واذكر ايها النبي حين قال ابراهيم عليه السلام يا ربي ارني ببصري كيف يكون احياء الموتى قال الله قال له الله اولا تؤمن بهذا الامر قال ابراهيم بلى قد امنت قال اولم تؤمن؟ قال بلى ولكن ليطمئن قلبي قال فخذ اربعة من الطير فصرهن اليك ثم اجعل على كل جبل منهن جزءا ثم ادعهن يأتينك سعيا واعلم ان الله عزيز حكيم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين اما بعد قال تعالى واذ قال ابراهيم ربي ارني كيف تحيي الموتى ولكن زيادة في طمأنينة ولكن زيادة في طمأنينة قلبي فامره الله وقال له خذ اربعة من الطير صل فاضمهن اليك وقطعهن فقطعهن ثم اجعل على كل جبل من الجبال التي حولك جزءا منهن ثم نادهن يأتينك سعيا مسرعات قد عادت اليهن الحياة واعلم يا ابراهيم ان الله عزيز في ملكه حكيم في امره وشرعه وخلقه اذا في هذه الاية الكريمة بيان ان ابراهيم عليه السلام اراد التقدم في الايمان والترقي في امر الايمان ونحن نذكر ابراهيم عليه السلام في صلاتنا في كل صلاة في التشهد حتى يسترسل الانسان طريقة ابراهيم ويزداد في الطاعة والعمل. وابراهيم هو الذي وفى وهو الذي امتثل امر الله تعالى وربنا لما عدد الانبياء في سورة الانعام قال اولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتدي مثل الذين ينفقون اموالهم في سبيل الله كمثل حبة انبت السبعة نابل في كل سنبلة مئة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم مثل ثواب المؤمنين الذين ينفقون اموالهم في سبيل الله كمثل حبة يضعها الزارع في ارض طيبة فتنبت سبع سنابل في كل سنبلة في كل سنبلة منها مائة حبة والله يضاعف الثواب لمن يشاء من عباده فيعطيهم اجرهم دون حساب والله واسع الفضل والعطاء عليم بمن يستحق المضاعفة. اذا هذه الاية الكريمة في هذا الجزء. الجزء الثالث ذكر فيه امر. النفقة والانفاق والصدقة في ايات عديدة منها هذه الاية وبعدها ايات وفي اخر اية من هذا الجزء الثالث لن تنال البر حتى تنفقوا مما تحبون وفي اول السورة ايضا جاء ذكر النفقة في سبيل الله في اول سورة البقرة في الصفحة الاولى ومر الكلام على ان سعادة المرء في الاخلاص في الله والاحسان لعبيد الله تعالى وان الصدقة تدل على صدق ايمان العبد وهذه الاية الكريمة تدل على مضاعفة الاجر والثواب. مثل الذين ينفقون اموالهم في سبيل الله كمثل حبة انبتت سبعة سنابل في كل سنبلة مئة حبة والله يضاعف لمن يشاء. والله واسع ربنا يضاعف على قدر نفع هذه الصدقة على قدر الاخلاص على عظم النية النية ايها الاخوة تجارات العلماء كما قال الامام احمد ابن حنبل فعلى الانسان ان يعظم امر النية في عمله حتى يعظم له الثواب ثم بين ربنا صفة هؤلاء فقال الذين ينفقون اموالهم في سبيل الله ثم لا يتبعون ما انفقوا من ولا اذى لهم اجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون قال هنا الذين يبذلون اموالهم في طاعة الله ومرضاته ثم لا يتبعون بذلهم بما يبطل ثوابه من المن على الناس بالقول او الفعل لهم ثوابهم عند ربهم ولا خوف عليهم فيما يستقبلونه ولا هم يحزنون على ما مضى لعظم نعيمهم اذا ربنا لما ذكر امر النفقة ذكر الحال الذي فيه عليها حال المنفق قال الذين ينفقون اموالهم في سبيل الله ثم لا يتبعون ما انفقوا منا ولا اذى اي انهم يؤتون ما اتوا وقلوبهم وجلة انهم الى ربهم راجعون ولا يفضحون الذي يعطونه المال حتى لا يؤذونه. ويعلمون انهم ان الله قد من عليهم بان ملكهم المال وان الله قد من عليهم بانهم ينفقون هذا المال في سبيله وفي وجهه وان الله من عليهم حينما يعطيهم الاجر والثواب ثم بين ربنا اجر من جمع بين الاحسان القولي والاحسان الفعلي. والاحسان الفعلي والقول لهما اثر عظيم في النفوس. فقال تعالى قول معروف ومغفرة خير من صدقة يتبعها اذى والله غني حليم قول كريم تدخل به السرور على قلب مؤمن وعفو عمن اساء اليك افضل من صدقة يتبعها ايذاء بالمن على المتصدق عليه والله غني عن عباده حليم لا يعادلهم بالعقوبة اذا ينبغي على الانسان ان يكثر من فعل الخير وقول الخير وليحذر الانسان ان يؤذي احد فالانسان اذا كسر عظمه ينجبر بالعلاج اما كثر الخواطر فهذا امر صعب وتأمل الى ختم الاية والله غني حليم. يعني الله جل جلاله هو الغني وينبغي على الانسان ان لا يؤذي الاخرين يا ايها الذين امنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والاذى كالذي ينفق ما له رئاء الناس ولا يؤمن بالله واليوم الاخر فمثله كمثل صفوان عليه تراب فاصابه وابل فتركه صلبا لا يقدرون على شيء مما كسبوا والله لا يهدي القوم الكافرين يا ايها الذين امنوا بالله واتبعوا رسوله لا تفسدوا ثواب صدقاتكم بالمن على المتصدق عليه وايذائه فان مثل من يفعل ذلك مثل الذي يبذل امواله بقصد ان يراه الناس ويمدحوه وهو كافر لا يؤمن بالله ولا بيوم القيامة وما فيه من ثواب وعقاب. فمثل هذا مثل حجر املس فوقه تراب فاصاب ذلك الحجر مطر غزير فاذاح التراب عن الحجر وتركه املس لا شيء عليه فكذلك المراؤون يذهب ثواب اعمالهم ونفاقهم ولا يبقى منها عند الله شيء والله لا يهدي الكافرين الى ما يرضيه تعالى وينفعهم في اعمالهم ونفقات اقول اخي الكريم هذه الاية عظيمة وقد جاءت بسياق متسق فجاء الامر الاول ببيان عظم النفقة ثم حال المنفق ثم انه يجمع مع الاحسان القوي الاحسان مع الاحسان الفعل احسان قوله ثم نهاهم عن الاذية ثم بين ان الذي لا يقصد وجه الله بحيث يؤذي من يتصدق عليه او يفعل هذا مراة للناس فهو لا ينتفع من عمله بل انه يأثم بعمله هذا من فوائد الايات مراتب الايمان بالله ومنازل اليقين به متفاوتة لا حد لها وكلما زاد العبد نظرا في ايات الله الشرعية والكونية زاد ايمانا ويقينا اذا ينبغي على الايمان ينبغي على الانسان ان يقدم العمل والتدبر حتى يزداد ايمانه ويزداد يقينه بعث الله تعالى للخلق بعد موتهم دليل ظاهر على كمال قدرته وتمام عظمته سبحانه فالخلق يدل على العظمة والاعادة تدل على العظمة ولذا نحن نحمد الله سبحانه وتعالى على البدء وعلى المعاد فضل الانفاق في سبيل الله وعظم ثوابه اذا صاحبته النية الصالحة ولم يلحقه اذى ولا منة محبطا للعمل من احسن ما يقدمه المرء للناس حسن الخلق من قول وفعل حسن. وعفو عن مسلم. ايضا من الخلق الحسن ان الانسان يعفو عن المسيئين هذا وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته