شعر اللحية فقال اكان في رأس رسول الله شيب؟ يعني هل كان في رأسه شيب فاجابه جابر بقوله لم يكن في في رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم شيب بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين اما بعد مجلسنا هذا اليوم هو الرابع والاربعون ومع الحديث الرابع والاربعين بالسند المتصل الى الترمذي في الشمائل قال حدثنا احمد بن منيع قال حدثنا سريج بن النعمان قال حدثنا حماد بن سلمة عن سماك بن حرب قال قيل لجابر ابن سمرة اكان في رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم شيب قال لم يكن في رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم شيب الا شعرات في مفرق رأسه اذا ادهن واراهن الدهن هكذا ختم الترمذي هذا الباب بهذا الحديث واحمد بن منيع هو احمد بن منيع بن عبدالرحمن ابو جعفر البغوي الاصم نزيل بغداد ابن عم اسحاق ابن ابراهيم ابن عبدالرحمن البغوي ولد عام ستين ومئة وتوفي عام اربع واربعين ومئتين وهو من الطبقة العاشرة وهم كبار الاخذين عن تبع الاتباع روى له البخاري ومسلم وابو داوود والترمذي والنسائي وابن ماجح قال فيه الحافظ الذهبي في الكاشف الحافظ صاحب المسند. اما ابن حجر فقال عنها في التقريب ثقة حافظ ومعروف ان احمد ابن المنيع صاحب احد المسانيد التي هي في كتاب المطالب العالية للحافظ ابن حجر قال حدثنا سريج بن النعمان وهو سري بن النعمان بن مروان الجوهري اللؤلؤي ابو الحسين ويقال له ابو الحسن البغدادي اصله من خراسان من الطبقة العاشرة وهم كبار الاخرين عن تبع الاتباع توفي عام سبعة عشرة ومئتين خرج له البخاري وابو داوود والترمذي والنسائي وابن ماجح قال عنه الذهبي في الكاشف ثقة عالم وقال عنه الحافظ ابن حجر في التغريب ثقة يهم قليلا قال حدثنا حماد بن سلمة وهو حماد بن سلمة بن دينار البصري. ابو سلمة بن ابي صخرة مولى ربيعة ابن حنظلة من بني تميم ويقال مولى قريش وهو من الطبقة الثامنة وهم الوسطى من اتباع التابعين توفي عام سبع وستين ومئة خرج له البخاري تعليقا ومسلم انتقى من صحيح حديثه مما رواه عن خاله ثابت بن اسلم البلاني وخرج له ابو داوود والترمذي والنسائي وابن ماجه قال عنه الامام الذهبي الامام احد الاعلام ثم قال هو ثقة صدوق يغلط وليس في قوة مالك اما الحافظ ابن حجر فقال ثقة عابد اثبتوا الناس في ثابت وتغير حفظه باخرى وقد تناولت الكلام عليه في كتابي اثر اختلاف الاسانيد والمتون في اختلاف الفقهاء فليراجع لمن اراد او استحب التوسع في ترجمتهم قال حدثنا حماد بن سلمة وحماد قال عن سمات ابن حرب وسمات هو سمات ابن حرب ابن اوس ابن خالد ابن نزار ابن معاوية الدهلي البكري ابو المغيرة الكوفي اخو محمد بن حرب وابراهيم ابن حرب وهو من الطبقة الرابعة طبقتان الوسطى من التابعين توفي عام ثلاث وعشرين ومئة اخرج له البخاري تعليقا ومسلم انتقاء وابو داوود والترمذي والنسائي وابن ماجة. قال الذهبي في الكاشف ثقة ساء حفظه احد علماء الكوفة وقال عنه الحافظ ابن حجر صدوق وروايته عن عكرمة خاصة المضطربة. وقد وقد تغير باثر فكان ربما تلقب عن سماء اكثر كذا قال قال قيل لجابر بن سمرة وهو جابر بن سمر بن جنادة ويقال بن عمرو بن جندب بن حجير بن رئاب السوائي يكنى بابي عبد الله ويقال له ابو خالد العامري وهو صحابي توفي بعد السبعين وحديثه في الكتب الستة وهو صحابي جليل قيل لجابر بن سمرة اكان في رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم شيب قال لم يكن في رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم شيب الا شعرات في مفرق رأسه اذا ادهن واراهن الدهن وهذا الحديث ظاهر فيما فيه وهذا الحديث اخرجه البغوي في شرح السنة برقم ثلاثة الاف وست مئة واربع وخمسين من طريق الترمذي في الشمال وقال عقبه هذا حديث صحيح اخرجه مسلم عن محمد ابن مثنى عن ابي داود عن شئبة عن سماك اذا البغوي حكم على الخبر بالصحة واشار الى ان مسلما قد خرجه وهذا من فوائد مؤلفات البغوي. واسند الحديث كذلك البغوي في كتابه الانوار في شمائل النبي المختار صلى الله عليه وسلم ورغمه في الانوار مئة وثلاث