الحلل وان سألت عن انهارها فانهار من لبن لم يتغير طعمه. وانهار من ماء غير اس وانهار من خمر لذة للشاربين وانهار من عسل مصفى. وان سألت عن طعامهم وفاكهة مما يتخيرون ولحم طير المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله ثلاثة واربعون ومن كتاب حاد الارواح الى بلاد الافراح سبعة وثمانون وثمانمائة. لما ذكر الاثر ان مفتاح الجنة لا اله الا الله وان اسنانه شرائع الاسلام ظاهرة والباطنة فجعل الله لكل مطلوب مفتاحا يفتح به فجعل مفتاح الصلاة الطهور مفتاح الحج الاحرام ومفتاح البر الصدق ومفتاح الجنة التوحيد ومفتاح العلم حسن السؤال وحسن الاصغاء ومفتاح النصر كفر الصبر ومفتاح المزيد الشكر ومفتاح الولاية المحبة والذكر ومفتاح الرغبة في الاخرة الزهد في الدنيا ومفتاح الفلاح اقوى ومفتاح التوفيق الرغبة والرهبة ومفتاح الاجابة الدعاء. ومفتاح الايمان التفكر فيما دعا الله عباده للتفكر فيه. ومفتاح الدخول على الله اسلام القلب وسلامته والاخلاص له في الحب والبغض والفعل والترك. ومفتاح حياة القلب تدبر القرآن تضرع بالاسحار وترك الذنوب ومفتاح حصول الرحمة والاحسان في عبادة الخالق والسعي في نفع عبيده ومفتاح الرزق السعي مع الاستغفار والتقوى ومفتاح العز طاعة الله ورسوله ومفتاح الاستعداد للاخرة قصر الامل. ومفتاح كل خير الرغبة في لله والدار الاخرة ومفتاح كل شر حب الدنيا وطول الامل. وهذا باب عظيم من انفع ابواب العلم وهو معرفة مفاتيح ابواب الخير والشر لا يوفق لمعرفته ومراعاته الا من عظم حظه وتوفيقه فان الله سبحانه جعل لكل خير وشر تاحا وبابا يدخل منه اليه كما جعل الشرك والكبر والاعراض عما بعث الله به رسوله والغفلة عن ذكره والقيام بحقه مثل مفتاحا للنار. وكما جعل الخمر مفتاح كل اثم. وجعل الغناء مفتاح الزنا. وجعل اطلاق النظر في الصور. مفتاح الطلب والعشق جعل الكسل والراحة مفتاح الخيبة والحرمان. وجعل المعاصي كلها مفتاح الكفر. وجعل الكذب مفتاح النفاق. وجعل الشح والحرص مفتاح البخل وقطيعة الرحم واخذ المال من غير حله. وجعل الاعراض عما جاء به الرسول مفتاح كل بدعة وضلالة. وهذه لا يصدق بها الا كل من له بصيرة صحيحة. وعقل يعرف به ما في نفسه وما في الوجود من الخير والشر. ينبغي للعبد ان ثانية كل الاعتناء بمعرفة المفاتيح وما جعلت مفاتيح له. والله من وراء توفيقه وعدله له الملك وله الحمد وله النعمة والفضل فضل لا يسأل عما يفعل وهم يسألون. ثمانية وثمانون وثماني مئة. لما ذكر النصوص العديدة في عظمة نعيم الجنة وتنوعها قال هذا الكلام العظيم الجامع لاصناف نعيم الجنة بغاية البيان والوضوح. وكيف يقدر قدر دار غرسها الله بيده وجعلها لاحبابه وملأها من رحمته وكرامته ورضوانه ووصف نعيمها بالفوز العظيم وملكها بالملك الكبير. واودعها جميع الخير بحذافيره وطهرها من كل عيب وافة ونقص. فان سألت عن ارضها وتربتها فهي المسك والزعفران. وان سألت عن سقفها فهو عرش الرحمن. ان سألت عن بلاطها