى وحفظهم ودافع عنهم بايمانهم السوء والفحشاء. فاستقاموا على الصراط المستقيم بمنتهى ورحمته. والله يختص برحمته من يشاء. والله ذو الفضل العظيم فكل نعمة منه فضل وكل نقمة منه عدل. افبعد هذا يبقى حجة للمعاند وشغب للمكابر يحتج فيهم بالقدر ولم يبقى الا ان يقول كيف خص المؤمنين بما خصهم به دوننا فيقال هذا فضله واحسانه يؤتيه من يشاء. فلم يمنع الكافر ترى والفاجر حقا له يستحقه بل منع عنه فضله الذي خص به المؤمنين لكمال حكمته ولعلمه انه لا يستحق هذا الفضل باعراب عن ربه واعتراضه عليه ولو علم الله فيهم خيرا لاسمعهم ولو اسمعهم لتولوا وغيره وهو الحكيم في امرنا بالاستعاذة منه. وهو الحكيم اذ جعلنا نستعيذ به. وهو الحكيم في اعادتنا منه. وهو الرحيم بنا في ذلك كله. المحسن الينا المتفضل علينا اذ هو ارحم بنا من الوالدة بولدها. وهو الخالق لتلك الرحمة وخالق الرحمة اولى رحمة من الرحماء. ثمانية واربعون وسبعمائة قد ضمن الله السعادة لمن اطاعه واطاع رسوله. فتوعد بالشقاء لمن لم يفعل ذلك وطاع الرسول هي مناط السعادة وجودا وعدما. وهي الفارقة بين اهل الجنة والنار. ومحمد صلى الله عليه وسلم فرق بين الناس. فدل الخلق بما بينه لهم. وقال تعالى فاتقوا الله ما استطعتم. فمن اجتهد بطاعة الله ورسوله بحسب الاستطاعة كان من اهل الجنة. والله او يرفع درجات المتقين المؤمنين بعضهم على بعض بحسب ايمانهم وتقواهم تسعة واربعون وسبعمئة. الامام هو من يبتدى به اما ان يرجع اليه في العلم والدين بحيث يطاع باختيار المطيع لكونه عالما بامر الله امرا به فيطيعه المطيع لذلك. وان كان عاجزا عن الالزام بالطاعة اما ان يكون صاحب يد وسيف بحيث يطاع طوعا وكرها قادرا على الزام المطيع بالطاعة وهؤلاء القسمان هم المراد بقوله يا ايها الذين امنوا اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولي الامر من ولا يتم كل واحد منهما الا بالاخر ولا يستقيم الدين والدنيا الا باجتماعهما. ووجود الظلم والمعاصي من بعض المسلمين وولاة اموري وعامتهم لا يمنع ان يشارك فيما يعمله من طاعة الله. فيعاونون على الخير ولا يطاع احد من الخلق في معصية الله وملوك المسلمين حسناتهم كثيرة وسيئاتهم كثيرة. فلهم من الحسنات ما ليس لاحاد الامة من الامر بالمعروف والنهي عن المنكر واقامة الحدود وجهاد العدو وايصال كثير من الحقوق الى مستحقيها ومنع كثير من الظلم واقامة كثير من العدل. خمسون وسبعمائة ما ثبت في حق النبي صلى الله عليه وسلم من الاحكام ثبت في حق امته وبالعكس ان الله اذا امره بامر تناول الام امة كما قد عرف في عبارة الشرع قال تعالى فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها في ازواج ادعياء ادعيائهم لكي لا يكون على المؤمنين حرج في ازواج ادعياءهم اذا قضوا منهم ان وترا. الا اذا دل دليل خاص على اختصاصه دون الامة. واحد وخمسون وسبعمئة. باب الاحسان الى الناس والعفو عنهم مقدم على باب الاساءة والانتقام كما في الحديث ادرأوا الحدود بالشبهات. فان الامام ان يخطئ في العفو خير من ان يخطئ في العقوبة فالخطأ في المدح اهون من الخطأ في القدح واعطاء المجهول الذي يدعي الفقر من الصدقة اهون من حرمان الفقر الخطأ في اعطاء الغني خير من الخطأ في حرمان الفقير والعفو عن المجرم خير من عقوبة البريء. اثنان وخمسون وسبعمائة. والصواب الجامع في هذا الباب ان من حكم بعدل او قسم بعدل نفذ حكمه وقسمته. ومن امر بمعروف ونهى عن منكر اعين على ذلك اذا لم يكن في ذلك مفسدة راجحة. وانه لابد من اقامة الجمعة والجماعة فان امكن تولية امام اذ لم يجز تولية فاجر ولا مبتدع يظهر بدعته فان هؤلاء يجب الانكار عليهم بحسب الامكان. ولا يجوز توليتهم فان يمكن الا تولية احد رجلين كلاهما فيه بدعة وفجور كان تولية اصلحهما ولاية هو الواجب. واذا لم يمكن في الغزو الا تأمير احد رجلين. احدهما فيه دين وضعف عن الجهاد. والاخر فيه منفعة في الجهاد مع ذنوب له. كان تولية هذا الذي ولايته انفع للمسلمين خيرا من تولية من ولايته اضر على المسلمين. واذا لم يمكن صلاة الجمعة والجماعة غيرها الا خلف الفاجر والمبتدع صليت خلفه ولم تعد. وان امكن الصلاة خلف غيره وكان في ترك الصلاة خلفه هجر له ليرتدع هو وامثاله عن البدعة والفجور فعل ذلك. وان لم يكن في ترك الصلاة خلفه مصلحة دينية صلي خلفه. وليس فعلى احد ان يصلي الصلاة مرتين ففي الجملة اهل السنة يجتهدون في طاعة الله ورسوله بحسب الامكان كما قال تعالى اتقوا الله ما استطعتم ثلاث وخمسون وسبعمئة. والله سبحانه لا يأمر بشيء لا يحصل به صلاح الدين ولا صلاح الدنيا. ولو كان فاعل ذلك من عباد الله الصالحين. ولهذا امر النبي صلى الله عليه وسلم بالصبر على جور الائمة وترك قتالهم والخروج عليهم لما في لزوم امرهم من صلاح العباد في المعاش والميعاد. ومن خالف ذلك متعمدا او مخطئا لم يحصل بفعله صلاح بل فساد. كما استفاضت بذلك الاحاديث اربعة وخمسون وسبعمئة لعن الفاسق المعين لا يجوز. وانما جاء الشرع بلعن الانواع مثل لعن الله الظالمين. لعن الله من غير منار الارض ونحو ذلك ونحن نعلم ان اكثر المسلمين لابد لهم من ظلم. فان فتح هذا الباب ساغ ان يلعن اكثر موتى المسلمين والله تعالى امر بالصلاة على موتى المسلمين وبالدعاء بالمغفرة والرحمة لعموم المؤمنين. لم يأمر بلعنتهم. فمن لعن احدا من المسلم فقد ترك المأمور وفعل المحظور وخصوصا الاموات. فان لعنتهم اعظم من لعنة الاحياء كما قال صلى الله عليه وسلم اتسب الاموات فانهم افضوا الى ما قدموا. خمسة وخمسون وسبعمئة ولا ريب ان لال النبي صلى الله عليه وسلم حقا على الام لا يشركهم فيه غيرهم ويستحقون زيادة المحبة والموالاة ما لا يستحقه سائر بطون قريش. كما ان قريشا يستحقون من المحبة والموالاة ما لا يستحقه غير قريش من القبائل. كما ان جنس العرب يستحق من المحبة والموالاة ما لا يستحقه سائر اجناس بني ادم وتفضيل الجملة على الجملة لا يقتضي تفضيل كل فرد على كل فرد. كما ان تفضيل القرن الاول على الثاني والثاني على الثالث لا يقتضي ذلك بل في القرن الثالث خير من كثير من في القرن الثاني. ومن خصائص بني هاشم تحريم الصدقة عليهم استحقاقهم من الفي