بسم الله الرحمن الرحيم المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان. شرح كتاب التوحيد للامام المجدد محمد بن عبدالوهاب رحمه الله الدرس الخامس والاربعون بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على قائد الغر المحجلين. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين مرحبا بكم ايها الاخوة والاخوات في لقاء مبارك وفي درس من دروس التوحيد للامام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله. ضيف هذا اللقاء هو فضيلة الشيخ صالح ابن فوزان الفوزان عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للافتاء اهلا ومرحبا بالشيخ في هذا الدرس حياكم الله وبارك فيكم. قال المؤلف رحمه الله تعالى باب ما جاء في التطير بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين صلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد التطير هو التشاؤم بالطيور بحركاتها واتجاهاتها يتشائمون بها اذا رأوها حركاتها وانواعها وهذا من امور الجاهلية ومن الشرك بالله عز وجل لان المسلم يعلق قلبه بالله ويعتقد ان ما اصابه لم يكن ليخطئه وما اخطأه لم يكن ليصيبه مع اتخاذ الاسباب الواقية وتجنب الاسباب السيئة والمخاطر هذا مأمور به شرعا والتطير من امور الجاهلية هو التشاؤم بالطيور بحركاتها وتوجهاتها وانواعها يتطيرون بالبومة يتطيرون بانواع من الطيور بالغراب يتطيرون كل هذا من امور الجاهلية والطيور ليس لها من الامر شيء وانما هي مخلوقات مدبرة الواجب على المسلم ان يتوكل على الله عز وجل ولا يتطير ولا يتشائم وانما يتفائل لان التفاؤل حسن ظن بالله عز وجل والتطير سوء ظن بالله وشرك بالله عز وجل. نعم. قال الله تعالى الا ان مطائرهم عند الله ولكن اكثرهم لا يعلمون قال الله سبحانه وتعالى الا انما طائرهم عند الله ولكن اكثرهم لا يعلمون هذا في بني اسرائيل ذكر الله عنهم انهم اذا جاءتهم الحسنة قالوا لنا هذه وان تصبهم سيئة يتطيروا بموسى ومن معه. فيقولون هذه اصابتنا بسببكم يطيرون باهل الخير عن الواجب ان اهل الخير ما يأتي منهم الا خير ولا يظن فيهم الا الخير هم يتطيرون بالرسل عليهم الصلاة والسلام الذين هم مصدر الخير وهذا من انتكاس الفطر وخراب العقائد نسأل الله العافية قال الله جل وعلا الا انما طائرهم اي ما يصيبهم من خير او شر عند الله كله يأتي من الله سبحانه وتعالى فعليهم ان يوجهوا وجوههم الى الله عز وجل وان يتجنب اسباب سخطه ويتجنب المعاصي التي هي سبب للاصابة بما يكره العبد فيحسن الظن بالله عز وجل فطائرهم يعني ما يقدر لهم من خير او شر عند الله سبحانه وتعالى وليس من عند موسى عليه السلام الذي هو دليل الخير ودليل الصلاح وهكذا اخوانه من المرسلين والانبياء عليهم الصلاة والسلام واتباع الانبياء نعم وقال تعالى قالوا طائركم معكم نعم هذا في جمعت ياسين المذكورين في سورة ياسين واضرب لهم مثلا اصحاب القرية اذ جاءها المرسلون وارسلنا اليهم اثنين فكذبوهما فعززنا بثالث قالوا انا اليكم مرسلون فلما جاءوهم تطيروا بهم نتطيرنا بكم لئن لم تنتهوا لنرجمنكم وليمسنكم منا عذاب اليم قالت لهم الانبياء طائركم عند الله ليس من عندنا ما يصيبكم من المكروه ومن العقوبات فهو من الله بسبب ذنوبكم ومعاصيكم بل انتم قوم تفتنون وكذلك قوم صالح لما جاءهم صالح عليه الصلاة والسلام قوم ثمود لما جاءهم صالح قالوا اطيرنا بك وبمن معك قال طائركم عند الله اي ما يصيبكم من خير او شر فهو من الله وبسبب اعمالكم قالوا طائركم عند الله بل انتم قوم تفتنون اي ما اصيبكم من المكاره فهو فتنة امتحان من الله سبحانه وتعالى وله في ذلك الحكمة التامة والحجة البالغة سبحانه وتعالى الواجب ان يعلق القلب بالله عز وجل ودلت هذه الاية على ان تطير باهل الخير وبالرسل واتباعهم انه عادة جاهلية عادة قديمة عند المشركين ومثله ما