بسم الله الرحمن الرحيم. يسر اخوانكم في مشروع كبار العلماء ان يقدموا لكم قراءة لكتاب الجامع لفوائد وتقريرات الشيخ ابن باز رحمه الله على منسكه. التحقيق والايضاح لكثير من مسائل الحج والعمرة والزيارة. على ضوء الكتاب والسنة. قال ابن باز رحمه الله فصل في وجوب الامر بالمعروف على الحجاج وغيرهم ومن اعظم ما يجب على الحجاج وغيرهم الامر بالمعروف والنهي عن المنكر والمحافظة على الصلوات الخمس في الجماعة كما امر الله بذلك في كتابه. وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم واما ما يفعله الكثير من الناس من سكان مكة وغيرها من الصلاة في البيوت وتعطيل المساجد فهو خطأ مخالف للشرع فيجب النهي عنه وامر الناس بالمحافظة على الصلاة في المساجد لما قد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم انه قال لابن ام مكتوم لما استأذنه ان يصلي في بيته لكونه اما بعيد الدار عن المسجد هل تسمع النداء بالصلاة؟ قال نعم. قال فاجب وفي رواية لا اجد لك رخصة وقال صلى الله عليه وسلم لقد هممت ان امر بالصلاة فتقام ثم امر رجلا فيؤم الناس ثم انطلق الى رجال لا يشهدون الصلاة فاحرق عليهم بيوتهم بالنار وفي سنن ابن ماجة وغيره باسناد حسن عن ابن عباس رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من سمع النداء فلم يأت فلا صلاة له الا من عذر وفي صحيح مسلم عن ابن مسعود رضي الله عنه قال من سره ان يلقى الله غدا مسلما فليحافظ على هؤلاء الصلوات حيث ينادى بهن فان الله شرع لنبيكم سنن الهدى. وانهن من سنن الهدى ولو انكم صليتم في بيوتكم كما يصلي هذا المتخلف في بيته لتركتم سنة نبيكم ولو تركتم سنة نبيكم لضللتم وما من رجل يتطهر فيحسن الطهور ثم يعمد الى مسجد من هذه المساجد الا كتب الله له بكل خطوة يخطوها حسنة ويرفعه الله بها درجة ويحط عنه بها سيئة ولقد رأيتنا وما يتخلف عنها الا منافق معلوم النفاق ولقد كان الرجل يؤتى به يهادى بين الرجلين حتى يقام في الصف. ويجب على الحجاج وغيرهم اجتناب الله تعالى والحذر من ارتكابها كالزنا واللواط والسرقة واكل الربا واكل مال اليتيم والغش في المعاملات والخيانة في الامانات وشرب المسكرات والدخان. واسبال الثياب والكبر والحسد والرياء والغيبة والنميمة والسخرية بالمسلمين واستعمال الات الملاهي كالاسطوانات والعود والرباب والمزامير واشباهها واستماع الاغاني والات الطرب من الراديو وغيره واللعب بالنرد والشطرنج والمعاملة بالميسر وهو القمار وتصوير ذوات الارواح من الادميين وغيرهم. والرضا بذلك فان هذه كلها من المنكرات التي حرمها الله على عباده في كل زمان ومكان فيجب ان يحذرها الحجاج وسكان بيت الله الحرام اكثر من غيرهم. لان المعاصي في هذا البلد الامين اسمها اشد وعقوبتها اعظم وقد قال الله تعالى ومن يرد فيه بالحاد بظلم نذقه من عذاب اليم فاذا كان الله قد توعد من اراد ان يلحد في الحرم بظلم فكيف تكون عقوبة من فعل؟ لا شك انها اعظم اشد فيجب الحذر من ذلك ومن سائر المعاصي ولا يحصل للحجاج بر الحج وغفران الذنوب الا بالحذر من هذه المعاصي وغيرها مما حرم الله عليهم كما في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال من حج فلم يرفث ولم يفسق. رجع كيوم ولدته امه. واشد من هذه المنكرات واعظم منها دعاء الاموات والاستغاثة بهم والنذر لهم والذبح لهم. رجاء ان يشفعوا لداعيهم عند الله او يشفوا مريضه او يردوا غائبه ونحو ذلك وهذا من الشرك الاكبر الذي حرمه الله وهو دين مشرك الجاهلية وقد بعث الله الرسل وانزل الكتب لانكاره والنهي عنه فيجب على كل فرد من الحجاج وغيرهم ان يحذره. وان يتوب الى الله مما سلف من