لم تضمر من الثنية الى مسجد بني زريق. وان عبدالله بن عمر كان ممن سابق بهم قال وقد روي ان النبي صلى الله عليه وسلم تاب فبين الحظاء وغيرها فسبقت العظباء وبخيره قال فروي انه سابق عائشة فسبقها فلما كبر رسول الله وسلم سابقها فسبقته فقال لها هذه بتلك قال ورؤي انه سابق بين الخيل التي اضمرت من الحفياء وكان امدها ثنية الوداع وسابق الخيل التي بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين اللهم انا نسألك رحمتك فهي خير مما يجمعون اللهم يسر لنا اليسر يا ارحم الراحمين. اللهم كن للمستضعفين من امة محمد. اللهم كن للمحصورين اللهم كن للمظلومين اللهم كن للمرضى اللهم كن للمسجونين يا ارحم الراحمين اللهم فرج عن اهل الشام يا ارحم الراحمين. اللهم فرج عن اهل اليمن يا ارحم الراحمين. اللهم فرج عن اهل العراق. اللهم فرج عنهم كل مبعد عن اهله وبلده. اللهم كن لاهل بورما يا الله اللهم لا تفجعنا بهم ولا تفجعهم بنا يا ارحم الراحمين اما بعد موعدنا اليوم مع صحيح الامام البخاري وشرح الحديث العشرين بعد الاربع مئة قال الامام البخاري علينا وعليه رحمة الله تعالى باب هل يقال مسجد بني فلان حدثنا عبد الله بن يوسف قال اخبرنا ما لك عن نافع عن عبد الله ابن عمر ان رسول الله صلى الله عليه وسلم تسابق بين الخيل التي اضمرت من الحتياء وامدها ثنية الوداع وسابق بين الخيل التي لم تظمر من الثنية الى مسجد بني الزبير وان عبد الله ابن عمر كان فيمن سابق بها هكذا قال الامام البخاري في صحيحه وقد بوب على هذا بقوله باب هل يقال مسجد بني فلان ومعلوم ايها الاخوة ان المساجد بيوت الله تعالى واهلها هم اهل الله تعالى وفي هذا الحديث استدلوا على جواز اضافتها الى البالين لها وايضا الى المصلين بها وفي ذلك جواز اظافة اعمال البر الى اصحابها. ونسبتها اليهم وليس في ذلك تزكية لهم وليس اضافة المسجد الى بني زريق اضافة ملك وانما هي اضافة تميم وقد روي عن النخعي انه كان يكره ان يقال مسجد بني فلان. ولا يرى بأسا ان يقال مصلى بني فلان وهذا الحديث فيه الجواب عن قوله وعند ذكر قول النفعي تعرف لماذا بوب البخاري بهذا الباب ليس على طريقة الجزم لان المسألة فيها خلاف والصحيح عندنا انه لا فرق بين قوله مصلى ومسجد والله الموفق من حيث في استعمال لغوي ووجه الاستدلال من هذا الحديث على ما بوبه ان فيه اضافة المسجد الى بني زريق وهذا ان كان من قول عبد الله ابن عمر ليس مرفوعا الا ان تعريف المسجد بذلك يدل على اشتهاره هذه الاضافة في زمن المسابقة ولم يشتهر في زمن النبي صلى الله عليه وسلم بين المسلمين شيء الا وهو غير ممتنع شرعا لانه لو كان محظورا لما اقر عليه خصوصا الاسماء فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يغير اسماء كثيرة يكرهها من اسماء الاماكن والادميين ولم يغير هذا الاسم للمسجد فدل على جوازه ولقائل ان يقول يجوز اشدهار المسجد بهذا الاسم لم يكن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم بالكلية فلا يبقى في الحديث دلالة وهذا كما قال انس في حديث الاستسقاء دخل رجل المسجد من نحو دار القضاء. والنبي صلى الله عليه وسلم يخطب وقد قال قالوا انما عرفت تلك الدار بهذا الاسم بعد النبي صلى الله عليه وسلم بثمن فهذا ممكن لكن لدينا غير هذا مما يتدل به فمما يتدل به على الجواز قول النبي صلى الله عليه وسلم صلاة في مسجدي هذا خير من الف صلاة فيما سواه والحديث في صحيح الامام البخاري وسوف يأتينا باذن الله تعالى ففي هذا الحديث تصريح من النبي صلى الله عليه وسلم باضافة المسجد الى نفسه وهو اظافة للمسجد الى غير الى غير الله في التسمية. فدل على جواز اضافة المساجد الى من بناها وعمرها اذا هذا ما بوب له البخاري باب هل يقال مسجد بني فلان الجواب نعم يقال مسجد بني فلان وجعله الامام البخاري هكذا على هيئة السؤال ليعلم انه امر قد قد اختلف فيه قال الامام البخاري حدثنا عبد الله بن يوسف وهو عبد الله بن يوسف التنيسي المتوفى عام ثمان عشر ومئتين وهو ثقة من الثقات