المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله القاعدة الثانية والاربعون. في ان الله قد ميز في كتابه بين حقه الخاص وحق رسوله الخاص والحق فالحقوق ثلاثة. حق الله وحده لا يكون لغيره. وهو حق لله وحده لا يكون لغيره وهو عبادته وحده لا شريك له وبجميع انواع العبادات. وحق لرسوله صلى الله عليه وسلم خاص. وهو التعزير والتوقير والقيام بحقه اللائق والاقتداء به. وحق مشترك وهو الايمان بالله ورسوله وطاعة الله ورسوله ومحبة الله ورسوله. وقد ذكر الله الحقوق الثلاثة في ايات كثيرة من القرآن فاما حقه فكل اية فيها الامر بعبادته واخلاص العمل له والترغيب في ذلك وهذا شيء لا يحصى. وقد جمع الله ذلك في قوله لتؤمنوا الله ورسوله وهذا مشترك وتعذروه وتوقروه وهذا خاص بالرسول وتسبحه بكرة واصيلا فهذا حق لله وحده وقوله اطيعوا الله واطيعوا الرسول في ايات كثيرة. وكذلك امنوا بالله ورسوله وكذلك والله ورسوله احق ان يرضوه وكذلك سيؤتينا الله الله من فضله ورسوله فهذا مشترك. انا الى الله راغبون هذا مختص بالله تعالى. ولكن ينبغي ان يعرف العبد من كل وجه ان الحق المشترك ليس معناه ان ما لله منه يثبت نظيره من كل وجه لرسوله. بل المحبة والايمان بالله والطاعة لله لابد ان يصحبها ان يصحبها التعبد والتعظيم لله والخضوع. واما المتعلق بالرسول صلى الله عليه وسلم فانه حب في الله. وطاعة لاجل ان من اطاع الرسول فقد اطاع الله بل حق الرسول على امته من حق الله تعالى فيقوم المؤمن به امتثالا لامر الله وعبودية له وقياما بحق رسوله وطاعة له وانما قيل له حق الرسول لتعلقه بالرسول والا فجميع ما امر الله به وحث عليه. من القيام بحقوق رسوله وحقوق الوالدين والاقارب وغيره كله حق لله تعالى. فيقوم به العبد امتثالا لامر الله وتعبدا له. وقياما بحق ذي الحق واحسانا اليه. الا الرسول فان الاحسان منه كله الى امته. فما وصل اليهم خير الا على يديه صلى الله عليه وسلم