اعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله وكفى وصلاة وسلاما على عباده الذين اصطفى الذين يبلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون احدا الا الله وبعد. ايها الاخوة المشاهدون السلام عليكم ورحمة الله وبركاته مرحبا بكم الى حلقة جديدة نتحدث فيها عن المزيد من الشبهات التي تثار عن القرآن العظيم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد. ما زلنا نتحدث عن اتهام البعض للاسلام وللقرآن بان القرآن فهو الذي شرع الارهاب ويعنون بذلك لمز الجهاد في سبيل الله. تلك الشريعة التي شرعها القرآن العظيم دعونا نتحدث لماذا شرع الله الجهاد؟ وهل شرع الجهاد بغير سابق اعتداء من على الاسلام؟ ام انه شرع في ظروف معينة؟ حين بعث النبي صلى الله عليه وسلم في مكة واجه ومشقة من كفار قريش. الذين اعتدوا على اصحابه رضوان الله عليهم. وما نقموا منهم الا ان يؤمنوا بالله عزيزي الحميد قتلوا ياسرا وزوجه سمية بغير وجه حق. واعتدوا على بلال وعلى غيره من الصحابة انواع النكال والعذاب. لماذا؟ لانهم اختاروا الاسلام دينا ورفضوا وثنية قريش في هذه الاحوال الصعبة امر الله المسلمين بالصبر. امرهم بكف اليد الا يردوا على العدوان بمثله الم تر الى الذين قيل لهم كفوا ايديكم واقيموا الصلاة واتوا الزكاة. فكف المسلمون ايديهم ولم يدافعوا عن انفسهم فزاد البغي وزاد الظلم. حينما امر الله تبارك وتعالى المسلمين بان يدفعوا العدوان اذن للذين يقاتلون بانهم ظلموا وان الله على نصرهم لقدير فشرع الله للمؤمنين ان يدفعوا الظلم عن انفسهم. لماذا؟ لان الله لا يحب الظلم والله لا يحب الفساد ثم امرهم الله عز وجل لما استطاع الشرك والماء بدأ يقتل المزيد والمزيد من الابرياء بدأ يعتدي على المسلمين باعتداء تلو اعتداء حينها امر الله تبارك وتعالى المسلمين ان يردوا هذا الظلم لانه اذا لم يردع الظالم فان ذلك سيؤدي الى انتشار المزيد من الفساد في الارض. فالقتال انما شرع لدفع الفساد ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا. ولينصرن الله من ينصره ولينصرن الله من ينصره ان الله لقوي عزيز. من هؤلاء الذين ينصرون الله؟ الذين ان مكناهم في الارض ماذا يصنعون اقاموا الصلاة واتوا الزكاة وامروا بالمعروف ونهوا عن المنكر. ولله عاقبة امور ونهى الله نبيه والمؤمنين نهاهم عن البدء بقتال الاخرين. فقال تعالى وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا. ان الله لا يحب المعتدين. لا تبدأوا بالقتال وقاتلوهم واقتلوهم حيث ثقفتموهم. واخرجوهم من حيث اخرجوكم. والفتنة اشد من القتل ولا تقاتلوهم عند المسجد الحرام حتى يقاتلوكم فيه. فان قاتلوكم ماذا نصنع؟ فان قاتلوكم كذلك جزاء الكافرين. فان انتهوا فان الله غفور رحيم. وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين لله. فان انتهوا فلا عدوان الا على الظالمين الحرام بالشهر الحرام والحرمات قصاص. فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم واتقوا الله واعلموا ان الله مع المتقين. الايات واضحة في دلالاتها. تتحدث عن اعتداء الكافرين على المؤمنين وتطالب المؤمنين برد العدوان. لماذا؟ حتى لا يكثر الفساد في الارض. وانزجر هؤلاء المعتادون ولو يرعوا وتركوا ظلمهم وبغيهم لكفوا البشرية ويلات الحروب. لكنهم لم يصنعوا ذلك فان اعتزلوكم فلم يقاتلوكم والقوا اليكم السلم فما جعل الله لكم عليهم سبيلا وما زال المشركون يحاربون اهل الايمان. حتى اعلنوا الحرب الشاملة على الاسلام. فماذا ينبغي على المسلم بان يصنع القرآن صريح وقاتل المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة كما اعلنوا الحرب عليكم كافة فينبغي على المسلمين ان يتوحدوا وان يكونوا صفا واحدا لرد عدوان ومن حالفها وقاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة واعلموا ان الله على المتقين. اذا لا ريب بان هذا هو العدل. وان هذا هو الانصاف. وان هذه الشرعة لا نستنكف عنها احد من العقلاء. قتال من اعلن حربه علينا وعلى ديننا وعلى نسائنا وعلى اطفالنا هذا هو ما شرعه القرآن. اما اذا كف الاخرون بأسهم عنا فقول الله تبارك وتعالى هو قانونهم يقول الله تبارك وتعالى لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين. ولم يخرجوكم من دياركم ان تبروهم وتقسطوا اليهم ان الله يحب المقسطين. ما هي اهداف القتال في الاسلام هل شرع الاسلام والقرآن القتال والجهاد؟ للاستعلاء في الارض؟ لقتل الناس؟ اقول لا. الاسلام اعظم ذلك بكثير. الاسلام يأمر بالقتال في سبيل الله. لاجل هدف رضيه الله تبارك وتعالى يقول الله تبارك وتعالى تلك الدار الاخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الارض ولا فسادا والعاقبة للمتقين. اذا قاتل الناس من اجل العلو في الارض ومن اجل الفساد فهذا قتال لا يحبه الله. وهؤلاء لا يحبهم الله تبارك وتعالى. هؤلاء يقاتلون للدنيا. يقول تبارك تعالى من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوفي اليهم اعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون اولئك الذين ليس لهم في الاخرة الا النار. الا النار وحبط ما صنعوا فيها. وباطل ما كانوا لماذا؟ لانهم اختاروا الدنيا على الاخرة. لانهم قاتلوا في سبيل المغنم. في سبيل العلو في الارض والزهور فيها فهذا امر لا يحبذ له قتال بل لا يسعى اليه المسلم في غاية او في فعل من الافعال جاء رجل الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله الرجل يقاتل للمغنم والرجل يقاتل ليذكر ويقاتل ليرى مكانه من اجل الدنيا من اجل ان يمدحه الناس من اجل ان يأخذ غنائمهم. من هم في سبيل فقال عليه الصلاة والسلام مبينا قاعدة عظيمة من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله. اما من يقاتل لغير ذلك فهذا كله في سبيل الشيطان الذين امنوا يقاتلون في سبيل سبيل الله والذين كفروا يقاتلون في سبيل الطاغوت. اذا لماذا شرع الله القتال؟ لماذا شرع قرآن شرعة الجهاد في سبيل الله. لاهداف. اهمها رد العدوان عن الدين. رد اعتداء الاخرين على المسلمين رد اعتدائهم على الانسان ومنعه من اعتناق الاسلام. الحيلولة بينه وبين ان يختار الاسلام. لذلك يقول الله تبارك وتعالى وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة حتى لا يبقى اناس يفتنون الناس عن الاسلام يصدونهم قهرا وقوة عن الاسلام. ويكون الدين لله فان انتهوا اذ انتهوا عن فتنة الناس وعن ظلمهم ومنعه من الاسلام فلا عدوان الا على الظالمين. في البخاري من حديث ابن عمر رضي الله عنه حين سئل عن هذه الاية قال قد فعلنا ذلك على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم اذ كان الاسلام قليلا. فكان الرجل يفتن في دينه. اما يقتلونه واما يوثقونه حتى كثر الاسلام فشرع الله الجهاد لمنع الاعتداء على حرية الانسان في اختيار الاسلام. ان بسلامة يخبر عن حال هؤلاء الذين يلجأون الى فتن الناس قوة وقهرا لمنعهم من الدخول في الاسلام وهذا يعتبره الاسلام من الفتنة. يقول تبارك وتعالى والفتنة اكبر من القتل. ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم ان استطاعوا. ومن يرتدد منكم عن دينه فيمت وهو كافر. فاولئك اعمالهم في الدنيا والاخرة. اذا الفتنة اكبر من القتل. لذلك شرع الله القتال لدفع الفتنة حتى ان يحرر الانسان. هذا الامر يجليه ربعي ابن عامر حين وقف امام رستم قائد الفرس يوم ذاك في يوم القادسية فسأله رستم ايها المسلمون ما الذي اقدمكم الى بلادنا؟ فقال ربعي بن عامر وهو يلخص لنا رسالة الاسلام. قال الله ابتعثنا لنخرج من شاء من عبادة العباد الى عبادة العباد. ومن جور الاديان الى عدل الاسلام. ومن ضيق الدنيا الى سعة الدنيا والاخرة. هذه هي عذاب الاسلام حين يقاتل. الكاتب الهندي فيجو رودريك يقول الاسلام اذن لرسوله بالجهاد لرفع الظلم والاضطهاد. ولازالة العقبات التي تقف في وجه الدعوة للاسلام. تلك الدعوة التي لا تكره احدا على الدخول في هذا الدين. انما تدعو الناس اليه وتترك لهم الحرية الكاملة للاختيار ان الاسلام هو دين السلام. والسلام مطلوب مع الله. ومطلوب مع الناس جميعا. هذه شهادة من كاتب هندي يبين ان الاسلام انما شرع الجهاد لاجل هذا. ثمة امر اخر وغاية الاخرى لاجلها شرع الله الجهاد. الا وهي رد العدوان عن بلاد الاسلام. رد العدوان على مضطهدين من المؤمنين المستضعفين. فهؤلاء يوجب الله تبارك وتعالى نصرتهم. بل ان جميع وجميع المنن والنحل لا ترى بأسا من هذا النوع من القتال وكذلك ترى فيما سبق مما ذكرناه الله عز وجل يقول وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله. والمستضعفين من الرجال والنساء الذين يقولون ربنا اخرجنا من هذه القرية الظالم اهلها. واجعل لنا من لدنك وليا واجعل لنا من لدنك نصيرا. الا يقاتل في سبيل هؤلاء المستضعفين؟ القرآن يأمرنا بالقتال في مثل هذه حتى يرد العدوان وحتى لا يكون ظلم في الارض فالله لا يحب الفساد. لكن حين شرع الجهاد فانما وضع له ضوابط لا تجد كثيرا منها عند الاخرين. فقتالنا ليس قتالا الهمج الرعاء ما هكذا الله عز وجل امر بذاك؟ هناك عدد من الضوابط يذكرها الفقهاء استنباطا من القرآن والسنة منها القبول بالسلم والمهادنة اذا طلبها العدو. وان جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله انه هو السميع العليم. وان يريدوا ان يخدعوك فان حسبك الله هو الذي ايدك بنصره وبالمؤمنين. فاذا ما طلب المقاتلون الاخرون السلم معنا فان الله عز وجل اذن لنا ان نعطيهم السلم. من ضوابط الاسلام في جهاده انه ينهى عن قتل كل من لا يشترك بالقتال فينهى عن قتل النساء والاطفال والذرية والشيوخ والاحبار والرهبان وكل من لا يشترك في يقول النبي صلى الله عليه وسلم حين مر على قوم من المسلمين في بعض المغازي فوجدهم مجتمعين على امرأة مقتولة فنهى النبي عليه الصلاة والسلام عن قتل النساء والصبيان. والحديث