بسم الله الرحمن الرحيم. المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان شرح كتاب الملخص الفقهي من الفقه الاسلامي للدكتور صالح بن فوزان فوزان الدرس السادس والاربعون. بسم الله الرحمن الرحيم احكام الجنائز الحمد لله رب العالمين قدر الاجال وحث على المبادرة بصالح الاعمال قبل الانتقال صلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعهم الى يوم الدين بعدوا ايها المستمعون الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ان شريعتنا ولله الحمد كاملة شاملة لمصالح الانسان في حياته وبعد مماته ومن ذلك ما شرعه الله من احكام الجنائز من حين المرض من حين المرض والاحتضار الى دفن الميت في قبره من عيادة المريض وتلقينه لا اله الا الله وتغسيل الميت وتكفينه والصلاة عليه ودفنه وما يتبع ذلك من قضاء ديونه وتنفيذ وصاياه وتوزيع والولاية على اولاده الصغار. قال الامام ابن القيم رحمه الله وكان هديه صلى الله عليه وسلم في الجنائز اكمل بمخالفا لهدي سائر الامم مشتملا على اقامة العبودية لله تعالى على اكمل الاحوال وعلى الاحسان للميت ومعاملة بما ينفعه في قبره ويوم ويوم ميعاده من عيادة وتلقين وتطهير وتجهيز وتجهيز الى الله تعالى على احسن الاحوال وافضلها ايقفون صفوفا على جنازته يحمدون الله ويثنون عليه ويصلون على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم. ويسألون للميت المغفرة والرحمة والتجاوز. ثم يقفون على قبره يسألون له التثبيت. ثم زيارة قبره والدعاء له كما كما يتعاهد الحي صاحبه في الدنيا ثم الاحسان الى اهل الميت واقاربه وغير ذلك انتهى ايها الاخوة يسن الاكثار من ذكر الموت والاستعداد له بالتوبة من المعاصي ورد المظالم الى اصحابها والمبادرة بالاعمال الصالحة قبل هجوم الموت على غرة قال النبي صلى الله عليه وسلم اكثروا من ذكر هادم اللذات رواه الخمسة باسانيد صحيحة وصححه ابن حبان والحاكم وغيرهما. وهادم اللذات بالذال هو الموت روى الترمذي وغيره عن ابن مسعود مرفوعا قالوا انا نستحي يا نبي الله والحمد لله قال ليس كذلك ولكن من استحيى يا من الله حق الحياء فليحفظ الرأس وما وعى وليحفظ البطن وما حوى وليذكر الموت والبلا. ومن اراد الاخرة ترك زينة الدنيا ومن فعل ذلك فقد استحيا من الله حق الحياء. ايها المستمعون الكرام اذا اصيب الانسان بالمرض فعليه ان يصبر ويحتسب ولا يجزع ويتسخط لقضاء الله وقدره ولا بأس ان يخبر الناس بعلته ونوع مرضه مع الرضا بقضاء الله. والشكوى الى الله تعالى وطلب الشفاء منه في الصبر فذلك مطلوب شرعا ومستحب. فايوب عليه السلام نادى ربه وقال اني مسني الضر وانت ارحم كذلك لا بأس بالتداوي بالادوية المباحة. بل ذهب بعض العلماء الى تأكد ذلك حتى قارب به الوجوب لقد جاءت الاحاديث باثبات الاسباب والمسببات والامر بالتداوي وانه لا ينافي التوكل. كما لا ينافيه دفع الجوع والعطش بالطعام والشراب ولا يجوز التداوي بمحرم لما في الصحيح عن ابن مسعود رضي الله عنه انه قال ان الله لم يجعل شفاء امتي فيما حرم عليها وروى ابو داوود وغيره عن ابي هريرة مرفوعا ان الله انزل الدواء وانزل الداء وجعل لكل داء دواء ولا او بحرام وفي صحيح مسلم ان النبي صلى الله عليه وسلم قال في الخمر انه ليس بدواء ولكنه داء. وكذلك يحرم التداوي بما بما يمس العقيدة من تعليق التمائم المشتملة على الفاظ شركية او اسماء مجهولة او طلاسم او خرز او خيوط او قلائد او حلق تلبس على العضد او الذراع او غير ذلك يعتقد فيها الشفاء