المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله القول في رؤية المؤمنين ربهم في الاخرة على هذا جميع الصحابة والتابعين لهم باحسان وائمة الدين والهدى وبه اخبر الله في كتابه في عدة ايات منها قوله تعالى وجوه يومئذ ناضرة الى ربها ناظرة اي حسنة نيرة من السرور والنعيم تنظر الى وجه الملك الاعلى وقال تعالى كلا انهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون وهذا من ادل الادلة على ان المؤمنين غير محجوبين عن ربهم لان الله توعد المجرمين بالم الحجاب فيستحيل ان يحجب المؤمنون عنه ويكونوا كاعداءه وفي عموم قوله تعالى على الارائك يناظرون ما يدل على رؤية الباري فهم ينظرون الى ما اعطاهم مولاهم من النعيم الذي اعظمه واجله رؤية ربهم والتمتع بخطابه ولقائه وقال تعالى للذين احسنوا الحسنى وزيادة يعني للذين احسنوا في عبادة الخالق بان عبدوه كانهم يرونه فان لم يصلوا الى ذلك استحضروا رؤية الله تعالى واحسنوا الى عباد الله بجميع وجوه البر والاحسان القولي والفعلي والمالي فهؤلاء لهم الحسنى وهي الجنة بما احتوت عليه من النعيم المقيم وفنون السرور ولهم ايضا زيادة على ذلك وهو رؤية الله والتمتع بمشاهدته وقربه ورضوانه والحظوة عنده بذلك فسرها النبي صلى الله عليه وسلم وكذلك قوله تعالى لهم ما يشاؤون فيها جمعت كل نعيم ولدينا مزيد وهو النظر الى وجه الله الكريم والتمتع بلقائه وقربه ورضوانه وكذلك ما في القرآن من التعميم لجميع اصناف النعيم فان اعظم ما يدخل فيه رؤية وجهه الذي هو اعلى من كل نعيم كقوله تعالى وفيها ما تشتهيه الانفس وتلذ الاعين فكل ما تعلقت به الاماني والشهوات والايرادات فهو في الجنة حاصل لاهلها وجميع ما تلذه الاعين من جميع المناظر العجيبة المسرة فانه فيها على اكمل ما يكون وقوله تحيتهم يوم يلقونه سلام فهذا اخبار عن تحية الكريم لهم وانه سلمهم من جميع الافات وسلم لهم جميع اللذات والمشتهيات واخبار عن رؤيته وقربه ورضوانه لان اللقاء تحصل به هذه الامور