قال رحمه الله القرآن كلامه على غير مخلوق على الحقيقة لا على المجازر مكتوب في مصاحفنا محفوظ في صدورنا مقروء بالسنتنا جاء الى القرآن وهو ايضا محل جدل ولغط بين الطوائف المنتسبة للاسلام واحد اشهر المسائل اثبات صفة الكلام لله. وعليه يبنى عقيدة اهل الاسلام في القرآن القرآن كلام الله الذي انزله على نبيه صلى الله عليه وسلم. والكلام صوت وحرف. فاثبات الكلام لله اثبات هذه المعاني له جل وعلا. وهذا المعنى لا اشكال فيه. ومن يستشكل فيقول كيف يكون كلاما لله يتلوه البشر بالسنتهم؟ والجواب ان البشر الذي يتلونه بالسنتهم هو اصواتهم وحروفهم. وهو الذي حكاه القرآن وهو الذي نزل به الوحي والله عز وجل قد تكلم به. فكلامنا نحن بالقرآن ونطقنا ليس هو كلام الله الذي نطقه الذي سمعه منه جبريل واسمعه لرسول الله صلى الله عليه وسلم. واصواتنا وحروفنا ليس هي التي سمعها موسى عليه السلام لما كلمه الله فهذا يزول به الاشكال وانت لما تنقل قول القائل وتنسب اليه الكلام تقول قال فلان ثم تقول هذا كلامه وتقرأ علينا قطعة وصفحة فتقول هذا كلام فلان. ونسمع منك صوتا وجملا وحروفا تلفظها فالكلام لك او له تجلس تحدثنا ساعة وانت تقرأ علينا صفحة برسالة من فلان الكلام لمن الكلام له بصوتك انت نعم وبلسانك انت. هكذا يقال ولا اشكال في هذا. لما قال المعتزلة بخلق القرآن وعمت في الامة في ابنتهم وامتحن فيها ائمة الاسلام. قرر الاشاعرة في نقض مذهب المعتزلة. هذا المعنى الذي عدلوا به ايضا عن مذهب السلف. ونقضوا بهما الاعتزال فقالوا ان الكلام نوعين كلام هو صفة ذاتية هو الكلام النفسي القائم بذات الله كلام قديم. ازلي. واما الكلام الحادث في القرآن والتوراة والانجيل وما يردد به الكلام فليس هذا هو كلام الله. هذا الكلام اللساني. الكلام اللساني لا ينسب الى الله. لكن المنسوب اليه الكلام النفساني فان كان ما يعبر عن هذا المعنى التعبير عن كلام الله ان كان بالعربية فهو القرآن وبالسريانية فهو الانجيل وبالعبرية فهو التوراة فيجعلون هذا عبارة عن كلام الله وليس هو كلام الله. ثم لهم في ذلك تأويلات كيف كلم الله ادم وكيف كلم يقولون خلق الصوت في شجرة وخلقها في جبل وفي الطور ونحو ذلك مما عدلوا به. قال هنا القرآن كلامه غير على الحقيقة لا المجاز مكتوب في مصاحفنا محفوظ في صدورنا مقروء بالسنتنا. هذا القدر هو ايظا مما يعتقده السلف ولا في هذا الاشكال لكن ما وراء ذلك من صفة القرآن من القرآن وصفته او ارتباطه بصفة الكلام لله هو محل نزاع دقيق. نعم