فهو المسك الاظفر. وان سألت عن حصبائها فهو اللؤلؤ والجوهر. وان سألت عن بنائها فلبنة من فضة ولبنة من ذهب. وان سألت عن اشجارها فما فيها شجرة الا وساقها من فضة وذهب لا من والخشب وان سألت عن ثمارها فامثال القلال الين من الزبد واحلى من العسل. وان سألت عن ورقها فاحسن ما يكون من رقائق مما يشتهون. وان سألت عن شرابهم فالتسليم والزنجبيل والكافور. وان سألت عن انيتهم فانية من الذهب والفضة في صفاء القوارير. وان سألت عن سعة ابوابها فبين المصراعين مسيرة اربعين من الاعوام. وليأتين عليه يوم وهو كظيظ من الزحام. ان سألت عن تصفيق الرياح لاشجارها فانها تستفز بالطرب لمن يسمعها. وان سألت عن ظلها ففيها شجرة واحدة يسير الراكب المجد السريع في ظلها مئة عام ما يقطعها. وان سألت عن سعتها فادنى اهلها يسير في ملكه وسروره وقصوره وبساتينه مسيرة الفي عام. وان سألت عن خيامها وقبابها. فالخيمة الواحدة من درة مجوفة طولها ستون ميلا من تلك الخيام. وان سألت عن علاليها وجواسقها فهي غرف من فوقها غرف مبنية تجري من تحتها الانهار وان سألت عن ارتفاعها فانظر الى الكوكب الطالع او الغارب في الافق الذي لا تكاد تناله الابصار. وان سألت عن لباس اهلها فهو الحرير والذهب. وان سألت عن فرشهم فبطائنها من استبرق. مفروشة في اعلى الرتب. وان سألت عن ارائكها فهي الاسرة عليها البشخانات وهي الحجاب مزرورة بازرار الذهب. فما لها من فروج ولا من خلال. وان سألت عن وجوه اهلها وحسنهم على صورة القمر. ان سألت عن اسنانهم فابناء ثلاث وثلاثين على صورة ادم ابي البشر. وان سألت عنهم سماعهم فغناء ازواجهم من الحور العين واعلى منه سماع اصوات الملائكة والنبيين واعلى منهما خطاب رب العالمين وان سألت عن مطاياهم التي يتزاورون عليها فناجائب انشأها الله حيث شاء من الجنان. وان سألت عن حليهم واساورتهم فاساور الذهب واللؤلؤ وعلى الرؤوس ملابس التيجان. وان سألت عن غلمانهم وولدان مخلدون كانهم لؤلؤ مكنون ثم ذكر ازواجهم وان الله قد جمع فيهن كمال الحسن الباطن والظاهر بكل وجه واعتذار. ثم ذكر نعيمهم الاكبر برؤية الله تسعة وثمانون وثمانمائة. لما ذكر الاوصاف التي ذكر الله ورسوله في من يستحق الجنة قال وهذا في القرآن كثير مداره على ثلاث قواعد ايمان وتقوى وعمل خالص لله على موافقة السنة. فاهل هذه الاصول هم اهل دون من عاداهم من سائر الخلق وعليها دارت بشارات القرآن والسنة جميعها. وهي تجتمع في اصلين اخلاص في الله واحسان الى خلقه. وضدها يجتمع في الذين يراءون ويمنعون الماعون. وترجع الى خصلة واحدة وهي موافقة الرب في محابه ولا طريق الى ذلك الا بتحقيق القدوة ظاهرا وباطنا برسول الله صلى الله عليه وسلم. واما الاعمال التي هي تفاصيل هذا الاصل فهي بضع وسبعون شعبة اعلاها قول لا اله الا الله. وادناها اماطة الاذى عن الطريق وبين هاتين الشعبتين سائر الشعب التي مرجعها تصديق الرسول في كل ما اخبر به وطاعته في جميع ما امر به ايجابا احباب