قال فانما يناجي الله ما دام في مصلاه. طبعا المسلم يناجي ربه في كل وقت وفي كل حين لكنه في الصلاة يكون اعظم من ربه ومولاه لانه قد جعل الدنيا وراء ظهره بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين موعدنا هذا اليوم مع صحيح الامام البخاري وشرح الحديث السادس عشر بعد الاربعمئة قال الامام البخاري علينا وعليه رحمة الله تعالى باب دفن النخامة في المسجد حدثنا اسحاق بن نصر قال حدثنا عبد الرزاق عن معمر عن همام انه سمع ابا هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال اذا قام احدكم الى الصلاة فلا يبص امامه فانما ينادي فانما يناجي الله ما دام في مصلاه ولا عن يمينه فان عن يمينه ملكا وليبثق عن يساره او تحت قدمه فيدفنها هذا الحديث ايها الاخوة وكالاحاديث التي سبقت وقد ساقه البخاري لاجل المتابعات ولاجل الشواهد ولاجل الفاظ ولاجل اعلان رواية عائل ابن الحبيب التي مر الكلام عنها وقد اخرجها البخاري في تأريخه الكبير اذا هذا التكرار حينما يصر البخاري حديث باسانيد متعددة يخالف بين شيوخه وشيوخ شيوخه انما يسوق البخاري هذا لفوائد فقهية ولفوائد حديثية ادركها من ادركها وغفل عنها من غفل عنها فلا بد لطالب العلم ان يتبصر في هذا المعنى فقال البخاري باب دفن النخامة في المسجد لو حصل لانسان وحصل منه ذلك وكان في المسجد تراب فانه يدفنها وهذا من باب تغيير الخطيئة وتبديل العمل من سيء الى التخلص من هذا العمل السيء قال البخاري حدثنا اسحاق بن نصر اسحاق بن نصر احد شيوخ البخاري روى عنه البخاري جملة مستكثرة من الاحاديث وهنا يروي البخاري عن اسحاق بن نصر عن عبد الرزاق بن همام صنعاني صاحب المصنف والبخاري حينما روى عن عبد الرزاق روى عنه من عدة طرق فهذا احد طرق البخاري الى مصنف عبد الرزاق ابن همام الصنعاني قال حدثنا عبد الرزاق وهو عبد الرزاق بن همام الصنعاني المتوفى عام احدى عشرة ومئتين وكتابه المصنف من الكتب المهمة جدا عن مع مرة وعن جاء في بعض النسخ الخطية القديمة يا ابيها اخبرنا معمر ومعلوم ان عبد الرزاق بن همام صنعاني من اوثق الناس في معبر عبد الرزاق من اوثق الناس في معمر ابن راشد وهذا السند سند مسلسل بالمؤلفين فمن اوله الى اخره مؤلف ومعمر ابن راشد من اهل البصرة ذهب الى اليمن توفي عام اربع وخمسين ومئة وهو ثقة من الثقات الا اذا روى عن ثابت او قتادة فان روايته عن ثابت قتادة فيها مقال فيها مقال وله اخطاء بعض الاخطاء اليسيرة اخطأ فيها عن ثابت وقتال اذا روى عنهما او عن احدهما عن همام وهو همام بن منبه المتوفى عام اثنتين وثلاثين ومئة وهو تلميذ ابي هريرة وفضيجه وصحيفته بحمد الله تعالى وصلت الينا سالما وهي مودعة في المصنفات التي صنفت على المسانيد والامام البخاري روى هذا الخبر من الصحيفة وذكره هنا عن همام انه سمع ابا هريرة انت حينما تقرأ في الكتاب تقرأ عن همام سمع ابا هريرة لكنك حينما تقوى لا بد ان تقول انه سمع ابا هريرة فاهل الحديث يختصرون يختصرون الكتابة القديم من شحة الورق ومن شحة الحبر ومعلوم عندهم حينما يكتبون مثل هذا هكذا يقرأ عن النبي صلى الله عليه وسلم هذا الخبر يرويه ابو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال اذا قام احدكم الى الصلاة فلا يبصق امامه. الانسان حينما يأتي للصلاة عليه ان يعلم انه يعظم الله تعالى فالصلاة مبنية على التعظيم فلا يصح للانسان حينما يدخل في حرمات الصلاة ويقول الله اكبر لا يصح له ان يخالف امر التعظيم ومن ذلك البساط امامه لكن قد يغلب الانسان امر البساط فيبصق عن يساره اذا كان خارج المسجد اما اذا كان داخل المسجد فهنا ينبغي عليه ان يبثق في ثوبه او في المنديل الذي يحمله قال فلا يبثق امامه ثم بين النبي صلى الله عليه وسلم لماذا؟ لا يبثق امامه. فبين لنا العلة واقبل الى الله بكليته فانما يناجي الله ما دام في مصلاه ولا عن يمينه فاذا الانسان لا يبثق عن يمينه تعظيما لليمين وتفاؤلا ان الانسان يكون من اصحاب اليمين وايضا احتراما للملك الذي هو يسجل يمنى الانسان وحسنات الانسان يقول فان عن يمينه ملكان وفي طبعة الرسالة التي حققها يعني مجموعة عز الدين وعماد الطيار وياسر حسن علقوا تعليقة هنا جيدة قالوا ظاهره اختصاصه بحالة الصلاة ولا يستشكل بان عن يساره ملكا اخر لان الصلاة ام الحسنات البدنية وهذه عبارة جميلة لان الصلاة امه الحسنات البدنية فلا دخل لكاتب السيئات فيها ثم قالوا ويشهد بالله كما رواه ابن ابي شيبة من حديث حذيفة مرفوعا في هذا الحديث قال ولا عن يمينه فان عن يمينه كاتب الحسنات قالوا في الطبراني في الكبير من حديث ابي امامة في هذا الحديث فان في قوم بين يدي الله وملكه عن يمينه وقرينه عن يسارك قليل اللي هو مقصود فيه الشيذان قالوا فالنقد حينئذ انما يقع على القليل وهو الحيضان. فالتفل حينئذ انما يقع على القرين وهو الشيطان ولعل ملك اليسار حينئذ يكون بحيث لا يصيبه شيء من ذلك او انه يتحول في الصلاة الى اليمين والله اعلم ثم احالوا جزاهم الله خيرا الى فتح الباري للحافظ ابن حجر وليبصق عن يساره او تحت قدمه فيدفنها هكذا جاء الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو خبر يدل على تعظيم امر الصلاة وانه ينبغي على الانسان حينما يقف بين يدي الله تعالى ان يتأدب بادب الله. والانسان في كل حياته في طعامه وشرابه وعيشه مع اهله يعظم امر الله تعالى ويعظم في قلبه محبة الله ويعلم ان الصلاة شرعت لاجل الذكر واقم الصلاة لذكري ومعلوم ان ان محبة الله وذكره جنة الدنيا حتى عند ابن القيم علينا وعليه رحمة الله يقول فانه لا نعيم له ولا لذة ولا ابتهاجا ولا كمال الا بمعرفة الله ومحبته والطمأنينة بذكره والفرح والابتهاج بقربه والشوق الى لقائه فهذه جنته العاجلة كما انه لا نعيم له في الاخرة ولا فوز الا بجواره في دار النعيم في الجنة الاجلة فله جنتان لا يدخل الثانية منهما ان لم يدخل الاولى وقال ابن القيم وسمعت شيخ الاسلام ابن تيمية قدس الله روحه يقول ان في الدنيا جنة من لم يدخلها لم يدخل جنة الاخرة. اذا ذكر الله تعالى هو جنة الدنيا والصلاة فيها تكبيرة الاحرام وفي ذلك معنى ان الانسان قد دخل في حرمات الصلاة فاذا دخل في حرمات الصلاة اعرض عن امر الدنيا واقبل الى الله بكليته ويأتي الانسان ماذا يقول؟ يقول الله اكبر حتى لا ينصرف باله ولا تنصرف نفسه عن غير الله تعالى. فالله اكبر من كل كبير واعظم من كل عظيم لينشغل الانسان بذكر الله تعالى ولذلك هذه الصلاة العظيمة شعارها التكبير كما ان الحاج في حجه شعاره التلميذ ومعلوم ان التكبير ايها الاخوة شأنه عظيم وثوابه جزيل عند الله تعالى وقد جاءت النصوص تدل على هذا قال تعالى وقل الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي من الذل وكبره تكبيرا ويؤدي انا نصلي كلما صلى او ذكرا التكبيرات تأمل هذه الاية وكبره تكبيرا اي عظمه تعظيما ويتفكر انه يعظم ربه وان التكبير شرع حتى لا ينشغل الانسان عن الصلاة والخشوع فيها الى امر من امور الدنيا شوفوا هالتكبير جاء في جميع العبادات لاجل التعظيم. قال تعالى في شأن الصيام ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولا لعلكم تشكرون وقال تعالى في شأن الحج وما يكون فيه من نسك يتقرب فيه العبد الى الله تعالى قال لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم كذلك سخرها لكم لتكبروا الله على ما هداكم وبشر المحسنين وقال الله تعالى يا ايها المدثر قم فانذر وربك فكبر ولذلك يقول شيخ الاسلام ابن تيمية يقول لهذا كان شعار الصلاة والاذان والاعياد والاماكن العالية هو التكبير قال وهو احد الكلمات التي هي افضل الكلام بعد القرآن. سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر كما ثبت ذلك في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم قال شيخ الاسلام ولم يجد في شيء من الاثر بدل القول الله اكبر الله اعلم لم يجد ابدا ولكن لا يصح اننا في الصلاة نقول الله اعظم بدل الله اكبر ولهذا كان جمهور الفقهاء على ان الصلاة لا تنعقد الا بلفظ التشوير فلو قال الله اعظم لم تنعقد به الصلاة لقوله صلى الله عليه وسلم