في فسحة العمر مهما كان هذا الوقت على الانسان ان يستغله في طاعة الله والحياة لا تدوم على حال فعلى الانسان ان يحمد ربه في السراء وان يصبر وان يحتسب الاجر ولذلك حينما تجلس في مجلس الطلب او تجلس في مجلس شرح العلم او انك يعني تحضر لدرس عليك ان تتفكر انك تحمل لتحمل الاخرين من اجل معرفة حق الله تعالى وعلى الانسان ان يتعذى باعزاء الله فان في الله خلفا من كل هالك ودرجا من كل فائز. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين اللهم ليس لنا ما تمنينا فلك اللهم الاخرة والاولى فاحسن اللهم عاقبتنا في الامور كلها واجرنا من خزي الدنيا وعذاب الاخرة اللهم ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار اللهم سلمنا وسلم امة محمد اجمعين. اللهم ازهق الازمات وابدل عسر هذه الامة يسرا انك على كل شيء قدير. اللهم احصن الدماء. اللهم اعصم الدماء. اللهم اعصم الدماء اللهم احفظ اعراض امة محمد يا رب العالمين. اللهم ردنا الى دينك ردا جميلا يا ارحم الراحمين اللهم سلمنا وسلم منا واهدنا واهدي بنا يا ارحم الراحمين. اما بعد مجلسنا هذا اليوم في شرح الحديث الرابع عشر بعد الاربع مئة من صحيح الامام البخاري قال الامام البخاري حدثنا علي قال حدثنا سفيان قال حدثنا الزهري عن حميد بن عبد الرحمن عن ابي سعيد ان النبي صلى الله عليه وسلم ابصر نخامة في قبلة المسجد فحكها بحصاة ثم نهى ان يرزق الرجل بين يديه او عن يمينه ولكن عن يساره او تحت قدمه اليسرى وعن الذهري سمع حميدا عن ابي سعيد نحوه اذا قال الامام البخاري حدثنا علي وجاء هنا هكذا حدثنا عليه غير منسوب وجاء في بعض النسخ حدثنا علي ابن عبد الله ومعروف ان علي هذا هو علي بن المدينة فالامام البخاري اذا اطلق علي فالمراد به علي ابن المديني لا سيما اذا جاء هذا مشفوعا برواية سفيان فعلم المديني يروي عن سفيان ابن عيينة وعلي بن المدينة هو امام في العلل صاحب مكانة عظيمة وله مؤلفات عظيمة في هذا الشأن وقد اثنى عليه اهل العلم قديما وحديثا لمكانته وجلالته وفضله وكان الامام احمد بن حنبل لا يسميه بل كان يكنيه تفجيرا له والعرب اذا احترمت شيئا كنت قال حدثنا سفيان وهو سفيان ابن عيينة ابن ابي عمران ميمون الهلالي. المولود عام سبع ومائة. والمتوفى عام وثمان وتسعين ومئة عاش احدى وتسعين سنة انفقها في طلب العلم ونشره وقد طلب العلم مبكرا وبرز في هذا الشأن مع مكانته الراسخة في الفقه والتفسير حتى قال عنه تلميذه الذي توفى قبله بسنة تلميذه عبد الله ابن وهب قال ما رأيت اعلن بكتاب الله من سفيان ابن عيينة وله اقوال في التفسير جليلة عظيمة وكان سفالة ابن عيينة يحب علي ابن المديني وكان يدنيه ويقربه ويثني عليه وكان سفيان ابن عيينة يطير المجالس وبقي مدة على هذا الشيء بسبب ان احد طلابه علي ابن المدين ولذا نشاط الطالب يجعل همة في الشيخ قال حدثنا الزهري وهو محمد ابن شهاب الزهري المتوفى عام اربع وعشرين ومئة والذهري ممن دارت عليه سنة النبي صلى الله عليه وسلم. وممن اكثر فيها وهو من اصحاب الرسوخ في هذا الفن وله مواقف جليلة في انكار المنكر توفي عام اربع وعشرين ومئة وله اقوال في غاية الجودة فيما يتعلق بفضل العلم وهو من اول من دون هذا الفن ورسالة عمر بن عبد العزيز له بامره بكتابة السنة امر