تسأل اولا عن تفسير قول الحق تبارك وتعالى اعوذ بالله من الشيطان الرجيم لتجدن اشد الناس عداوة للذين امنوا اليهود والذين اشركوا ولتجدن اقربهم مودة للذين امنوا الذين قالوا انا نصارى ذلك بان منهم قسيسين ورهبانا وانهم لا يستكبرون. هل معنى هذه الاية ان هؤلاء القوم باقون على للذين امنوا حتى يومنا هذا افيدونا افادكم الله. بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على سيد الخلق سيدنا محمد بن عبدالله وعلى اله وصحابته ومن والاه وبعد فان الله سبحانه وتعالى ذكر في هذه الاية المتصفين باشد العداوة للمؤمنين. هم ولم يذكر اعداء المؤمنين فقط بل ذكر اشد الناس عداوة وهم الذين اليهود والذين اشركوا والمشركون في هذه الحالة يشمل مشركي الجاهلية والمشركين في ما بعد ذلك فكل من عبد الها غير الله فهو عدو للمؤمنين بل هو من اشد الناس عداوة لهم واما اليهود فهم متصفون بهذه العداوة ولا تزيدهم الايام والليالي الا غلوا في عداوتهم. نعم. نعم وتفننا في كيدهم يساعدهم في ذلك اعوانهم من الطوائف الملحدة الماكرة الفاجرة واما الذين قالوا ان نصارى فلم يقل الله انهم ود للمؤمنين ولا انهم عيبة نصح لهم ولا انهم اولياؤهم وانما قال انهم بالنسبة اولئك اقرب مودة للذين امنوا ولا شك انهم ايظا لا يزالون على هذا ما لم تدخل الاغراض. ايوة ايوة فهم في الجاهلية او في صدر الاسلام قال الله عن الطائفتين ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم وبين انهم يودون ان نكفر كما كفروا وبين الله انه لعن اولئك الذين قالوا ان الله ثالث الثلاثة هم النصارى فالمسألة ليس في الاية ما يدل على انهم اهل ود للمسلمين او لمؤمنين وانما بين ان عداوة اليهود والمشركين اشد وابعد مدى وان مودة هؤلاء اقرب وايسر من اولئك ولا يزالون متصفين صفاتهم التي كانوا عليها في صدر الاسلام وان لم تزدها الايام الا متانة وحدة وغلظة من الجانبين وان كانت مع الاسف زادت المسلمين تساهلا ولينا واسترخاء في امر عقيدتهم وتفرقوا فيها ايما تفرق فنسأل الله ان يهديهم امين ويصلحهم ويلم شعثهم ويجمع كلمتهم ويرزقهم صدق الورود الى المورد العذب. يا الله موردي الكتاب والسنة الصالحة الثابتة عن سيدنا محمد والله اعلم