قال رحمه الله فليجزم عقده بان العالم محدث وله صانع وهو الله الواحد والواحد الشيء الذي لا ينقسم ولا يشبه بوجه والله تعالى قديم لا ابتداء لوجوده وحقيقته تعالى مخالفة لسائر الحقائق. نعم من هنا الى اخر المتن هي سرد لجمل في العقائد ساقها المصنف بناء على ان العقيدة التي لا يكتفى فيها بالتقليد الذي صاحبه شك او وهم بل لا بد فيها من استقرار لابد ان يعقد المكلف عقيدة قلبه على الجمل الاتي ذكرها ذكرها الى اخر المتن والجمل الاتية منها ما هو محل رفاق ومنها ما هو محل خلاف فلما عطف بعضها على بعض سرد الحديث وساق جملة من مسائل اصول الدين. ولا احسب ان ابن السبكي رحمه الله سبق الى هذا في كتب وصول بايراد جمل العقائد على هذا النحو فان بابها كتب العقيدة ومظنتها ايظا وبحثها والنظر فيها هناك فلا وجه لايرادها لكنه كما ذكر في خاتمة المتن اراده ان يكون جمعا للاصلين اصول الدين واصول الفقه فلما اتجه بهذا المنحى لم يشأ ان يخلي هذا المجموع الذي رآه جامعا لغيره من الكتب يلم فيه شتات ما تفرقا فيه هذه الجمل. فمن هنا الى اخر المتن لن نقف كثيرا عند الجمل. لانها مسائل اعتقاد وبعضها دقيق نظر وكثير الخلاف ومحل جدل كبير في كتب العقائد بسطها خروج عن مقصودنا في درس الاصول. قال رحمه الله فليجز عقده يعني المكلف بان العالم محدث العالم كل ما سوى الله من خلقه فالعالم اجناس وانواع فعالم الانس وعالم الجن وعالم الملائكة وعالم الطير وعالم البحار وعالم الحيوان وعالم النبات ولهذا في الاية الحمد لله رب العالمين فتجمع العوالم على عالمين. والمقصود هنا بقوله محدث الاحداث اخراج الشيء من العدم الى الوجود وتضد المحدث القديم. فوصف الشيء بانه محدث هو وصفه بالعدم السابق قال العقيدة ان العالم محدث خلافا للفلاسفة الدهرية الذين يقولون بقدم العالم ولهذا كفرتهم طوائف المسلمين ومن قال من احاد المتفلسفين المنتسبين للاسلام بقول الفلاسفة حكم بكفره لانها عقيدة بائدة وليست من ما ينسب الى اهل الاسلام في قليل او كثير. قال رحمه الله وله صانع لهذا الخلق بهذا العالم صانع يعني خالق وهو الله اطلاق لفظ الصانع المحدث المبدع الواجب على الذات الالهية هذه من الالفاظ المحدثة التي لم يرد بها اذن في النصوص الشرعية وعامة علماء اهل السنة يقفون من هذه الالفاظ والعبارات موقف تحفظ كونها لم تأتي واردة ومن توسط منهم واستعملها فعلى اعتبارين. الاول مسايرة لاهل الكلام في كلامهم كما يفعله شيخ الاسلام وابن القيم ايضا في مناقشتهم ومجادلتهم ورد حججهم. فيريدون تلك الاصطلاحات ليتنزل الكلام مع القوم على اصطلاحهم وليفهموا مراد الكلام وفق اصطلاحهم ايضا. والاعتبار الثاني المهم ان لا تكون هذه الالفاظ مشتملة على ما يوهم النقص بل تحمل معنى التعظيم والاجلال فاذا استعملوا لفظ الصانع باعتباره لفظا فيه معنى التعظيم ولا يوهم انتقاصا ولا يشعر به بخلاف الالفاظ التي قد توهم النقص ولا تحمل معنى التعظيم مثل العاقل السخي الفطن هذه لا يجوز اطلاقها على الله ولا يستعملونها وسيذكر المصنف في اخر المتن ايضا مسألة توقيفية اسماء الله الحسنى