من المعلوم ان هداية الناس هدف عظيم يسعى الاسلام له. ولذلك جاء الامر بالعلم الشرعي ونشره لكن من الملاحظ ان الباطل اكثر انتشارا من الخير عبر وسائل مختلفة صحافتي وكافة وسائل الاعلام ومناهج التدريس في بلدان المسلمين ما موقف كل مسلم من الدعاة والعلماء والامراء بل حتى وبسطاء الناس من امثالنا ما دورهم من اجل الاسهام في نشر العلم الشرعي والهداية بين الناس بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين. له الامر كله واليه يرجع الامر كله هو الفعال لما يريد خلق الخلق وهو يعلم ما كانوا يعملون وما كانوا سيعملون علم ان اكثر الناس يضلون وتعاهدهم بارسال الرسل وكلما درس علم اندرس علم جدد الله جل وعلا للناس دعاة صلحاء من لدن نوح عليه السلام الى ان انتهت الرسالة برسالة محمد صلى الله عليه وسلم الذي ارسله الله كافة وانزل عليه كتابا ففيه نبأ من قبلنا وخبر من بعدنا والحكم فيما بيننا اشتمل هذا الكتاب العظيم على اصول كل ما يحتاج البشر اليه والى بيان فساد كل اصل مضر بالامة بالعباد قام المصطفى صلى الله عليه وسلم بالدعوة الى الله وسعى لاكتساح الشرك الذي هو اعظم ذنب وقع الناس فيه فان اعظم الذنوب عبادة غير الله مع الله اذ هو الذنب الذي لا يغفر اذا مات عليه العبد ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء انه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومواه النار الى اخره والاحاديث عن المصطفى صلى الله عليه وسلم سئل اي الذنب اعظم؟ قال ان تجعل لله ندا وهو خلقك لا يليق ان تعامل من اوجدك ورباك فتكفل رزقك وحفظك ان تبارزه بالمعاصي وان تعبد غيره الامة الاسلامية جعل الله جل وعلا علماءها بمثابة علماء انبياء بني اسرائيل يقوم هنا وهناك علماء لا يشرعون للخلق ولا يأتونهم بدين جديد ولا بنصوص شرع لم يسبق ان علمت وانما يجددون من درس ويدعون الناس الى الرجوع الى جادة القويمة والصراط السوي وكلما قامت دعوة كثر محاربوها من بني جنس الدعاة ومواطنيهم واقرانهم وغير ذلك ولكن العاقبة للتقوى وقد جربت الامور فكلما طغى ظلال واستشرى شر وتمادى طغيان حتى اذا ظن ائمة الفسق وقادة الضلال اما الامر استقر لهم واذا بريح طيبة ودعوة مباركة تهب على العباد ورايات ترفع لتحقيق معنى كلمة التوحيد لا اله الا الله وان من اقسى العصور التي مرت العباد للامة الاسلامية عصرنا هذا الذي كما قال السائل توافرت جهود دعوة الضلال ودعاته ما بين كتابة واذاعة وعروض وقنوات اما بدعوة الى فجور رفع صور الاغراء بمختلف انواع الشهوات والشبهات وما بين دعوة الى نص الشريعة والتخلي عن اصولها وقواعدها واتخاذ مسالك وطرق عري ما كان عليه محمد صلى الله عليه وسلم واصحابه رضي الله عنهم الطائفة التي هي خير طائفة اشتملت على وجه الارض كما حديث خير الناس القرن الذين بعثت فيهم اذا استشرى الشر وانتشر الظلال عظم الواجب وتأكد على كل احد ان يسعى لانقاذ نفسه وال بيته ومن له بهم صلة ولهم به صلة واهل عشيرته وبلده ثم ما امكنه ان ييسر الخير اليهم من المسلمين ان مما يحزن ان يكون العرب الذين هم اعلم اقرب الناس لفهم كلام الله وكلام رسوله ان يكون حرب كثير من مبادئ الاسلام منتشرا في ارضهم وباقلامهم وبقنواتهم ويتحملون ذلك كثير من خبراء الناس والعاقل اذا نظر الى مثل هذه الاحوال خاف ورهب من المستقبل ولكن سرعان ما يتذكر المؤمن انه لا ينبغي ان يحصل اليأس من رح الله فكم منا غمة واسعة وظلمة حالكة يسر الله ما يكتسحه ويزيلها وقد جرب العالم الاسلامي الا ان هذا الوقت الذي نعيش فيه وقد تظافرت جهود ظلال المسلمين ومنحرفيهم مع جهود ائمة الكفر واساطين قادته مما يجعل الخطر اعظم ولا سيما ايضا وقد اختلطت على المفاهيم وكثرت النقلات من البلاد الاسلامية لغيرها ومن غيرها اليها ب الافكار الضالة والدعوات للاخلاق الرذيلة التي من شأنها ان تحلل او تحلحل الروابط التي تربط المسلمين بعضهم ببعض انما على كل مسلم الا ييأس وعلى كل مسلم ان يعتني ببيته يربي اي يربي اناشئته واهله فان المجتمع انما هو بافراد واسر وقرى وامصار فاذا انتشر الصلاح عم الضياء باذن الله فعسى الله ان يأتي بالفتح او انا من عنده فيصبح دعاة الضلال ولا سيما الذين قال لهم عنهم النبي صلى الله عليه وسلم كما في حديث حذيفة الدعاة الذين هم من بني جلدتنا ويتكلمون بالسنتنا ان يهديهم الله او ان يكشف سترهم ويفضح سرهم ويحبط كيدهم عاجلا غير اجل كما نسأله جل وعلا لمملكة العقيدة وبلاد وبلاد الدعوة الصافية بلاد الحرمين الشريفين و مركز ربع نجد التي ظهرت منها دعوة التوحيد في القرن الثاني عشر ولا زلنا ولله الحمد نتفيأ دوحتها ونسير في سلوكها مسالكها ويحمل راية التوحيد فيها قادة البلاد ابناء المؤسس الاول والثاني وطلاب العلمي من احفادي واحفاد تلامذة ذلك الامام فنسأل الله ان يبارك بالدعوة الصالحة ويعز الدولة المستقيمة ويزيدها هدى وثباتا ويمنحها من الشجاعة والقوة في الحق ما يرسخ الثبات على الهدى وهو القادر على كل شيء والله المستعان