في الصحيحين وفي حديث ابي داود ان النبي صلى الله عليه وسلم كان اذا بعث جيشا قال انطلقوا باسم الله وعلى ملة رسول الله لا تقتلوا شيخا فانيا ولا طفلا ولا صغيرا ولا امرأة ولا تغل وضمنوا غنائمكم واصلحوا واحسنوا ان الله يحب المحسنين. هذا كله مرتبط بالقتال في الاسلام الاحسان الاصلاح عدم الاعتداء على الابرياء. وايضا الاجراء الذين يخدمون الجيوش من غير ان يمارسوا القتال. في حديث يرويه الامام ابو داوود وابن ماجة من حديث رباح ابن الربيع رضي الله عنه. يقول كنا مع الرسول صلى الله عليه وسلم في غزوة فرأى الناس مجتمعين على شيء فبعث رجلا استقصي الامر فقال انظر على ما اجتمع هؤلاء؟ فذهب الرجل فعاد الى النبي عليه الصلاة والسلام فقال يجتمعون على امرأة قتيل قال عليه الصلاة والسلام مستنكروا قتلها مستنكرا قتلها ما كان لهذه ان تقاتل. النساء لا يقاتلون. من الذي قتلها ثم امر رجلا ان يذهب الى خالد ابن الوليد وكان على مقدمة الجيش فقال له قل له لا تقتلن ولا عسيفا لا تقتلن امرأة ولا عسيفة. العسيف هو من يخدم الجيش ولا يشترك في القتال. وفي رواية لابن ماجة انه عليه الصلاة والسلام قال قل له يأمرك رسول الله لا تقتلن ذرية ولا عسيفا اينهاه عن قتل النساء والاطفال والخدم الذين لا يباشرون القتال. فهذا بعض شرعة الله تبارك تعالى وضوابطه في الجهاد في سبيل الله. ومثل هذه الشرعة لا نجدها عند ملل واديان اخرى قتل النساء والاطفال والاجنة في بطون الامهات. ايضا ممن نهى الله عن قتلهم الرهبان والاحبار لا يشاركون في القتال هذا ابو بكر الصديق رضي الله عنه يوصي قائد جيش المسلمين فيقول انك ستجد قوما زعموا انهم حبسوا انفسهم لله فذرهم وما زعموا انهم حبسوا انفسهم له. والاثر في اذا لا يجيد الاسلام قتل من لا يشترك في الجهاد. من لا يشترك في القتال ضد الاسلام. اما الذين يقاتلون هؤلاء هم الذين يقاتلون. دعونا نختم ببعض الشهادات لبعض المؤرخين تتحدث عن انضباط المسلمين بهذه الشرعة الربانية. والجيران في كتابه قصة الحضارة يقول ان المسلمين كما يلوح كانوا رجال اكمل من المسيحيين. كانوا احفظ منهم للعهد واكثر منهم رحبة بالمغلوبين. وقل ما ارتكبوا في تاريخهم من الوحشية ما ارتكبه المسيحيون حين استولوا على بيت المقدس في عام الف وتسع وتسعين. المسلمون لن يصنعوا ذلك ابدا في تاريخهم. جوستاف لوبون في قصة الحضارة يقول فالحق ان الامم لم تعرف فاتحين راحمين متسامحين مثل العرب ولا دينا سمحا مثل دينهم. ويقول كان عرب اسبانيا تسامحهم العظيم كانوا متسامحين اضافة اليه خلا تسامحهم العظيم يتصفون بالفروسية المثالية الضعفاء ويرفقون بالمغلوبين ويقفون عند شروطهم وما الى ذلك من الخلال التي الامم النصرانية باوروبا منهم مؤخرا. من اين نشأت اخلاق الفروسية والعفة وتلك الاخلاق والتي يتباهى بها الناس اليوم نشأت تأثرا في المسلمين مما رأوه من جهاد المسلمين ومن عزتهم استعفافهم وهكذا نستطيع القول بان ما شرعه الاسلام من الجهاد يختلف تماما عن الارهاب يختلف في ضوابطه حين الممارسة ويختلف في غاياته. وهكذا فالاسلام بريء من بعض الممارسات الخاطئة لبعض ابناء الاسلام وهو ليس مسؤولا عنها كما هو الحال في جميع الاديان والملل. الى لقاء قادم باذن الله تبارك وتعالى السلام عليكم ورحمة الله