بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه والصلاة والسلام على امام الانبياء وخاتم المرسلين نبينا محمد بن عبدالله وعلى اله وصحابته ومن تبعهم باحسان الى يوم دين اما بعد ايها الاخوة الكرام فهذا هو مجلسنا الستون بعون الله تعالى وتوفيقه في مجالس شرح متن جمع الجوامع في اصول الفقه للامام تاج الدين بن السبكي رحمة الله عليه ونحن منذ الدرس الماضي والذي قبله شرعنا في اواخر هذا المتن المبارك الذي جعله المصنف رحمه الله للمسائل المتعلقة باصول الدين وهي مباحث ختم بها الاجتهاد والتقليد بعد كلامه عن حكم التقليد في اصول الدين ساق جملة من مسائل معتقد او ما يسمى في علم الكلام مما تقرر في قواعد عقائد المسلمين باعتبارها امر ينبغي ان يكون مقررا عند المجتهدين قطعا ويقينا لا تقليدا مرة من كبر الدرس الماضي جملة من هذه المسائل ووقفنا عند قوله رحمه الله تعالى والرضا والمحبة غير المشيئة والارادة. نعم بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. قال المصنف رحمه الله وغفر له ولشيخنا ولوالديهما وللسامعين والحاضرين والرضا والمحبة غير المشيئة والارادة فلا يرضى لعباده الكفر ولو شاء ربك ما فعلوه نعم قال رحمه الله تعالى والرضا والمحبة غير المشيئة والارادة هذا تفريق بين الارادة الالهية وبين المحبة وان المشيئة والارادة تفارقها. وهذا التقسيم والتفريق بين محبة الله وبين مشيئته وارادته هي طريقة المعتزلة وعليها جمهور الاشاعرة وكثير منهم بينما لا يقرر السلف هذا التقسيم على اطلاقه في التفريق بين المحبة والارادة. لكنهم يقسمون الارادة كما تعلمون او المشيئة الى قسمين ارادة او مشيئة كونية وهي ترادف معنى العلم والقدر وهي لا تستلزم المحبة فان الله عز وجل ليس شيء واقع في خلقه الا بارادته سبحانه ومثل ذلك تتنزل عليه النصوص في مثل قوله سبحانه وما تشاؤون الا ان يشاء الله وما تشاؤون الا ان يشاء الله رب العالمين فلا يقع شيء في الكون الا بمشيئته سبحانه. سواء كان هذا الواقع امرا مشروعا بمعنى انه مطلوب شرعا او ضد ذلك فلا يقع في الكون من طاعة او معصية من ايمان او كفر من خير او شر من ضلال او هدى من حق او باطل الا وهو تحت مشيئة الله لعموم قوله. وما تشاؤون الا ان يشاء الله. ان الله كان عليما حكيما والقسم الاخر هي الارادة الشرعية او لمشيئة الشرعية وهي التي تستلزم المحبة وهي المقصودة بكل شيء اراده الله من خلقه شرعا. وهي طاعته والايمان به والاستجابة لرسله. ولزوم امره اجتناب نهيه وما الى ذلك من المعاني. فهذه ارادة شرعية وهي مستلزمة للمحبة. فلا يريد الله بهذا المعنى في الارادة شيئا الا احبه سبحانه ورضيه. والله جل جلاله ذكر انه لا يرضى لعباده الكفر فمثل ذلك تجتمع به الادلة على خلاف ما قررته بعض الطوائف. فاراد الله سبحانه كفر الكافر كونا. ولم يرده شرعا واراد سبحانه ايمان المؤمن كونا وشرعا واراد سبحانه ايمان الكافرين شرعا اراده كونا بمعنى انه علم وقوعه. واراده منه بانه خاطبه به سبحانه وامره به. مع علمه بعدم وقوع ذلك منه في تفصيل يطول وهذا التقسيم الذي عليه السلف هو احد قولي ابي الحسن الاشعري والمحققين من اصحابه فيما ذهب المصنف رحمه الله الى اطلاق التفريق بقوله والرضا والمحبة غير غير المشيئة والارادة بمعنى الكونية نعم. اما الشرعية فانها تستلزمها. قال فلا يرضى لعباده الكفر ولو شاء ربك ما فعلوه