وينظر عن شماله فلا يرى الا ما قدم ويضر تلقاء وجهه فلا يرى الا النار فاتقوا النار ولو بشق تمرة اتقوا النار ولو بشق تمرة فمن لم يجد فبكلمة طيبة الحفظة يكتبون اعمالك خيرها وشرها ثم اوفيكم اياها جزاء الحزن وجزاء القبيح فمن وجد خيرا يعني في صحيفته وفي ميزانه وفي جزاءه فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن الا نفسه الحديث السادس عشر عن ابي مسعود نقبة ابن عمر الانصاري البدري رضي الله عنه قال لما نزلت اية الصدقة كنا نحامل على ظهورنا فجاء رجل فتصدق بشيء كثير فقالوا مراء وجاء رجل اخذ فتصدق بصاع فقالوا ان الله لغني عن صاع هذا. فنزلت الذين يلمزون المتطوعين من المؤمنين في الصدقات والذين لا يجدون الا جهدهم. متفق عليه هذا لفظ البخاري السابع عشر عن سعيد بن عبدالعزيز عن ربيعة بن يزيد عن ابي ادريس الخولاني عن ابي ذر جندب ابن جنادة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يروي عن الله تبارك وتعالى انه قال يا عبادي اني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا. يا عبادي كلكم ضال الا من هديته فاستهدوني اهدكم يا عبادي كلكم جائع الا من اطعمته فاستطعموني اطعمكم. يا عبادي كلكم عار الا من كسوته فاستكسوني يكسكم. يا عبادي انكم تخطئون بالليل والنهار. وانا اغفر الذنوب جميعا. فاستغفروا اني اغفر لكم يا عبادي انكم لن تبلغوا ضري فتضروني. ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني. يا عباد لو ان اولكم واخركم وانسكم وجنكم كانوا على اتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكه شيئا يا عبادي لو ان اولكم واخركم وانسكم وجنكم كانوا على افجر قلب رجل واحد منكم ما نقص ذلك من من ملكي شيئا يا عبادي لو ان اولكم واخركم وانسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد. فسألوني فاعطيت كل انسان مسألته ما نقص ذلك مما عندي الا كما ينقص المخيط اذا ادخل البحر يا عبادي انما هي اعمالكم احصيها لكم. ثم اوفيكم اياها. فمن وجد خيرا فليحمد الله. ومن وجد غير ذلك فلا يلومن الا نفسه قال سعيد كان ابو ادريس اذا حدث بهذا الحديث جفى على ركبتيه. رواه مسلم. او روينا عن الامام احمد بن رحمه الله قال ليس لاهل الشام حديث اشرف من هذا الحديث بالله التوفيق. بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله. وعلى اله واصحابه ومن اهتدى بهداه. اما بعد فبعد عن الحديث ان يتعلقان بالمجاهدة ايضا باعمال الخير وعدم التكاسل والضعف ينبغي للمؤمن دائما ان يجاهد نفسه في اعمال الخير وان يتحمل لذلك ما لا مشقة فيه ينافسوا بالخيرات ويسارع الى الطاعات ولا سمعة بل عن اخلاص وصدق ورغبة فيما عند الله هكذا المؤمن كما قال تعالى والذين جاهدوا فينا لنهديننا وسبلنا وان الله لمع المحسنين قال جل وعلا ان الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون يقول عليه ابو مسعود رضي الله عنه لما امر الله بالصدقة وحث عليها النبي صلى الله عليه وسلم كان الرجل يحامل يعني يذهب الى السوق يحمل على ظهره الكيس او الكيسين او الباب او الخشب او بالاجرة هذه الصدقة يذهبون يحاملون على ظهورهم حتى يتصدقوا انما عندهم مال يعمل بيحمل لهذا متاع لهذا باب لهذا خشب لهذا كيس طعام لهذا كذا ويعطوه اجرة هذه الاجرة يتصدق منها فجاء رجل بمال كثير فتصدق به فقال المنافقون هذا مرائي ثم جاء انسان بقليل صاع فقالوا ان الله غني عن صدقة هذا يعني الصعب ما له قيمة فانزل الله بهذا قوله تعالى الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين الصدقات والذين لا يجدون الا جودهم سخر الله فيسر منهم سخر الله منهم ولهم عذاب اليم. توعدهم بالعذاب المصدق وان تصدق بشق تمرة ما يسخر به ولا يقال هذا قليل المهم الصدقة والاخلاص والصدق يقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح ما منكم من احد الا سيكلمه ربه ليس بينه وبينه ترجمان فيقول فينظر عن يمينه فلا يرى الا ما قدم اخرجه الشيخان البخاري ومسلم في الصحيحين سق تمرة اي كما حصل شيء يقول امنعك الله الله يغنيك يسأل الله امرك وما اشبه ذلك كلام طيب صحيح البخاري عن عائشة رضي الله عنها قالت جاءت امرأة تشحذ ومعه ابنتان فلم اجد في البيت الا ثلاث تمرات فدفعتها اليها فدفعت الى كل بنت من بدعها تمرة ورفعت الثالثة لتأكلها فاستطعمتها ابنتها التمرة الثالثة فشقتها بينهما نصفين ولم تأكل شيئا قالت فاعجبني شأنها فلما جاء النبي