وما صحفي الكتاب والسنة من الصفات يعتقد ظاهر ظاهر المعنى وينزه عند سماع المشكل ثم اختلف ائمتنا انؤول ام نفوض منزهين؟ مع اتفاقهم على ان جهلنا بتفصيله لا يقدح صحفي الكتاب والسنة من الصفات عدا ما ذكر. الفرح الغضب الضحك الرضا صفة الوجه واليد النزول المجيء وعامة ما ثبت لله عز وجل في نصوص الكتاب والسنة. صح في كتاب الله وفي السنة الصحيحة. قال يعتقد ظاهر المعنى وينزل عند سماع المشكل. اراد بالمشكل هنا الصفات التي تشترك في مسمياتها والفاظها مع صفات المخلوقين او التي تستلزم على قواعد المناطق صفة حدوث يعني وجودا بعد عدم كما هو الشأن في الضحك اثبات صفة الضحك لله ليس كاثبات السمع والبصر فان الله لم يزل سميعا لم يزل بصيرا ولا كالحياة والقدرة فان الله لم يزل حيا بمعنى ان الذات الالهية لا يتصور ولا يجوز اعتقاد انها يمكن ان تنفصل بحال عن شيء من هذه الصفات لحظة بخلاف الضحك والغضب والرضا. فانها صفات يتصف بها الله عز وجل متى شاء سبحانه. فليس اثبات الضحك على ولا الغضب كما هو الشأن في باقي الصفات. هذا المعنى عندهم اوهم ان الصفة تحدث بعد عدم وتكون في وقت دون وقت وهذا المعنى عندهم اوهم ان صفة من هذا المعنى اذا هي حادثة ونسبة الصفة الحادثة الى الله محال. فان القديم لا يتصف بالحادث او يمتنع ويستحيل حلول الحوادث بالقديم. فمن ثم دفعوا مثل هذه الصفات وسلفهم في ذلك المعتزلة في تقرير هذه القواعد الكلامية الفاسدة. فالذي صاروا اليه عدم الرد قال رحمه الله تعالى يعتقد ظاهر المعنى وينزه عند سماع المشكل ثم اختلف ائمتنا. امؤول ام نفوض التأويل ان تقول المراد باليد هنا القدرة وباليد هنا العطاء. وبالاصبعين الجلال والجمال. وان تقول المراد بالنزول نزول الرحمة وهكذا فتؤول هذا مذهب وعليه الاكثر في تأويل النصوص. قال او التفويض اراد بالتفويض هنا تفويض المعنى. تقول الله كما وصف نفسه يضحك ويغضب وينزل ويرضى سبحانه ويجيء ويأتي لكن الله اعلم بالمعنى تفويضا اراد ان يقول ان هذين مسلكين هما المخرج في اثبات الصفات الالهية الثابتة في الكتاب والسنة الصحيحة. عدا ما ذكر من الصفات التسع الالفة فاما ان تفوض واما ان تؤول. واراد ان يقرر هذا مذهبا ثم قال منزهين نفوظ منزهين. يعني مسلك تفويض ومبناه على التنزيه لانك لو اثبته على الظاهر لزم من ذلك التشبيه المحذور. لكن يقول نفوظ ومبنى التفويظ ارادة التنزيه لله سبحانه. قال مع اتفاقنا على ان جهلنا بتفصيله لا يقدح. وعامة الاشاعرة يصرحون ان هؤلاء مسلكين اما التأويل واما التفويض. ويجعلون مذهب السلف المتقدمين وعليه ينزلون كلام الصحابة والتابعين. وان مذهب المتأخرين من عامة الاشاعرة ومن دخل في تقرير على طريقة اهل الكلام هو مذهب التأويل ويصرحون ايضا بالعبارة المشهورة مذهب السلف اسلم ومذهب الخلف اعلم او احكم وان المقصود بالاسلم هنا مذهب التفويض انه من اراد السلامة لدينه ومعتقده والا يلزمه شيء بالخوض في شيء من الكلام قد يجره الى الويلات فليفوظ لكن مأخذ التحقيق والدراية والعلم وبناء القواعد ودفع الشبه ونفي الاشكال الوارد ومقارعة المعتزلة ومن في الصفات جملة وتفصيلا هو مذهب التأويل وهذا ايضا غير محقق. ولهذا فان شيخ الاسلام في مطلع الواسطية يصف هذه المقولة بمقولة الاغبياء. ما اراد شتما ولا تهكما ولا سخرية. وليس هذا من شأنه رحمه الله. لكن يريد ان يقول هذه المقولة توجب تناقضا يحكم على قائله او على صاحبه او على تقرير القاعدة بانها مقولة غباء كيف تتصور ان مذهبا في السلامة يخالف العلم ومذهبا في العلم ليس فيه سلامة؟ تقول هذا المذهب اسلم وهذا اعلم فان سلامة بلا علم او علم بلا سلامة هذي سذاجة ولا تقبل من قائلها. فهو في الجملة يريد ان يقول ما تقرر فيه السلامة ينبغي ان يكون العلم معه وما تقرر فيه العلم ينبغي ان يكون عاقبته السلامة ولا يتصور هذا التناقض الصريح الذي يقررونه. والصواب والحق الذي يقرره علماء السلف ان التفويض الذي قرره الصحابة والتابعون تفويض الكيفية وليس تفويض المعنى فانهم يثبتون نصوص الصفات على ظواهرها وتكاثرت وتواترت بهذا الروايات من الصحابة والتابعين فمن بعدهم. ومن اشهرها مقولة الامام مالك امام دار الهجرة لما سئل عن على العرش استوى كيف استوى وكان مأخذ اطلاقه رحمه الله وتأنيه في الجواب هو صيغة السؤال بكيف. واجابته الصحيحة التي اشتهرت حفظها صغار طلاب العلم قبل كبارهم لما قال يا هذا اما الاستواء فغير مجهول واما الكيف فغير معقول نفى رحمه الله الجهل في المعنى. قال الاستواء غير مجهول ونفى رحمه الله العلم بالكيفية. قال واما الكيف فغير معقول. قال والايمان به واجب والسؤال عنه بدعة السؤال عن الكيفية لانها لم تعهد وما درجة ولا تستطيع ان تأثر رواية ضعيفة بل ولا مكذوبة عن صحابي رغم تنزل القرآن على مدى ثلاث وعشرين سنة ان احدا من العرب اصحاب النبي عليه الصلاة والسلام من السابقين قيل والاوائل والراسخين ولا حتى من الاعراض ولا من القادمين على عجل ان احد منهم قال يا رسول الله كيف يضحك الله وكيف ينزل؟ ما احد سأل بكيف على اختلاف درجاتهم في العلم والايمان واليقين. هذا السؤال غير وارد اطلاقا. فلا تجد جوابا ثم ان تنزل التفويض الذي ينسب الى هؤلاء على المعنى وما سأل احدهم فرأى الامام مالك ان السؤال هذا باب من ابواب الفتنة والاحداث في العقيدة فكان تروه الشديد الذي اصبح سمتا لاهل السنة وعلامة على منهجهم في رفض هذا تماما. قال رحمه الله ثم اختلف ائمتنا ان اول ام نفوظ منزهين مع اتفاقهم على ان جهلنا بتفصيله لا يقدح