فينتقل الى القيام من قدر عليه. وينتقل الى الجلوس من عجز عن القيام في اثناء الصلاة وهكذا وان قدر على القيام والقعود ولم يقدر على الركوع والسجود فانه يومئ برأسه بالركوع قائما ويومئ بالسجود بسم الله الرحمن الرحيم. المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان شرح كتاب الملخص الفقهي من الفقه الاسلامي للدكتور صالح بن فوزان فوزان. الدرس الثالث والاربعون. بسم الله الرحمن الرحيم صلاة اهل الاعذار الحمد لله وحده الصلاة والسلام على من لا نبي بعده نبينا محمد واله وصحبه ومن اهتدى بهديه وسار على نهجه وبعد. ايها المستمع الكريم نتحدث اليوم اليك في هذه الحلقة عن كيفية صلاة اهل الاعذار من المرضى والمسافرين والخائفين الذين لا يتمكنون من اداء الصلاة على الصفة التي يؤديها غير المعذور قد خفف الشارع عن هؤلاء وطلب منهم ان يصلوا حسب استطاعتهم وهذا من وسر هذه الشريعة وسماحتها فقد جاءت برفع الحرج. قال الله تعالى وما جعل عليكم في الدين من حرج. وقال تعالى يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر وقال تعالى لا يكلف الله نفسا الا وسعها. وقال تعالى فاتقوا الله ما استطعتم وقال النبي صلى الله عليه وسلم اذا امرتكم بامر فاتوا منه ما استطعتم الى غير ذلك من النصوص التي تبين فظل الله على عباده وتيسيره في تشريعه ومن ذلك ما نحن بصدد الحديث عنه وهو كيف يصلي من قام به عذر من مرض او سفر او خوف لان الصلاة لا تترك ابدا فالمريض يلزمه ان يؤدي الصلاة قائما ان استطاع وان احتاج الى الاعتماد على عصا ونحوه في قيامه فلا بأس بذلك لان ما لا يتم الواجب الا به فهو واجب فان لم يستطع المريض القيام في الصلاة بان عجز عنه او شق عليه او خيف من قيامه زيادة مرض او تأخر برء فانه والحالة هذه يصلي قاعدا ولا يشترط لاباحة القعود في الصلاة تعذر القيام ولا يكفي لذلك ادنى مشقة في القيام بل المعتبر المشقة الظاهرة وقد اجمع العلماء على ان من عجز عن القيام في الفريضة صلاها قاعدا ولا اعادة عليه ولا ينقص ثوابه عن اجر القائل. وتكون هيئة قعوده حسب ما يسهل عليه لان الشارع لم يطلب منه قعدة خاصة فكيف قعد جاز فان لم يستطع المريض الصلاة قاعدا ينشق عليه الجلوس مشقة ظاهرة او عجز عنه فانه يصلي على جنبه ويكون وجهه الى القبلة والافضل ان يكون على جنبه الايمن وان لم يكن عنده من يوجهه الى القبلة ولم يستطع التوجه اليها بنفسه صلى على حسب حاله الى اي جهة تسهل عليه فاذا لم يقدر المريض ان يصلي على جنبه تعين عليه ان يصلي على ظهره وتكون رجلاه الى القبلة مع الامكان واذا صلى المريض قاعدا ولا يستطيع السجود على الارض او صلى على جنبه او على ظهره كما سبق فانه يومئ برأسه للركوع والسجود ويجعل الايماء للسجود اخفض من الايماء للركوع واذا صلى المريض جالسا وهو يستطيع السجود على الارض وجب عليه ذلك ولا يكفيه الايماء والدليل على جواز صلاة المريض على هذه الكيفية المفصلة ما اخرجه البخاري واهل السنن من حديث عمران ابن حصين رضي الله عنهما قال كانت لي بواسير فسألت النبي صلى الله عليه وسلم عن الصلاة فقال صلي قائما فان لم تستطع فقاعدا فان لم تستطع فعلى جنبك زاد النسائي فان لم تستطع فمستلقيا لا يكلف الله نفسا الا وسعها وهنا يجب التنبيه على ان ما يفعله بعض المرضى ومن تجرى لهم عمليات جراحية ويتركون الصلاة بحجة انهم لا يقدرون على اداء الصلاة بصفة كاملة او لا يقدرون على الوضوء او لان ملابسهم نجسة ولا يستطيعون غسلها او استبدالها او لغير ذلك من الاعذار التي يقولونها وهذا خطأ كبير وجرم عظيم لان المسلم لا يجوز له ترك الصلاة ابدا فاذا عجز عن بعض شروطها او اركانها او واجباتها فانها تسقط عنه تلك الشروط او الاركان او الواجبات. ويصليها على حسب حاله قال الله تعالى فاتقوا الله ما استطعتم وبعض المرضى يقول اذا شفيت قضيت الصلوات التي تركتها وهذا جهل منهم او تساهل الصلاة تصلى في وقتها حسب حسب الامكان ولا تعاد ولا يجوز تأخيرها عن وقتها فينبغي الانتباه لهذا والتنبيه عليه ويجب ان يكون في المستشفيات توعية دينية وتفقد لاحوال المرضى من ناحية الصلاة وغيرها من الواجبات الشرعية التي هم بحاجة الى بيانها ايها المستمع الكريم ما سبق بيانه هو في حق من ابتدأ الصلاة معذورا واستمر به العذر الى الفراغ منها واما من ابتدأها وهو يتعذر عليه القيام ثم طرأ عليه ثم طرأ عليه خلاف حاله او ابتدأها وهو لا يستطيع القيام ثم قدر عليه في اثنائها او ابتدأها قاعدا ثم عجز عن القعود في اثنائها او ابتدأها على جنب ثم قدر على القعود فانه في تلك الاحوال ينتقل الى الحالة المناسبة المناسبة له شرعا. في اثناء الصلاة ويتمها عليها وجوبا لقوله تعالى فاتقوا الله ما استطعتم قاعدا ليحصل الفرق بين الايمائين حسب الامكان وللمريض ان يصلي مستلقيا مع قدرته على القيام. اذا قال له طبيب مسلم ثقة لا يمكن مداواتك الا اذا صليت مستلقيا لان النبي صلى الله عليه وسلم صلى جالسا حين تأثرت شقه عليه الصلاة والسلام وام سلمة تركت السجود لرمد بها ايها المسلم ان مقام الصلاة في الاسلام عظيم ويطلب من المسلم بل ويتحتم عليه ان يقيمها في حال الصحة وحال المرض فلا تسقط عن المريض بحال لكنه يصليها على حسب حاله فيجب على المسلم ان يحافظ عليها كما امره الله وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه والى الحلقة الثانية ان شاء الله لنواصل معكم الحديث في هذا الموضوع. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. والحمد لله رب العالمين