قال الامام النووي رحمه الله تعالى كتاب العلم قال الله تعالى وقل رب زدني علما. وقال الا قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون. وقال تعالى يرفع الله الذين امنوا ومنكم والذين اوتوا العلم درجات. وقال تعالى انما يخشى الله من عباده العلماء وعن معاوية رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من يرد الله به خيرا في الدين. متفق عليه. وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه لا حسد الا في اثنتين. رجل اتاه الله مالا فسلطه على هلكته في الحق. ورجل اتاه الله الحكمة فهو يقضي بها ويعلمها. متفق عليه. وعن ابي موسى رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل غيث اصاب ارضا فكانت انها طائفة طيبة قبلت الماء فانبتت الكلاء. والعشب الكثير وكان منها جاذب وامسكت فنفع الله بها الناس فشربوا منا وسقوا وزرعوا. واصاب طائفة منها اخرى انما هي لا تمسكوا ماء ولا تنبت كلام. فذلك مثل من فتوى في دين الله ونفعه ما بعثني الله فعلم وعلم ومثل من لم يرفع بذلك رأسا ولم يقبل هدى الله الذي ارسلت به متفق ما عليه بالله. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله. وصلى الله وسلم على رسول الله. وعلى اله واصحابه. ومن اهتدى بهداه. اما بعد هذه الاذان الكريمات والاحاديث ثلاثة في فضل العلم ان تدل على انه ينبغي لكل مؤمن وكل مؤمنة ان يهتم بالعلم وان يطلبه لان به يعرف الله وبه يعبد وبه تعلم الاحكام التي شرعها لعباده وبه يعلم ما نهى الله عنه فالعلم هو الطريق الى ان تعرف ما انت مخلوق له من عبادة الله وطاعته والعلم هو العلم بما قاله الله ورسوله في كتابه الكريم وعلى لسان رسوله الامين هذا هو العلم النافع العلم بما دل اهل القرآن والسنة والواجب على جميع المسلمين العناية بهذا العلم والتفقه فيه ونشره بين الناس وعلى اهل العلم ان يعنوا بذلك وان يفقهوا الناس وعلى كل من لديه علم ان يبذل وسعه بتفقيه الناس من الرجال والنساء والعرب والعجم حتى يبلغ العلم الرسول قال بلغوا عني ولو اية قال في كتابه الكريم هذا بلاغ للناس هذا القرآن لانذركم منه من بلغ فالواجب على اهل العلم ان يبلغوا والواجب على جميع المكلفين ان يتعلموا ويتبصروا ويتفقهوا حتى يعرفوا ما يجب عليهم وما يحرم عليهم وحتى يعرفوا العبادة التي خلقوا لها بالتفصيل. وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون يقول جل وعلا وقل ربي زدني علما يأمر نبيا وهو اعلم الناس عليه الصلاة والسلام يقول له قل ربي زدني علما كل انسان في حاجة لمزيد من العلم ويقول جل وعلا قل هل يسأل الذين يعلمون والذين يعلمون المعنى لا يستويان فرق بين الجاهل والعالم على جهل يتعلم ويتبصر حتى يكون له علم يهتدي به الى الحق قال عز وجل يرفع الله والذين اوتوا من درجات قبلها يا ايها الذين امنوا اذا قيل تمسحوا في المجد نفسه ويستحلوا لكم. واذا قيل انشدوا فانشدوا يرفع الله الذين امنوا والذين فيهن امثال الاوامر والاستقامة على طاعة الله والرسول من اسباب رفع العبد درجات العلم وقال جل وعلا انما يخشى الله من عباده العلماء يعني الخشية الكاملة انما التي يقوم بها العلماء بالله وبدينه وعلى رأسهم الرسل والانبياء عليهم الصلاة والسلام. هم رأس العلماء وهم ائمتهم ثم يليهم من كان بالله من العلماء كل ما كان العالم اعرف بالله كان اخشى لله واقوم بحقه وابعد عن