معلوم حتى قيل انه اول من اول من دون بسبب الامر بالتدوين الرسمي عن حميد بن عبد الرحمن وثيقة من الثقات عن ابي سعيد وهو سعد ابن مالك ابن كنان ابو سعيد الخدري الصحابي الجليل المتوفى عام اربع وسبعين وينماذ ابو سعيد الخدري بانه قد بايع النبي صلى الله عليه وسلم ان لا تأخذه في الله لومة لائم ولذلك هذه القصص جند من جند الله تعالى يقوي الله بها من يشاء من عباده. فانت حينما تقرأ ترجمة هذا الانسان لا بد ان تكون قائما بالامر بالمعروف وان ان تكون لديك القوة والقدرة على اداء الامر وان لا تخاف في الله لومة لائم ومن تجرد لله تعالى وعظم الله حق التعظيم صغر عنده من يخافه فيؤدي الانسان الحق ولا يفكر الا باداء حق الله تعالى يقول ابو سعيد ان النبي صلى الله عليه وسلم ابصر نخامة في قبلة المسجد فهكها بحصاة ولما تحدثنا في الحديث الخامس بعد الاربع مئة ذكرنا ان على الامام وعلى المسؤول ان يتفقد الرعية وان على اصحاب المساجد ان يتفقدوا هذه المساجد وان ينظفوها وان يطيبوها وان تصان من الاذى. فالنبي صلى الله عليه وسلم حينما ابصر كان يتعاهد المساجد وكان يلحظها وكان بنفسه صلى الله عليه وسلم يديمها ادامة حسنة فهي قبلة وهي مجتمع المؤمنين والمساجد هي بيوت الله تعالى فينبغي على الانسان ان يحفظ هذه البيوت من الاذى وان يرفع ويرفع عنها الاذى يقول فحكها بحصاة ثم نهى ان يبزق الرجل بين يديه او عن يمينه يعني النبي صلى الله عليه وسلم قام تغيير الخطأ بيده صلى الله عليه وسلم ثم ايضا بلسانه ثم نبه على هذه المسألة ثم نهى ان يبلغ الرجل بين يديه او عن يمينه فمن ثم تفريد الترتيب والتعقيب فبعد ان غير النبي صلى الله عليه وسلم هذا الخلل نهى ان يبلغ ونهى ان يعاد الى مثل هذا العمل ان يبلغ بين يديه قدامه او عن يمينه وكذلك عن يمينه. فجاءت النصوص الشرعية بصيانة اليمين تفاؤل بان الانسان يكون من اصحاب اليمين وان ينال كتابه يوم القيامة باليمين قال ولا في عن يساره يحق للانسان اذا كان خارج المسجد اذا اضطر الى البصاق او البزاق ان يبصق عن يسارها تحت قدمه قال وتحت قدمه اليسرى ثم بعد ان ساق البخاري هذا الحديث من رواية الزهري عن حميد وهنا الزهري قد عنعن ساق الامام البخاري الخبر بطريقة اخرى محطوط على السابق له طريق سابق يفهم علي ام سفيان قال وعن الزهري فهذا معطوف على الذي قبله وليس معلق وعن الزهري طبعا تكتب سمعة لكنها حينما تقرأ انه سمع حميدا اي صرح بالسماح في الطريق الاخرى من رواية البخاري عن علي ابن المدينة عن سفيان ابن عيينة انه سمع حميدا اللي هو ابن عبد الرحمن عن ابي سعيد اللي هو الخدري قال نحوه يعني ليس بالمسجد بتمامه انما بنحوه اذا هكذا ساق الامام البخاري هذا الحديث العظيم الذي هو حديث من احاديث السنة النبوية ونحن نعلم ان السنة النبوية تحتل منزلة رفيعة في نفوس المسلمين وينبغي على المسلمين ان يفتحوا مجالس هذه السنة وان يتلو وان يتلو السنة تلاوة حسنة ويعمل بها ويطبقوها لماذا؟ لانها البيان الموظح لمجمل القرآن الكريم ونحن نعلم علم اليقين ان السنة النبوية هي الكشف المبين لكلياته وقد خص الله نبيه صلى الله عليه وسلم بهذه الخصوصية العظيمة. قال تعالى وانزلنا اليك الذكر لتبين للناس ما نزل اليهم ولعلهم يتفكرون فالانسان حينما يطلب العلم ويبث العلم ويفتح مجالس السنة النبوية ايضا عليه ان يتفكر بهذا البيان وانزلنا اليك الذكر لتبين للناس ما نزل اليهم. ولعلهم يتفكرون حتى كما اننا نتدبر الايات اشكر امين وان نتدبر الايات القرآنية ونتفكر بمعانيها ايضا علينا ان نتدبر الاحاديث النبوية. ونتفكر بما فيها والسنة النبوية ايها الاخوة هي النبرات الذي تركه لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يهتدي به المسلمون في كل شؤون حياتهم والامام البخاري قد اجاد وافاد في ترتيب الكتاب وفي ترتيب الابواب وفي صنعة الحديث وفي ابراز المسائل الفقيرة وان ونحن نعلم بان البخاري تاج الفقهاء وعمدة المحدثين والامام البخاري قد ضرب في باب الارتحال بسهم راجح. وقل قطر من اقطار الاسلام الا وله فيه رحلة ولما كان الامر كذلك تجد ان الامام البخاري قد احاط بالطرق واحاط بالروايات فهذا الخبر سمعها البخاري بن علي قال حدثنا سفيان قال حدثنا الزهري عن حميد بالعنعنن ثم بنفس البخاري عن سفيان انه سمع خميلا وفيه التصريح بالسماء القضية البغدادي حينما تحدث عن البخاري في كتابه النفيس تأريخ بغداد نسأل الله ان يحفظ بغداد وان يحفظ سائر بلاد المسلمين وان يرفع عنها شركا والوضر والادب وان يرفع عنها التهجير والقتلى والتفجير قال الخطيب في تأليف بغداد التي هي مدينة السلام سلمها الله وسلم سائر بلاد المسلمين يقول رحل البخاري في طلب العلم الى سائر محدثي الامطار رحل البخاري في طلب العلم الى سائر محدثي الانصار وكتب بخراسان وكتب بخراسان ومدن العراق كلها خراسان والجبال ومدن العراق كلها وبالحجاز ومصر وورد بغداد دفعات وحدث بها انظر الى مقولة الخطيب ويقول له وورد بغداد دفعات وحدث بهم طبعا معلوم انه كانت بغداد حين اذن بلد الخلافة وموئد العلم والعلماء وفيها التقى بالامام احمد مرارا وكثيرا ما كان يحثه الامام احمد يحث البخاري على الاقامة في بغداد ويلومه على الاقامة بخراسان ولذلك البخاري نحن نعلم انه قد بدأ بطلب العلم مبكرا. قال البخاري فلما طعنت في ستة عشر سنة حفظت كتب ابن المبارك انظر الى العلم فيه فانه له دور في صناعة الرجال الامام ابن المبارك قامة في العلم والعمل والفضل والتجارة والجهاد في سبيل الله اما العمل اذا لم يكن لله فالانسان على خسارة والحياة فرصة فعلى الانسان ان يغتنم هذه الفرصة يعني ويجعل الاعمال الصالحة ذخيرة له عند قبره عند رمسه فيستكثر الانسان من العمل الصالح والخير والفضل لما الف المؤلفات تخرج على يد تخرج على يديه علماء وتخرج على يديه مؤلفاته علماء وهذا من اعظم بركة العالم انه يتفرد على يديه ثلة من العلماء ينقلون علمه من جيل الى جيل وان يؤلف كتبا نافعة ينتفع بها الناس. يقول البخاري فلما طعنت في ستة عشر سنة حفظت المبنى المبارك ووكيع ابن الجراح الرؤسي وعرفت كلام هؤلاء اي عرفت كلامهم وهنا يعني فهم مصطلحات اهل العلم وفهم مرادهم واقوالهم وما يستنبط من من الاحاديث ايضا امر مهم جدا في الامام البخاري حفظ الله به وبامثاله من ائمة الحديث سنة النبي صلى الله عليه وسلم والانسان في هذه الدنيا يقرأ سير هؤلاء ليسير على طريقتهم وينتفع بهذه الطريقة ويعمل بها مؤديا حق الله سبحانه وتعالى ومعلوم ايها الاخوة الكرام ان الاصل بالعلم النافع ان الانسان كلما ازداد