المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله اربعة واربعون ومن مدارج السالكين تسعون وثمانمائة. مدار اعتلال القلوب واسقامها على اصلين. واحد فساد العلم اثنان وفساد القصد ويترتب عليهما داءان قاتلان الغضب والضلال. فالضلال ينتجه فساد العلم والغضب ينتجه فساد القصد وهذان المرضان ملاك امراض القلوب جميعها. ثم ذكر ان شفاء ذلك بالهداية العملية والهداية العملية معرفة الحق واتباعه والقرآن كله شفاء لهذين المرضين ولغيرهما وفيه الهداية التامة. واحد وتسعون وثمانمائة وبنى اياك نعبد على اربع قواعد التحقق بما يحبه الله ويرضاه من قول اللسان والقلب وعمل القلب والجوارح فالعبودية اسم جامع لهذه المراتب الاربع. فقول القلب اعتقاد ما اخبر الله به عن نفسه وعن خلقه وعن الغيوب وقول اللسان الاخبار عنه بذلك والدعوة اليه. والذب عنه والقيام بذكره وتبليغ اوامره. وعمل القلب كالمحبة ده التوكل عليه والانابة اليه والخوف منه والرجاء له واخلاص الدين له. والصبر له على اوامره وعن نواهيه وعلى اقداره والرضا به وعنه والموالاة فيه والمعاداة فيه والذل له والخضوع والاخبات والطمأنينة به وغير ذلك من ما للقلوب التي فرضها افرض من اعمال الجوارح. ومستحبها احب الى الله من مستحبها. عمل الجوارح بدونها اما المنفعة او قليل المنفعة. واعمال الجوارح كالصلاة والجهاد ونقل الاقدام الى مواضع العبادة. ومساعدة العاجز والاحسان الى الخلق ونحو ذلك. فاياك نعبد التزام لاحكام هذه الاربعة. واياك نستعين طلب الاعانة عليها والتوفيق لها اهدنا الصراط المستقيم. متضمن للتعريف بالامرين على التفصيل والهام القيام بهما. وسلوك طريق السالكين الى الله بهم ما اثنان وتسعون وثمانمائة مدار السعادة الدنيوية والاخروية على الاعتصام بالله والاعتصام بحبله. فالاول يعصم من الهلكة الثاني يعصم من الضلالة فان السائر الى الله كالسائر على طريق نحو مقصده فهو محتاج الى هداية الطريق والسلامة فيها الدليل كفيل بعصمته من الضلالة وان يهديه الى الطريق. والعدة والسلاح التي بها تحصل له السلامة من قطاع الطرق فاتها ثلاثة وتسعون وثمانمائة الانصاف في معاملة الله ان يعطي العبودية حقها والا ينازع ربه صفات الهيته والا يشكر على نعمه سواه ولا يستعين بها على معاصيه ولا يحمد غيره ولا يعبد سواه. واما الانصاف في حق العبيد ان يعاملهم بمثل ما يحب ان يعاملوه به. اربعة وتسعون وثمانمائة. القلب في سيره الى الله بمنزلة الطائر. فالمحبة رأسه والخوف والرجاء جناحاه. فمتى سلم الرأس والجناحان فالطائر جيد الطيران. ومتى قطع الرأس مات الطائر ومتى تعدم الجناحان فهو عرضة لكل صائد وكاسر. خمسة وتسعون وثمانمائة. سمعت شيخ الاسلام ابن تيمية يقول الزهد ترك ما لا ينفع في الاخرة. والورع ترك ما تخاف ضرره في الاخرة. وهذه العبارة من احسن ما قيل في الزهد والورع وقال الامام احمد الزهد على ثلاثة اوجه. الاول ترك الحرام وهو زهد العوام. والثاني ترك الفضول من الحلال وهو زهد الخواص والثالث ترك ما يشغل عن الله وهو زهد العارفين. هذا من اجمع الكلام واحسنه تفصيلا. ستة وتسعون وثمانمائة. الفرق بين الرجاء وبين التمني ان التمني يكون مع الكسل ولا يسلك بصاحبه طريق الجد والاجتهاد. والرجاء يكون مع بذل الجهد وحسن التوكل. فالاول كحال من يتمنى ان يكون له ارض يبذلها ويأخذ زرعها. والثاني كحال من يشق ارضه ويفلحها ويبزرها ويرجو طلوع الزرع. فمن عمل بطاعة الله ورجاء ثوابه او تاب من الذنوب ورجا مغفرته هو الراجي. ومن رجا الرحمة والمغفرة بلا طاعة ولا توبة فهو متمن ورجاءه كاذب. وللسالك الى ربه نظران نظر الى نفسه وعيوبه وافات عمله يفتح عليه باب الخوف ونظر الى سعة رحمة الله وفضله العام والخاص به يفتح عليه باب الرجاء. وقال شيخ الاسلام الخوف