صلى الله عليه وسلم اخبرته بما صنعت المرأة قال ان الله اوجب لها بها الجنة بهذه الرحمة شقت التمرة بينهما ولم تكن شيئا اعطتهم اول تمرة تمرة ثم رفعت الثالثة لتأكلها استطعمتها ابنتها التمرة الثالثة شقتها بينهما والمقصود من هذا ان الانسان يتصدق ولا يحقر الصدقة لا يحقر الصدقة ولو بالقليل درهم درهمين ثلاثة تمرة تمرتين على حسب حال الفقير الفقير كل شي ينفعه ولو قليل فاذا اعطاه زيت تمرة والاخر تمرة والثالث تمرة والرابع تمرة تجمعت صارت خيرا كثير واذا اعطاه هذا درهم وهذا درهم وهذا درهمين وهذا تجمعت ونفعته المصيبة عدم العطاء عدم الجود عدم الصدقة هذي مصيبة والحديث الثاني حديث ابي ذر الطويل وهو حديث عظيم حديث قدسي رواه مسلم في صحيحه ان النبي صلى الله عليه وسلم انه قال يقول الله جل وعلا يا عبادي اني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا حرم الله على نفسه يقول سبحانه ان الله لا يظلم مثقال ذرة وان تكف حسنة يضاعفها ويؤتي من لدنه اجرا عظيما فالله سبحانه حرم على نفسه الظلم وليس بظلام لعباده وهو الحكم العدل جل وعلا ولهذا يقول يا عبادي اني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا ويقول صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع في خطبته لما خطبها الناس في عرفات وفي يوم النحر ان دماءكم واموالكم واعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهر كم هذا في بلدكم هذا ويقول كل المسلم على مسلم حرام دمه وماله وعرضه يقول جل وعلا يا عبادي كلكم ضال الا من هديته فاستهدوني اهدهم مسكين العبد على خطر ولا هداية له الا باذن الله ومشيئته جل وعلا كلكم ضال الا من هديته فاستهدوني اهدكم يا عبادي كلكم جائع الا من اطعمته فاستطعموني اطعمكم يا عبادي كلكم عار الا من كسوته فاستكسوني اكسوكم يا عبادي انكم تخطئون بالليل والنهار وانا اغفر الذنوب جميعا فاستغفروني اغفر لكم يا عبادي انكم لن تبلغوا ظري فتظروني ولن تبلغوا هو النافع الله سبحانه العباد ما يستطيعون شيء لا ينفعون ولا يظرون الا باذن الله فهو النافع الضار فعليه التكال وعليه الاعتماد وانت يا عبد الله تأخذ بالاسباب اسباب النفع واسباب عدم الضرر وتحذر الا تضر احدا ان تكون نافعا لا ضارة فانت مسئول يا عبادي لو ان اهو لكم واخركم وانسكم وجنكم كانوا على اتقى قلب رجل واحد منهم. ما زاد ذلك في الملك شيئا ملكه كامل ما يحتاج الى احد يزيده انما امره اذا اراد شيئا ان يغفر له كن فيكون سبحانه وتعالى يا عبادي لو ان اواكم واخركم وانسكم وجنكم كانوا على افجر قلب رجل ما نقص من الخشية لو كفروا كلهم ما يضرون انفسهم لو كفر الناس كلهم ما ضروا الا انفسهم والله لا يظرهم شيء سبحانه وتعالى ولا ينقص ملكه يا عبادي لو ان اولكم واخركم وانسكم وجنكم قاموا بصعيد واحد يعني في مكان واحد فسألوني فاعطيته كل انسان مسألته ما نقص لك من ملكي شيء الا كما ينقص المخيط اذا ادخل البحر لو اجتمع الخلائق من اوله لاخرهم هذا يطلب بيت وهذا يطلب عبد وهذي نطلب زوجها وهذا يطلب مليون ريال وهذا يطلب مئة الف ريال وهذا يطلب ملايين وهذا يطلب كذا واعطاهم كلهم ما نقص من كل شيء سبحان الله ملكه كامل لا ينقصه شيء يا عبادي انما هي اعمالكم احصيها لكم ثم اوفهم اياها هذه النتيجة وهذا امر مهم انما هي اعمالكم يعني خيرها وشرها احصيها لكم لو يعلمها جل وعلا والملائكة تكتب ايضا هو المفرط والذي اضاع اخرجه مسلم في الصحيح الى رحمه الله انه ليس لاهل الشام حديث اعظم من هذا هذا من رواية اهل الشام عن ابي ذر لان الحديث اقسم منه مدني ومنهم المصري ومنهم الشامي ومنهم العراقي ومنهم المدني ومنهم المكي على حسب الرواة اذا كان الرواد مكيون قيل الهدي المكي اذا كان الرواة المصريين قيل مصري واذا وكان الرواة مدنيين مدنيين. واذا كان الرواة من سكان الشام قيل شامية وهكذا فالمقصود ان حديث عظيم حديث المرسلين طويل عظيم فيه عبر وفيه عظات وذكرى فينبغي المؤمن ان يستفيد من هذه الكلمات العظيمة من رب العالمين والتوجيهات العظيمة من رب العالمين فليعمل وليكدح وليجتهد فليسأل ربه التوفيق والقبول وليعلم ان عمله له ان احسنتم احسنتم لانفسكم وان اسأتم فلا حرج من عمل صالحا في نفسه ومن اساء فعليها عملك الطيب لك وعملك الخبيث عليك لا تضر الا نفسك وان ظررت غيرك حمبلت ايضا اوزارا مع سيئاته الخاصة اذا ظلمت غيرك واسأت الى غيرك حملت اوزانا ايضا بسبب تعديك وظلمك وفق الله الجميع