وسبعين. وقال عقبه صحيح. وهذا من فوائد هذا المؤلف الكبير وقلنا بان الترمذي قد ختم هذا الباب بهذا الحديث والسؤال هنا في شعر الرأس وليس فيما يتعلق الا شعارات في مفرق رأسه ومعلوم ايها الاخوة ان مفرق الرأس هو وسط الرأس ومعلوم ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يحب السدل او الامر ثم فرق وحديث جابر هذا هو تماما مع ما سبق من قول انس انما كان البياض في عنفقته وفي الصبغين وفي الرأس نبز اي شيء يسير جدا فحديث جابر بن سمرة شاهد لحديث انس وحديث انس شاهد لهذا في ان الشيب في شعر النبي كان قليلا واما قول جابر هنا حينما قال اذا ادهن واراهن الدهن يعني من قلتهن انه اذا دهن رأسه بزيت او طيب دهني او نحو ذلك لم يتبين الشيب بل يختفي مع الدهن والطب الصحابي هنا ينقل عن شيب النبي صلى الله عليه وسلم في مفرق رأسه وهذا يدل على ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يحسر عن رأسه احيانا ويدل على محبة الصحابة للنبي فانهم كانوا يهتمون بالنظر اليه ولا شك ان النظر الى من يقتدى به عبادة اذا كان لاجل الاقتداء فكان الصحابة ينظرون الى النبي محبة وتعظيما واقتداء لاجل ان يتابعوه في كل شيء حتى في سنن الزوائد والشيب ايها الاخوة هو يعني نذير من النذر فيشعر صاحبه بذنوب الاجل ولابن ابي الدنيا كتاب في هذا الباب سماه العمر والشيب وساق فيه مما ساقه قول القائل الا فامهد لنفسك قبل موت فان الشيب تمهيد الحمام وقد جد الرحيل فكن مجدا بحط الرحل في دار المقام واقوم اقوى من هذا ما جاء في سورة فاطر وسور القرآن كلها عظيمة وفيها قوامع القلوب وسورة فاطر فيها الكلام عن اهل العلم وفيها الكلام عن القرآن ومما جاء فيها وقال الذين كفروا بما جاء فيها والذين كفروا لهم نار جهنم لا يقضى عليهم فيموتوا. ولا يخفف عنهم من عذابها كذلك نجزي كل كفور وهم يصطلحون فيها ربنا اخرجنا نعمل صالحا غير الذي كنا نعمل يأتيهم الجواب اولم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر وجاءكم النذير فذوقوا فما للظالمين من نصير اية عظيمة وفيها تخويف شديد وكنا في صباح اليوم مع اخواننا طلاب المقرأة الذين تذاكروا جميعا القرآن والحديث ورأينا احد الشباب حاولنا ان ننصحه غضب اول الامر ثم لان قلبه بعد ذلك فعاب علي من حولي لانني قد تكلمت معهم علما انني تكلمت برفق وبيسر. فقلت لهم لا بد ان نؤدي حق الله وجاءكم النذير فلابد ان نؤدي النذار وهذه الاية اولا نعمركم كناية عن المدة التي عاشوها في الحياة الدنيا التي كان باستطاعتهم ان يعلنوا ايمانهم وتوبتهم واسلامهم في ساعة واحدة منها لينقذوا انفسهم من الخلود في عذاب النار فمعنى الاية هكذا الخطاب اولم نطل عمركم زمانا ما كافيا لان يتذكر فيه تذكرا نافعا ان من قد تذكر فعلا منكم فيتوب الى ربه ويؤمن به ويعلن اسلامه له ومعلوم ايها الاخوة ان كل واحد منهم قد اطال الله عمره بحسبه وقد تذكر فعلا تذكرا ذهنيا الا انه لم يستجب لما دعاه اليه تذكره. فلم يؤمن ولم يسلم ولم يعمل عملا صالحا يصدق به صحة ايمانه واسلامه فقال تعالى ما يتذكر فلفظ ما هنا هو فيما يظهر لنا انه نكرة موصوفة بجملة يتذكر فيه من تذكر والتقدير اولم نعمركم عمرا ما يتذكر فيه تذكرا نافعا يتوب فيه الى ربه فيؤمن ويسلم من تذكر فعلا وكل منكم قد حصل في ذهنه هذا التذكر لكنه لم يستجب لداعيه. فالمراد بالفعل يتذكر اي اثر التذكر في الايمان والاسلام والسلوك والاحسان والمراد بفعل تذكر بيان ان كل من عمره الله منهم عمرا ما جعله فيه ممتحنا مكلفا مسؤولا ووضعه فيه موضع المحاسبة والجزاء والقصاص فلا بد ان يكون قد تذكر فعلا ما يجب عليه من الايمان بربه والاسلام له والتعبير عن صحة ايمانه واسلامه في سلوكه بعمل صالح فاذا لم يفعل ذلك على الرغم من تذكره فقد استحق بالعدل الخلود في عذاب النار. لانه لو استمر خالدا في الحياة الدنيا لبقي جاحدا كفورا ابدا اذا اية عظيمة وتأملوا وجاءكم النذير. وانا اتيت بهذه الاية في هذا الموضع لان بعضهم فسر النذير بالشيب. فالشيب ينذر بان العمر يسير وان كان الارجح تفسيرها بالرسول والقرآن هذا هو