وبنو المطلب معهم في الاخير. وكذلك الصلاة على اهل البيت كلهم. واما ترتيب الثواب والعقاب والمدح والذم فهذا لا يؤثر فيه النسب وانما يؤثر فيه الايمان والعمل الصالح وهو التقوى. ان اكرمكم عند الله اتقاكم لكن قال النبي صلى الله عليه وسلم الناس معادن كمعادن الذهب والفضة خيارهم في الجاهلية خيارهم في الاسلام اذا فقهوا. فالعرب في الاجناس وقريش فيها ثم هاشم في قريش. مظنة ان يكون فيهم الخير اعظم مما يوجد في غيرهم كما هو الواقع لابد ان يوجد في الصنف الافضل ما لا يوجد مثله في المفضول. وقد يوجد في المفضول ما يكون افضل من كثير مما يوجد في الفاضل. ستة وخمسون وسبعمئة ومحمد صلى الله عليه وسلم قد اخبر الله عنه انه يصلي عليه هو وملائكته فلم تكن فضيلته بمجرد الامة يصلون عليه، بل ان الله وملائكته يصلون عليه بخصوصه. وان كان الله وملائكته يصلون على المؤمنين عموما. هو الذي ليصلي عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات الى النور. ويصلون على معلم الناس الخير كما في الحديث ان الله وملائكته يصلون على معلم الناس الخير. ومحمد صلى الله عليه وسلم لما اكان اكمل الناس فيما يستحق به الصلاة من الايمان وتعليم الخير وغير ذلك كان له من الصلاة عليه خبرا وامرا خاصية لا يوجد مثلها لغيره صلى الله عليه وسلم سبعة وخمسون وسبعمئة. والله تعالى اذا امر الناس بما لم يأمر به غيره لم يكن من غيره بمجرد ذلك بل ان امتثل ما امر الله به كان افضل من غيره بالطاعة كولاة الامور وغيرهم ممن امر بما لم يؤمر به غيره من اطاع منهم كان افضل لان طاعته اكمل ومن لم يطع منهم كان من هو افضل منه بالتقوى افضل منه. ثمانية وخمسون خمسون وسبعمئة. واذا شهد النبي صلى الله عليه وسلم لمعين بشهادة او دعا له بدعاء احب كثير من الناس ان يكون له مثل تلك كالشهادة او مثل ذلك الدعاء. وان كان النبي صلى الله عليه وسلم يشهد بذلك لخلق كثير. ويدعو به لخلق كثير. وكان تعيينه ذلك المعين من اعظم فضائله ومناقبه. تسعة وخمسون وسبعمئة لابد ان يكون مع الانسان اصول كلية. يرد اليها جزئيات ليتكلم بعلم وعدل ثم يعرف الجزئيات كيف وقعت والا فيبقى في كذب وجهل في الجزئيات وجهل وظلم في الكليات فيتولد فساد عظيم. ستون وسبعمئة. من بلغته دعوة النبي صلى الله عليه وسلم من الكفار في دار الكفر. وعلم انه رسول الله فامن به وامن بما انزل عليه واتقى الله ما استطاع كما فعل النجاشي وغيره ولم يمكنه الهجرة الى داره الاسلام والالتزام جميع شرائع الاسلام لكونه ممنوعا من الهجرة وممنوعا من اظهار دينه وليس عنده من يعلمه جميع شرائط الاسلام فهذا مؤمن من اهل الجنة. كما كان مؤمن ال فرعون واسية امرأة فرعون. وكما كان يوسف عليه السلام مع اهل مصر انهم كانوا كفارا ولم يكن يمكنه ان يفعل معهم كل ما يعرفه من دين الاسلام. فانه دعاهم الى التوحيد فلم يجيبوه. وكذلك النجاشي وكثيرا ما يتولى الرجل بين المسلمين والتتار قاضيا بل واماما وفي نفسه امور من العدل يريد ان يعمل بها فلا يمكنه ذلك بل هناك من يمنعه من ذلك لا يكلف الله نفسا الا وسعها. فالنجاشي وامثاله سعداء في الجنة. وان كانوا لم يلتزموا من شرائع الاسلام ما لا يقدرون على التزامه بل كانوا يحكمون بالاحكام التي يمكنهم الحكم بها. وبالجملة لا خلاف بين المسلمين ان من كان في دار الكفر وقد امن وهو عاجز عن الهجرة لا يجب عليه من الشرائع ما يعجز عنها بل الوجوب بحسب الامكان. وكذلك ما لا يعلم حكمه فلو لم يعلم ان الصلاة واجبة عليه. وبقي مدة لم يصلي لم يجب عليه القضاء في اظهر قولي العلماء. كذلك وسائر الواجبات من صوم شهر رمضان واداء الزكاة وغير ذلك. ولو لم يعلم تحريم الخمر لم يحد عليها اذا شربها باتفاق مسلمين. وكذلك لو عامل بما يستحله من ربا او ميسر ثم تبين له تحريم ذلك بعد القبض وما اشبه ذلك. واصل هذا ده كله هل تلزم الشرائع من لم يعلمها ام لا تلزم الا بعد العلم ام يفرق بين الشرائع الناسخة والمبتدأة؟ والصواب في ذلك كله ان الحكم لا يثبت الا مع التمكن من العلم. وانه لا يقضي ما لم يعلم وجوبه. وهذا يطابق الاصل الذي عليه السلف والجمهور ان الله لا يكلف نفسا الا وسعها. فالوجوب مشروط بالقدرة والعقوبة لا تكون الا على ترك مأمور او فعل محظور بعد قيام الحجة واحد وستون وسبعمائة. واذا تكلمنا على الملوك المختلفين على الملك والعلماء والمشايخ المختلفين في العلم والدين وجب ان يكون الكلام بعلم وعدل لا بجهل وظلم. فان العدل واجب لكل احد على كل احد في كل حال لا ظلم محرم مطلقة لا يباح قط بحال والعدل محبوب باتفاق اهل الارض مركوز حبه في القلوب تحبه القلوب احمده وهو من المعروف الذي تعرفه القلوب والظلم من المنكر الذي تنكره القلوب فتبغضه وتزمه. الشرع الذي يجب على حكام المسلم لمين؟ الحكم به عدل كله ليس في الشرع ظلم اصلا. بل حكم الله احسن الاحكام. والشرع هو ما انزل الله. فكل من حكم بما انزل الله وقد حكم بالعدل. لكن العدل قد يتنوع بتنوع الشرائع والمناهج اثنان وستون وسبعمائة. قال تعالى فلا اوربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم. ثم لا يجدوا فيه في انفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما. فمن لم يلتزم تحكيم الله رسوله فيما شجر بينهم وقد اقسم الله بنفسه انه لا يؤمن. واما من كان ملتزما لحكم الله ورسوله ظاهرا وباطنا لكن عصى واتبع هواه فهذا بمنزلة امثاله من العصاة. فمن لم يلتزم حكم الله ورسوله فهو كافر. وهذا واجب على الامة في كل ما تنازعت فيه من الامور الاعتقادية والعملية. فالامور المشتركة بين الامة لا يحكم فيها الا الكتاب والسنة ليس لاحد ان يلزم الناس بقول عالم ولا امير ولا شيخ ولا ملك. وحكام المسلمين يحكمون في الامور المعينة لا يحكمون في الامور الكلية واذا حكموا في المعينات عليهم ان يحكموا بما في كتاب الله فان لم يكن فبما في سنة رسول الله فان لم يجدوا اجتهدوا ده الحاكم برأيه ثلاثة وستون وسبعمائة. الذنوب التي هي دون الكفر لا توجب كفر صاحبها ولا تخليده في النار ولا من شفاعتي فيه. والمتأول الذي قصده متابعة الرسول لا يكفر ولا يفسق اذا اجتهد فاخطأ. وهذا مشهور عند الناس في المساء