وان الشافعي ومالكا وابا حنيفة والسفيانين واحمد والاوزاعي واسحاق وداوود وسائر المسلمين على هدى من ربهم. نعم. هذا ايضا من الظن الحسن والاعتراف بالجميل وحسن الظن في ائمة الاسلام من المحدثين والفقهاء رضي الله عنهم اجمعين. سمى الائمة الاربعة الشافعية ومالكا وابا حنيفة واحمد وهم من هم في شهرتهم ومعرفتهم وحسبك من رفعة الله لذكرهم ان الامة جاهلها ومتعلمها يعرف اسمائهم. وان لم يعرف تفاصيل اخبارهم فهذا من عجيب رفعة الله لذكرهم وعظيم ما خدموا به امة الاسلام وشريعة الاسلام واضاف اليهم السفيانيين والاوزاعي واسحاق وداوود اما داوود فهو صاحب نمذب الظاهري وربما حرص على ايراد اسمه وذكره لئلا ينسب اليه شيء من الازراء الذي يراه وبعض طلبة العلم في مذهب الظاهرية اما داوود فامام علم صاحب سنة وفقه وديانة. رأس من رؤوس الاسلام وعلم من اعلام الامة وما كان فيه من اجتهاد بشأن القياس والاخذ بظاهر النصوص. فقول معتبر لا يحمل عليهما اه اوغل فيه بعض اتباعه من شدة الجمود على ظاهر النص ونفي القياس ولو كان جليا. فيبقى له رحمة الله عليه شأنه المعتبر ومقامه الذي حفظه له الائمة في عصره. فكيف بمن جاءوا بعده؟ واورد معهم اسحاق ابن راهوي رحمة الله عليه وهو ايضا قرين الائمة في الحديث والفقه والديانة. ثم اعلم رعاك الله ان هذه اسماء ربما ما كتب لها الاشتهار وبقاء الاسماء وخدمة الاصحاب كما للائمة الاربعة. وان كانوا في زمنهم اقرانا وكانوا يضاهونهم بل ربما كان لبعضهم من الشهرة والذكر والصيت والامامة في العلم والدين اكثر من بعض الائمة الاربعة لكن الله عز وجل يختار ما يشاء سبحانه بحكمته. ولك ان تعرف ان سفيانين ويقصد باحدهما سفيان الثوري ابا عبدالله ابن سعيد بن مسروق. سفيان الثوري اذ يترجم له يقال في حقه شيخ الاسلام. سيد العلماء العاملين في زمنه. سفيان الثوري رحمه الله الذي يضرب به المثل في صلاح الحال واستقامة الديانة والصلب في الحق والاجتهاد في العلم سفيان بل يفاضل بين سفيان والائمة الكبار. وفاة سفيان الثوري رحمه الله في المئة والاحدى وستين يصفه الكبار من ائمة الحديث كشعبة الحجاج ويحيى بن معين وسفيان بن عيينة بانه امير المؤمنين في الحديث وانه فيما يقال عنه ويوصف انه ممن اوتي الحكم صبيا. وان الله عز وجل كتب له النبوة والذكاء والامامة والاتجاه الى العلم كان يفضل على مالك وعلى ابي حنيفة وكان بين ابن المبارك وشعبة مفضلا رضي الله عنهم ورحمهم اجمعين يقول بشغل لحافي سفيان وفي زمانه كابي بكر وعمر في زمانهما ويقول شعبة بن عياش الامام القارئ يقول اني لارى الرجل يصحب سفيان فيعظم في عيني لمجرد صحبته سفيان فكيف بسفيان نفسه رحمه الله؟ يقول احمد اتدري من الامام الامام سفيان الثوري لا يتقدمه احد في قلبي فهذه المقامة الكبيرة لسفيان آآ رحمة الله عليه تنبيك عن مكانته. وهو احد المتقدمين من السلف من اشرت اليهم قبل قليل كانوا يثلث بعلي في ترتيب الخلفاء تفضيله على عثمان فما ضره ذلك؟ فاذا جاءوا في ترجمته ذكروا انه ينسب اليه شيء يسير من التشيع ولا يقصدون الا هذا قدر وله في ذلك نصوص وتأويلات معتبرة ولا يزال التفضيل بين علي وعثمان رضي الله عنهما جميعا محل نظر بين اهل السنة اما سفيان بن عيينة شيخ الاسلام فانتهى اليه علو الاسناد وفيه يقول الشافعي لولا ما لك وسفيان بن عيينة لضاع علم الحجاز سفيان ابن عيينة قريب لسفيان الثوري اصغر منه سنا وعمر بعده لكنه اذ يقال سفيانان فانهما متقارنان او قرينان وعاشا في زمن واحد كلاهما كانا بالكوفة غير ان ابن عيينة اتت به امه صغيرا الى الحجاب فنشأ بمكة وعاش بها وبقي فلا يلقب الا بشيخ مكة وفقيهها ومحدثها. كان له ايضا الشأن العظيم. يقول الشافعي ارأيت احدا ما رأيت احدا اخذ او فيه من الة العلم ما في سفيان بن عيينة وما رأيت اكف عن الفتية منه قل ما رأيت احدا جمع الة العلم كسفيان ولا رأيت احدا يتوروا عن الفتية كسفيان على قدر امامتهم وعلو كعب احدهم في العلم الا ان الفتية كانت منهم بامر عظيم. اما الاوزاعي شيخ الاسلام وعالم الشام الذي نشأ بارض الشام فهو عالم آآ الشاب بين بعد بكر حيث ولد وبين بيروت حيث بات بها مرابطا وكان ممن يشهد الغزو والجهاد ويحرس الثغور حتى مات هناك رحمة الله عليه اه ينسب في العلم الى امامة يفوق بها الكبار مثل مكحول الشامي وانه اعلم منه واوسع في الرواية. جمع العبادة والعلم القول بالحق يقول احمد رحمه الله دخل الثوري والاوزاعي على ماله. سفيان الثوري قد سمعت شأنه قبل قليل. يقول دخل على مالك فلما خرج قال مالك احدهما اكثر علما من صاحبه ولا يصلح للامامة والاخر يصلح لها يقصد المقارنة بين سفيان الثوري وبين ابن عيين يقول احدهما اكثر علما من صاحبه من يقصد قصة سفيان الثوري اكثر علما من الاوزاعي يقول ولا يصلح للامامة والاخر يصلح لها كانوا يرون في شخص الامام الاوزاعي شخصية تستحق ان تكون خليفة للمسلمين واماما لما جمع بين صفات العلم ورجاحة العقل والنزاهة والورع وصلاح الظاهر والباطن والله حسيبه. يقول عبدالرحمن بن مهدي انما الناس في زمانهم اربعة حماد بن زيد بالبصرة والسوري بالكوفة ومالك بالحجاز والاوزاعي بالشام فيجعل في مرتبة هؤلاء في اقطارهم واماكنهم رحمة الله عليهم جميعا ويحسن حقيقة بطالب العلم ان يكون له حظ من النظر في سر هؤلاء الائمة الكبار فان فيها قدرا والله ليس باليسير من الاشارات النافعة والعبر والعظات شيء ينتفع به طالب العلم ادرك حقيقة معنى العلم والعلماء ومراتب الشرف والفخاء والمجد الذي عاشوه في حياتهم وما الذي خلد لهم بعد مماتهم رحمة الله عليهم اجمعين نعم وان ابا الحسن علي ابن اسماعيل الاشعري امام في السنة مقدم وان طريق الشيخ الجنيدي وصحبه طريق مقوم نعم قصد رحمه الله الاشارة ايضا الى طريقتين اشتهرتا بين المسلمين احداهما في العقائد والاخرى في السلوك اما الطريقة التي ذكرها في العقائد فهي طريقة الامام