وهو من اوثق من روى عن الامام مالك وقد اكثر البخاري عنه قال اخبرنا مالك هو الامام الكبير مالك ابن انس صاحب الموطأ النافع وهو نافع المدني مولى عبد الله ابن عمر عن عبد الله ابن عمر وهذا السند من اصح الاسانيد كما نص عليه اهل العلم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم سابق بين الخيل التي اضمرت من الحفياء وهو مكان وامدها ثنية الوداع وهو مكان وثابت بقائهم بين الخيل التي لم تظمر من الثنية الى مسجد بني زريق. طبعا الحديث سيأتينا باذن الله صحيح في الجهاد في الاعتصام لكن البخاري ساقه من اجل هذه الجملة الى مسجد بني زريق وان عبد الله ابن عمر كان في من سابق بها وهذه الجملة الاخيرة يجوز ان تكون من قول عبد الله ابن عمر وان يتكلم عن نفسه ويجب ان نكون من قول نافع المدني علينا وعليهم رحمة الله اجمعين ومعنى سابق اي من المسابقة والمسابقة هو السبق الذي يشترك فيه اثنان فاكثر على جائزة او بدون جائزة وقوله اضمرت من الاغمار والضمور هو الهزال والخيل المظمرة او المظمرة هي التي ذهب رحلها فطوي لحمها اشتد جريها بسبب ذهاب الرهن وتظمير الفرس ان يعلف حتى يسمنه ثم يرده الى القوت وذلك في اربعين يوما وجاء في كتاب النهاية في غريب الحديث وتظمير الخير هو ان تظاهر عليها العلف حتى تسمن ثم لا تعرف الا قوتا لتكف فقيل تشد عليها سروجا وتجلل بالادلة حتى تعرق تحتها فيذهب رهنها ويشتد لحمها وارحلها بفتح الراء والهاء وباللام من رهلة لحمه وبالكثرة هنا اضطرب واسترخى قاله الجوهري والجوهري له كتاب الصحاح والمضمر الذي يضمن خيره لغزو او سباق والمضمار الموضع الذي يضمر فيه الخير وتكون وقتا للايام التي يضمر فيها والحفياء موضع بقرب المدينة وامدها اي غايتها ونهاية المسافة التي تسابق اليها وثنية الوداع الثنية هي الطريق في الجبل وبين ثنية الوداع وبين حفياء خمسة اميال او اكثر وبني ذرير اضيف المسجد اليهم اضافة تمييز لا اضافة ملك وفي هذا الحديث فوائد من فوائده ان الله قد جعل للمسلمين في الرياضات الشرعية غنية ومندوح عن الرياضات الافرنجية فمن ذلك المسابقة على الخير وقد سابق النبي صلى الله عليه وسلم بينها وفعل ذلك اصحابه والمسلمون بعدهم وابن العربي في كتابه التفسير قال مسألة هل المسابقة شرعة في الشريعة ثم قال المسألة الثانية قوله انا ذهبنا نستبق قال اعلموا وفقكم الله ان المسابقة شرعة في الشريعة وخصلة بديعة وعون على الحرب وقد فعله النبي صلى الله عليه وسلم بنفسه فقال النبي صلى الله عليه وسلم حق على الله ان لا يرتفع شيء من الدنيا الا وضعه وفي ذلك من الفوائد رياضة النفس والدواب وتدريب الاعضاء على التصرف ولا مسابقة الا بين الخير والابل خاصة. انتهى كلام ابن العربي وفيه فوائد قيمة وهذا الحديث ايها الاخوة استنبط منه مشروعية تظمير الخيل وتمرينها على الجري واعدادها لاعزاء كلمة الله تعالى ونصرة دينه قال تعالى واعدوا لهم ما استطعتم وحينما يقرأ الانسان في سورة العاديات يستحضر معنى الاهتمام بالخيل وان الانسان اذا اراد طاعة الله اعد له العدة وهذا الحديث كما ذكرت اخرجه البخاري هنا واخرجه في الجهاد واخرجه في كتاب الاعتصام واخرجه الامام مسلم في كتاب المغازي واخرجه اصحاب السنن الاربعة اي بقية اصحاب الكتب الستة وقوله ان عبد الله ابن عمر كان في من سابق بها اي بالخير او بهذه المسابقة وهذا الكلام كما قلت اما انه من كلام ابن عمر بنفسه قاله عن نفسه كما تقول العبد فعل كذا عن نفسه او من وقود نافع رابعا وهذا عند اسماعيل قال ابن عمر وكنت في من اجرى فوثب لي فرسي جدارا. رواية اسماعيل تدل على ان القائل هو ابن عمر واخرج مسلم وقال فيه فسبقت الناس فطفت فطففف بي الفرس مسجد بني ذرية اي جاوزه في جاوز بي المسجد الذي كان هو الغاية واترك تطفيف مجاوزة هل وهذا يجعل الاحتمال الاول وفي الحديث ايها الاخوة مشروعية المسابقة وانه ليس من العبث بل من الرياضة المحمودة الموصلة الى تحصيل المقاصد في الغزو والانتفاع بها عند الحاجة. وهي دائرة بين الاستحباب