المحمود ما حجز العبد عن محارم الله. سبعة وتسعون وثمانمائة ومراتب العلم والعمل ثلاثة واحد رواية وهي مجرد النقل وحمل المروي اثنان ودراية وهي فهمه وتعقل معناه ورعاية وهي العمل بموجب ما علمه. ثمانية وتسعون وثمانمائة. مراقبة الرب علم العبد وتيقنه باطلاع بالحق على ظاهره وباطنه. فاستدامته لهذا العلم واليقين هي المراقبة. وهي ثمرة علمه بان الله سبحانه رقيب عليه ناظر اليه. سامع لقوله ومطلع على عمله كل وقت وكل لحظة ونفس وكل طرفة. تسعة وتسعون وثمانمائة المعترضون على الله ثلاثة اقسام. واحد معترضون على اسمائه وصفاته. اثنان ومعترضون على شرعه ودينه. ثلاث ومعترضون على قضائه وقدره ولا يتم للعبد دين وايمان الا بترك هذا الاعتراض والتسليم لحكمه الديني والقدري تسعمائة تعظيم حرمات الله ما يجب احترامه وحفظه من الحقوق والاشخاص والازمنة والاماكن فتعظيمها توفيتها وحفظها عن الاضاعة واحد وتسعمائة حقيقة الاخلاص توحيد المطلوب وحقيقة الصدق توحيد الطلب والارادة ولا يثمران الا بالاستسلام المحض للمتابعة. فهذه الاركان الثلاثة هي اصول الطريق التي من لم يبني عليها سيره. فهو مقطوع ومن اجتمعت له فهو السابق الذي لا يجارى وذلك فضل الله اثنان وتسعمائة. المطلوب من العبد الاستقامة على عبودية لا فان لم يقدر عليها فالمقاربة فان نزل عنها فالتفريط والاضاعة. ثلاثة وتسعمئة ولا يتم التوكل الكامل الا بمعرفة الله وصفاته وافعاله واثبات الاسباب والاجتهاد فيها. وقوة الاعتماد على الله والاستناد اليه والسكون. بحيث لا يبقى القلب مضطربا من تشويش الاسباب ولابد من حسن الظن والثقة بالله في نيل ما توكل العبد على الله فيه والتفويض الى الله واستسلام بقلبي له ويتوكل على الله في كل مطلوب حصوله او دفع مكروه وافضل التوكل ما كان في حصول خير ديني خاص او عام ان اربعة وتسعمائة الصبر ثلاثة اقسام. صبر على طاعة الله وصبر عن معصية الله وصبر على امتحان الله الاولان صبر على ما يتعلق بالكسب والثالث صبر على ما لا كسب للعبد فيه. وصبر الاختيار اكمل من صبر الاضطرار. وتمام صبر ان يكون كما قال الله تعالى والذين صبروا ابتغاء وجه ربهم واقواه ان يكون بالله معتمدا فيه عليه على نفسه ولا على غيره من الخلق. سمعت شيخ الاسلام يقول الصبر الجميل هو الذي لا شكوى فيه ولا معه. والصفح الجميل والذي لا عتاب معه والهجر الجميل هو الذي لا اذى معه. خمس وتسعمئة. قال النبي صلى الله عليه وسلم ذاق طعم ايمان من رضي بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد رسولا. وقال من قال حين يسمع النداء رضيت بالله ربا اسلام دينا وبمحمد نبيا غفرت له ذنوبه وهذان الحديثان عليهما مدار مقامات الدين واليهما ينتهي. وقد تضمنت من الرضا بربوبيته سبحانه والوهيته والرضا برسوله والرضا بدينه والتسليم له. ومن اجتمعت له فهو الصديق حق قا ستة وتسعمائة من اراد ان يحصل له الرضا عن الله الذي هو من افضل الدرجات فليلزم ما جعل الله رضاه فيه فانه الى مقام الرضا سبعة وتسعمائة. الشكر مبني على خمس قواعد. خضوع الشاكر للمشكور له وحبه له بنعمته والثناء عليه بها والا يستعملها فيما يكره. ثمانية وتسعمائة الحياء خلق ناشئ عن حياة القلب ورؤية الآلاء الغزيرة ورؤية التقصير في حقوق ربه. ويثمر اجتناب المحرمات والقيام بالواجبات. ولهذا قال صلى الله عليه وسلم الحياء لا يأتي الا بخير. تسعة وتسعمائة. قال تعالى والذي جاء بالصدق تصدق به فالذي جاء بالصدق هو من شأنه الصدق في قوله وعمله وحاله واعلى مراتب الصدق مرتبة الصديقية وهي كمال للرسول صلى الله عليه وسلم مع كمال الاخلاص للمرسل عشرة وتسعمائة البخل وهو منع الحقوق الواجبة ثمرة الشح والايثار ثمرة الجود. والجود عشر مراتب. واحد الجود بالنفس. اثنان والجود بالراحة. ثلاثة جود بالعلم اربعة والجود بالمال. خمسة والجود بالجاه. ستة والجود بنفع البدن. سبعة والجود بالعرض بانية والجود بالعفو عن جنايات الخلق. تسعة والجود بالخلق والبشر والبسطة. عشرة والجود بتركه ما في ايدي الناس وهذا غير الجود بالمال ولكل واحدة من هذه ثمرات جليلة طيبة. احد عشر وتسعمئة. الدين كله خلق. فمن زاد عليك في الخلق زاد عليك في الدين. وحسن الخلق يقوم على اربعة اركان. الصبر والعفة والشجاعة والعدل. الصبر يحمله على الاحتمال وكظم الغيظ والحلم والاناة والرفق وعدم البطش والعجلة. والعفة تحمله على اجتناب الرذائل والقبائح من القول والفعل والشجاعة تحمله على عزة النفس وايثار معالي الاخلاق والشيم وعلى البذل والندى الذي هو شجاعة النفس وقوتها على اخراج المحبوب ومفارقته وتحمله على كظم الغيظ والحلم فانه بقوة نفسه وشجاعتها امسك عن ما نهى عن النزع والبطش. وحقيقة الشجاعة ملكة يقتدر بها على قهر خصمه. والعدل يحمله على اعتدال اخلاقه وتوصله بين طرفي الافراط والتفريط. فمنشأ جميع الاخلاق الفاضلة من هذه الاربعة. ومنشأ جميع الاخلاق السافلة وبناؤها على اربعة اركان الجهل والظلم والشهوة والغضب. اثنى عشر وتسعمائة في النفس ثلاثة دواع متجاذبة. واحد داع يدعوها الى الانصاف باخلاق الشياطين من الكبر والحسد والعلو والبغي والشر والاذى والفساد والغش. اثنان وداع يدعوها الى الحيوان وهي داعي الشهوة. ثلاثة وداع يدعوها الى اخلاق الملك من الاحسان والنصح والبر والعلم والطاعة. فحقيقة المروءة بغض الداعيين الاولين واجابة الداعي الثالث. قلة المروءة او عدمها. والاسترسال مع دينك الداعيين والتوجه لدعوتهما ثلاثة عشر وتسعمائة. الادب اجتماع خصال الخير في العبد. وهو ثلاثة انواع. واحد ادب مع الله بان يصون قلبه ان يلتفت الى غيره او تتعلق ارادته بما ينقته عليه. ويصون معاملته او يشوبها بنقيضه. اثنان مع الرسول بكمال الانقياد وتلقي خبره بالقبول والتصديق. والا يعارضه بغيره بوجه من الوجوه. ثلاثة وادب مع الخلق بمعاملتهم على اختلاف مراتبهم بما يليق بهم ويناسب حالتهم اربعة عشر وتسعمائة. الغنى نوعان واحد غنى لا اثنان وغنى عن غير الله. وحقيقة الغنى غنى القلب. وهو تعلقه بالله وحده. وحقيقة فقره المذموم تعلق بغيره خمسة عشر وتسعمائة والحكمة نوعان واحد علمية اثنان وعملية. فالعلمية الاطلاع على بواطن ومعرفة ارتباط الاسباب بمسبباتها خلقا وامرا قدرا وشرعا. العملية وضع الشيء في موضعه ستة عشر تسعمئة وروح العبادة هو الاجلال والمحبة. فاذا خلا احدهما عن الاخر فسدت العبودية. فاذا اقترن بهذين الثناء على المحبوب معظم فذلك حقيقة الحمد. سبعة عشر وتسعمائة واصل السكينة هي الطمأنينة والوقار والسكون. الذي ينزله الله في بعبده عند اضطرابه من شدة المخاوف. فلا ينزعج بعد ذلك لما يرد عليه. ويوجب له زيادة الايمان وقوة اليقين والثبات الطمأنينة سكون القلب الى الشيء وعدم اضطرابه وقلقه. فالطمأنينة اثر السكينة. ثمانية عشر وتسعمائة. المحبة لله هي روح العبودية والاسباب الجالبة لها عشرة. واحد قراءة القرآن بالتدبر. اثنان التقرب الى الله بالنوافل بعد رائد ثلاثة دوام ذكره على كل حال. اربعة ايثاره على محاب النفس عند غلبات الهوى. خمسة مطالعة القلب باسمائه وصفاته ومعرفتها. ستة مشاهدة بره ونعمه الظاهرة والباطنة. سبعة انكسار القلب بين يديه الخلوة به وقت النزول الالهي. تسعة مجالسة المحبين الصادقين. عشرة مباعدة كل سبب يحول بين القلب وبين الله ومراتبها عشرة واحدة. العلاقة اثنان الارادة ثلاثة الصبابة اربعة الغرام خمسة امس الوداد ستة الشغف سبعة العشق ثمانية التيم تسعة التعبد عشرة الخلة. ولهذا هذا اثار وثمرات جليلة جميلة كثيرة. كالشوق والانس واليقين والرغبة في الطاعة. وكراهة المعصية ونحو ذلك