حدثنا خلاد قال حدثنا عبد الواحد بن ايمن عن ابيه عن جابر ان امرأة قالت يا رسول الله الا اجعل لك شيئا تقعد عليه فان لي غلاما نجارا قال ان شئت بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين اما بعد قال البخاري علينا وعليه رحمة الله فعملت المنبر اذا يقول البخاري حدثنا خلاد وهو خلاد ابن يحيى بن صفوان. يثنى بابي محمد توفي عام ثلاث عشرة ومئتين وقيل سبع عشرة ومئتين وثاقه الامام احمد وقال الدار فضنيه ثقة اخطأ في حديث واحد كما نقله عنه الحاكم وقال ابو يعلى الخليلي ثقة الامام ولما قلنا هنا ابو يعلى لا بد ان نقيده بالخليلي لان عند الاطلاق اذا قلنا ابو يعلى فيراد ابو يعلى الموصلي فلا بد من تفريق قال حدثنا عبد الواحد بن ايمن وهو القرشي وهو ثقة عن ابيه اللي هو والد عبدالواحد ابنه ايمن وهو ايضا فطر عن جابر وهو جابر ابن عبد الله الصحابي الجليل مثل الصحابة ثمان وسبعين وكان وقت المدينة بعد عبدالله ابن عمر وله خصائص وفضائل ومناقل جليلة ان امرأة قالت يا رسول الله الا اجعل لك شيئا تقعد عليه فان لي غلاما نجارا. قال ان شئت فعملت المنبر وهذا البخاري قد ساق هذا الخبر عقب حديث سهل بن سعد الساعدي. فهذا الحديث شاهد لنا هذا الحديث شاهد بذاك وقلنا في الدرس السابق يوم امس ان فيه استحباب اتخاذ المنبر وان يكون على اليمين من المحراب وقلنا ان فيه مشروعية تعليم الناس وهو على المنبر لرؤيتهم لاننا قد اخذناه من بقية الروايات الواردة في الحديث السابق وقلنا فيه التيأسي بالنبي صلى الله عليه وسلم في عبادته وصلاته وجميع اعماله اعلم وتركن واستعيذ هو الذي يعمل على طريقة النبي صلى الله عليه وسلم. اذا هذا الحديث هو من احاديث باب الاستعاذة بالنجار والصناع في اعواد المنبر والمسجد والمرء حينما يرى هذا الحديث كل انسان يخدم الاسلام بالشيء الذي يستطيع ان يخدم به الدين فكل انسان صاحب عمل ويستطيع ان يعمل اما ذاك الذي لا يعمل ولا يقدم ويعكف على المعاصي فهذا عليه ان يراجع نفسه وان يقرأ قول الله تعالى افأمنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله الا القوم الخاسرون ايها الامن استدراجه تعالى لهم بالنعم ثم اخذه لهم من حيث لا يحتسبون افأمنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله الا القوم الخاسرون كررها اخي الكريم دائما ابدا هذه الاية كررها دائما حينما تحدثك نفسك بالمعصية جربها دائما حينما تتوحل باوحال المعصية ايه هالامن استدراجه تعالى لهم بالنعم ثم اخذه لهم من حيث لا يحتسبون فلا يأمن عقابه تعالى الا القوم الخاسرون الذين خسروا انسانيتهم وخسروا عقولهم فصاروا اجهل من البهائم فاما الاية افأمنوا مكر الله ثم تعالى امهاله واستدراجه لهم بالنعم نكرى لانه في صورة من يمكر بصاحبه ليوقعه في المهلكة فهذه استعارة لطيفة ولذلك كل نعمة مر معنا في الدرس السابق قول ابي سلمة فبحارب سلمة بن دينار كل نعمة لا تقرب الى الله فهي بلية. فالنعم التي بين يديك تستخدمها في المعاصي فهذا من الاستدراج وهذا من مكر الله تعالى للعبد حينما يمده بالقوة وهذا العبد يأتي يجعل هذه القوة في المعصية ولذا تأملوا قول الحسن المؤمن يعمل بطاعة الله وهو مشفق خائف وجن والفاجر يعمل بالمعاصي وهو مطمئن امن. اذا فعلينا ان نراجع انفسنا يا اخوان وان نلحظها غاية اللحظ وان العمل الذي تتلبس به في معصية وتضيع فيه نعمة سيعرض عليك يوم القيامة يوم ينظر المرء ما قدمت يداه ويقول الكافر يا ليتني كنت ترابا من هذا الذي يقول هذا؟ هو الهالك المفرط العاجز وما يمنعه ان يقول ذلك وقد راجع عليه عورات عمله وقد استقبل الرحمن وهو عليه غضبان فتمنى الموت يومئذ ولم يكن في الدنيا شيء اكره عنده من الموت لكنه يتمنى الموتى ولا يناله لانه ما كان يخسر موتى ما كان يخشى ما بعد الموت وتأملوا اخواني قول الله تعالى قل ارأيتم ان اهلكني الله ومن معي او رحمنا فمن يجير الكافرين من عذاب اليم قل هو الرحمن امنا به وعليه توكلنا فستعلمون من هو في ضلال مبين في هاتين الايتين تبيان ان الحياة رحمة بالمؤمنين يتزودون بها فعل الطاعات فعلى الانسان ان يتوكل على الله سبحانه وتعالى وان يعبد الله سبحانه وتعالى حق العبادة عليهم ان يتوكلوا على ربهم بالرحمة الواسعة. فالتوكل على الله بعمل الصالحات وعدم التفريط فيها ثمرة من ثمرات الايمان وتأملوا محمد ابن سيرين لما حضرته الوفاة بكى فقيل له ما يبكيك؟ قال ابكي لتفريطه في الايام الخالية وقلة عملي للجنة العالية وما ينجيني من النار الحامية فعلينا ان ننافس الناس في فعل الطاعات وان نعمل لاجل ان نقدم الخدمة الكبيرة لهذا الدين وابن رجب الحنبلي لهم يقول قال ان لم تستطع منافسة الصالحين في اعمالهم فنافس المذنبين بالاستغفار. فعلى الانسان ان يكثر من الاعمال الصالحة وان يثمر السيئات فانها جراحات وعلى الانسان ان يرقوا نفسه دائما فلا يفرط في الاعمال الصالحة ولذلك نحن ذكرنا بان ذكرنا قديما فيما يتعلق اسباب التفريط في الاعمال الصالحة اهماد الانسان نفسه دون تزكية عدم الوقوف بقوة امام مغريات الحياة عدم رعاية الاداب والمستحبات التي سنها النبي صلى الله عليه وسلم ترك العمل والطاعة الا فيما يوافق وهو الانسان النقص الشديد في شعوره بالمحبة في الله ونظرته لاخوانه شعور الانسان بالثقل والمشقة الشديدة عند قيامه بالطاعات الرضا بوضعه وتلمس الاعذار انسياق الانسان في عمل المكروهات فعلينا ان نحذر يا اخواني وان نستغل كل دقيقة وكل فرصة هذا قلبك الذي ينبض يدق اكثر من مئة الف دقة في الاربع وعشرين ساعة حتى يصل الدم الى الجسم لتكون الحياة في جميع جسم الانسان. فهذه النعم وهذه الطاعات اذكروها ولا تنسوا الا وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته بسم الله