لهم بذلك تأويلات اما انه حملوا كل اية فيها عذاب القبر على اثبات عذاب القبر للمخلدين فقط في النار ويقصدون بهم اهل الكفر والفساق من امة الاسلام لانهم يرونهم من المخلدين في النار ونعتقد ان عذاب القبر وسؤال الملكين والحشر والصراط والميزان حق. نعم. نعتقد ان عذاب القبر وسؤال وذكر جملة من الغيبيات. اما عذاب القبر فالمقصود به ما يجمع عليه اهل السنة في مثل قوله وقد تقدم سبحانه وتعالى النار يعرضون عليها غدوا وعشيا. انكرت المعتزلة عذاب القبر او انهم يحملون كل نص في عذاب القبر بمعنى حدوث الالم الذي لا يشعر به صاحب القبر في قبره. فاذا حان يوم الحشر وجد الالم او انهم ينفون ذلك رأسا كما يثبت عن غلاتهم من ينكر عذاب القبر جملة. ومأخذهم في ذلك تقديس العقل الذي يقرر انه لا حس للبدن بمعزل عن الروح فكيف يحس او يسمع او يرى؟ وعامة النصوص تخالف ذلك ومرت معكم بعض الايات والاحاديث قال وسؤال الملكين يقصد به ما ثبت ايضا في السنة الصحيحة اتاه ملكان فيقعدانه فيقولان ما كنت تقول في هذا النبي لمحمد صلى الله عليه وسلم فاما المؤمن فيقول كذا واما المنافق والكافر في اثبات السؤال في القبر الذين الذي يأتي به الملك قال والحشر والمقصود به حشر الناس وفيه النصوص الكثير ويوم يحشرهم جميعا ثم يقول للملائكة ويا من يحشرهم جميعا يا معشر الانس والجن الى اخر تلك النصوص والصراط المقصود به المتن الصراط المنصوب على متن جهنم. والحديث عند مسلم ولفظه ثم يظرب الجسر على جهنم انما وتحل الشفاعة ويقولون اللهم سلم سلم ولفظ البخاري ويظرب جسر جهنم فاكون اول من يجيزه يعني يعبر الصراط ويجوزه؟ قال ودعاء الرسل يومئذ اللهم سلم اللهم سلم. فاثبات الصراط ايضا على ما اتت به النصوص حق وقوله والميزان في مثل قوله تعالى ونضع الموازين لقسط ليوم القيامة وقوله والوزن يومئذ الحق. فالميزان له كفتان حقيقتان لا مجاز توزن فيهما الاعمال وقيل صحائف الاعمال. وكل ذلك دلت عليه النصوص فالحسنات في كفة. والسيئات في كفة وحديث البطاقة التي ترجح في كفة على الكفة التي تطيش بها السجلات التي تبلغ مد البصر تسعة وتسعين سجلا فتثقل بهن البطاقة في كفة الحسنات وليس فيها الا لا اله الا الله قال كل ذلك مما يعتقد اهل السنة حقا. وهم يفارقون بذلك المعتزلة الذين ينفون تلك الغيبيات التي لا يذعن بها العقل استقلالا. نعم والجنة والنار مخلوقتان اليوم ويجب على الناس نصب امام. والجنة والنار مخلوقتان اليوم. لا خلاف في جنة يوم القيامة يدخلها اهل الايمان والطاعة ونار يعذب بها الله عز وجل الكفرة والعصاة لكن الخلافة هل هي موجودتان اليوم في الدنيا قبل الاخرة قالت المعتزلة لا وجود للجنة والنار اليوم والله عز وجل ينشأها يوم القيامة المعتزلة في انكارهم ونفيهم وجود الجنة والنار اليوم منهم من يحيلها عقلا ومنهم من يحيلها سمعا كالقاضي عبدالجبار والجبائيين طيب وماذا يقولون في النصوص اعدت للمتقين كانت لهم جنات الفردوس نزلا فيما يدل على اعدادها اليوم سواء نار جهنم او جنة النعيم فقالوا في مثل تلك النصوص التي جيئت بصيغة الماضي انها تفيد تحقيق الوقوع لا حقيقته يعني مثلا قد افلح المؤمنون اذا جيء بالفعل صيغة الماضي يفيد تحقيق الوقوع لا وجود حقيقته الان فاول النصوص التي فيها الاخبار بصيغة الماضي على وجود الجنة والنار واعدادها للمؤمنين او للعصاة على انها متحققة الوقوع في الاخرة لا انها حقيقة قائمة في هذه الدنيا واهل السنة على خلاف ذلك قال الجنة والنار مخلوقتان اليوم