هذه رسالة وصلت من احد الاخوة المستمعين يسأل حول انتشار بعض الكلام الذي كتبه احدهم حول ما يسمى بالقبوريين الذي قال فيها بان كثيرا من المتحدثين حول الموت وعذاب القبر ونحوه يتسببون في تعطيل مصالح الناس بسبب كثرة ذكر الموت وعذاب القبر وان الاولى عدم ذكرها على الناس كثيرا حتى لا تتعطل مصالحهم. فهل هذا الكلام صحيح بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين الصلاة والسلام على سيد الاولين والاخرين نبينا محمد وعلى اله وصحابته ومن دعا بدعوته واتبع سنته الى يوم الدين وبعد فان كثيرا من الضلالات وارتكاب المحرمات انما يحدث بالغفلة عن الاخرة وتذكرها الانسان اذا احس انه بنعمة غفل عن امر الله الله يقول كلا ان الانسان ليطغى ان رآه استغنى النبي عليه افضل الصلاة والتسليم امر ان يتذكر الانسان رحلته من هذه الدنيا والمولى جل وعلا يقول يا ايها الذين امنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد ولا يتذكر الغد الا والموت بوابة ذلك الغد فذكر هذا الموت والتخويف به يردع النفس الجماحة ذات الغرور عن التمادي في جماحها والذي ينهى عن ذلك انما ينهى عما يحمل الناس على الاستقامة ويدفعهم عن موجبات الغفلة ودواعي الفساد والظلال الناس محتاجون لمن يدفرهم بالله ويخوفهم من عذابه وانذرهم من ساعة انقطاع الامل وانغلاق باب العمل والذي يسلك مسلك الحمل على الغفلة والانشغال بالدنيا عن الاخرة انما يدعو الناس الى ما يضرهم الموت لا يأتي دائما وراء مقدمات واحوال كم من مؤمل اداء اعمال الصالحة فاجأته المنية قبلها كم راسم خطط لمستقبل دنيوي او ديني سوف طغفا فاغترمته المنية مصادفة الاجل ولم يتمكن من التدارك فنسأل الله جل وعلا ان يهدينا سواء السبيل وان يرزقنا تذكر الموت وسكراته والذي يدعو الى الغفلة عنه لا يدعو الى هدى حتى لو عمر الدنيا بان الانشغال انشغالا تاما بعمارة الدنيا داع للغفلة عن امارة الاخرة والدار الاخرة هي دار القرار هي التي امدها لا نهاية له ونعيمها او شقاؤها بالغ الخطورة فنسأل الله ان يهدينا سواء السبيل