بسم الله الرحمن الرحيم فالحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين اما بعد قال البخاري علينا وعليه رحمة الله حدثنا احمد قال حدثنا ابن وهب قال اخبرني يونس ابن يزيد عن ابن شهاب قال حدثني عبد الله بن كعب بن مالك ان كعب بن مالك اخبره انه تقاضى ابن حزرد دينا له عليه في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد فارتفعت اصواتهما حتى سمعها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في بيته فخرج اليهما رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى كشف سجف حجرته ونادى يا كعب ابن مالك يا كعب قال لبيك يا رسول الله فاشار بيده ان ضع الشطر من دينك قال كعب قد فعلت يا رسول الله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قم تقضه اذا البخاري هكذا قال حدثنا احمد وهو احمد ابن صالح المصري ابو جعفر الحافظ المعروف بابن الطبري كان ابوه من اهل طبرستان قال ابو نعيم الفضل بن دكير ما قدم علينا احد اعلم بحديث اهل الحجاز منه واحمد بن صالح البصري في عام ثمان واربعين ومئتين قال حدثنا ابن وهب هو عبد الله ابن وهب ابن مسلم القرشي ابو محمد المصري الفقيه روى يعني روى عنه اهل الفضل والخير كثيرا وروى عنه الاكابر وهو من فقهاء اهل مصر ولذلك قال الامام احمد كان ابن وهب له عقل ودينا وصلاح وقال الحارث ابن مسكين جمع ابن وهب الفقه والرواية والعبادة ورزق من العلماء محبة وحظو من مالك وغيره هو لازم مالك عشرين عاما وهو مؤلف كتاب اهوال يوم القيامة توفي عام سبع وتسعين ومئة قال اخبرني يونس ابن يزيد هو يونس ابن يزيد ابن ابي النجاد يقال ابن مشكار ابن ابي النجاد الايدي ابو يزيد مولى معاوي بن ابي سفيان قال عنه احمد ما اعلم احدا احفظه بحديث الزهري من معمر الا ما كان من يونس فانه كتب كل شيء هناك مات في صعيد مصر عام تسع وخمسين ومئة حتى ترى ان اول السند مصري عن ابن شهاب ومحمد بن مسند بن عبيدالله بن عبدالله بن شهاب بن عبدالله بن حابث بن زهرة القرشي الفقيه ابو بكر الحافظ المدني كان يعني ورد عنه وصح عنه انه قال ما استودعت قلبي شيئا قط نسيته وكان من اسخى الناس كما قال مالك في عام اربع وعشرين ومئة. قال حدثني عبد الله ابن كعب ابن مالك عبدالله بن كعب بن مالك الانصاري السلمي المدني كان قائد ابيه حين عمي وهو احد التابعين الثقات في رواية الحديث مات سنة سبع او ثمان وتسعين ان كعب بن مالك اخبره وكعب ابن مالك فاسمه عمرو بن القير بن كعب بن سواد بن غنم بن كعب بن سلمة الانصاري وهو صحابي جليل وكان شاعرا وكان احد الشعراء الثلاثة الذين ينافحون عن النبي صلى الله عليه وسلم في الشعر وهو احد الثلاثة الذين نزلت فيهم اية التوبة حين تخلفوا عن غزوة تبوك وهذا سيأتي معنا بمشيئة الله مفصلا في صحيح البخاري احيانا الله تعالى واياكم الى ذلك الدرس ويركبه احد السبعين الذين شهدوا بيعة العقبة وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد اخى بينه وبين الزبير وقد توفي عام خمسين انه تقاضى اي طالبه بليل كان له عليه. ابن ابي حدرد دينا له عليه وابن ابي حذرث وعبدالله ابن سلامة في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد اي في المسجد النبوي فارتفعت اصواتهما حتى سمعها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في بيته هذا هو موطن الشاهد من الحديث وهو ارتفاع اصواتهما في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم وهو الحديث الثاني من الباب. وقد ذكرنا عند شرح الحديث السابق بانه لا يجوز رفع الصوت في المساجد الا اذا اقتضت المصلحة وذلك مثل التعليم او الموعظة او نحو ذلك اما ما ابتلى في هذا الحديث فقد قال فيه العلماء بانه انما رفع صوته في المسجد لغرض طلب حق واجب من اجل ذلك لم ينكر عليه النبي صلى الله عليه وسلم ذلك فخرج اليهما رسول الله صلى الله عليه وسلم حين كشف السجن تجي سج في حجرته اي ستارة باب الحجرة ونادى كعب بن مالك فقال يا كعب قال لبيك يا رسول الله فاشار بيده ان ضع الشطر من دينك اي تجاوز له عن نصف الدين قال كاظم قد فعلت يا رسول الله وذلك لما كان عليه الصحابة رضوان الله عليهم من سرعة الاستجابة لاوامر النبي صلى الله عليه وسلم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم طم فاقده لماذا؟ لانه لا يجتمع لا تجتمع الوظيعة مع التأجيل اي امر ابن ابي حدرد ان يؤدي الكعب ابن مالك فبقي عليه من الدين. الحديث فيه فوائد قيمة اولا في الحديث دليل على جواز التقاضي والتلازم في المسجد ومع هذا فان الاولى هو ان تنزه بيوت الله عن مثل هذا مما يكون من امور الدنيا والتلازم من لازمتوا الغريمة اذا تعلقت به لاستحصال الحق منه. وقد اتفق العلماء على مشروعية الملازمة في الشريعة الاسلامية لانها وسيلة لاستحصال الحق من الغريم ودل الحديث على ذلك لان النبي صلى الله عليه وسلم لم ينكر على كعب ملازمته الغريبة بل طلب منه ان يضع منه دينه ليتمكن من السداد وهذا يسمى بالسنة التقريرية لكن السلف العلماء في ملازمة المعسر الذي ثبت اعصاره عند الامام فمن العلماء من قال لمشروعية ذلك ومنهم من قال بانه لا والراجح انه لا يلازم بل نظرة الى ميسرة نعم بل ينظر فيه اذا وجده معسرا حقا ينظره كما قال تعالى وان كان ذو عسرة فنظرة الى ميسرة ثانيا جواز الشفاعة عند صاحب الدين للتخفيف عن المدان في مقدار دين او العفو عن جميع الدين لان من عظيم الحسنات ان الانسان يعفو عن المدين ثالثا دل الحديث على الادب الرفيع الذي كان عليه اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في الحوار والتخاطب معه رابعا في الحديث دلالة واضحة على سرعة انقياد الصحابة رضوان الله عليهم لاوامر النبي صلى الله عليه وسلم وتطبيقهم لما يدعوهم اليه حتى لو كان يعني الامر في مقابلته في مقابلة ترك شيء من حقوقهم لماذا؟ لان همهم الوحيد هو طلب رضا الله والدار الاخرة ولذلك في طاعة النبي صلى الله عليه وسلم هي من طاعة الله تعالى التي تؤول الى رضا الله في الدنيا والاخرة ولذلك فيجب على المؤمنين اليوم ان ينقادوا لسنة النبي صلى الله عليه وسلم لاجل ان يبلغوا مما بلغه الصحابة من الخير والرشاد شادي والمتابعة خامسا في هذا الحديث ارشاد لكلا الطرفين لحسن التعامل فارشد المدينة الى التخفيف عن المدان. وارشد المدان الى سداد الدين وعدم المماطلة نسأل الله تعالى ان يجعلنا ممن لا يأخذ حقوق الاخرين ونسأل الله تعالى ان يجعلنا ممن ينفع عباده المؤمنين. هذا وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته