بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين مجلسنا هذا اليوم ايها الاخوة مع صحيح الامام البخاري وشرح الحديث التاسع والعشرين بعد الاربع مئة قال الامام البخاري باب الصلاة في مرابض الغنم. هكذا بوب الامام البخاري لهذا حديث ولقد اعتدنا اننا نقرأ المتن ثم نسير بالشرح وقد اخذنا بمشورة اخينا الحبيب المصطفى محمد نجم الذي حال بيننا وبين المكان الذي كنا نتذاكر معه العلم الحوائل فعسى الله ان يطيب لنا هذه البلاد التي نعيش فيها الان. وعسى الله ان يحفظ بلاد المسلمين في الانبار وان يعيد لدار الحديث امجادها وان يحفظ طلابنا الذين كانوا يتذاكرون معنا وان يحفظ المسلمين في كل مكان وان يزهق الله الازمات. وان يبدل عسر هذه الامة يسرا. فربنا جل جلاله على كل شيء قدير اذا قال البخاري علينا وعليه رحمة الله باب الصلاة في مرابض الغنم حدثنا سليمان ابن حرب قال حدثنا شعبة عن ابي التياح عن انس ابن مالك قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي في مرابض الغنم ثم سمعته بعدي يقول كان يصلي في مرابض الغنم قبل ان يبنى المسجد نعم ايها الاخوة البخاري يقول حدثنا سليمان ابن حرب وهو سليمان ابن حرب ابن سليمان ابن حرب ابن بجيل الازدي الواشحي ابو ايوب البصري ومعلوم ان راشح من الازد وسليمان ابن حرب سكن مكة وكان قاضيها وقد ولد عام اربع واربعين ومئة. وهو من الطبقة التاسعة من صغار اتباع التابعين وقد توفي علينا وعليه رحمة الله عام اربع وعشرين ومئتين فهو اذا من شيوخ البخاري المتقدمين وقد خرج حديثه الجماعة. ورتبته في كتب الجرح تعديل رتبة عالية مترجمته من التراجم القوية جدا. وقد قال فيه الحافظ هجر ثقة امام حافظ. وقد سبقه الذهبي في الكاشف حينما قال عنه الامام قال ابو حاتم امام من الائمة لا يدلس ويتكلم في الرجال وفي الفقه اي كان عالما وكان اماما من ائمة الجرح والتعديل. قال حدثنا شعبة وهو شعبة ابن الحجاج ابن الورد العتكي الواسطي ابو بسطام. وهو من الطبقة السابعة وهم كبار اتباع التابعين وقد توفي بالبصرة عام ستين ومئة. توفي بالبصرة عام ستين ومئة تخرج له الجماعة قال عنه الذهبي في الكاشف حتى ان يرتب في المراجع قال امير المؤمنين في الحديث ثبت حجة ويخطئ في الاسماء قليلا. طبعا هذا الخطأ لشعبة ابن الحجاج في الاسماء يكاد لا يذكر على كثرة الذي عنده الحافظ ابن حجر قال عنه في تقريب التهذيب ثقة حافظ متقن كان الثوري يقول هو امير المؤمنين في الحديث علينا وعليه رحمة الله قال عن ابي التياح وابو التياح يزيد ابن حميد الضبعي ابو التياح البصري. وهو مشهور بكنيته من الطبقة الخامسة وهم صغار التابعين توفي عام ثمان وعشرين ومئة بسرخس وقد روى له اصحاب الكتب الستة وقال عنه الحافظ الذهبي في الكاشف احد الائمة ثقة عابد اما الحافظ ابن حجر فقد قال عنه في التقريب ثقة ثبت عن انس ابن مالك وهو الصحابي الجليل انس ابن مالك ابن النضر ابن ضمضم ابن زيد ابن حرام ابن ابن جلد ابن عامر ابن غنم ابن عدي ابن نجار الانصاري النجاري ابو حمزة المدني وهو من جلة الصحابة وخيارهم حديثه في دواوين الاسلام جميعها وهو امي جليل رتبته اعلى الرتب. فصحابة النبي مقامهم المقام الاعلى في امة محمد صلى الله عليه وسلم قال كان النبي وهنا كانت تريد الاستمرار الى مدة معينة حتى بناء المسجد حتى بناء المسجد قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي في مراب الغنم ثم سمعته بعدي يقول كان يصلي في مرابض الغنم قبل ان يدنى المسجد انتم تعلمون ايها الاخوة ان النبي صلى الله عليه وسلم قد جعل عمله الرئيس هو بناء المسجد حينما حينما وصل المدينة وكان قبلها يبني الشخصية المسلمة حتى بنيت الشخصية بناء عظيما فبعد هذا الامر علم النبي صلى الله