ذلك ان كان قد سلف منه شيء وان يستأنف حجة جديدة بعد التوبة منه لان الشرك الاكبر يحبط الاعمال كلها. كما قال الله تعالى ولو اشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون ومن انواع الشرك الاصغر الحلف بغير الله. كالحلف بالنبي والكعبة والامانة ونحو ذلك ومن ذلك الرياء والسمعة. وقول ما شاء الله وشئت ولولا الله وانت وهذا من الله ومنك واشباه ذلك فيجب الحذر من هذه المنكرات الشركية والتواصي بتركها لما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال من حلف بغير الله فقد كفر او اشرك اخرجه احمد وابو داوود والترمذي باسناد صحيح وفي الصحيح عن عمر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من كان حالفا فليحلف بالله او ليصمت وقال ايضا من حلف بالامانة فليس منا. اخرجه ابو داوود وقال صلى الله عليه وسلم ايضا اخوف ما اخاف عليكم الشرك الاصغر فسئل عنه فقال الرياء وقال صلى الله عليه وسلم لا تقولوا ما شاء الله وشاء فلان ولكن قولوا ما شاء الله ثم شاء فلان واخرج النسائي عن ابن عباس رضي الله عنهما ان رجلا قال يا رسول الله ما شاء الله وشئت فقال اجعلتني لله ندا بل ما شاء الله وحده وهذه الاحاديث تدل على حماية النبي صلى الله عليه وسلم جناب التوحيد وتحذيره لامته من الشرك الاكبر والاصغر وحرصه على سلامة ايمانهم ونجاتهم من عذاب الله واسباب غضبه. فجزاه الله عن ذلك افضل الجزاء فقد ابلغ وانذر ونصح لله ولعباده. صلى الله عليه وسلم صلاة وسلاما دائمين الى يوم الدين والواجب على اهل العلم من الحجاج والمقيمين في بلد الله الامين ومدينة رسوله الكريم عليه الصلاة والتسليم ان يعلموا الناس ما شرع الله لهم ويحذروهم ما حرم الله عليهم من انواع الشرك والمعاصي وان يبسطوا ذلك بادلته ويبينوه بيانا شافيا ليخرجوا الناس بذلك من الظلمات الى النور وليؤدوا بذلك ما اوجب الله عليهم من البلاغ والبيان قال الله سبحانه واذ اخذ الله ميثاق الذين اوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه والمقصود من ذلك تحذير علماء هذه الامة من سلوك مسلك الظالمين من اهل الكتاب في كتمان الحق. ايثارا للعاجلة على الى وقال تعالى ان الذين يكتمون ما انزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب اولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون الا الذين تابوا واصلحوا وبينوا. فاولئك اتوب عليهم وانا التواب الرحيم وقد دلت الايات القرآنية والاحاديث النبوية على ان الدعوة الى الله سبحانه وارشاد العباد الى ما خلقوا له من افضل القربات واهم الواجبات وانها هي سبيل الرسل واتباعهم الى يوم القيامة كما قال الله سبحانه ومن احسن قولا ممن دعا الى الله وعمل صالحا. وقال انني من المسلمين وقال عز وجل قل هذه سبيلي ادعو الى الله على بصيرة انا ومن اتبعني وسبحان الله وما انا من المشركين وقال النبي صلى الله عليه وسلم من دل على خير فله مثل اجر فاعله اخرجه مسلم في صحيحه وقال لعلي رضي الله عنه لان يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم. متفق على صحته والايات والاحاديث في هذا المعنى كثيرة. فحقيق باهل العلم والايمان ان يضاعفوا جهودهم في الدعوة الى الله سبحانه وارشاد العباد الى اسباب النجاة وتحذيرهم من اسباب الهلاك ولا سيما في هذا العصر الذي غلبت فيه الاهواء وانتشرت فيه المبادئ الهدامة والشعارات المضللة. وقل فيه دعاة الهدى وكثر فيه دعاة الالحاد والاباحي فالله المستعان ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم المكتبة الصوتية لسماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز. رحمه الله