مواضع غضبه وكنا زاد العلم بالله وبدينه زاد الخوف من الله وزادت الخشية والحذر ولما جاء بعض الصحابة يسأل عن اعمال النبي صلى الله عليه وسلم في السر يسأل ازواجه عن عمله في الشرك كانهم فقال بعضهم اما انا فاصلي ولا انام يعني اسهر قال اكرم ما انا فاصوم ولا افطر يعني دائما قال اما الاخر اما انا فلا انام على فراشي اني انام على الارض قال اكرم ما انا فلا اكل اللحم وذكروا اشياء فلما بلغ النبي ذلك لما اخبرنا بخبرهم قال عليه الصلاة والسلام اما والله اني لاخشاكم الله واتقاكم الله اني لاخشاكم لله واتقاكم له. ولكني اصلي وانام واصوم وافطر وازوج النساء واكل اللحم فمن ريب عن سنتي فليس مني. ليس العلم التكلف والتشديد وترك ما يسر الله من الرخص لا العلم الامتثال قال الله قال الرسول الامتثال بما شرع الله طاعة الله ورسوله وليس العلم التكلف متعاطي الحرج والشدة ولكن يعمل بما اوجب الله وينتهي عما حرم الله ويقبل رخص الله التي يسرها فيها سبحانه على عباده يسروا ولا تعسروا ويقول النبي صلى الله عليه وسلم من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين من علامات السعادة وان الله راد بالعبد خيرا ان يفقه في الدين ويتعلم ويتبصر هذا من علامات الخير ومن علامات الشر الاعراض والغفلة والجهل نسأل الله السلامة ويقول صلى الله عليه وسلم لا حسد يعني غبطة الا في اثنتين. هذا حسد غبطة. اذا احد يغبط ويتمنى الاسلام مثله الا في اثنتين احداهما رجل اعطاه الله مالا فسلطه على انفاقه في الحق في الحق والاحسان فيه الى الناس هذا يغبط بهذا الخير العظيم والثاني اتاه الحكمة من الفقه في الدين هو يقضي بها ويعلمها الناس هل يربط ايضا واللفظ الاخر قد اعطاه الله القرآن الليل وانا عن النهار اتاه الله الحكمة هو يقضي بها ويعلمها فمن رزقه الله المال الطيب وانفق من وجوه الخير فهو مغبوط ثم رزقه الله العلم بالهاء النافع والبصيرة ومن يعمل بذلك هو المغضوب ومن حديث ثاني يقول صلى الله عليه وسلم مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل الغيث مطر اصاب ارضا بل كان منها طائفة طيبة قبلت الماء فانبتت الكلى والعشب الكثير. وكانت من الاجادل يعني اراضي منخفضة امسكت الماء لكنها امسكت حتى نفع الله بالناس وشربوا وسقوا وشرعوا واصاب طائفة اخرى انما فقيعان لا تمسكوا مائ ولا تلبسوا كلاء هذي احوال الناس مع مع الدين هذي احوالهم مع العلم الذي جاء في الرسول صلى الله عليه وسلم قسما منه تفقهوا في الدين وتعلموا وتبصروا ونفعوا الناس وعلموهم وافتوهم ودرسوهم وقسم حفظه نقلوا العلم وحفظوه نقلوا القرآن وحفظوه حفظوا العلم وبلغوه الناس. ما كان عندهم الفقه الكامل لكن عندهم التبليغ والبيان والحفظ فالاولون مثل الارض الطيبة التي قبلت منها والثاني مثل الارض التي امسكت الماء. يعني حفظوا القرآن حفظوا الحديث ونقاله للناس وعلموه الناس لكن عندهم ساعة الفقه فيه ما فيه من العلم توصيل الناس وغالب الناس مثل قيام غالب الخلق لهم المثل الثالث قيعا لا تمسكوا مالا ولا تنبتوا كذا يعني معرضون غافلون ما عندهم لا علم ولا عمل. اكثر الخلق لا عندهم علم لا يعلمونها الناس ولا يعملون به معرضون غافلون فلا علم ولا عمل كالقيعان التي لا تمسك ماء ولا تنبت كلئا نسأل الله السلامة هذا مثل عظيم ضربه النبي صلى الله عليه وسلم المسلمين المتلقي بالدين والعاملين به والمعجزين عنه وفق الله