بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن من تبعه باحسان الى يوم الدين فهذا يوم الجمعة الرابع والعشرين من شهر شوال لعام سبع وثلاثين واربعمئة والف اسأل الله العظيم رب العرش الكريم ان يجعل ايامنا في طاعته وان يجعل خير ايامنا يوم نلقاه وان يبارك لامة محمد صلى الله عليه وسلم اجمعين في طاعته مجلسنا هذا اليوم مع صحيح الامام البخاري وشرح الحديث السادس والعشرين بعد الاربع مئة قال الامام البخاري باب التيمن في دخول المسجد وغيره وهذا من دقة الامام البخاري وحسن فقهه علينا وعليه رحمة الله تعالى وهو ذكر التيمم في دخول المسجد واشار بالاثر وعموم الحديث وغيره ليكون الامر عاما في دخول المساجد وغيرها. وان السنة قد اخذت من فعل النبي صلى الله عليه وسلم عاما وقال وكان ابن عمر يبدأ برجله اليمنى فاذا خرج بدأ برجله اليسرى وهذا من رقة الامام البخاري على ان السنة في ذلك دخول اليمين والخروج باليسار فان الانسان اذا دخل الى المسجد فقد دخل بيت الله تعالى فيتيمن الانسان باليمين لان افضل البقاع المساجد. فاذا خرج خرج بالشمال حتى تتأخر اليمين قال البخاري حدثنا سليمان بن حرب قال حدثنا شعبة عن الاشعث بن سليم عن ابيه عن مسروق عن عائشة قالت كان النبي صلى الله عليه وسلم يحب التيمن ما استطاع في شأنه كله في طهوره وترجله وتلحده اذا هكذا قال الامام البخاري وساق خبره برواية فحل سليمان ابن حرب فقال حدثنا سليمان ابن حرب وسليمان ابن حرب هو سليمان ابن حرب ابن بجيد الازدي الواشحي ابو ايوب البصري وواثق من سكن مكة وكان قاضيها ولد عام اربع واربعين ومئة وهو من الطبقة التاسعة وهم صغار اتباع التابعين وتوفي عام اربع وعشرين ومئتين علينا وعليه رحمة الله اخرج حديثه الجماعة قال عنه الحافظ ابن حجر في التقريب ملخصا اقوال الائمة ثقة امام حافظ اما الذهبي فقد قال عنه في السير قال عنه في الكاشف الامام قال ابو حاتم اماما من الائمة لا يدل. ويتكلم في الضجال وفي الفقه فانه عالم وانه امام وانه وان له اقوالا في الجرح والتعديل وان له قدم راسخة في الفقه اما في السير فقال عنهم الثقة الحافظ شيخ الاسلام ونقل قول ابي حاتم حينما قال قال ابو حاتم سليمان ابن حرب امام من الائمة كان لا يدلل ويتكلم في الضجاري وفي الفقه وليس بدون عفان ولعله اكبر منه وقد ظهر له نحو من عشرة الاف حديث وما رأيت في يده كتابا قط وهو احب الي من ابي سلمة التبوذكي في حماد بن سلمة وفي كل شيء قال ابو حاتم الرازي ايضا كان سليمان ابن حرب قل من يرضى من المشايخ. فاذا رأيته قد روى عن شيء ان تعلم انه ثقة قال يحيى ابن اسلم قال لي المأمون من تركت بالبصرة فوصفت له مشايخ منهم سليمان ابن حرب وقلت هو ثقة حافظ للحديث عاقل في نهاية الستر والصيانة اللهم استر علينا وكنا يا ارحم الراحمين يقول فامرني بحمله اليه وكتبت اليه في ذلك فقدم فاتفق اني ادخلته اليه وفي المجلس ابن ابي دؤاد وثمامة واشباه لهما اي اشباه لهما من اهل البدع فكرهت ان يدخل مثله بحضرتهم. وهذا من جودة يحيى ابن اسلم. ما اراد ان يدخل الاخيار على الاشرار فلما دخل سلم فاجابه المأمون. ورفع مجلسه ايدناه منه ودعا له سليمان بالعز والتوفيق يا سليمان المترجم دعا للمأمون بالعز والتوفيق فقال ابن ابي دؤاد يا امير المؤمنين اسأل الشيخ عن مسألة فنظر المأمون اليه نظر كثير له يعني نظر الى سليمان نظر كثير اي انه ليس يعني ليس مطالب بان يجيب قال سليمان يا امير المؤمنين حدثنا حماد بن زيد قال قال رجل لابن شبرمة اسألك قال ان ان كانت مسألتك لا تضحك الجليل ولا تزري بالمسئول فسل طبعا هو اتى بهذا الشاهد لان النبي ازواج اراد بالمسألة ان يذري سليمان ابن حرب ثم قال سليمان بعد ان ذكر هذا باسناده الى حماد ابن زيد وحدثنا اهيب قال قال اياس بن معاوية من المسائل ما لا ينبغي للسائل ان يسأل عنها ولا للمجيب ان يجيب فيها فان كانت مسألته من غير هذا فليسأل وان كانت من هذا فليمسك. انظر اخي الكريم الى عزة العالم قال يحيى بن اسلم فهابوه فما نطق احد منهم حتى قام وولاه قضاء مكة فخرج اليها. هنيئا له نسأل الله ان يولينا الدعوة اليه على اوسع ما يكون اما شيخه فيها الاسناد فهو شعبة ابن الحجاج ابن الورد العتكفي مولاهم الازدي ابو بطان الوافطي ثم البصري وهو من الطبقة السابعة من كبار اتباع التابعين. توفي عام ستين ومئة بالبصرة خرج له الجماعة قال عنه الحافظ ابن حجر في تقريب التهذيب ثقة حافظ متقن كان الثوري يقول هو امير المؤمنين في الحديث وقال عنه الذهبي في الكاشف امير المؤمنين في الحديث وقال في السير امير المؤمنين في الحديث ثبت حجة طبعا المعلومة ان شعبة كان يخطئ في الاسماء قليلا وهذا قليل على سعة ما رواه قالت السير وكان من اوعية العلم لا يتقدمه احد في الحديث في زمانه وهو من نظراء الاوزاعي ومعمر والثوري في الكثرة روى عنه عالم عظيم. طبعا كيف روى عنه عالم عظيم؟ حينما بذل نفسه لبث العلم ونشره وانتشر حديثه في الافاق فنسأل الله ان يرفع قدر شعبه وان يرحم علماء المسلمين في القديم والحديث وكان سفيان الثوري يخضع له ويجله ويقول شعبة امير المؤمنين في الحديث وقال الشافعي لولا شعبة لما عرف الحديث بالعراق هنيئا لشعبة هذه المنزلة حينما كان قامة لحديث النبي صلى الله عليه وسلم قال ابو عبدالله الحاكم شعبة امام الائمة بالبصرة في معرفة الحديث يقول قراء ابو نوح رأى علي شعبة قميص فقال بكم اشتريت هذا؟ فقلت بثمانية دراهم فقال لي ويهك اما تتقي الله؟ انا اشتريت قميصا باربعة دراهم وتصدقت باربعة كان خيرا لك. قلت يا ابا بسطام انا مع قوم نتجمل لهم. قال اي شيء نتجمل لهم اذا قال فيه اشارة على ان الانسان على ان الانسان حينما عن الفن حينما يبذل هذا المال يعلم ان هذا المال قد وكله الله به وان الانسان في هذا المال مطالب ان يضعه في محله يأخذه في محله ويضعه في محله ولا يسرف فيه ونحن لا نملك المال ملكا حقيقيا. انما نحن موكلون بهذا المال كما قال تعالى ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم اول مرة وتركتم ما خولناكم وراء ظهوركم اذا على الانسان ان يدرك هذا الامر. وعليه ان لا يظع المال الا في محله. ولا يترك في المال وشيخ شعبة هذا هو اشعب ابن ابي الشعثاء وهو سليم ابن اسود المحاربي