ابي الحسن الاشعري وقد سمعت انه ينسب رحمة الله عليه الى امامة السنة. وانه مقدم فيها والمقصود بذلك ان ابا الحسن الاشعري رحمه الله عاش في حياته زمنا ادرك به من الفضل ما كان له ومحاربة مذهب المعتزلة وكسر شوكتهم. وذاك امر عظيم عاش فيه رحمة الله عليه جهادا وعلما عظيما واماما كلكم يعلم كيف نشأ ابو الحسن الاشعري على مذهب الاعتزال وتربى فيه وتضلع منه ورضعه حتى شب فلما كبر وادرك وقرن ووقف على قدر مما لا يستقيم فيه قول المعتزلا فلم يزل يناقش كبارهم نناقش زوج امه ابا علي الجبائي الذي كان طبيبا في حجره ويأخذ عنه حتى انتقل عن المذهب وعدل عنه وادرك مفاصل البطلان فيه والخطأ والضلال فنشأ يحارب مذهب الاعتزال فكان له من فضل كسر شوكة الاعتزال ما يعرفه من يقرأ تاريخ المذاهب والفرق ولذلك ينسب اليه هذه الطريقة التي اخذت بين اه منهج السلف في تقرير العقائد وبين منهج المتكلمين. الذي يتشرفه المعتزلة. فكان هذا المنهج المزيج منهجا اه حديث النشأة اختطه الامام ابو الحسن. فاصبح يقرر فيه العقائد وتدفع فيها الشبهات. بهذا المنهج المزيج بين الطريقتين اصبح ايضا منهجا ذا معلم جديد طرائق تعلم وتدرس في المدارس ولم يزل الائمة يأخذون هذا المنهج جيلا بعد جيل فيرون فيه اماما مقدما والحق فيما ينسب الى الامام ابي الحسن الاشعري رحمه الله فيما يراه المؤرخون لسيرته انه مر باطوال في تبني المذهب الذي عدل به عن المعتزلة. اما اولها فهو البراءة من مذهب الاعتزال. واعلان العدول عنه والتوبة الى الله عز وجل من الظلام. الذي كان يعتقد ويعتنقه ويقرره والعدول عن ذلك الى مذهب السلف جملة. ثم الطور الثاني اعلانه عن تفاصيل لمذهب السلف جملة وانه يقول فيها بقوله ائمة الاسلام كاحمد ويسميه على وجه الخصوص. وانه يعتقد ما يعتقده ويقرره ما يقرره الامام احمد وانه على طريقة السلف في تلك الابواب والمرحلة والطور الثالث هو الخوض في تفاصيل المسائل والقضايا التي تأتي بتفصيل بعض المذاهب التي لا يجد الباحث في كلام ابي الحسن الاشعري تحديدا تقريرا دقيقا على جمل السلف التي يقررونها فيما يتعلق مثلا بابواب الصفات او بالقول في القدر ونحو ذلك مما يراه الباحث والناظر في تاريخ المذاهب والفرق على كل فيبقى لابي الحسن الاشعري مكانته وامامته رحمة الله عليه وله الفضل العظيم في الشأن الذي بلغ به ما بلغ ولا ينسب اليه حقيقة وهذا مما يقال اخيرا في شأن هذا الامام لا ينسب اليه ما تقرر في المذهب الاشعري على ايدي اتباع المتأخرين من تقعيد فيه ايظال وابعاد للمنهج الذي رام ابو الحسن الذهاب به والعدول به عن منهج الاعتزال. الى طريقة اهل السلف فما ادركه الزمن والعمر ان آآ يصل بالمركب الى شاطئ منهج السلف فتقرر المذهب على ايدي المتأخرين من اصحابه بتقعيد ما زال يبعد به عن حقيقة مذهب السلف في دقائق المسائل وانا اقصد ان الدقائق هذه لا تجعل من طريقة ابي الحسن الاشعري واتباعه مذهبا مغايرا