للعملية. واما مسائل العقائد فكثير من الناس كفروا المخطئين فيها. وهذا القول لا يعرف عن احد من الصحابة والتابعين لهم باحسان ولا يعرف عن احد من ائمة المسلمين. وانما هو في الاصل من اقوال اهل البدع. وقد ينقل عن احد الائمة انه كفر من قال بعض الاقوال ويكون مقصوده ان هذا القول كفر ليحذر ولا يلزم اذا كان القول كفرا ان يكفر كل من قاله مع الجهل والتأويل فان سبوت الكفر في حق الشخص المعين كثبوت الوعيد في الاخرة في حقه وله شروط وموانع. اربعة وستون وسبعمائة الالتفات الى الاسباب شرك في التوحيد ومحو الاسباب ان تكون اسبابا تغيير في وجه العقل. والاعراض عن الاسباب بالكلية قدح في الشرع والتوكل معنى يلتئم من التوحيد والعقل والشرع. فالموحد المتوكل لا يلتفت الى الاسباب. بمعنى انه لا اطمئن بها ولا يثق بها ولا يرجوها ولا يخافها. انه ليس في الوجود سبب يستقل بحكم. بل كل سبب فهو مفتقر الى لامور اخرى تضم اليه وله موانع وعوائق تمنع موجبة. وما ثم سبب مستقل بالاحداث الا مشيئة الله وحده ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن وما شاء خلقه بالاسباب التي يحدثها ويصرف عنه الموانع فلا يجوز التوكل الا عليه. خمسة وستون وسبعمائة. واما اهل التوحيد الذين يعبدون الله مخلصين له الدين. فان ما في قلوبهم من محبة الله لا يماثله فيها غيرها. ولهذا كان الرب محمودا حمدا مطلقا على كل ما فعله. وحمدا خاصا على احسانه الى الحامد. فهذا حمد الشكر. والاول حمده على ما فعله كما قال الحمد لله الذي خلق السماوات والارض وقال السماوات والارض والحمد ضد الذم والحمد خبر بمحاسن المحمود مقرون بمحبته ولا يكون حمدته محمود الا مع محبته ولا ذم لمذموم الا مع بغضه. وهو سبحانه له الحمد في الاولى والاخرة. فلا تكون عبادة الا بحب المعروف ولا يكون حمد الا بحب المحمود. وهو سبحانه المعبود المحمود. ولهذا كانت الخطب في الجمع والاعياد وغير ذلك مشتملة على هذين الاصلين تحميده وتوحيده. وافضل الذكر لا اله الا الله. وافضل الدعاء الحمد لله. ستة وستون وسبعمائة لا ريب ان الاحكام النجومية مذمومة بالشرع مع العقل. وان الخطأ فيها اضعاف الصواب. وان من اعتمد عليه في تصرفاته واعرض عما امر الله به ورسوله خسر الدنيا والاخرة. سبعة وستون وسبعمائة. وقد بينا ان الافلاك مستديرة عند علماء المسلمين من الصحابة والتابعين لهم باحسان بل قد نقل اجماع المسلمين على ذلك غير واحد من علماء مسلمين الذين هم من اغبر الناس بالمنقولات كابي الحسين ابن المنادي وابي محمد ابن حزم وابي الفرج ابن الجوزي. وكذلك المطر معروف عند السلف والخلف ان الله يخلقه من الهواء ومن البخار المتصاعد. لكن خلقه للمطر من هذا كخلق الانسان من نطفة وخلقه للشجر والزرع من الحب والنوى واثبات المادة التي خلق منها المطر والشجر والانسان والحيوان مما يدل على بحكمته ونحن لا نعرف شيئا قط خلق الا من مادة. ولا اخبر الله في كتابه بمخلوق الا من مادة. الله قد وكل الملائكة بتدبير هذا العالم بمشيئته وقدرته. كما دلت على ذلك الدلائل الكثيرة من الكتاب والسنة. وكما يستدل على ذلك ايضا بادلة عقلية والملائكة احياء ناطقون ليسوا اعراضا قائمة بغيرها كما يزعمه كثير من المتفلسفة. ثمانية وستون وسبعون ربعمئة. الوسائل لا تراد الا لمقاصدها. فاذا جزمنا بانتفاء المقاصد كان الكلام في الوسيلة من السعي الفاسد. كما انها اذا حصلت المقاصد لم يكن بنا حاجة الى الوسائل. فتقدم في الاصول السابقة ان الوسائل لها احكام المقاصد ان كانت المقاصد مأمومة بها الوسائل تابعة لها. وان كانت منهيا عنها فكذلك وسائلها والله اعلم. تسعة وستون وسبعمائة. النبي صلى الله عليه وسلم قد نص على كليات الاحكام لا يحرم من النساء وما يحل. فجميع اقارب الرجل من النساء حرام عليه الا يا بنات عمه وبنات عماته وبنات خاله وبنات خالاته. وحرم في الاشربة كل ما يسكر. وقد حصر المحرمات في قوله قل انما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والاثم والبغي بغير الحق ان تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا. وان تقولوا على الله الا تعلمون. وكل ما حرم تحريما مطلقا عاما لا يباح في حال فهو داخل في هذه المذكورات. وجميع الواجبات يأتي في قوله قل امر ربي بالقسط واقيموا وجوهكم عند كل مسجد وادعوه مخلصين له الدين. فالواجب كله محصور في حق الله وحق عباده وحق الله على عباده ان يعبدوه ولا يشركوا به شيئا. وحقوق عباده العدل كما في حديث معاذ. ثم انه على فصل انواع الفواحش والبغي وانواع حقوق العباد في مواضع اخر. وفصل المواريث ومن يستحق الارث ممن لا يستحقه وما يستحقه والوارث بالفرد والتعصيب وبينما يحل من المناكح وما يحرم وغير ذلك من نصوصه الكلية التي لا يشذ عنها شيء سبعون وسبعمائة من استكبر على الحق او ادعى ما ليس له من المراتب او اشرك بالله وتعلق بغيره ابتلي بالذل والهوان والخوف من المخلوقين فتراه مفتقرا الى لقمة خائفا من كلمة. قال تعالى سنلقي في قلوب الذين كفروا الرعب فبما اشركوا بالله. واحد وسبعون وسبعمئة والردة قد تكون عن اصل الاسلام. كالغالية من الاسماعيلية والنصيرية ونحوهم وقد تكون الردة عن بعض الدين كحال كثير من اهل البدع. والله تعالى يقيم قوما يحبونه يجاهدون من ارتد عن الدين او عن بعضه في كل زمان اثنان وسبعون وسبعمائة تشبيه الشيء بالشيء يكون بحسب ما دل عليه السياق لا يقتضي المساواة في كل شيء ثلاثة وسبعون وسبعمائة وكذلك اذا كان التخصص لسبب يقتضيه فلا يحتج به باتفاق الناس اربعة وسبعون وسبعمائة البلاغة المأمور بها في مثل قوله تعالى وقل لهم في انفسهم قولا بليغا. هي علم المعاني والبيان فيذكر من المعاني ما هو اكمل مناسبة للمطلوب. ويذكر من الالفاظ ما هو اكمل في بيان تلك المعاني. البلاغة بلوغ غاية المطلوب او غاية الممكن من المعاني باتم ما يكون من البيان. فيجمع صاحبها بين تكميل المعاني المقصودة وبين باحسن وجه. خمسة وسبعون وسبعمائة واصل الشجاعة قوة القلب وثباته عند المخاوف. وكمال اليقين والثقة بوعد الله الشجاعة الفعل والقول تابعة لهذا والاستنصار بالله والاستغاثة به والدعاء له من تمام ذلك. وهي من اعظم