الارجح دل عليها قوله عز وجل خطابا لهم وجاءكم النذير اي ومع حصول تذكركم لما يجب عليكم تجاه ربكم فقد جاءكم النذير والنذير هنا امران الاول الرسول الذي انذركم بعذاب ربكم يوم الدين الثاني كتاب ربكم الذي جاء فيه انذار من الله للكافرين الجاحدين المجرمين بعذاب خالد في نار جهنم فلا عذر لكم تعتذرون به وقد كنتم على علم كاف بما انتم فيه الان من عذاب اليم اذ كنتم في رحلة امتحانكم في الحياة الدنيا عالمين جاحدين ولذا جاء بعد هذه الاية حينما اقام الله الحجة عليهم في التذكر والرسالة والقرآن والذين جاءوا مبلغين رسالة الرسول وجاؤوا بمذكرين بايات القرآن قال تعالى فذوقوا فما للظالمين من نصير اي فذوقوا استمرارية عذاب النار فما لكم من نصير ينصركم فيخرجكم من هذا العذاب لانكم من الظالمين والقاعدة الربانية العامة من قواعد جزائه بالعدل انه لا يوجد للظالمين امام عدل الله وتنفيذ قضائه بالعدل من نصير ينصره في رفع عنهم ما قضى الله به عليهم اذا هذا الشيب الذي جعله الله تعالى وقارا للرجل الكبير امتحان واختبار وفيه تذكر بدنو الاجل ولا في هل يصبغه الانسان لا يصبغه الانسان اقتداء بالنبي بل يصبغه الانسان فيما يتعلق بالمخالفة كما جاء الامر به. ولذا هذا الحديث الذي نحن بصدده ومن ضمن ادلة من قال بان النبي صلى الله عليه وسلم كان يعني من ضمن ادلة مسألة في صبغ النبي صلى الله عليه وسلم لشعره فقد اختلف في كونه صلى الله عليه وسلم خضب شعره ام لا قال ابن القيم واختلف الصحابة في خطابه فقال انس لم يخطب وقال ابو هريرة خطب وقد روى حماد بن سلمة عن حميد عن انس قال رأيت شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم مخطوبة وقال حماد واخبرني عبد الله بن محمد بن عقيق قال رأيت شعر رسول الله صلى الله وسلم يعني قال حماد واخبرني عبد الله بن محمد بن عقيل قال رأيت شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم عند انس بن مالك المخضوب وقالت طائفة كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مما يكثر الطيب قد احمر شعره فكان يظن مخضوبا ولم يخضب وقال ابو رمثة كما في الحديث السابق اتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم مع ابن لي فقال اهذا ابنك؟ قلت نعم اشهد به فقال لا تجني عليه ولا يجني عليه. قال ورأيت الشيب احمر قال الترمذي هذا احسن شيء روي في هذا الباب وافسره لان الروايات الصحيحة ان النبي صلى الله عليه وسلم لم يبلغ الشيب قال حماد بن سلمة عن سمات الباب قيل لجابر بن سمر اكان في رأس النبي صلى الله عليه وسلم شيب؟ قال لم يكن في رأسه شيب الا شعرات في مفرق رأسه اذا ادهن وراهن الدهن. هذا في زاد المعاد اما استحضار التأسي بالنبي صلى الله عليه وسلم في الصبغ مع عدم وجود الشيب فلا يصبغ الانسان شعره مع عدم وجود الشيء. احفظها قاعدة اخي الكريم واياك ان تصبغ شعرك وليس فيه شيء وصبغ الشعر الوارد الامر به في السنة ليس مقصودا لذاته انما المقصود منه تغيير الشيب ومخالفة اليهود والنصارى في ذلك. في حديث النبي صلى الله عليه وسلم غيروا الشيب ولا تتشبهوا باليهود. رواه النسائي وهو ايضا في جامع ترمذي وعند مسلم ان النبي صلى الله عليه وسلم لما رأى الشيب في شعر والد ابي بكر قال غيروا هذا الشيب وفي صحيح البخاري ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان اليهود لا يصبغون فخالفوهم وعلى هذا فان الصبغ من غير وجود الشيب ليس سنة ولا تأسيا بالنبي صلى الله عليه وسلم لعدم وجود مقتضيه ولعدم تحقق المصلحة الشرعية الحاصلة بهذا الصنو نسأل الله العظيم رب العرش الكريم ان يجعلنا نعتبر بايات الله التي في اجسامنا والتي هي من حولنا ونسأل الله العظيم ان يرزقنا شكرها. نحن والله لا نستطيع ان نؤدي شكر نعم الله تعالى تامة. لكن نسأل الله تعالى ان يرزقنا الشكر والعمل بالشكر والعمل على الزيادة في شكر نعم الله تعالى لانه ما من نعمة الا ويجب شكرها فاذا شكرنا الله فهي نعمة تتجدد توجب علينا اداء شكر الله على هذه النعمة هذا وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا نبينا محمد