والاسلام اعمال الجوارح ولا تعتبر الا مع الايمان والاحسان ان تعبد الله كانك تراه فان لم تكن تراه فانه يراك. ساق المصنف رحمه الله ذكر الاسلام وعلاقته بالايمان وارتباطهما بالاحسان كما تقرر في حديث جبريل عليه السلام الذي اخرجه مسلم وغيره من حديث عمر رضي الله عنه في جبريل عليه السلام الى النبي صلى الله عليه وسلم فجعل يسأله عن الاسلام فالايمان فالاحسان قال رحمه الله والاسلام اعمال الجوارح وهذا ولا شك عندما يفرد ذكر الاسلام مقترنا بالايمان فينصرف الى اعمال الجوارح الظاهرة التي جاءت بذكر الاركان الصلاة بعد الشهادتين والصيام والزكاة والحج. هذا هو مراد الاسلام فتنصرف الى اعمال البدن الظاهرة ويبقى الايمان مرادا به ما يستقر في القلب ويعتقده الصدر من عقيدة التوحيد فاذا افترقا اجتمعا فاذا ذكر الاسلام وحده شمل الايمان واذا ذكر الايمان وحده شمل الاسلام على القاعدة الشهيرة في العلاقة بين المصطلحين الشرعيين انهما اذا افترقا اجتمعا اذا افترقا لفظا في السياق اجتمع في الواحد منهما دلالة الاثنين اذا اجتمعا في السياق افترقا بمعنى ان يستقل كل منهما بدلالة على مراده الخاص فالايمان للباطن والاسلام للظاهر لهذا اكد المصنف بعدما قال الاسلام اعمال الجوارح قال ولا تعتبر الا مع الايمان يعني لا يكفي اسلام ظاهر من غير عقيدة صادقة بايمان راسخ. وانها تعتبر معه ثم قال والاحسان ان تعبد الله كانك تراه. فان لم تكن تراه فانه يراك. ما عرف الاحسان بشيء اوضح من هذا ولا يمكن ان يزعم احد انه يعرف الاحسان باتم من هذا التعريف بانه جاء على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم والحقائق الشرعية تبلغ ذروة المعنى الواضح والكامل والجلي والعبارة المستقيمة عندما تأتي تعريفاتها وحقائقها في النص الشرعي. فهنا لا يعدل ابدا عن تعريف لمصطلح وحقيقة شرعية اذا غفر فيها بنص شرعي يأتي على حقيقتها. والعدول عنها عدول عن الفاضل الى المفضول. وعن الواضح الى الغامض. وعن المعصوم الى مما يمكن ان يرد عليه ايراد ما ومعاني هذه تطول وقد افاض فيها اهل العلم والمجلس هنا لا يتسع لذلك. لكنه ولا شك يظهر من معناه سمو معنى الاحسان وعلو درجته وانه يبلغ بصاحبه مرتبة رفيعة يستشعر فيها مراقبة الله سبحانه واطلاعه على نحو استوى فيه عمله الصغير والكبير الظاهر والخفي بصدق شعوره واستحضاره رؤية الله واطلاعه سبحانه وتعالى عليه