اخو عبدالرحمن ابن ابي الشعفاء وهو من الطبقة الثالثة من الذين عاصروا صغار التابعين توفي اشعب عام خمس وعشرين ومئة بالكوفر فرج له الجماعة وهو ثقة وشيخه سليم ابن اسود ابن حنظل ابو الشعفاء المحاربي وهو والد اشعث وهذا من رواية الابناء عن الاباء وهو من الطبقة الثالثة وهم الوسطى من التابعي من التابعين توفي في زمن الحجاج وارفه ابن قانع سنة ثلاث وثمانين خرج له الجماعة قال عنه الحافظ ابن حجر ثقة باتفاق اما الذهبي فقال الفقيه الكوفي صاحب علي اما شيخه فهو مسروق مسروق ابن الاجدع ابن مالك ابن امية ابن عبد الله الهمدان الوادعي ابو عائشة الكوفي وهو من الطبقة الثانية من كبار التابعين توفي عام اثنتين وستين خرج له الجماعة وهو ثقة قال عنه الحافظ ابن حجر في التقليد ثقة اما الذهبي فقال احد الاعلام قال مالك ابن مغول سمعت ابا السفر عن قال ما ولدت همدانية ما ولدت همدانية مثل مسروق وقال ايوب الطائي عن الشعبي ما علمت ان احدا كان اطلب للعلم في افق من الافاق من مسروق وقال منصور عن إبراهيم كان اصحاب عبدالله الذين يقرؤون الناس كان اصحاب عبدالله الذين يقرؤون الناس ويعلمونهم السنة علقمة والاسود وعبيده ومسروقا والحارث ابن قيس وعمرو بن بشير احمد اذا هو واحد من اولئك الذين نهلوا من علم ابن مسعود وكانوا يعلمون الناس هنيئا لمن علم امة محمد صلى الله عليه وسلم القرآن وشيخة مسروق عائشة بنت ابي بكر الصديق وهي ام المؤمنين شناها النبي صلى الله عليه وسلم بام عبدالله. وهي صحابية توفيت عام سبع وخمسين على الصحيح. وقيل توفيت ثمان وخمسين وهي ام المؤمنين افقه النساء مطلقا وافضل ازواج النبي صلى الله عليه وسلم الا خديجة هكذا قال عنها الحافظ ابن حجر والذهبي قال صحابية ام المؤمنين افقه نساء الامة ومناقبها جمة ويحب التيمن هذا الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يحب التيمم فالتيمن اي الابتداء باليمين في شأنه اي في امره والشأن هو الامر وفي قولها في ظهوره اي في وضوئه يعني يقتل اولا يده اليمنى ورجله اليمنى قبل اليسرى وترجله الترجل انشاق الرأس وهو استعمال المشط في الرأس يعني يمتشط الجانب الايمن من رأسه قبل الايسر والتنحل لبس النعلين يعني يدخل رجله اليمنى في النعل قبل اليسرى ابن رجب الحنبلي حينما اورد الحديث قال وقد سبق هذا الحديث في باب التيمن في الوضوء والغسل وبسطنا القول عليه هناك انه يدل على تقديم اليمنى في الافعال الشريفة. واليسرى فيما هو بخلاف ذلك فالدخول الى المسجد من اشرف الاعمال فينبغي تقديم الرجل اليمنى فيه كتقديمها في الامتحان والخروج منه بالعكس فينبغي تأخير اليمنى فيه تأخيرها في خلع النعلين. واما ما ذكر ما ذكره عن ابن عمر تعليق من ساق بعد ذلك الروايات وساق قال وروى شداد ابو طلحة الراتبي عن معاوية بن قرة عن انس ابن مالك انه كان يقول من السنة اذا دخلت المسجد ان تبدأ برجلك اليمنى واذا خرجت ان تبدأ برجلك اليسرى ثم قال خرجه الحاكم وقال على صحيح على شرط مسلم. طبعا كرح من رجب الحنبلي يختلف عن غيره بينما يذكر الفوائد العديدة المتنوعة. ومنها الروايات والتخريب وشروح البخاري كل شرح من الشروح فيه فيه فيه ميزة وفيه خصم اذا هذا الخبر يرويه الامام البخاري قال حدثنا سليمان ابن حرب قال حدثنا شعبة عن الاشعث ابن سليم عن ابيه عن مسروق عن عائشة قالت كان النبي صلى الله عليه وسلم يحب التيمن ما استطاع في شأنه كله في طهوره وترجده وتناحره والتيمم هو الاخذ باليمين ويتفائل الانسان في ان يكون من اهل اليمين ويتفائل الانسان لاجل ان يأخذ كتابه باليمين وهذا من حكمة الشارع ان العادات تتحول الى عبادات بالنيات فنية ايها الاخوة امر مهم لابد للانسان ان يتابع نيته في جميع اعماله وحركاته وسكناته والانسان لا يفرح بعيدا بل انما يسعى لاجل ان يطيع الله سبحانه وتعالى وينوي النيات الحسنة الممكنة ينوي النيات الحسنة الممكنة التي يستطيع من خلالها ان يؤجر اجرا عظيما وهذا الحديث مما يجعلك تحب النبي صلى الله عليه وسلم حبا متزايدا متناميا يزداد هذا الحب وبالزيادة هذا الحب يزداد الايمان حينما يجعل الانسان التيمن في حياته كلها في شأنه في طهوره في ترجله في تنعله ولذا لما تقرأ في تنعله في ترجيح حتى الاشياء البسيطة فان الشريعة الاسلامية قد استوعبت هذا الامر فهذا من رحمة الله سبحانه وتعالى بنا ومن رحمة الله سبحانه وتعالى بنا ان الدين قد بين الله لنا به كل شيء كل شيء هو مبين لنا في هذا الدين العظيم ولذلك الانسان في بيته وفي عمله وخارج ذلك كلها يبدأها الانسان بهذه السنة الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم وعند لها خروج من البيت وعند ذهابه الى المسجد وحتى لو صلى صلاة رهبة مثل صلاة الكسوف او صلاة رغبة مثل صلاة استسقاء الانسان في اعماله كلها يأتي باليمين خلافا حينما في الاستسقاء يبدو للانسان اليمين الى الشمال والشمال الى اليمين بعد بعد الصلاة والخطبة تفاؤلا في ان الله سبحانه وتعالى يغير الحال من حال الى حال اخرى الانسان هذا الشيء ويتفائل وايضا يظهر الانسان الذل والافتخار للعلي القهار. اذا هذا الحديث يعلمك امر العبادة ويعلمك ايضا يعلمك الادب الادب مع الله سبحانه وتعالى والادب مع النبي صلى الله عليه وسلم في تطبيق هذه السنة ونحن نعلم ان البخاري قد ذكر كتابه الادب في الصحيح وافرد كتاب الادب بكتاب مستقل ونحن بحمد الله تعالى قد فتحنا مجالس كل سبت بين المغرب والعشاء نتذاكر فيها بعض الاحاديث في كتاب الادب اذا ايها الاخوة الكرام النبي صلى الله عليه وسلم هو النعمة الكبرى كما قال تعالى يعرفون نعمة الله ثم ينكرون واكثرهم الكافرون وهذه النعمة لابد ان نتعرف عليها بقراءة هذه السنن الواردة الثابتة عن النبي وننظر في حكمها ودلائلها ونعمل فيها فاذا عمل الانسان بطاعة الله تعالى ازداد عمله وازداد قربه من ربه ثمان المستجدات التي على الناس وتعقد الحياة ربما يغفل الانسان فيها عن كثير من السنن ويكفل فيها الانسان عن قراءة كلام الرب اذا لابد لنا كما انه لابد لنا من ورد يومي من كتاب الله لا بد لنا من ورد يومي من السنة النبوية يقرأ فيها الانسان ويتدبر المعاني ويعمل اسأل الله العظيم رب العرش الكريم ان يحفظ امة الاسلام اجمعين وان يوفقنا لطاعته