تقول في اول سؤال لها هذا امر ارجو ان تبينوا لي وجه الصواب فيه. لاني اثناء الحديث مع بعض اهلي او اقاربي يثيرونه معي ولا اعرف الرد عليه وهو ان العقوبة من الله على المعاصي وما يحل بالامة بسبب الذنوب بينما الكفار اعظم ذنبا ومع ذلك فهم في رغد وخير ونعمة. قد يكون هذا من العقوبة التي لا نعلمها وهم لا يقتنعون بكلام ويقولون هذه امور قسمها الله لا دعوى للذنوب بها. نرجو التفصيل الرد احسن الله اليكم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي له الخلق والامر والتدبير جل وعلا يفعل ما يشاء لا معقبة لحكمه والصلاة والسلام على المبلغ عن الله رسالاته الذي ما من خير الا اوضحه للامة وحثها عليه ولا شر الا وبينه وبين طرقه وحذر الامة منه وقد اخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم اللهم صلي وسلم اعان القضاء والقدر وتدبير الله بخلقه وان من عباد الله من لا يصلحه الا الحاجة الله جل وعلا ما جعل الدنيا ادار مكافآت وانما هي دار ابتلاء وامتحان الدار الاخرة هي التي جعلها للذين لا يريدون علوا في الارض ولا فسادا واما الدنيا فهي ميدان مسابقة ومجال استعدادا للرحلة الطويلة والمنزل الذي لا تحول منه لم يجعل الله جل وعلا الدنيا دار ثواب ولهذا يعطي الكافرة والفاسقة وبهيمة الانعام والوحوش الكاسرة والحشرات الضارة القاتلة ما تحتاج اليه وما قضى ان تصل اليه وما من دابة في ارضه الا على الله رزقها وقسم بين العباد اخلاقهم وعاداتهم وارزاقهم وبين للمخلفين من الجن والانس طريق الهداية وطريق الغواية ومنح المخلفين ما يميزون به بين الحق والباطل والنافع والضار وما من نعمة تكون عند احد الا وهي بتدبير الله وقضائه وليست النعم والثراء الدليل رظا الله عن العبد والذي جاء في الحديث لو كانت الدنيا تزن عند الله شيئا ما سقى كافرا منها شربة ماء ولهذا يقول النبي عليه الصلاة والسلام لغدوة في سبيل الله او روحة خير من الدنيا وما فيها فما نراه من تنعم فاسق او سراء كافر وافتقار مؤمن فكل ذلك اختبار من الفعال لما يريد الذي يقول ومبلوكم يبتلي العباد بالخير ويبتليهم بالشر الموفقون ان نالتهم ظراء علموا انها ما جاءت الا تقدير الله وتدبيره وان سببها تقصير واخلال ما من مصيبة تصيب العباد الا بما كسبت ايديهم لكنه لم ليس بما كسبت يد فلان يمكن ان يصاب فلان بسبب ما كسبه فلان وفلان لان البلاء اذا نزل عم مرتكب مسببي هذا البلاء وغيره وانما يبعث الناس على نياتهم قد يكون تظييق العيش على انسان السبب انابته الى الله والتجائه اليه وقد تكون له منزلة عند الله جل وعلا عالية لا يدركها بثرائر العيش والمال وانما يدركها للصبر على شدة المؤونة وقد قال الله انما يوفى الصابرون اجرهم بغير حساب وينبغي للمسلم ان يستحضر الايمان بالقضاء والقدر وان المنعم انما نعم بقضاء الله جل وعلا تدبير وقد يكون التنعيم الذي حصر له استدراجا يزل به وقد يكون التقطير على انسان لارادة اظهار صبره اكتسابه ورضاءه بما يدبره مالكه جل وعلا فيكون عند الله من مصاحب النبيين والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا. والله اعلم