بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين اللهم انا نسألك رحمتك فهي خير مما يجمعون اللهم انا نعوذ بك من كل متكبر لا يؤمن يوم الحساب. اللهم يسر لنا اليسر اللهم احقن دماء المسلمين. اللهم احقن دماء المسلمين. اللهم احقن دماء المسلمين. اللهم احفظ امة محمد وسلمها في مشارق الارض ومغاربها موعدنا هذا اليوم مع صحيح الامام البخاري وشرح الحديث الثامن عشر بعد الاربع مئة قال الامام البخاري باب عظة الامام النافع في اتمام الصلاة وذكر القبلة حدثنا عبد الله بن يوسف قال اخبرنا مالك عن ابي الزناد عن الاعرج عن ابي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال هل ترون قبلتي ها هنا ووالله ما يخفى علي خشوعكم ولا ركوعكم اني لاراكم من وراء ظهري هذا الحديث هو الثامن عشر بعد الاربع مئة ساقه الامام البخاري في كتاب الطلاق وبوب عليه بقوله باب عظة الامام النافع في اتمام الصلاة وذكر القبلة وحينما قال باب عظة الامام الناس فيه اشارة الى ان الانسان لابد له ان يعظ الاخرين وربنا جل جلاله قد انزل القرآن موعظة للناس اجمعين فربنا يقول يا ايها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين وربنا جل جلاله سمى القرآن موعظة اي انه ذاكر عن الشهوات والانسان يقوم بوظيفة القرآن ويتخلق بخلق القرآن ويعمل لهذا الامر ولذلك حتى في هذا المقام في مقام الصلاة وقبيل الصلاة بيسير الامام يعظ الناس فقال باب عودة الامام النافع يعظهم في ايه؟ قال في اتمام الصلاة. ولذلك الانسان حينما يعظ الناس يختار لكل مسألة من المسائل الامر الذي يجعله في محله كما قال تعالى انا لما طغى الماء حملناكم في الجارية لنجعلها لكم تذكرة وتعيها اذن واحدة الان كلما رأينا قارب او رأينا او سفينة او باخرة نستذكر كيف ان الله سبحانه وتعالى قد حمل اباءنا في السفينة مع نوح ولولا ان الله سبحانه وتعالى قد حمل ابائنا لما وجدنا نحن الان على البسيطة الشاهد من كلامي هذا ان الانسان يختار الموعظة في كل شيء في حينه وهنا النبي صلى الله عليه وسلم وعظ الناس في هذا المقام موعظة تخص هذا الباب في اتمام الصلاة وذكر القبلة طيب وعظهم في اتمام الصلاة واتمام الصلاة يكون باداء قروضها وسننها بشروطها وخشوعها الذي هو روحها وندفن القبلة ايضا فيما يتعلق بامر القبلة وامر القبلة امر عظيم ان الانسان يستقبل القبلة بقلبه وقالبه فقال البخاري حدثنا عبد الله بن يوسف وهو عبد الله بن يوسف التنيسي المتوفى عام ثماني عشرة ومئتين وهو من شيوخ البخاري المتقدمين في الوفاء قال اخبرنا ما لك وهو الامام ما لك صاحب الموطأ توفي عام تسع وسبعين ضميا عن ابي الزناد اللي هو عبد الله بن لكوان من توفى عام ثلاثين ومئة او احدى وثلاثين ومئة عن الاعرج وهو عبدالرحمن بن هرمد المتوفى عام سبعة عشر ومئة عن ابي هريرة وهو الصحابي الجليل الذي روى لهذه الامة حديث نبيها صلى الله عليه وسلم وهذه السلسلة ابو الزناد عن الاعرج عن ابي هريرة من اصح سلاسل الاثنان من اصح السلاسل وهذه فيها فوائد ان الانسان يتعرف على اصح الاسانيد فيها معرفة الصحيح وفيها معرفة مقدار الصحيح وفيها الاستفادة اثناء الترجيح ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال هل ترون قبلتي ها هنا؟ فوالله ما يخفى علي خشوعكم ولا ركوعكم اني لاراكم من وراء ظهري وهذا الحديث ايها الاخوة يدل على فضيلة للنبي صلى الله عليه وسلم خصفه الله بها فكان ينظر ببصيرته كما ينظر ببصره ومعلوم ان من حفظ بصره عن الحرام اطلق الله بصيرته وقد اسند ابن عبدالبر في كتاب التمهيد الى الاثم وقال الاكرم قلت لاحمد قول النبي صلى الله عليه وسلم اني لاراكم من وراء ظهري. قال كان يرى من خلفه كما يرى من بين يديه وهذه الرؤية ايها الاخوة قد جعلها بعضهم في تفسير قوله تعالى الذي يراك حين تقوم وتقلبك في الساجدين وقد قال عبد الرزاق في تفسيره اخبرنا معمر قال اكرم في قوله تعالى وتقلبك في الساجدين قال قائما وساجدا وراكعا وجالسا وهذا سند صحيح واخرج عبد الرزاق بسنده الصحيح عن قتادة في قوله وتقلبك في الساجدين قال في المصلين وقد روى سفيان ابن عيينة عن داوود وحمي وابن ابي نجيح عن مجاهد في قوله وتقلبك في الساجدين قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يرى من خلفه في الصلاة كما يرى من بين يديه فعلى هذا التفسير يكون معنى الاية يرى تقلب بصرك في المصلين فانه كان صلى الله عليه وسلم يبصر من كما يبصر من قدامه وهذا يدل على ان الله تعالى خصه باشياء دون سائر البشر وقد قال الشافعي علينا وعليه رحمة الله في رواية حرمنة في قوله اني لاراكم من وراء كرامة من الله ابانه بها من خلفه انها كرامة اكرمه الله بها يعرف فيها من خلفه ولما قال الشافعي هذا القول تجد هذا هذا الحديث تجده في الخصائص الكبرى والسيوط له كتاب خص له بخصائص النبي صلى الله عليه وسلم لكن عيب السيول انه لا يبالي حينما يأتي يجمع الصحيح وغير صحيحة واذا بوق الباب المعجزة والخصائص في عينيه الشريفتين ثم تجلى بالاية قال الله تعالى ما زاغ البصر وما طغى ثم قال اخرج ابن علي والبيهقي وابن عساكر عن عاشر قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرى في الظلماء كما يرى في الظوء وهذا الرن لما ترى اخرجه ابن عدي ابن عدي في الكامل فابن عدي حينما يسوق يسوقها في منكرات الراوي الظعيف المترجم له في قبر لا يصح واخرج البيهقي عن ابن عباس قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرعى بالليل في الظلمة كما يرى بالنهار في الظهر. وهذا ايضا في اسناده مقال وهنا اطلق الرواية قال اخرج البيهقي وعند الاطلاق ارادة كبرى وهذا ليس في السنن الكبرى انما هو وفي دلائل النبوة ودلائل النبوة كتاب يعني عظيمة جدا كما قال الذاهري قال هذا كتاب كله فعليك يا طالب العلم بهم. واذا هذا السند ابن عباس في اسناده مقال وسهق ثالثا هذا الطبق قال واخرج الشيخان عن ابي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال هل ترون قبلتي ها هنا فوالله ما يخفى علي ركوعكم ولا سجودكم اني لاراكم من وراء ظهري يعني هذا الذي يسلم له وحديث البخاري كما مر عندنا عن عبد الله بن يوسف عن الامام ما لك والحديث اخرجه ابو مصعب الزهري في موطئه وسويد طبعا مؤمن موجود في المطلوب رقم خمس مئة واثنين وخمسين. والسويد ابن سعيد الحدثاني برقم تسع وسبعين ومئة واخرجه الامام احمد ابن حنبل