وعن ابي سعيد الخدري رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث الى بني لحيان فقال ينبعث من كل رجلين احدهما. والاجر بينهما. رواه مسلم. وفي رواية الله ليخرج من كل رجل اثنين رجل ثم قال للقاعد ايكم خلف الخارج في اهله وماله بخير كان له مثل نصف اجر في الخارج وعن البراء رضي الله عنه قال اتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل مقنع بالحديد فقال يا رسول الله اقاتل او اسلم؟ قال اسلم. ثم قاتل فاسلم ثم قاتل فقتل. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم عمل قليلا واودر كثيرا. متفق عليه وهذا نبذ لفظ البخاري. وعن انس رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ما احد يدخل الجنة يحب ان يرجع الى الدنيا وله ما على الارض من الا الشهيد يتمنى ان يرجع الى الدنيا فيقتل عشر مرات. لما يرى من الكرامة وفي رواية لما يرى من فضل الشهادة متفق عليه. صلى الله وسلم على رسول الله وعلى اله واصحابه ومن اهتدى اما بعد. هذه الاحاديث التي قبلها الحديث هذا كلها في فضل الجهاد الشهادة في سبيل الله وان الشهداء قد وعدهم الله خيرا كثيرا واجرا عظيما كما قال جل وعلا ولا تحزن ان قتلوا في سبيل الله امواتا بل احياء عند ربهم يرزقون فرحين بما اتاهم الذين لم يلحقوا من خلفهم الا خوف عليهم ولا هم يحذرون. يستبشرون بنعمة من الله وفضل وان الله لا يضيع اجر المؤمنين فلهم عند الله اجر عظيم واخبر فيما تقدم ان الله جل وعلا اعد مئة درجة حفظه الله في الجنة للمجاهدين ما بين كل الدرجتين مثل ما بين السماء والارض بهذا قسوة بني لحيان امر صلى الله عليه وسلم ان يخرج من كل اثنين احدهما ولا يجوز بينهما نظرا جهز فقد قسى فاذا كان اثنين وخرج احدهما في الجهاد والباقي خلفه في الاهل وحاجات الاهل فالاجر بينهما من جهز غدا فقد غسل ومن خلفه في اهله بخير فقد قسى فالغازي له اجره والذي يخلف في اهله ويقوم بحاجاتهم له اجرها الفرق بينهما وهذا من فضل الله جل وعلا وجاءه رجل مقنع بالسلاح قال يا رسول الله اقاتل او اسلم قال اسلم ثم قاتل فاسلم ثم قاتل فقتل فقال صلى الله عليه وسلم عمل قليلا واجر كثيرا يعني يسيرة ثم قتل شهيدا الاجر عظيما هو العمل انما هو الشهادة في سبيل الله لان بعد اسلامه قاتله فقتل هذا من فضل الله جل وعلا ان الاسلام يجب ما قبله ويهدم ما قبله من الذنوب ثم جاءت الشهادة خيرا على خير وفضل على فضل ويقول صلى الله عليه وسلم ما من ميت يموت له خير عند الله يتمنى ان يرجع الى الدنيا الا الشهيد فانه يرجع فانه يتمنى ان يرجع فيقتل عشر مرات لما يرى من فضل الشهادة لما رأى من فضل الشهادة تقدم قوله صلى الله عليه وسلم لوددت اني ارجو ثم اقتل ارجو ثم اغزو ثم اقتل ثم اغزو ثم اقتل من اجل فظل الشهادة في سبيل الله وجهادا جهاد المشركين لاعلاء كلمة الله ونصر دينه لا للريا والسمعة ولكن يجاهد الله كما في الحديث الصحيح يا رسول الله الرجل يقاتل شجاعة ويقاتل حمية ويقاتل رياء في سبيل الله قال من قاتل تكون كلمة الله العليا فهو في سبيل الله فالمؤمن يقاتل مخلصا لله يريد وجهه الكريم يريد وهكذا الداعي الى الله والامر بالمعروف والنهي عن المنكر في الجهاد مع الاخلاص لله والصدق وصاحبه في جهاد عظيم فالمؤمن يحتسب عند الله اجره في دعوته الى الله في تعليمه الجاهل في نصيحته في امره بالمعروف في نهي عن المنكر في جهاده اعداء الله يحتسب الاجر عند الله ويخلص وله عند الله الاجر العظيم والخير الكثير. وفق الله الجميع