والاباحة بحسب الباعث الى ذلك. قال القرطبي لا خلاف بجواز المسابقة على الخير وغيرها من الدواب وعلى الاقدام وكذا الترامي بالسهام طبعا هذا في ذاك الزمان الان ايضا الرماية بالسلاح على ان لا يكون من باب التبذير واستعمال اسلحة لما في ذلك من التدريب على الحرب ان يتدرب الانسان لاجل نصرة دين الله تعالى وفيه مشروعية تضمير الخيل وتمرينها على الجري واعدادها لاعداد كلمة الله تعالى ونصرة دينه قال تعالى واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل اذا هذا الحديث فيه الفوائد والعوائد وفي هذا الحديث بيانا عملي كيف ان النبي صلى الله عليه وسلم اعد جيلا اعدادا ومع هذا الاعداد كان هذا الجيل يعمل بطاعة الله تعالى واليوم امة الاسلام تنتهك حرماتها ويقتل ابناؤها وتهدم بيوتها وكثير من الناس يظنون انهم غير مسؤولين وكل انسان مسئول عن ذلك وكل انسان يجب عليه ان ينصر المسلمين وان ينكر المنكر وان يسعى بكل جهد يستطيعه فعلى الانسان ان يجعل لنفسه في كل عمل سبيلا ومشيا الى الله بالحكمة المأخوذة من الشر وتلكم الحكمة تحفظ العمل ثم لا يكون في وجه الانسان نور واشراق الا اذا عمل مخلصا لله تعالى عاملا بسنة النبي صلى الله عليه وسلم. ففي حينها يكون في وجه الانسان نور واشراق من فلطاعة والعبادة واذا ترك الانسان ما به من ادواء وامراض ولم يصلح احواله زاد مرضه وظوعفت عليه اكداره كما قال تعالى في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا فيجب على المسلم ان يحقق الدعوة الى الله مع الجميع حتى مع المنافق فان المنافقين وجدوا من يقول لهم لا تفسدوا في الارض ومن سنن الله تعالى في خلقه انه يبتلي عباده ليميز الخبيث من الطيب كما جعل الله المثل بالبعوضة فتنة يضل بها قوم ويهدى بها اخرون وقد دفنت قصة ابليس في القرآن لتحذير الناس من ابليس وجنده وحزبه واعوانه بهدايات القرآن ايها الاخوة وتطبيق احكامه لا تكون الا للمتقين واعلموا ايها الاخوة ان العلم رمز الخلافة في الارض. اذ بالعلم كان تفضيل ادم على الملائكة والانسان لن يصل المراد الا بتعليم الله اياه. قال تعالى وعلم ادم الاسماء كلها وليوقن المرء انه لن يفيض بشيء من علمه الا بما شاء الله. فيتقي الانسان ربه ويؤدي حق طاعة الله ويبتعد عن المعاصي التي هي سبب لكل بلاء. ومنع من كل عطاء وحدة اخي الكريم الكبر فامره خطير. وتأمل ان معصية ابليس كان سببها الكبر. قال تعالى فسجدوا الا ابليس ابى واستكبر وكان من الكافرين والكبر ايها الاخوة نبتة في الانسان. من سقاها يجعل نفسه فوق المتكبر المتكبر عليه وبذلك يغلق الانسان على نفسه ابواب الخير ويفتح ابواب الشر الا واعلموا ان الاقدام على المحرمات والوقوع فيها ظلم. قال تعالى ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين والتقوى ايها الاخوة عمل بطاعة الله. رجاء رحمة الله على نور من الله والتقوى ترك معصية الله مخافة عقاب الله على نور من الله كما قاله طلق ابن حبيب وقد ذكر امر التقوى في القرآن كثيرا لانه رأس الامر واتنامه وصلاح القلب الذي يعرف به بتعظيم الرب والتقوى من اعظم ما يعين على امتثال تكراره وفساد قلوب المنافقين اساس بلاءهم وما اكثر المنافقين الذين صاروا يعينون الكفرة الفجرة على حصار المسلمين وقتلهم فاصلح قلبك واعلم ان القلب ملك الاعضاء. ان صلح صلح البدن. وان فسد البدن ومن خدع الاخرين فعاقبته. خداعه فعاقبة خداعه راجعة اليه فعلى المسلم الصادق ان يحذر صفات المنافقين من المخادعة والاستهزاء والافساد في الارض بالذنوب والخطايا وادعاء الاصلاح وعدم الشعور بايات الله الكونية والشرعية وسنن الله في خلقه في هذه الجمعة الاخيرة من شهر شعبان اسأل الله العظيم رب العرش الكريم ان يحفظ المسلمين في كل مكان وان يدفع عنهم السوء في بلاد الشام وفي بلاد العراق وفي بلاد اليمن وفي ليبيا وفي مصر وفي بورما. اللهم احقن دماء المسلمين. اللهم احقن دماء المسلمين. اللهم احفظ المؤمنين اللهم نجنا من القوم الظالمين وصل اللهم على نبينا محمد