الاسباب في تحصيل المأمور ودفع المحذور ومما ينبغي ان تعلم ان الشجاعة انما فضيلتها في اقامة الدين وحصول المنافع العامة والخاصة للمسلمين ستة وسبعون وسبعمئة وليس لاحد ان يدفع ما كان علم يقينا بالظن سواء كان ناظرا او مناظرا. بل ان تبين له وجهه وفساد الشبهة وبينه لغيره كان ذلك زيادة علم ومعرفة وتأييدا في الحق في النظر والمناظرة. وان لم يتبين ذلك لم يكن له ان يدفع اليقين بالشك والله اعلم سبعة وسبعون وسبعمائة. ومن نور الله قلبه فرأى ما في النص والشرع من الصلاح والخير والا فعليه الانقياد لنص رسول الله صلى الله عليه وسلم وليس له معارضته برأيه وهواه. ثمانية وسبعون وسبعمائة لما كان محمد صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين ولم يكن بعده رسول ولا من يجدد الدين لم يزل الله يقيم لتجديد الدين من باب ما يكون مقتضيا لظهوره كما وعد به في الكتاب في ظهر به محاسن الايمان ومحامده ويعرف به مساوئ الكفر ومفاسده ومن اعظم اسباب ظهور الايمان والدين وبيان حقيقة انباء الانبياء والمرسلين ظهور المعارضين لهم من اهل الافك المبين. كما قال تعالى وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الانس والجن. فان الحق اذا جحد وعرض بالشبهات الله له مما يحقق الحق ويبطل به الباطل من الايات البينات ما يظهره من ادلة الحق وبراهينه الواضحة وفساده ما عارضه من الحجج الداحضة وهذا كالمحنة التي تميز الخبيث من الطيب. والفتنة هي الامتحان والاختبار. فالحق كالذهب الخالق كلما امتحن زاد جودة والباطل كالمغشوش المغشى اذا امتحن ظهر فساده. تسعة وسبعون وسبعمائة فبمعرفة حقيقة دين اليهود والنصارى وبطلانه يعرف به بطلان ما يشبه اقوالهم من اقوال اهل الالحاد والبدع. فاذا جاء نور الايمان والقرآن ازهقه الله به ما خالفه فثمانون وسبعمئة. الصدق اصل الخير. ويهدي الى الخير. والكذب اصل الشر ويهدي الى الفجور. كما في حديث ابن مسعود مرفوعا عليكم بالصدق فانه يهدي الى البر. الحديث واعظم ذلك الصدق على الله او الكذب على الله. فالصدق في اعلى الدرجات والصادق افضل الخلق. والكذب في اسفل الدرجات. والكاذب اظلم الخلق. وبين الصدق والكذب والصادق والكاذب طرق كثيرة معروفة. واحد وثمانون وسبعمئة. كثيرا يذكر الله تعالى في كتابه حكمة للاحكام الشرعية او القدرية فيلزم من ذلك الا تكون له حكم اخرى غيرها. لكن لابد لتخصيص تلك الحكمة بالذكر في ذلك الموضع من مناسبة. اثنان وثمانون وسبعمئة وكذلك نفي الدليل المعين لا يقتضي نفي المدلول ولا يقتضي نفي دليل اخر غيره يدل على المقصود ثلاثا وثمانون وسبعمائة واذا انتقض الدليل بطلت دلالته انه انما يدل اذا كان مستلزما للمدلول اذا كان تارة يوجد مع المدلول وتارة لا يوجد لم يكن مستلزما فلا يكون دليلا. اربعة وثمانون وسبعمئة ما امر الله به امرا عاما هو ما نقلته الامة عن نبيها محمد صلى الله عليه وسلم نقلا متواترا واجمعت عليه مثل الامر بشهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله وانه ارسل الى جميع الناس اميهم وغير اميهم واقام الصلاة وايتاء الزكاة وصيام شهر رمضان وحتى البيت العتيق من استطاع اليه سبيلا وايجاب الصدق وتحريم الفواحش والظلم والامر بالايمان بالله وملائكته وكتبه ورسله البعثة بعد الموت هو ما يعرفه المسلمون معرفة عامة ولا يحتاج الانسان في معرفة ذلك الى ان يحفظ القرآن او يتكلم بلغة العرب طب خمسة وثمانون وسبعمئة اذا اوجب الله على العباد شيئا واحتاج اداء الواجب الى تعلم شيء من العلم كان تعلمه واجبا لان ما لا يتم الواجب الا به فهو واجب. ستة وثمانون وسبعمائة. المضافات الى الله نوعان. اعيان وصفات والصفات اذا اضيفت اليه كالعلم والقدرة والكلام والحياة والرضا والغضب ونحو ذلك. دلت الاضافة على انها اضافة وصف له قائم به ليست مخلوقة. لان الصفة لا تقوم بنفسها بل لابد لها من موصوف تقوم به. اذا اضيفت اليه علم انها صفة له. واما الاعيان اذا اضيفت الى الله تعالى فاما ان تضاف بالجهة العامة التي يشترك فيها المخلوق مثل كونها مخلوقة ومملوكة ومقدورة ونحو ذلك فهذه اضافة عامة مشتركة كقوله هذا خلق الله. وقد يضاف لمعنى يختص به ما يميز به المضاف عن غيره مثل بيت الله وناقة الله وعبد الله وروح الله فهذه تقتضي التشريف والعناية وانها امتازت عن غيرها من من الاعيان بما يناسب السياق. سبعة وثمانون وسبعمئة. والحس الباطن او الظاهر ان لم يقترن به العقل الذي يميز بين المحسوس وغيره والا دخل فيه من الغلط من جنس ما يدخل على النائم او الممرور والمبرسم ونحوهم ممن يحكم بمجرد حس الذي لا عقل معه ثمانية وسبعون وسبعمائة المعقول هو المعقول الصريح الذي يعرفه الناس بفطرهم التي فطروا عليها من غير ان تلقاه بعضهم عن بعض كما يعلمون تماثل المتماثلين واختلاف المختلفين. اعني اختلاف التنوع لا اختلاف التضاد والتباين. ان لفظ اختلاف يراد به هذا وهذا. وهذه المعقولات في العلميات هي التي ذم الله من خالفها بقوله. وقالوا لو كنا نسمع او نعقل ما كنا في اصحاب السعير. واما ما يسميه بعض الناس معقولات ويخالفه فيه كثير من العقلاء. اليس هذا هو والعقليات التي يجب لاجلها رد الحس والسمع. وينبني عليه علوم بني ادم بل المعقولات الصحيحة الدقيقة الخفية ترد الى معقولات بديهية اولية بخلاف العقليات الصريحة فان هذا معلوم بفطرة الله. فاذا جاء في الحس او في الخبر الصحيح ما يظن انه يخالف ذلك علم انه غلط. كل من اخبر بما يخالف صحيح المنقول او صريح المعقول يعلم انه وقع له وغلط وان كان صادقا فيما يشهده في الحس الباطن او الظاهر. لكن الغلط قد وقع في ظنه الفاسد المخالف لصريح العقل لله في مجرد الحس فان الحس ليس فيه علم بنفي او اثبات. والانبياء صلوات الله عليهم معصومون. لا يقولون على الله الا الحق ولا ينقلون عنه الا الصدق. فمن ادعى في اخبارهم ما يناقض صريح المعقول كان كاذبا. بل لابد ان يكون ذلك المعقول ليس بصريح او ذلك المنقول ليس بصحيح. فما علم يقينا انهم اخبروا به يمتنع ان يكون في العقل ما يناقضه. وما علم يقينه ان العقل حكم به يمتنع ان يكون في اخبارهم ما يناقضه. تسعة وثمانون وسبعمئة نعم الله على عباده تتضمن نفعه اهم والاحسان اليهم وذلك نوعان احدهما ان يدفع بذلك مضرتهم ويزيل حاجتهم وطاقتهم مثل رزقهم الذي لولاه ماتوا جوعا ونصرهم الذي لولاه لاهلكهم عدوهم ومثل هداهم الذي لولاه لضلوا ضلالا يضرهم في اخرتهم هذا النوع من النعمة لابد لهم منه وان فقدوه حصل لهم ضرر اما في الدنيا واما في الاخرة واما فيهما. والنوع الثاني نعمه التي يحصل بها من كمال النعم وعلو الدرجة ما لا يحصل بدونها. كما انهم في الاخرة نوعان ابرار اصحاب يمين ربون سابقون ومن خرج عن هذين كان من اصحاب الجحيم. واذا كانت النعمة نوعين فالخلق كانوا محتاجين الى ارسال محمد صلى الله عليه وسلم من هذين الوجهين وحصل بارساله هذان النوعان من النعمة فان الناس كانوا بدونه جهالا ضالين. اميهم واهل الكتاب منهم فكان ارساله اعظم نعمة على اهل الارض من نوعي النعم. ومن استقر احوال العالم تبين له ان الله لم ينعم على اهل الارض نعمة اعظم من انعامه بارسال محمد صلى الله عليه وسلم. وان الذين ردوا رسالته ممن قال الله فيهم الم تر الى الذين بدلوا نعمة الله كفرا واحلوا قومهم دار البوار. ولهذا وصفهم بالشكر من قبل هذه النعمة. وقال تعالى وكذلك فتنا بعضهم ببعض الى قوله اليس الله باعلم بالشاكرين؟ وقال سيجزي الله الشاكرين وسبعمائة العجب الذي لا ينقضي ان كل عاقل يعجب ممن عرف دين محمد صلى الله عليه وسلم وقصده الحق ثم اتبع اغيره ويعلم انه لا يفعل ذلك الا مفرط في الجهل والضلال او مفرط في الظلم واتباع الهوى. فما من طائفة من طوائف اهل الارض الا وهم مقرون ان محمدا صلى الله عليه وسلم دعا سائر الطوائف غيرهم الى خير مما كانوا عليه. وهذه شهادة من جميع اهل الارض بانه دعا اهل الارض الى خير مما كانوا عليه. فان شهادة جميع الطوائف مقبولة على غيرهم اذا كانوا غير متهمين عليهم فانهم معادون لمحمد وامته ومعادون لسائر الطوائف. واما شهادتهم لانفسهم فغير مقبولة فانهم خصومة. وشهادة الخصم على كخصمه غير مقبولة وقد اعترف الفلاسفة انه لم يقرع العالم ناموس افضل من ناموسه واعترفوا بانه افضل واكمل من نواميس انبياء الكبار واحد وتسعون وسبعمائة. قد دلت النصوص على ان الله لا يعذب الا من ارسل اليه رسولا تقوم به الحجة عليه. والحجة حجة انما تقوم بالقرآن على من بلغه. قال تعالى لانذركم به ومن بلغ. فمن بلغه بعض القرآن دون بعض قامت عليه الحجة فيما بلغه دون ما لم يبلغه. اذا اشتبه معنى بعض الايات. وتنازع الناس في تأويل الاية وجب رد ما تنازعوا فيه الى الله رسول فاذا اجتهد الناس في فهم ما اراده الرسل المصيب له اجران والمخطئ له اجر واحد. ومن لم تقم عليه الحجة في الدنيا بالرسالة الاطفال والمجانين واهل الفترات فهؤلاء فيهم اقوال اظهرها ما جاءت به الاثار انهم يمتحنون يوم القيامة فيبعث اليهم من يأمرهم بطاعته فان اطاعوه استحقوا الثواب وان عصوه استحقوا العقاب. اثنان وتسعون وسبعمئة وكتب الله تدل على ذم الضال والجاه احد ومقته مع انه لا يعاقب الا بعد انذاره. ثلاثة وتسعون وسبعمائة. وسبب ضلال الضلال من الامم ثلاثة اشياء اه احدها الفاظ متشابهة مجملة مشكلة منقولة عن الانبياء وعدولهم عن الالفاظ الصريحة المحكمة فاما ان يفوضوها او يحرفوها. والثاني خوارق ظنوها من الايات. وهي من احوال الشياطين. وثالث اخبار منقولة اليهم. ظنوها صدقا وهي كذب اربعة وتسعون وسبعمائة. العلم ينال بالحس والعقل وما يحصل بهما. وبوحي الله على انبيائه الذي هو خير خارج عما يشترك فيه الناس من الحس والعقل. فاهل الكتاب امتازوا عن غيرهم بما جاءهم من النبوة مع مشاركتهم لغيرهم فيما يشترك فيه الناس من العلوم الحسية والعقلية. والمسلمون حصل لهم من العلوم النبوية والعقلية ما كان للامم قبلهم. وامتازوا عنهم بما لا يعرفه الامم وما اتصل اليهم من عقليات الامم هذبوه لفظا ومعنى حتى صار احسن مما كان عندهم ونفوا عنه من الناموس وضموا اليه من الحق لامتازوا به على من سواهم. وكذلك العلوم النبوية اعطاهم الله منها ما لم يعطه امة قبلهم وهذا ظاهر لمن تدبر القرآن مع تدبر التوراة والانجيل فانه يجد من فضل علم القرآن ما لا يخفى الا على العميان ان خمسة وتسعون وسبعمائة والظالم يكون ظالما بترك ما تبين له من الحق. واتباع ما تبين له انه باطل. والكلام بلا علم اتباع ما تبين له انه باطل والكلام بلا علم. فاذا ظهر له الحق فعند عنه كان ظالما. وذلك مثل الالد في الخصام ست وتسعون وسبعمائة كلما قويت حاجة الناس الى الشيء ومعرفته يسر الله اسبابه كما ييسر ما كان كانت حاجتهم اليه في ابدانهم اشد. فلما كانت حاجتهم الى النفس والهواء اعظم منها الى الماء. كان مبزولا لكل احد في كل وقت ولما كانت حاجتهم الى الماء اكثر من حاجتهم الى القوت كان وجود الماء اكثر لذلك. فلما كانت حاجتهم الى معرفة الخالق اعظم. كانت اياته ودلائل ربوبيته وقدرته وعلمه ومشيئته وحكمته اعظم من غيرها ولما كانت حاجتهم الى معرفة صدق الرسل بعد ذلك اعظم من حاجتهم الى غير ذلك اقام الله من دلائل صدقهم لنبوتهم وحسن حالهم من اتبعهم وسعادته ونجاته وبيان ما يحصل له من العلم النافع والعمل الصالح. وقبح حال من خالفهم وشقاوتهم وجهلهم وظلمهم ما يظهر لمن تدبر ذلك ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور سبعة وتسعون وسبعمائة والشيء يعرف تارة بما يدل على ثبوته وتارة لما يدل على انتفاء نقيضه وهو الذي يسمى قياس الخلف. فان الشيء اذا انحصر في شيئين لزم من ثبوت احدهما انتفاء الاخر. ومن انتفاء احدهما ثبوت الاخر ومدعي النبوة اما صادق واما كاذب. وكل منهما له لوازم يدل انتفاؤها على انتفاؤه. وله ملزومات يدل ثبوتها على ثبوته. فدليل الشيء مستلزم له كاعلام النبوة ودلائلها. وايات الربوبية وادلة الاحكام الشرعية وغير ذلك فدليل الشيء مستلزم له كعلام النبوة ودلائلها وايات الربوبية وادلة الاحكام الشرعية وغير ذلك وانتفاء الشيء يعلم بما يستلزم نفيه كانتفاء لوازمه مثل صدق الكذاب. يقال لو كان صادقا لكان متصفا بما تصف به الصادقون ثمانية وتسعون وسبعمائة شهادة الكتب لمحمد صلى الله عليه وسلم اما شهادتها بنبوته اما شهادتها بمثل ما اخبر به هو من الايات البينات على نبوته ونبوة