يقال في حق اهل الخير من الدعاة الى الله والعلماء من قبل الاشرار فانهم يتشائمون باهل الخير ويقولون ضيقوا علينا انهم وانهم وانما اصابهم انما هو بسبب اه هؤلاء مع ان هؤلاء هم مصدر الخير وهم الدعاة الى الله عز وجل نعم وعن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صفر اخرج قال صلى الله عليه وسلم لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صفر ولا غول نفى صلى الله عليه وسلم بهذا الحديث ما كان يعتقده اهل الجاهلية من ان المرض ينتقل بنفسه ويعدي بنفسه لان الله هو الذي ينقله من محل الى محل ومن بلد الى بلد ومن عضو الى عضو فهو الذي يحدثه وينقله سبحانه حيث يشاء لا ان المرظ يعدي بنفسه اما ان المرظ يعدي بامر الله وبقدرة الله هذا ثابت. فانما الرسول صلى الله عليه وسلم يريد ان ينفي ان المرظ يعدي بنفسه وينتقل بنفسه وانما المسلم يتوكل على الله ويتخذ الاسباب الواقية من المرض وغيره من المكاره ويفوض امره الى الله سبحانه وتعالى بعد اتخاذ الاسباب الواقية. ولهذا النبي صلى الله عليه وسلم قال اذا حدث الوباء في بلد فمن كان فيه فلا يخرج منه ومن كان خارجه فلا يقدم عليه وهذا من باب اتخاذ الاسباب الواقية والمسلم لا يوقع نفسه في الخطر ويقول انا متوكل على الله ولكن يتجنب المخاطر ويتوكل على الله سبحانه وتعالى في درء الشر عنه. وقال لا يريد ممرض على مصح هذا من اتخاذ الاسباب والا فالمرض بيد الله سبحانه وتعالى لكن هذا من اتخاذ الاسباب ان الانسان يتجنب الاسباب المكروهة والاسباب السيئة مع توكله على الله سبحانه وتعالى. نعم. زاد مسلم ولا نوء ولا غول زاد مسلم في روايته ولا نوأى ولا غول لانهم كانوا يتشائمون بالانوع وهذا هو التنجيم ان يتشائمون بالنجوم ومطالعها ومغاربها انه اذا طلع النجم الفلاني يحصل كذا فاذا غاب النجم الفلاني يحصل كذا وكذا يعلقون الامر بالنجوم وطلوع النجوم غروب النجوم وهذا كله من امور الجاهلية ولا نوع يعني ان الانوى وهي طلوع النجوم او غروبها ليس له دخل في حدوث الحوادث في الارض وانما هذا من الله سبحانه وتعالى ولا غول الغيلان هي شياطين تتشكل للمسافر اذا كان وحده تشكل له الغيلان نيران امامه لتخوفه المسلم لا يخاف منها توكل على الله سبحانه وتذهب عنه. وفي الحديث اذا تغولت الغيلان فبادروا بالاذان لان الاذان يطرد الشياطين ذكر الله يطرد الشياطين فهي لا تتغول له الا اذا غفل عن ذكر الله سبحانه وتعالى نعم ولهما عن انس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا عدوى ولا طيرة. ويعجبني الفأل قالوا وما الفأز قال الكلمة الطيبة قال صلى الله عليه وسلم لا عدوى يعني لا يعتقد ان المرض يعدي بنفسه وانما يعدي بامر الله سبحانه وتعالى او الذي ينقل المرض من مكان لاخر واما ما يعتقده الجاهلية من ان المرض يعدي بنفسه فهذا هو الذي نفاه الرسول صلى الله عليه وسلم لا عدوى ولا طهرة والطيرة هي التشاؤم عرفنا التشاؤم بالطيور وكذلك التشاؤم بغيرها وانما قص هذا بالطيور لانه هو غالب. ما يفعله اهل الجاهلية والا فالتطير بغيرها من الاشخاص والبقاع والدواب غير ذلك كله من هذا المكروه والمحذور المسلم يعلق قلبه لله عز وجل مع اتخاذ الاسباب الواقية قال ويعجبني الفال والفعل هو ضد الطيرة لان الطيار سوء ظن بالله والتوقع للشر. والفال حسن ظن بالله توقع للخير واذا سمع الصوت الحسن او سمع او رأى شيئا حسنا فانه يتفاءل بالخير وهذا امر طيب ومحمود لانه حسن ظن بالله عز وجل اذا سمع الاسم الحسن تفائل به نعم شكر الله لكم الشيخ صالح على ما بينتم وشرحتم في هذا الدرس المبارك بقي الحقيقة جملة من الاسئلة والشروع حول هذا الباب نرجئه الى الاسبوع القادم من هذه الدروس حتى ذلكم الحين تقبلوا تحيات مسجل اه هذه الحلقات الزميل عبدالله المواش. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته