وعن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان في الجنة مائة درجة اعد الله للمجاهدين في سبيل الله ما بين الدرجتين كما بين السماء والارض. رواه البخاري وعن ابي سعيد الخدري رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من رضي بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد رسولا. وجبت له الجنة فعجب لها ابو سعيد فقال اعدها علي يا رسول الله فاعادها عليه ثم قال واخرى يرفع الله بها العبد مئة درجة في الجنة. ما بين كل درجتين ما بين السماء والارض. قال وما هي يا رسول الله؟ قال الجهاد في سبيل الله. الجهاد في سبيل الله اه رواه مسلم. وعن ابي بكر ابن ابي موسى الاشعري قال سمعت ابي رضي الله عنه وهو بحضرة العدو يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان ابواب الجنة تحت ظلال السيوف. فقام رجل بث فقال يا ابا موسى اانت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول هذا؟ قال نعم. فرد الى اصحابه فقال اقرأ وعليكم السلام ثم كسر جفن سيفه فالقاه ثم مشى بسيفه الى العدو فضرب به حتى قتل رواه مسلم. وبالله التوفيق صدق اللهم سلم على رسول الله وعلى اله واصحابه ومن اهتدى اما بعد هذه الاحاديث الثلاثة كالتي قبلها في بيان فضل الجهاد وان درجة عالية وعظيمة وان المجاهد في سبيل الله الصادق المخلص قد وعده الله جله وكرامه وان الله اعد للمجاهدين في الجنة مئة درجة ما بين كل درجتين مثل ما بين السماء والارض وهذا فضل عظيم وتشريف كبير للمجاهدين خصهم الله بهذه الدرجات في الجنة مئة درجة تخصهم ما بين كل درجتين مثل ما بين خمس مئة عام وهذا يدل على شرف الجهاد وعظم فضله ويقول صلى الله عليه وسلم ذاق طعم الايمان من رضي بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد رسولا ويقول من رضي بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد رسولا وجبت له الجنة. وان يدل على فضل هذه الكلمات. رضيت بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد رسولا ينبغي للمؤمن ان يكثر منها ذاك طعم الايمان من رضي بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد رسولا واللفظ الاخر من رضي من رضي بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمدا رسولا وجبت له الجنة في اللفظ الاخر من قال حين يسمع النداء يقول اشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله واعوذ بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد رسولا غفر له ذنبه وفي الحديث الاخر يقول ابواب الجنة تحت ظل الاخر الجنة تحت ظلال السوء يعني ان المجاهد بينه وبين دخول الجنة ان يستشهد في سبيل الله صادقا مخلصا مقبلا غير مدبر يريد الله والدار الاخرة وانا شايف من قتل في سبيل الله ثم يصلي الله صادقا مقبلا غير مدمن. وجبت له الجنة كما قال عليه الصلاة والسلام والشهادة يمحو الله بها الذنوب يمحو الله بها الخطايا الا الدين يبقى لاهله الدين لنعطيه في الدين صاحبه ولا اعطيه في الاخرة ما يقابل دينه المقصود ان الجهاد له شأنه العظيم وفضله الكبير. وان الله اعد لهم درجات خاصة للمجاهدين وفضل خاصا ونعيمة خاصة فجدير بالمؤمن ان يحرص على المشاركة في الجهاد اذا تيسرت اسبابه. فوفق الله الجميع