وسوى ما يتقرر عند القوم. قال والماهيات مجعولة وثالثها ان كانت مركبة فيفرقون بين الماهيات البسيطة او كباب والماهيات مجعولة وثالثها ان كانت مركبة. هذه مسألة فلسفية محضة هل الماهية مجعولة او ليست كذلك ولسنا بحاجة الى الخوض في دقائقها وحسبكم من فهمها الجملة التالية. قولهم الماهيات مجعولة يمكن ان تفهمها بما اتفقوا على ان الممكن وعندهم تقسيم الاشياء ثلاثة ممكن ومستحيل وواجب فالممكن الجائز الوجود ليس مستحيلا ولا واجبا يأتي وسطا. يقولون الممكن لابد له من فاعل مؤثر فيه لأنه ليس مستحيلا حتى يوجد ولا واجبا حتى يجب وجوده من غير شيء. فهو ممكن. فاتفقوا على هذا ان الممكن لابد له من من فاعل مؤثر فيه ثم اختلفوا هذه الممكنات جائزة الوجود قبل دخولها في الوجود من حيث هي ممكنة قبل ان تخرج الى حيز الوجود هل هي بتأثير فاعل فيها بجعلها ذواتا ام في جعل الذوات موجودة واخراجها الى حيز الوجود والخلاف في هذه المسألة ينبني على قضيتين او مسألتين فيهما خلاف. الاولى شيئية المعدوم. هل المعدوم يسمى شيئا او لا والمسألة الثانية الماهيات هل هي متقررة بذواتها اولى او متقررة بغيرها؟ هاتان جملتان فعند اهل السنة المعدوم ليس شيئا وعندهم ايضا ان الماهيات لا يمكن استقلالها بذواتها بل بجعل جاعل لها ومؤثر فيها وينبني على ذلك ان الماهيات مجعولة او موجودة بذاتها مجعولة بمعنى ان الله عز وجل جعلها موجودة ولولا ذلك لم يكن لها وجود. فاتفقوا على ان المعدوم ليس شيئا ولا ذاتيا ولا ثابتا. وان الماهيات غير متقررة بذواتها. اذا فالماهيات مجعولة بجعل الله تعالى وخالف في ذلك المعتزلة فقالوا المعدوم شيء ويقولون بشيئية المعدوم عليه يصح ان يسمى المعدوم شيئا. وقرروا ايضا ان الماهيات متقررة بذواتها فانبنى على ذلك ان الماهيات مجعولة حال العدم في الخارج ولا تأثير للصانع فيه يعني لا تحتاج الى تأثير مؤثر وانه لا تأثير للصانع الا في اعطائها صفة الوجود لا في جعلها اما هي فمجعولة ومنهم من يرى ان المسألة تعود الى خلاف اللفظي فيما يقرره المعتزلة من كون الاشياء مجعولة بذاتها او بجعل الجاعل لها. وعلى كل فالمسألة كلامية محضة لا ينبني عليها شيء