لاهل السنة في جملة ابواب العقائد والانصاف انه في الجملة من اهل السنة. فاذا ما اريد المفاصلة والمفارقة ففي دقائق من مسائل العقائد ربما لا يقف الا طلبة العلم والخواص فيما لا يكون لذلك شأن ينبني عليه عقائد يتبناها العامة والجهال ومن لا يتلقى على ايدي العلماء ويحضر المجالس. هذا ما اراد به المصنف الامام تاج الدين السبكي. وقد كان لمذهب ابي الحسن الاشعري من الظهور والانتشار واعتناق الائمة محدثين وفقهاء في تلك القرون انتشار واسع بل وشيء من المفاصلة مع من يناقش تلك كما حصل مع شيخ الاسلام وتلميذه ابن القيم وقد كان في عصر واحد اقصد شيخ الاسلام والسبكي ووالده فكان من المناقشات والمناظرات في تلك المسائل التي يرى فيها شيخ الاسلام ابن تيمية ان مذهب ابي الحسن الاشعري واتباعه لا يستقيم مع ما يقرره السلف المتقدمون الاوائل من الصحابة والتابعين فما زالت هذه مسائل بينهم بين اخذ وعطاء ونقاش واستدلال اما ما يقصده المصنف رحمه الله بقوله هو ان طريق الشيخ الجنيد وصحبه طريق مقوم فالجنيد ابن محمد ابو القاسم الخزاز او القوارير احد صالح السلف وممن له طريقة في الصلاح والزهد والعبادة يضرب به المثل في زمنه رحمة الله عليه في الامامة في هذا الباب ما اقتصرت على السلوك والعناية بالباطن والتخلق بالزهد على حساب العلم كما نشأ عند بعض المتأخرين ايضا من طائفة الزهاد لكنه جمع الى ذلك امامة العلم والفقه والحديث. ومن يقرأ في ترجمته يجد ثناء عاطرا لجملة من ائمتي في شأن الامام الجنيد رحمة الله عليه يقول ابو نعيم الحافظ كان الجنيد رحمه الله ممن احكم علم الشريعة ويقول شيخ الاسلام ابن تيمية الجنيد من شيوخ اهل المعرفة المتبعين للكتاب والسنة ويقول ايضا كان الجنيد رحمه الله سيد الطائفة امام هدى ويقول الذهبي في ترجمته كان شيخ العارفين وقدوة السائرين وعلم الاولياء في زمانه رحمة الله عليه. سمع الكثير وشاهد ورزق من الذكاء وصواب الاجابة في فنون العلم كما يقول الذهبي ما لم يرى في زمانه مثله عند احد من اقرانه في عفاف وعزوف عن الدنيا وابنائها وهكذا ستجد الجنيد يقول عن نفسه يقول علمنا مضبوط بالكتاب والسنة. من لم يحفظ الكتاب ويكتب الحديث ولم يتفقد لا يقتدى به في مفارقة شديدة لما غلا فيها بعض المتأخرين ممن يتخذوا من الجنيد طريقة ينتسب اليه فيها على حساب العلم والزهد في والبعد عن قواعده وضوابطه. فالشأن في كثير من ائمة السلوك ممن ينسبون الى طرق التصوف. انهم ليس لهم من ذلك الشأن الذي وقع فيه المتأخرون في الغلو والشطط والمبالغة والايغال في الخرافة والدجل والبعد عن قواعد الشريعة والانضباط بالسنن بل كانوا وعلى شأن اجل واعظم كما هو شأن الجنيد وعدد من كبار المتقدمين ممن صح عنهم صلاح حالهم يعني له اخبار مشهورة يعني الحديث في هذا يطول حسبك ان تدرك ما قد صود المصنف رحمه الله لما قال ان ابا الحسن الاشعري امام في السنة قدموا ان طريقة الشيخ الجنيد طريق مقوم