مفتاح الصلاة الطهور وتحريمها التكبير وتحليلها التسليم وذا قول جمهور اهل العلم وايضا التكبير مختص بالذكر في حال الارتفاع كما ان التسبيح مختص بحال انخفاض كما في صحيح البخاري من حديث جابر ابن عبد الله قال كنا اذا علونا كبرنا واذا نزلنا سبحنا وجاء في بعض الروايات عند ابي داوود وغيره وانما وضعت الصلاة على ذلك اي ان الصلاة شرعها الله تعالى لاجل تعظيم الله تعالى وزارة التكبير مصاحب للمسلم. التكبيرة ايها الاخوة مصاحب للمسلم في عبادات عديدة وطاعات متنوعة فالمسلم يكبر الله عندما يكمل عدة الصيام ويكبر الله تعالى في الحج ويكبر الله تعالى كلما علا وهذه الصلاة بالتكبير فيها شأن عظيم هو مكانة عالية ولذلك حينما ينادى الى الصلاة ويعلم بدخول وقت الصلاة يبتدأ الامر بالتكبير وعند الاقامة وفيها اعلام بان الصلاة قد اقيمت ابتدأ بالتكبير وعند تحريمها يبتدأ بالتكبير بل ان تكبيرة الاحرام ركن من اركان الصلاة ثم هذا التكبير في الصلاة يصاحب المسلم في كل خفض ورفع من الصلاة ولذا سيأتينا في صحيح البخاري باذن الله تعالى في صحيح مسلم من حديث ابي هريرة قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا قام الى الصلاة يكبر حين يقوم ثم يكبر حين يركع ثم يقول سمع الله لمن حمده حين يرفع صلبه من الركعة ثم يقول ربنا لك الحمد ثم يكبر حين يهوي ثم يكبر حين يرفع رأسه ثم يكبر حين يسجد ثم يكبر حين يرفع رأسه ثم يفعل ذلك في الصلاة كلها حتى يقضيها ويكبر حين يقوم من الثنتين بعد الجلوس اذا ايها الاخوة هذا التكبير يتكرر مع مسلم وينتفع من ذلك ان الله سبحانه وتعالى قد اراد من المسلم ان يعظم ربه ولذلك حرم النبي صلى الله عليه وسلم البساطة في الامام وكذلك البطاقة عن اليمين لا احسن من كون التكبير تحريما لها كما قال ابن القيم فتحريمها تكبير الرب تعالى الجامع لاثبات كل كمال له وتنزيهه عن كل نقص وعيب وافراده وتخصيصه بذلك وتعظيمه واجلاله فالتكبير يتضمن تفاصيل افعال الصلاة واقوالها وهيئاتها يقول ابن القيم في كتابه الصلاة يقول فالصلاة من اولها الى اخرها تفصيل لمظمون الله اكبر واي تحريم احسن من هذا التحريم المتظمن للاخلاص والتوحيد ولذلك ايها الاخ الكريم يتبين مكانة التكبير ومكانة عبادة الصلاة ولماذا ان النبي صلى الله عليه وسلم نهانا عما نهانا عنهم ينتفع الانسان مكان التكبير وقدره وعظم شأنه من الدين فليس التكبير كلمة لا معنى لها او لفظة لا مضمون لها بل ان التكبير كلمة عظيم شأنها رفيع قدرها يتضمن المعاني الجليلة والمدلولات العميقة والمقاصد المهمة التي يحتاج فهم معناها الانسان في الصلاة وفي خارج الصلاة حتى يعظم الانسان ربه في الصلاة ثم يعظمه خارج الصلاة. يقول الطبري في تفسير قوله تعالى في الاية الاخيرة من سورة الاسراء وفيها وكبره تكبيرا يقول وعظم ربك يا محمد بما امرك ان تعظمه به من قول وفعل واطعه فيما امرت وذاك اي عظم ربك في الصلاة وعظمه خارج الصلاة وعظمه في جميع اموره وقال الشيخ محمد ابن الشنقيطي في تفسير الاية اي عظمه تعظيما شديدا ويظهر تعظيم الله في شدة المحافظة على امتثال امرك واجتناب نهيه والمسارعة الى كل ما يرضيه ولذلك تجد اذا وجدت هذا المعنى ووجدت لماذا نهى النبي صلى الله عليه وسلم؟ ولماذا كرر البخاري هذه الاحاديث لماذا لان في ذلك اشارة الى ان الدين كله يعد تفصيلا لكلمة الله اكبر وان المسلم يعظم ربه في قلبه وفي لسانه وفي ادائه الطاعات وفي تركه المعاصي فالمسلم يقوم بالطاعات جميعها والعبادات كلها تكفيرا لله وتعظيما لله تعالى وقياما بحقه سبحانه وتعالى وهذا مما يبين عظمة هذه الكلمة وجلالة قدرها ولذلك يروى عن عمر ابن الخطاب انه قال قول العبد الله اكبر خير من الدنيا وما فيها ولذلك على الانسان ان يعظم امر الصلاة وان يعظم احاديث النبي صلى الله عليه وسلم الامرة بتعظيم شأن الصلاة وعلى الانسان ان يقرأ نصوص الوحيين يقرأ نصوص الكتاب ونصوص السنة ويتفهم ما فيها من اجل ان يعظم هذه الدين. اسأل الله ان يجعلنا من الذين يعظمونه ويعظمون امر دينه