عليه وسلم امور الدين بنى المسجد ثم صارت الانطلاقة العظيمة في تعذيب الناس وتفقيه الناس في المساجد فكان اذا اسلم احدهم اشار النبي صلى الله عليه وسلم الى من يعلمه من الصحابة ويعلمه القرآن. في المسجد كان انطلق ونحن في هذا الزمن بامس الحاجة بنا الى الاهتمام بالمساجد لتعليم الناس وتفقيههم وبودنا ان يعلموا الناس ما لا يسعهم جهله فقد كثر كثر الجهل عند الناس في امور الدين ومما يجب تفقيه الناس عليه امور النيات. فامور النيات من المسائل المهمة. التي ينبغي الناس بها. فالناس بامس الحاجة الى امور النيات ومما ينبغي تعليم الناس عليه تحذير الناس من الشهوات فان الشهوات قد انفتحت على الناس انفتاحا كبيرا ومما يحذر في هذا الباب ينبغي تعريف الناس بعدوهم الشيطان حتى يتقي الانسان الشيطان بالعمل طالح وان يتقي الانسان طرق الشيطان بان لا يقع فيها فالعدو الاول للانسان هو الشيطان والشيطان يدخل على الانسان في حالة ظعف الوازع الديني ولذا وجب على الانسان ان يقوي وازعه الديني حتى لا يدخل الانسان عليه وايضا يدخل الانسان يدخل الشيطان على الانسان في حال السفه. فاذا كان الانسان في سفه وطيش وقلة اتزان فان الشيطان يدخل عليه في ذلك وايضا يدخل الشيطان على الانسان في وقت قلة العلم عياذا بالله تعالى. ولذا يتعلم الانسان العلم حتى يقع في مداخل الشيطان والان ابواب الشبهات كثيرة جدا وفي الغرب اول ما يعلمون الصبي في المدرسة يعلمونه ان العالم وجد هكذا صدفة حتى لا يعرف الناس بربهم وايضا الشيطان يدخل على الانسان في باب الشهوات وابواب الشهوات صارت كثيرة عياذا بالله فلا بد من الحصون المنيعة امام مظلات ابليس ونبينا الكريم صلى الله عليه وسلم قد علمنا اذكار الصباح والمساء والسنن وهذه كلها كون تكون للانسان بمثابة مقوم يقوي امره ويقوي حاله حتى لا يقع في في فتن الشيطان فعلى الانسان ايها الاخوة ان يحذر الجهل وان يحذر الغفلة وان يحذر الشهوة وان يحذر غلبة الشهوة الشهوات منها ما هو حلال يبتغي الانسان الاجر حينما يضع شهوته الحلال في محلها لكن يحذر الانسان غلبة الشهوة التي تنسيه جلالة من يؤمن به وليعلم الانسان ان العبادة التي تكون باخلاص باخلاص من العبد لله تعالى لها دور كبير في كسر حد الشهوة ولذا امر النبي صلى الله عليه وسلم بالصيام لاجل ان لا يقع الانسان في غلبة الشهوة اذا العبادة باخلاص لها سبب مباشر في اعانة العبد على ترك المحرمات وان لا يقع في المحرمات ابن عيينة العالم العراقي الكبير المولود عام خمسا وعشرين ومئة والمتوفى عام سبع وتسعين ومئة الذي عاش احدى وتسعين سنة انفقها في طاعة الله تعالى وقد قال له ابوه حينما بلغ خمسة عشر عام قال له يا بني قد ذهبت عنك شرائع الصبا فافعل الخير تكن من اهله يقول وظعت مقولة ابي قبلة لي احيد اليها ولا احيد عنها هذا العالم العراقي الكبير وهذا المفسر الجليل والمحدث العظيم يقول من كانت معصيته في الشهوة فارجو له ومن كانت معصيته في الكبر فاخشى عليه. اي الاستكبار يقول فان ادم عصى مشتهيا فغفر له. وابليس عصى متكبرا فلعب لكن الان عياذا بالله كثرة الشهوات على الناس صارت تجعل الناس يفعل الشهوة متكبرا فوقع في الامرين كليهما. فعلى الانسان ان يحذر ايها الاخوة وعليه ان يستشعر بان التواضع امتحانا امتحن الله به عباده هل يتواضعون في فيما بينهم؟ وهل يتواضعون لامر الله فان العاصي والمصر على المعصية فهذا متكبر على امر الله تعالى وعلى الانسان ان يعلم ان ارتكاب الشهوات حال عدم النسيان من الكبر. هذا امر لا ينساه الانسان ان ارتكاب الشهوات المحرمات حال عدم النسيان من الكبر والكبر بطر الحق كما اخبر النبي صلى الله عليه وسلم واذا حرم الانسان حلاوة العبودية ضيع الصلاة عياذا بالله تعالى. الشخص الذي يرتكب المعاصي يضيع حلاوة العبودية واذا ضيع حلاوة العبودية ضيع الصلة. واذا ابتعد الانسان عن المعاصي نال حلاوة العبودية واذا نال حلاوة العبودية واظب على الصلاة ولم يريحها والانسان اذا وقع في الشهوات وذهبت عنه حلاوة العبودية وقصر في الصلاة فاذا حصل له ذلك عياذا بالله وقع في سجن الشهوات. كما نراه كثيرا في البنين والبنات واذا حصل للمرء ما حصل احاطت به خطيئته عياذا بالله تعالى اذا ايها الاخوة اذا حصل هذا واضاع الانسان الصلوات او الخشوع في الصلوات او بداية اوقات الصلوات اذا اضاع الانسان الصلوات فهذا يستلزم عياذا بالله الانغماس بالشهوات وربنا جل جلاله يقول فخذف من بعدهم خلف اضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا. عياذا لله تعالى وانظر في هذه الهداية فخلف من بعدهم خلف طبعا خلف بالزيتون اللام تختلف عن خالف اللي هي خلف تختلف عن خلف اللي هي بفتح اللام تكون اللام اللي هو الخلف السيئون وخلف اللي هي فتح اللام الخلف الجديدون. قال فخلف من بعدهم خلف اضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات اذا اضاع الانسان الصلاة واضاع الخشوع في الصلاة وقعت الشهوات واذا وقعت الشهوات صار الانسان في غيب ومعلوم ايها الاخوة ومجرب لدينا لمن رأينا ونرى ان اصحاب الشهوات المحرمة لم ينالوا الا الخسارة والفظائح ثم هؤلاء لم يبق لهم الا الذكريات المؤلمة ومع الذكريات تبقى عليهم تبعات الشهوات المحرمة اذا ايها الاخوة نحن نقرأ في صحيح البخاري ونقرأ ان النبي صلى الله عليه وسلم بنى المسجد وصارت صلاته في المسجد لان من مقاصد المساجد تطهير القلوب وتطهير القلوب حينما يرابط الانسان على طاعة الله تعالى ويزكي الانسان نفسه بالذكر الذي يجلب الطمأنينة وآآ هذه النعم نعم المساجد ونعم الصلاة نعم يحفظها الانسان حتى لا يقع في كفرها لان كفر النعمة امره والقاعدة كم من نعمة انقلبت بالغرور نقمة وربنا يقول ومن يبدل نعمة الله من بعد ما جاءته فان الله شديد العقاب ولذا كل اقدام على محرم يفكر الانسان بان يقدم عليه عليه ان يتفكر بانه يستبدل نعمة الله ومن استبدل نعمة الله من بعد ما جاءت فان الله شديد العقاب ومن اكبر الضياع ان يضيع الانسان نعم الله ومن الضياع ان يضيع الانسان مال هذا المال الذي عنده اذا ضيع الانسان هذا المال بالشهوات المحرمات فمهما ملك من مال عليه ان يعلم ان هذا المال ملك لله تعالى وان الله قد استخلفنا فيه. وربنا يقول واتوهم من مال الله الذي اتاكم المال الذي في جيوبنا ليس ملكا لنا انما هو ملك لله تعالى ونحن لا نضعه الا فيما يحل فالمال فيه مسؤوليتان مسؤولية ان الانسان لا يضع هذا لا يعني طريقة استجلاب المال يجب ان تكون بالطرق الحلال وطريقة وظع المال في غير محله ايضا محرمة. فلابد ان ننظر المال. من اين اخذناه وفيما انفقناه وفي وجوده عندنا لابد ان نضعه في الحالات التي امر الشارع بها. ففي المال حقوق ينبغي ان يرعى الانسان حق بها واذا وضع الانسان المال في محله يكون في عبادة كبيرة جليلة. وكثير من الناس لديه المال ويضع هذا المال في النفقة الواجبة على اهله لكنه يفوته امر الاحتساب فبودنا من كل احد ان يحتسب الاجر فيما يحمله من المال فيا ايها الاخوة احفظوا هذا المال واحذروا ان تضعوه في الشهوات وعلى الانسان يقوي ايمانه فان الايمان اذا ترسخ في القلب واديت الصلاة بخشوعها وخضوعها اندفعت الشهوات المحرمة جانبة والعكس بالعكس اذا ضيع الانسان الصلوات او اذهب عنها خشوعها فانه يقع في المحرمات فلا بد من الحصون المنيعة وكلما كثر الفساد كلما وجب على الانسان ان يتحلى بالموانع التي تمنعه من معصية الله اسأل الله العظيم رب العرش الكريم ان يجعلنا واياكم ممن يستمعون القول فيتبعون احسنه