من قبله. وهو حجة على اهل الكتاب وعلى على غيرهم من المشركين والملحدين. تسعة وتسعون وسبعمائة. ولما كان محمد صلى الله عليه وسلم رسولا الى جميع الثقلين انسهم وجنهم عربهم وعجمهم وهو خاتم الانبياء لا نبي بعده. كان من نعمة الله على عباده ومن تمام حجته على خلقه ان تكون ايات نبوته وبراهين رسالته معلومة لكل الخلق الذين بعث اليهم. وقد يكون عند هؤلاء من الايات والبراهين على نبوته ما ليس عند هؤلاء. وكان يظهر لكل قوم من الايات النفسية والافقية ما يبين به ان القرآن حق. ثمانية يجب ان يعلم ان العالم العلوي والسفلي بالنسبة الى الخالق تعالى في غاية الصغر. كما دلت عليه نصوص الكتاب والسنة ولا نسبة لها الى عظمة الباري بوجه من الوجوه وهي في قبضته اصغر من الخردلة في كف الانسان. الخليقة مفطورة على انها تقصد ربها في جهة العلو لا تلتفت عن ذلك يمنة ولا يسرة. وجاءت الشريعة بالعبادة والدعاء بما يوافق الفطرة بخلاف ما عليه اهل الضلال. من من المشركين والصابئين من المتفلسفة وغيرهم فانهم غيروا الفطرة في العلم والارادة جميعا. واحد وثمانمائة. والسنة والاجماع منعقد على ان من بلغته دعوة النبي صلى الله عليه وسلم فلم يؤمن فهو كافر لا يقبل منه الاعتذار بالاجتهاد بظهور بادلة الرسالة واعلام النبوة. والنصوص انما اوجبت رفع المؤاخذة بالخطأ لهذه الامة. واذا كان كذلك فالمخطئ في بعض هذه المسائل اما ان يلحق بالكفار من المشركين واهل الكتاب مع مباينته لهم في عامة اصول الايمان واما ان يلحق في مسائل الايجاب والتحريم مع انها ايضا من اصول الايمان فان الايمان الذي يوجب الواجبات الظاهرة المتواترة وتحريم حرمات الظاهرة المتواترة واعظم اصول الايمان وقواعد الدين. والجاحد لها كافر بالاتفاق. مع ان المجتهد في بعضها لا اخطأ ليس بكافر بالاتفاق. اذا كان لابد من الحاقه باحد الصنفين فالحاقه بالمخطئين المؤمنين اشد شبها من الحاقه بالمشركين واهل الكتاب. مع العلم بان كثيرا من اهل البدع منافقون النفاق الاكبر. اذا كان الامر كذلك فعقوبة الدنيا غير مستلزمة لعقوبة الاخرة ولا بالعكس. ولهذا اكثر السلف على قتل الداعي الى البدعة لما يجري عليه من الفساد في الدين. سواء قالوا هو كافر او غير كافر. واذا عرف هذا فتكفير المعين من هؤلاء الجهال وامثالهم بحيث يحكم عليه انه مع الكفار. لا يجوز الاقدام عليه الا بعد ان تقوم على احدهم الحجة بالرسالة التي يبين لهم بها انهم مخالفون للرسول. وان كانت مقالتهم فيها لا ريب انها كفر وهذا الكلام في جميع تكفير المعينين. مع ان بعض هذه البدع اشد من بعض. وبعض المبتدعة يكون فيهم من الايمان والعمل الصالح ما ليس في بعض والله اعلم. اثنان وثمانمائة. واعلم ان المذهب اذا كان باطلا في نفسه لم يمكن اعقد له ان ينقله بوجه يتصور تصورا حقيقيا. فان هذا لا يكون الا للحق. فاما القول الباطل فاذا بين فبيانه وظني وغير ذلك. اما العلم والدين وكشفه فالدين نوعان. امور خبرية اعتقادية وامور طلبية عملية فالاول كالعلم بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر. ويدخل في ذلك اخبار الانبياء واممهم ومراتبهم في فضائل واحوال الملائكة وصفاتهم واعمالهم ويدخل في ذلك صفة الجنة والنار. وما في الاعمال من الثواب والعقاب احوال الاولياء والصحابة وفضائلهم ومراتبهم وغير ذلك. وقد يسمى هذا النوع اصول الدين. ويسمى العقد الاكبر ويسمى الجدال فيه بالعقل كلاما ويسمى عقائد واعتقادات ويسمى المسائل العلمية والمسائل الخبرية ويسمى ما علم المكاشفة؟ والثاني الامور العملية الطلبية من اعمال الجوارح والقلب كالواجبات والمحرمات والمستحبات والمكروه والمباحات فان الامر والنهي قد يكون بالعلم والاعتقاد فهو من جهة كونه علما واعتقادا او خبرا صادقا او اذا يدخل في القسم الاول ومن جهة كونه مأمورا به او منهيا عنه يدخل في القسم الثاني. مثل شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله. فهذه الشهادة من جهة كونها صادقة مطابقة لمخبرها فهي من القسم الاول. ومن جهة انها افرد واجب وان صاحبها بها يصير مؤمنا يستحق الثواب وبعدمها يصير كافرا يحل دمه وماله فهي من القسم ثاني وقد يتفق المسلمون على بعض الطرق الموصلة الى القسمين كاتفاقهم على ان القرآن دليل فيهما في الجملة. وقد يتنازل في بعض الطرق اربعة وثمانمائة طرق الاحكام التي اجمع عليها المسلمون. الاول الكتاب لم يختلف احد من من الائمة في ذلك كما خالف بعض اهل الضلال في الاستدلال على بعض المسائل الاعتقادية. والثاني السنة المتواترة التي اتخالف ظاهر القرآن؟ بل تفسره مثل اعداد الصلاة واعداد ركعاتها ونصب الزكاة وفرائضها وصفة الحج والعمرة وغير ذلك من الاحكام التي لا تعلم الا بتفسير السنة. واما السنة المتواترة التي لا تفسر ظاهر القرآن او يقال تخالف ظاهره كالسنة في تقدير نصاب السرقة ورجم الزاني وغير ذلك. فمذهب جمهور السلف العمل بها ايضا الا الخمر خوارج فان من قولهم او قول بعضهم مخالفة السنة. وقد ينكر هؤلاء كثيرا من السنن طعنا في النقل لا ردا للمنقول كما ينكر كثير من اهل البدع السنن المتواترة عند اهل العلم كالشفاعة والحوض والصراط والقدر وغير ذلك. الطريق ثالث السنن المتواترة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم اما متلقاة بالقبول بين اهل العلم بها او برواية الثقات لها وهذه ايضا مما اتفق اهل العلم على اتباعها من اهل الحديث والفقه والتصوف. وقد انكرها بعض اهل الكلام وانكر كثير من منهم ان يحصل العلم بشيء منها. الطريق الرابع الاجماع. وهو متفق عليه بين عامة المسلمين. وانكره بعض اهل البدع من المعتزلة والشيعة لكن المعلوم منه ما كان عليه الصحابة. واما ما بعد ذلك فتعذر العلم به غالبا. الطريق الخامس قياسه على النص والاجماع وهو ايضا وهو ايضا حجة عند جماهير الفقهاء. لكن بعضهم اسرف فيه فاستعمله قبل البحث عن عن النص ورد به شيئا من النصوص او استعمل منه القياس الفاسد ومن اهل الكلام والحديث من ينكره رأسا وتفاصيل هذا كثيرة. الطريق السادس الاستصحاب وهو البقاء على الاصل فيما لم يعلم ثبوته وانتفاؤه بالشرع. وهو حجة عند الاعتقاد بالاتفاق وهل هو حجة في اعتقاد العدم فيه خلاف؟ ومما يشبه الاستدلال بعدم الدليل السمعي على عدم الحكم الشرعي شرعية. الطريق السابع المصالح المرسلة. وهو ان يرى المجتهد ان هذا الفعل يجلب مصلحة منفعة راجحة وليس في الشرع ما فيه. فهذه الطريق فيها خلاف مشهور. فالفقهاء يسمونها المصالح المرسلة. ومنهم من يسميها الرأي. وبعضهم يقرب اليه الاستحسان وقريب منها ذوق الصوفية ووجدهم والهاماتهم فان حاصلها انهم يجدون في القول والعمل مصلحة في قلوبهم واديانهم ويذوقون طعم ثمرته. وهذه مصلحة. لكن بعض الناس يخص المصالح المرسلة بحفظ النفوس والاموال والاعراض والعقول والاديان وليس كذلك. بل المصالح المرسلة في جلب المنافع ودفع المضار وما ذكروه عن دفع المضار يعني هذه الامور الخمسة فهو احد القسمين. وجلب المنفعة يكون في الدنيا والدين. ففي الدنيا كالمعاملات والاعمال التي يقال فيها مصلحة للخلق من غير حظر شرعي. وفي الدين ككثير من المعارف والاحوال والعبادات والزهادات التي يقال فيها مصلحة للانسان من غير منع شرعي. فمن قصر المصالح على العقوبات التي فيها دفع الفساد عن تلك الاحوال ليحفظ الجسم فقط فقد قصر وهذا فصل عظيم ينبغي الاهتمام به. ثم ذكر من انتقد هذه الامور ومن قررها واعتمدها. ثم قال القول الجامع ان الشريعة لا تهمل مصلحة قط بل الله تعالى قد اكمل لنا الدين واتم النعمة فما من شيء يقرب الى الجنة الا وقد حدثنا به النبي صلى الله عليه وسلم وتركنا على البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعده الا هالك. لكن ما اعتقده العقل مصلحة وان كان الشرع لم يرد به فاحد الامرين لازم له. اما ان الشرع دل عليه من حيث لا يعلم هذا الناظر او انه ليس بمصلحة او اعتقد مصلحة مرجوحة لان المصلحة هي الخالصة او الغالبة. وكثيرا ما يتوهم الناس ان الشيء ينفع في الدين والدنيا ويكون فيه منفعة مرجوحة بالمضرة. كما قال تعالى في الخمر والميسر. قل فيهما اثم كبير ومنافع للناس واثمهما اكبر من نفعهما. وكثير من بدع العقائد والاعمال من هذا الباب. قد زين لهم سوء عملهم فرأى حسنا وقد يكون عمدا فيكون ظلما وقد يقع جهلا فيكون ضلالا. وهذا الباب مشترك بين اهل العلم والقول وبين اهل للارادة والعمل. خمس وثمانمائة. فكل عمل لا يراد به وجه الله فهو حابط باطل. لا ينفع صاحبه وقت الحاجة اليه فكل عمل لا يراد به وجه الله فهو باطل لان ما لم يرد به وجهه اما الا ينفع بحال واما ان ينفع في الدنيا ادون الاخرة. فالاول ظاهر. والثاني فقد يحصل للانسان في الدنيا لذات وسرور. وقد يوجز باعماله في الدنيا. لكن تلك اذا كانت تعقب ضررا اعظم منها او تفوت انفع منها وابقى. فهي باطلة ايضا. فثبت ان كل عمل لا يراد به وجه الله فهو باطل وان كان فيه لذة ما. ستة وثمانمائة. والله تعالى لم يأمر عباده لحاجته الى خدمتهم هو محتاج الى امرهم وانما امرهم احسانا منه ونعمة انعم بها عليهم فامرهم بما فيه صلاحهم ونهاهم عما فيه فسادهم وارسال الرسل وانزال الكتب من اعظم نعمه على خلقه سبعة وثمانمائة. ومن تأمل نصوص الكتاب والسنة وجدها في غاية الاحكام والاتقان وانها مشتملة على التقديس لله عن كل نقص والاثبات لكل كمال. وانه تعالى ليس له كمال ينتظر حيث يكون قبله ناقصا بل من الكمال ان يفعل ما يفعله. بعد ان لم يكن فاعله. وانه اذا كان كاملا بذاته وصفاته وافعاله لم يكن كاملا بغيره ولا مفتقرا الى سواه. بل هو الغني ونحن الفقراء. وهو سبحانه في محبته ورضاه ومقته وسخطه وفرحه واسفه وصبره وعفوه ورأفته له الكمال الذي لا تدركه الخلائق وفوق الكمال. اذ كل كمال فمن كماله يستفاد وله الثناء الحسن الذي لا يحصيه العباد. وانما هو كما اثنى على نفسه له الغنى الذي لا يفتقر الى سواه كل من في السماوات والارض الا ات الرحمن عبدا. لقد احصاهم عدا وكلهم اتيه يوم القيامة فردا. ثمانية وثمانمائة. يجب ان يعلم ان ان الكمال ثابت لله بل الثابت له اقصى ما يمكن من الاكملية بحيث لا يكون وجودك مال لا نقص فيه الا وهو ثابت للرب تعالى الا تستحقه بنفسه المقدسة وثبوت ذلك مستلزم النفي نقيضه. فثبوت الحياة يستلزم نفي الموت وثبوت العلم يستلزم ونفي الجهل وثبوت القدرة يستلزم نفي العجز. وان هذا الكمال ثابت له بمقتضى الادلة العقلية والبراهين اليقينية مع دلالة السمع على ذلك تسعة وثمانمائة. ودلالة القرآن على الامور نوعان. احدهما خبر الله الصادق. فما اخبر الله رسوله فهو حق كما اخبر الله به. والثاني دلالة القرآن بضرب الامثال وبيان الادلة العقلية الدالة على المطلوب. فهذه دلالة شرعية عقلية فهي شرعية لان الشرع دل عليها وارشد اليها وعقلية لانها تعلم صحتها بالعقل وثبوت معنى كمال لله قد دل عليه القرآن بعبارات متنوعة دالة على معان متضمنة لهذا المعنى فما في القرآن من اثبات الحمد له وتفصيل محامده وان له المثل الاعلى واثبات معاني اسمائه ونحو ذلك. دال على هذا المعنى. وقد ثبت لفظ الكامل في تفسير ابن عباس للصمد وان الصمد المستحق للكمال وهو السيد الذي كمل في سؤدده. والعليم الذي قد كمل في علمه والعظيم الذي قد في عظمته وهكذا سائر اسمائه الحسنى على هذا المنوال. وهذا المعنى هو المستقر في فطر الناس. كما انهم مفطورون على الاقرار الخالق فانهم مفطورون على انه اجل واكبر واعلى واعلم واكمل من كل شيء. ومن ثبوت الكمال لله بالعقل انه او قد ثبت وجوب وجوده وقيومته وقدمه وسائر اوصافه. وان له المثل الاعلى. وبيان نقص ما عبد من دونه من مخلوقات وتفصيل حمده الذي يستحقه من صفات كماله وحمده الذي فيه الاحسان المتنوع على خلقه وعلى كمال حكمته وسعة علمه ورحمته. وبيان كمال الوهيته واستحقاقه الجلال والاكرام. فله صفات الجمال والعظمة. ويستحق من عباده ان يكون مألوها معظما اعظم من كل شيء واحب اليهم من كل شيء تبارك وتعالى. عشرة وثمانمائة. واذا علم العبد من حيث الجملة ان لله فيما او غاوي وامكن ان يهديه ويرشده فعل ذلك. والا فلا يكلف الله نفسا الا وسعها. وان كان قادرا على ان يولي في امامة الافضل ولاه وان قدر ان يمنع من يظهر البدع والفجور منعه. وان لم يقدر على ذلك فالصلاة خلف الاعلم بكتاب الله وسنة نبيه الاسبق الى طاعة الله ورسوله افضل. وان كان في هجره لمظهر