فيسأل ويقول هل يتساوى مسلموا هذا العصر مع المسلمين مع المسلمين الاوائل من حيث الاجر لاني سمعت بان لمسلمي هذا العصر اجرا اكبر من اجر المسلمين الاوائل لكونهم يشهدون ما هو معيق لعبادتهم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا ونبينا محمد وعلى اله وصحابته اجمعين ومن اهتدى بهديهم واتبع سنتهم الى يوم الدين وبعد فقد جعل الله سبحانه وتعالى اعظم الخير واجل الاجر في صدر هذه الامة وقال نبينا صلى الله عليه وسلم للذين عايشوه لو انفق احدكم مثل احد ذهبا ما بلغ مد احدهم يعني اصحابه لا السابقين لهم ولا نصيفه وفرق الله جل وعلا بين من اسلم بعد الفتح فتح مكة وبين من اسلم وقاتل قبل الفتح وكلا وعد الله الحسنى ومع ذلك فانه عند اشتداد غربة الزمان وظعف الاعوان على الخير وتخالب الشر وانتشار دواعي الفساد وظهور المغريات وعند ظهور المغريات الكثيرة مع ضعف او فقد الوازع يعظم الاجر ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم طوبى للغرباء قال بدأ الاسلام غريبا وسيعود غريبا كما بدأ فطوبى للغرباء وقال المتمسك بسنتي عند فساد امتي له اجر خمسين قيل منا او منهم يا رسول الله؟ قال بل منكم لانهم اي يعني الصحابة الاعوان عندهم كثرة والذي يصلح عند فساد الناس لا يصلح الا لقوة ايمانه واستهانته بكل المغريات ولانه يكون امة وحده ولكن ينبغي ان لا يغيب عن البال انه يتعين تحقيق هذا المقام بان ينظر الانسان الى مدى التطبيق الذي هو عليه ومدى الاخذ باحكام الشريعة والتخلق بالاخلاق الاسلامية والتأدب بالاداب النبوية فقد يظن الانسان انه بلغ مبلغا كبيرا من الصلاح وتراه حالق لحية مسبلا لثيابه اكلة مما حل وحرم مرسل النظرات وراء المحرمات مستلذا لاستماع الاغاني والطرب طارفا لكثير من اوقاته فيما لا ينفع ولا يضر ثم يرى انه بلغ مبلغا لم يبلغه احد ان تحقيق التقوى امر مهم جدا اما اذا استطاع الانسان ان يتمسك بسنة رسول الله في مثل هذا الزمان تمسكا يجعله مقتديا به صلى الله عليه وسلم فهذا يصدق عليه الوعد العظيم الذي وعد به النبي عليه الصلاة والسلام لكن تحقيق ذلك ان لم يكن متعذرا فهو متعسر ومع ذلك فمن تحقق فيه حسن التمسك بالسنة ادرك تلك الفضائل الكريمة والله اعلم