وسوف نسوقه بالامام احمد بس من زهوة من طريق عبد الرحمن بن مهدي وفي الجزء الثاني برقم ثمانية الاف وثمان مئة واربع وثمانين من طريق اسحاق ابن عيسى الطباع والبخاري ساقه هنا من رواية عبدالله بن يوسف سيأتي باذن الله تعالى ايضا من طريق اسماعيل ابن ابي اويس ومسلم بن حجاج سائق وهو من بليغ قتيبة ابن سعيد وابن حبان من طريق عمر ابن سعيد ابن سناء عن احمد ابن ابي بكر والقابض فيه ايضا يعني الحديث رواه عدة من الرواة من رواة الموطأ عن الامام مالك والامام احمد بن حنبل لما ساق الخبر في المسند قال قرأت على عبد الرحمن عبد الرحمن بن مهدي مالك ابن زناد عن الاعرج عن ابي هريرة ان رسول الله الله صلى الله عليه وسلم قال هل ترون قبلتي ها هنا؟ فوالله ما يخفى علي خشوعكم ولا ركوعكم اني لاراكم من وراء ظهري. هكذا يقول قرأت على عبد الرحمن اي عبد الرحمن بن مهدي مالك عن ابي زناد عن الاعرج ومعلوم ان القراءة على الشيخ احدى طرق تحمل الحديث ومما يذكر في هذا الباب ان هذا الحديث اورده الطحاوي في شرح مشكل الاثار وهذا الكتاب شرح للاثار من الكتب المهمة جدا وفيه من الفوائد ان الله وحده به عليم ومن سكن في ديارنا ديار بني عثمان لابد له ان يقرأ كتاب شرح مشكل الاثار فلما اورد الخبر قال قال قائل كيف تقبلون مثل هذا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ وقد رويتم عنه في حديث ابي بكرة قوله فلما فرغ من صلاته وقد كان ابو بكر جاء يسعى وهو فيها وقد حفزه النفس فركع دون الصف اي قال النبي حين ذاك ايكم الذي ركع دون الصلاة قال ابو بكر فقلت انا. قال زادك الله حرصا ولا تعب فهذا قد دل على انه كان خلفه ما لم يراه حتى استعلمه من غيره يعني هذا قول المعترظ والطحاوي يأتي بقول ثم يأتي بالجواب يقول وقد رويتم ايضا عن معترظ يقول فذكر ما قد حدثناه ابراهيم ابن مرزوق قال حدثنا عبد الله ابن بكر عن حميد عن انس قال قام رسول الله صلى الله عليه وسلم الى الصلاة فجاء رجل بعد قيام النبي صلى الله عليه وسلم الى الصلاة فاسرع مشي فانتهى الى القوم وقد حفزه النفس. فقال حين انتهى الى الصف الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه فلما قضى النبي صلى الله عليه وسلم صلاته وقال من المتكلم او القائل كلمة؟ فسكت القوم فقال مثلها قال من هو؟ فانه لم يقل بئسا او قال الا خيرا فقال الرجل جئت يا رسول الله فاسرعت المشي وقد انبهرت او حفزني النفس فقلت الذي قلته قال لقد رأيت اثني عشر ملكا يبتدرونها ايهم يرفعها ثم قال اذا جاء احدكم الى الصلاة فليمشي على هينته وليصلي ما ادرك وليقضي ما سبق به قال ففي هذا ايضا يعني هنا جزاك الله خيرا في خطر ادعو لامة محمد اجمعين يا ولدي. فان الله يعطيك من الثواب على قدر ما تدعو هنا يقول ففي هذا ايضا ان رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن علم قائل هذه الكلمات من هم؟ حتى استعلمه من غيره وهذا تضاد في هذان من حديث مع حديث يومنا هذا ثبات شديد شوف اتى بالقول ثم اتى قال فكان جوابنا له في ذلك ان رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يقل في الحديث الذي بدأنا بذكره في هذا الباب اني اراكم من خلف ظهري بعيني والرؤية قد تكون بالعين وقد تكون بالعلم. ومن ذلك قوله تعالى ولقد كنتم تمنون الموت من قبل لان تلقوه فقد رأيتموه وانتم تنظرون اللهم سلمنا يا رب وسلم امة محمد. اي علمتموه وان كنتم لم تعاينوه باعينكم. ومن ذلك ما حكاه عن عبده ونبيه شعيبا. عليه وعلى نبينا افضل والسلام من قوله اني اراكم بخير وشعيب قد كان اعمى. فكان ذلك له رؤية رؤية علم فدل ذلك انه قد تكون الرؤية بالعين وقد تكون الرؤية رؤية علم وكان قوله صلى الله عليه وسلم فاني اراكم من خلف ظهري اي بما يلقي الله في قلبه ما هم عليه في صلواتهم من الخشوع فيها. وما سواه مما يكونون عليه فيها خلفه ثم قال الصحابي فبان بحمد الله ان لا تظاد في شيء مما توهمه هذا المتوهم انه تضاد في اثار رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا هكذا اثبت انها الرؤية علمية وليست رؤية بصرية اما ابن عبد البر فقال في الاستذكار قال ابو عمر فالجواب يعني الجواب على اعتراض المعتمر فالجواب ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت فضائله تزيد في كل وقت الى ان مات صلى الله عليه وسلم. يعني ابن يرى ان هذا الشيء قد حصل له بعد ان حصلت تلك الواقعتين طبعا من فوائد هذا الحديث ما قاله ابن بطال قال ابن بطال ينبغي للامام اذا رأى احدا مقصرا في شيء من امر دينه او ناقصا للكمال منهم انه ينهاه عن فعله ويحظه على ما له فيه جزيل الحظ الا ترى ان الرسول صلى الله عليه وسلم وبخ من نقص كمال الركوع والسجود ووعظهم في ذلك بانه يراهم وقد اخذ الله على المؤمنين ذلك اذ مكنهم في الارض بقوله الذين ان مكناهم في الارض اقاموا الصلاة واتوا الزكاة وامروا بالمعروف ونهوا عن المنكر وقال المهلب وقوله اني اراكم من وراء ظهري يحتمل ان يراهم بما يوحى اليه من افعالهم وهيئاتهم في الصلاة بان الرؤية قد يعبر بها عن العلم والاعتقاد. ويحتمل ان يكون بما خص بما خص به ان زيد في قوة بصره حتى يرى من وراءه والامام احمد بن حنبل قال وقال احمد ابن حنبل في هذا الحديث انه كان يرى من ورائه كما يرى بعينه والله اعلم بذلك. قال محتمل وهذا محتمل وفيه دليل على ان من كان يحسن صلاته لعلمه بنظر مخلوق اليه فانه ينبغي ان يحسنها لعلمه بنظر الله اليه. فان المصلي يناجي ربه وهو قريب منهم مطلع على سره وعلانيته وقد جاء في بعض طرق الحديث الا ينظر المصلي منكم كيف يصلي وانما يصلي لنفسه. يشير الى ان نفع صلاته يعود الى نفسه كما قال تعالى من عمل صالحا فلنفسه ومن اساء فعليها فمن علم انه يعمل لنفسه وانه ملاق عمله ثم قصر في عمله واساء كان مسيئا في حق نفسه غير ناظر لها ولا ناصحة وبالخمر وانما يناجي ربه اشارة الى انه ينبغي له ان يستحي من نظر الله اليه واطلاعه عليه وقربه منه وهو قائم بين يديه ناجيه. فلو استشعر هذا لاحسن صلاته غاية الاحسان ولا اتقنها غاية الاسخان كما قال النبي صلى الله عليه وسلم اعبدوا الله كأنك تراه وفي القرآن الكريم ايها الاخوة اشارة الى هذا كما في سورة يونس حينما قال ربنا وما تكونوا في شأن وما تتلوا منه من قرآن ولا تعملون من عمل الا كنا عليكم شهودا اذ تفيضون فيه والاحاديث في هذا الباب كثيرة نسأل الله ان يرحمنا وامة محمد