ودفع العين والبلاء لما فيها من تعلق القلب على غير الله في جلب نفع او دفع ضر وذلك كله من الشرك او من وسائله الموصلة اليه ومن ذلك ايضا التداوي عند المشعوذين من الكهان والمنجمين والسحرة والمستخدمين للجن فعقيدة المسلم اهم عنده من صحته. قد جعل الله الشفاء في المباحات النافعة للبدن والعقل والدين وعلى رأس ذلك القرآن الكريم والرقية به وبالادعية المشروعة. قال الامام ابن القيم ومن اعظم العلاج فعل والاحسان والذكر والدعاء والتضرع الى الله تعالى والتوبة وتأثيره اعظم من من تأثير الادوية وتأثيره اعظم من تأثير الادوية ولكن يكون ذلك بحسب استعداد النفس وقبولها ثم التداوي بالادوية المباحة على ايدي الاطباء العارفين بتشخيص الامراض وعلاجها في المستشفيات وغيرها. هذا مما اباحه الله وهو من التداوي بالامور النافعة المباحة وتسن عيادة المرضى لما في الصحيحين وغيرهما خمس تجب على المسلم لاخيه. وذكر منها عيادة مريظ فاذا زاره سأل عن حاله. فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يدنو من المريظ يسأله عن حاله وتكون الزيارة يوما بعد يوم او بعد يومين. ما لم يكن المريض يرغب الزيارة كل يوم. ولا يطيل الجلوس عنده الا اذا كان المريض يرغب ذلك ويقول للمريض لا بأس عليك طهور ان شاء الله. ويدخل عليه السرور ويدعو له بالشفاء ويرقيه بالقرآن. لا سيما ما سورة الفاتحة لا سيما سورة الفاتحة والاخلاص والمعوذتين. ويسن للمريض ان يوصي بشيء من ما له في اعماله للخير ويجب عليه ان يوصي بماله وما عليه من الديون وما عنده من الودائع والامانات وهذا مطلوب حتى من الانسان الصحيح لقوله صلى الله عليه وسلم ما حق امرئ مسلم له شيء يوصى به يبيت ليلتين اذ الا ووصيته مكتوبة عنده. متفق عليه وذكر الليلتين تأكيد وذكر الليلتين تأكيد لا تحديد ولا ينبغي ان يمضي عليه زمان وان كان قليلا الا ووصيته مكتوبة عنده. لانه لا يدري متى متى يدركه الموت ويحسن المريض ظنه بالله عز وجل فان الله عز وجل يقول انا عند ظن عبدي بي ويتأكد ذلك عند احساسه الله ويسن لمن يحضره تطميعه في رحمة الله ويغلب في هذه الحالة جانب الرجاء على جانب الخوف. واما في حال الصحة فيكون خوفه ورجاءه ومتساويين لان من غلب عليه الخوف اوقعه في نوع من اليأس. ومن غلب عليه الرجاء اوقعه في نوع من الامن من مكر الله فاذا احتضر المريض فانه يسن لمن حضره ان يلقنه لا اله الا الله. لقوله صلى الله عليه وسلم لقنوا موتاكم لا اله الا الله. رواه مسلم. وذلك لاجل ان يموت على كلمة الاخلاص. فتكون ختام كلامه فعن معاذ مرفوعا من كان اخر كلامه لا اله الا الله دخل الجنة. ويكون تلقينه اياها برفق ولا يكثر عليه الا يضجره وهو في هذه الحال. ويسن ان يوجه الى القبلة. ويسن ان يقرأ عنده سورة ويسن ان يقرأ عنده سورة سورة ياسين لقوله صلى الله عليه وسلم اقرأوا على موتاكم سورة ياسين. رواه ابو داوود وابن ماجة وصححه ابن حبان والمراد بقوله موتاكم من حضرته الوفاة. اما من مات فانه لا يقرأ عليه. القراءة على الميت بعد موته بدعة بخلاف القراءة على الذي يحتضر فانها سنة فالقراءة عند الجنازة او على القبر او لروح الميت فالقراءة القراءة عند الجنازة او على القبر او لروح الميت كل هذا من البدع التي ما انزل الله بها من سلطان. والواجب على المسلم العمل بالسنة وترك البدعة وفق الله الجميع لمعرفة الحق واتباعه. وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم. والحمد لله رب العالمين والى الحلقة القادمة ان شاء الله