البدعة والفجور مصلحة راجحة هجرة. واما اذا ولي غيره بغير اذنه وليس في ترك الصلاة خلفه مصلحة شرعية. كان تفويت هذه الجمعة والجماعة جهلا وضلالا. وكان قد بدعة ببدعة والصحابة لم يكونوا يعيدون الصلاة اذا صلوا خلف اهل الفجور والبدع. ولم يأمر الله تعالى قط احدا اذا صلى كما ما امر بحسب استطاعته ان يعيد الصلاة اثنا عشر وثمانمائة. قال الله تعالى يا ايها الذين امنوا ولا تأكلوا اموالكم بينكم بالباطل. من اكل اموال الناس بالباطل اخذ احد بدون تسليم العوض الاخر. لان المقصود بالعهود والعقود المالية هو التقابض. فان المعاوضة كالمبايعة والمؤاجرة. مبناها على المعادلة والمساواة من الجانبين لم يبذل احدهما ما بذله الا ليحصل له ما طلبه. وكل منهما آخذ معط طالب مطلوب اذا تلف المقصود بالعقد قبل التمكن من قبضه مثل تلف العين المؤجرة قبل التمكن من قبضها او تلف ما بيع بكيل او وزن او حد او زرع قبل تمييزه بذلك واقباطه ونحو ذلك. لم يجب على المؤجر او المشتري اداء الاجرة او الثمن. وهذا الاصل مستقل في جميع المعاوضات اذا تلف المعقود عليه قبل التمكن من القبض تلفا لا ضمان فيه ان فسخ العقد وان كان فيه الضمان كان في العقد الخيار وكذلك سائر الوجوه التي يتعذر فيها حصول المقصود بالعقد من غير قياس ووضع الحوائج وغيرها مبني على هذا الاصل وليس من شرط القبض ان يستعقب العقد بل القبض يجب وقوعه على حسب ما اقتضاه العقد لفظا وعرفا. ولهذا يجوز استثناء بعض منفعة المبيع مدة معلومة. وان تاخر بها القبض على الصحيح. وسر ذلك ان القبض هو موجب العقد. فيجب في ذلك ما اوجبه عاقدان بحسب قصدهما الذي يظهر بلفظهما وعرفهما. ثلاثة عشر وثمانمائة. والمسلمون في مشارق الارض ومغاربها قلوبهم واحدة موالية لله ولرسوله ولعباده المؤمنين معادية لاعداء الله ورسوله واعداء الدين. فما دام هذا وصفهم وقلوبهم الصادقة ادعيتهم الخالصة هي العسكر الذي لا يغلب والجند الذي لا يخذل فانهم هم الطائفة المنصورة الى قيام الساعة. فليعتبر المعتبر بسيرة في نور الدين وصلاح الدين ثم العادل كيف مكنهم الله وايدهم وفتح لهم البلاد واذل لهم الاعداء لما قاموا من ذلك بما قاموا به من الدين وليعتبر بسيرة من والى النصارى كيف اذله الله وكبته؟ اربعة عشر وثمانمائة وافضل اولياء الله هم انبياؤه انبيائه المرسلون منهم وافضل المرسلين. اولو العزم نوح وابراهيم وموسى وعيسى ومحمد. صلى الله عليهم وسلم وافضل اولي العزم محمد صلى الله عليه وسلم. خاتم النبيين وامام المتقين. وسيد ولد ادم وامام الانبياء اذا وخطيبهم اذا وفدوا. صاحب المقام المحمود الذي يغبطه به الاولون والاخرون. وصاحب لواء الحمد والحوض الموروث وشفيع الخلائق يوم القيامة. وصاحب الوسيلة والفضيلة الذي بعثه الله بافضل كتبه. وشرع له افضل شرائع دينه وجعل امته خير امة اخرجت للناس. وجمع له ولامته من الفضائل والمحاسن ما فرقه في من قبلهم. وهم اخر الامم خلقا واولهم هم بعث ومن حين بعثه الله جعله الفارق بين اوليائه وبين اعدائه. فلا يكون وليا لله الا من امن به. وبما جاء به واتبعه ظاهرا وباطنا. ومن ادعى محبة الله وولايته وهو لم يتبعه. فليس من اوليائه. بل من خالفه كان من اعدائه واولياء الشيطان ان خمسة عشر وثمانمائة اسم اليمين جامع للعقد الذي بين العبد وبين ربه وان كان نذرا وللعهد الذي بينه وبين المخلوق ستة عشر وثمانمائة. العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب. سبعة عشر وثمانمائة. اصل الايمان والنفاق في القلب. وانما القلب قول والفعل فرعان لهما ثمانية عشر وثمانمائة حق الله وحق رسوله متلازمان. وجهة حرمة الله ورسوله جهة واحدة فمن آذى الرسول فقد آذى الله ومن اطاعه فقد اطاع الله تسعة عشر وثمانمائة. الأعمال انما يحبطها ما ينافيها عشرون وثمانمائة. واذا علم الرجل من حال صديقه انه يطيب نفسه بما يأخذ من ما له فله ان يأخذ وان لم يستأذنه نطقا. واحد وعشرون وثمانمائة الكلمة التي تصدر عن محبة وتعظيم تغفر لصاحبها. بل يحمد عليها وان كان مثلها لو صدر بدون لذلك استحق صاحبها النكال وكذلك الفعل اثنان وعشرون وثمانمائة الحكم المعلق بشرط لا يثبت بعينه عند عدمه باتفاق العقلاء ثلاثة وعشرون وثمانمائة لما ذكر ايات الامر بالصبر وايات القتال قال فمن كان من المؤمنين بارض هو فيها مستضعف وفي وقت هو فيه مستضعف فليعمل باية الصبر والصفح والعفو عما يؤذي الله ورسوله من الذين اوتوا الكتاب والمشركين. اما اهل القوة فيعملون باية قتال ائمة الكفر الذين يطعنون في الدين. وباية قتال الذين اوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية ان يدوا وهم صاغرون. اربعة وعشرون سب غير الرسول مع كونه معصية يوجب الجلد وسب الرسول مع كونه كفرا يوجب القتل. خمسة وعشرون وثمانمائة. الظاهر انما يكون دليلا صحيحا معتمدا. اذا لم يثبت ان الباطن بخلافه. فاذا قام الدليل على الباطن لم يلتفت الى ظاهر قد علم ان الباطن بخلافه. ستة وعشرون وثمانمائة الحكم اذا لم يثبت باصل ولا نظير كان تحكما. سبعة وعشرون وثمانمائة. قاعدة شريفة جامعة في وجوب الايمان بالله وملائكته ملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر ووجوب عبادة الله وحده لا شريك له وطاعته وطاعة رسله على كل احد في كل حال بحسب الاستطاعة وان كل ما خالف ذلك فهو باطل. والتنبيه على ابطال الاعتقادات والعقود المخالفة لذلك. وبيان ان مراتب الخير الشر بحسب الدخول في ذلك والخروج منه فافضلهم اكملهم قياما بذلك. كالنبيين والصديقين والشهداء والصالحين وشرهم هم ابعدهم عنه كالكفار المعطلين والمشركين مثل فرعون وغيره من اصناف الكفار والمنافقين. وافضل الخلق من حين بعث محمد صلى الله عليه وسلم واقومهم بذلك اتبعهم له وهم السابقون الاولون من المهاجرين والانصار وشر الخلق اعظمهم مخالفة كان لهؤلاء كالزنادقة الملحدين من القرامطة الباطنية العبيدية وغيرهم. ثم فصل هذه الجملة الكبيرة برسالة مستقلة رحمه الله وقدس روحه. فهذه اكثر من ثمانمائة من الاصول الجوامع والقواعد والضوابط. كلها قد انتقيتها من كتب هذا الامام شيخ الاسلام ابن تيمية وهي كما ترى في جميع العلوم النافعة والفنون الضرورية