علما ذاذ معرفة بربه ان الانسان كلما زاد علما ازداد معرفة بربه سبحانه وتعالى وازداد اجلالا لعظمة الله تعالى وتفانى في عبادته وايضا الوقوف عند حدوده والعمل بمرضاته فالانسان يقرأ بهذه الكتب ويعمل بها ليجد فيها لاننا قلنا فيما سبق ان هذه الدنيا كانها منزل بالايجاب. فمهما ظننت انك تملكها فانت لا تملكها انما انت كانك غريب او عابر تبن اما الاخرة فالاخرة منزل وقرار وبقاء والانسان يمكث في هذه الارض لا يعلم مداها فاستعيدوا من استغل اوقاته في طاعة الله واستخدم النعم في مرضات الله واحتسب من نومته واكله وشربه طاعة وقربة الى ربه ومولاه وانا اكرر دائما واقول ليس الحريص الذي يحرص ان يملأ وقته بالطاعات بل الحريص الذي يحرص ان لا تنقطع حسناته عند وفاته واكرر دائما اقول اكثروا من دعاء ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار وانا الان في الدرس واسرتي يعني محجوزة في مكان عسى الله ان يفرج عنهم وادعوا قل ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار. ومن دعائه حينما ادعو ادعو قل ربنا اتنا في الدنيا حسنة ان الله سبحانه وتعالى يخرجهم ويوصلهم لنا وربنا على كل شيء قدير وقلنا فيما سبق في قوله تعالى وكفلها زكريا كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا فربنا مع انه قد تكفل مريم مع ذلك تعهدها بالرزق دون كافلها فمهما حس بك من الاحبة تذكر ان ان الله اقرب منهم. المهم ان الانسان يتوكل على الله وعليه ان يربط قلبه بالله تعالى ويحسن الظن بربه ومولاه وعلى الانسان ان يجد بان يكون حيا من الاحياء لا ميتا من الاموات. ومقولة ابن الجوزي من اروع المقولات حينما قال ليت الميت من خرجت روحه من جنبيه وانما الميت من لا يفقه ماذا لربه من الحقوق عليه والعمل باداء حق الله تعالى وايضا اوصي اخواني واحبابي حسن الظن بالله وربط القلب مع الله تعالى ربنا يقول ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين فلا تتوهم ان الخلاص من ضائق خانقة وكربات هائلة خاصة بيونس او خاصة بالانبياء بل ربنا قال في هذه الاية بشارة للمؤمنين وبشارة للمتقين وبشارة للمتوكلين عليه قال وكذلك ننجي المؤمنين فربنا جل جلاله هو الذي ينجي المؤمنين وهو الذي بيده امر الدنيا والاخرة. قال تعالى ام للانسان ما تمنى فلله الاخرة والأولى وكل شيء في هذه الدنيا فهو بيد الله تعالى وربنا جل جلاله هو القادر وربنا هو الغالب على امره والله غالب على امره ولكن اكثر الناس لا يعلمون فارادة الله سبحانه وتعالى فوق الارادة فعلى الانسان ان يتوكل على الحي الذي لا يموت. كما قال تعالى وتوكل على الحي الذي لا يموت. فالانسان حينما يقرأ القرآن عليه ان يتوكل على الله ربه. وان يصدق بحسن اعتماده على ربه وعلى الانسان ان يكثر من الاستغفار وان يتصف بصفة الاستغفار لان من تصف بصفة الاستغفار يسر الله عليه رزقه وسهل عليه امره وحفظ عليه شأنه وقوته كما قال ابن كثير رحمة الله علينا وعليه. وهكذا ايها الاخوة هذه الدنيا يعيش بها الانسان يسعى بها مصاحبا امر طاعة الله يصاحب الناس في الله ولذا تقول الحكمة احرص على الصحبة في الله ولا تصادق من لا تنفعك حياتك. بل صادق من تنفعك حياته عند الله صادق من تنفعك حياته عند الله تعالى فاذا مت او مات بقي ما كان لله