بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين اما بعد قال البخاري علينا وعليه رحمة الله باب الاستلقاء في المسجد ومد الرجل حدثنا عبد الله بن مسلمة عن ما لك عن ابن شهاب عن عباد ابن تميم عن عمه انه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم مستلقيا في المسجد واضعا احدى رجليه على الاخرى وعن ابن شهاب عن سعيد ابن المسيب قال كان عمر وعثمان يفعلان ذلك اذا هكذا بوب البخاري علينا وعليه رحمة الله باب الاستبقاء في المسجد ومد رجلي اي في هذا الباب بيان حكم الاستلقاء في المساجد وكذلك مد الرجل فقال اهل العلم بان الاستلقاء في المسجد جائز على اي وجه الا ما يكون الاستبقاء على الوجه. باعتبار ان الاستلقاء على الوجه قد جاء النهي فيه اما ما ورد عن النهي من الاستلقاء في المساجد ومد الرجلين ووضع احداهما على الاخرى كما في حديث جابر الذي في صحيح الامام مسلم فهو يحمل على ما يخشى من انكشاف العورة لان الله تعالى قد اوجب على المؤمنين ستر العورة والدليل على مشروعية الاستلقاء هو هذا الحديث يفهم من الحديثين. نحن ليس لنا ان نأخذ برواية ونترك بعظ الروايات في الحديث يفسر بعظه بعظا البخاري يقول حدثنا عبد الله ابن مسلم وهو عبد الله ابن مسلمة ابن قعنة بالقعنبي الحارثي ابو عبد الرحمن المدني وهو نزيل البصرة ثقة حجة وهو من اوثق من روى عن الامام مالك وقال الحنيني كنا عند ما لك فقير قدم القعدبي فقال ما لك قوموا بنا الى خير اهل الارض طبعا سنة احدى وعشرين ومئتين عن مالك بن هو الامام الكبير مالك بن انس والامام مالك وامام دار الهجرة وهو صاحب الموطأ استغرق في تصنيفه قرابة عشرين عام ثم متى يعلم الناس هذا الكتاب العظيم؟ الناس يعتنون بالموطأ قديما وحديثا وله شروح جليلة فالكتاب مهم جدا نعم عن ابن شهاب هو محمد ابن مسلم ابن عبيدالله ابن عبد الله ابن شهاب ابن عبد الله ابن حارث ابن زهر القرشي الزهري الفقيه ابو بكر الحافظ المدني وهو الذي يقول ما استودعت قلبي شيئا فنسيته والزهري معلوم انه كان من اسخى الناس كما نص على ذلك تلميذه الامام مالك وقد توفي الزهري عام اربع وعشرين ومئة وهو احد من دارت عليه السنة عن عباد ابن تميم هو عباد ابن تميم بن غزي الانصاري المازن المدني وهو قد روى عن بعض اصحاب النبي صلى الله عليه عليه وسلم عن عمه اللي هو عبد الله عمه عبد الله بن زيد بن عاصم بن كعب بن عمرو بن عوف الانصاري من بني النجار فلبيان الحكم المتأخر ثالثا فيه الحث على تعظيم اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وان تحفظ لهم حقوقهم وان يقتدى بهم اذا الامام البخاري لما ساق قول سعيد بن المسيب المدني الصحابي الجليل طبعا ذكر الواقعي انه هو الذي قتل مسيلمة الكذاب. نعم وعبدالله بن زيد بن عاصم احد من قتل بالحر عام ثلاث وستين وهي واقعة من الوقائع المؤلمة كما ان الوقائع المؤلمة تمر بالامة كثيرا واذا رأى الانسان احداث القتل فليفعل عصمة الدماء وليسعى ايضا لاحياء القلوب بالوحيين يقول انه انه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم مستلقيا في المسجد واضعا احدى رجليه على الاخرى مستلقية من الاستلقاء وهو الاضطجاع على قفا ووظع الظهر على الارض وهذا موطن الشاهد على ترجمة الباب الذي بوب عليه الامام البخاري وهذا الحديث فيه دلالة ظاهرة على جواز الاضطجاع في المسجد ووضع احدى الرجلين على الاخرى وكما مر ذكره بان هذا مشروع ما لم يؤدي الى انكشاف العورة ويكون ذلك غالبا في عدم لبس السروال. اما مع وجود السراويل لا يكون ثمة انكشافا للعورة ابن شهاب عن سعيد بن المسيب وسعيد بن المسيب بن حزم بن ابي وهب القرشي المخزومي وهو احد كبار التابعين روى عن كبار صحابة النبي صلى الله عليه وسلم وقد اثنى عليه عدد كبير من اهل العلم منهم عبدالله ابن عمر وقال نافع عن ابن عمران ابن عمر قال في سعيد قال هو والله احد المفتين لا شك ان سعيد من كبار فقهاء التابعين ولشيخنا الدكتور هاشم جميل رسالة نفيسة بعنوان فقه الامام سعيد ابن المسيب. نعم وقال قتادة ما رأيت احدا قط اعلم بالحلال والحرام منه وقال ابو حاتم ليس في التابعين انبل منهم وهو اثبتهم في ابي هريرة مات سنة اربع وتسعين اللي هي تسمى بعام الفقهاء لكثرة من مات فيها من الفقهاء وكان ذلك في خلافة الوليد وله اقوال يعني سعيد له اقوال نفيسة فقد روى بكر ابن خنيث انه قال قلت لسعيد وقد رأيت اقواما يصلون ويتعبدون. يا ابا محمد الا تتعبد مع هؤلاء القوم فقال لي يا ابن اخي انها ليست بعبادة. قلت له فما التعبد يا ابا محمد؟ قال التفكر في امر الله والورع عن محارم الله واداء فرائض الله طبعا هذه المقولة مقولة عظيمة نفيسة بما هاج اليها ان نجاهد انفسنا عليها وهو ان الامام سعيد ابن المسيب يقصد في هذا ان الانسان يربط قلبه مع الله تعالى يراقب قلبه في كل امر صغير او كبير وانه يجعل قلبه على ما يريده الله على ما يحبه الله تعالى تأمل حينما قال التفكر في امر الله يعني في اي موطن تكون تتفكر ما هو حق الله هنا؟ فتعمل لاداء حق الله تعالى يقول التفكر في امر الله والورع عن محارم الله. ترك المحارم وترك المحرمات باب عظيم من اعظم ابواب الحسنات فيتورع الانسان عن كل صغير وكبير لان كل كبير وصغير مستقر يقول واداء فرائض الامور التي فرضها الله واوجبها على عباده وهو يقول ما اكرم في العباد انفسها بمثل طاعة الله عز وجل ولا اهانت انفسها بمثل معصية الله. يعني الانسان يكرم نفسه لما يكون على ما يريده الله وان الانسان يهين نفسه لما يكون على معصية يقول وكفى بالمؤمن نصرة من الله ان يرى عدوه يعمل بمعصية الله فانت حينما تعمل بالمعاصي ينتصر ابليس عليك. وانت حينما تعمل بالمعاصي تنصر عدوك عليك. وانت حينما تعمل بالمعاصي تنتصر نفسك في الامارة بالسوء عليك فعلى الانسان ان ينتصر دائما بترك المعصية واللجأ الى الله سبحانه وتعالى قال كان عمر وعثمان يفعلان ذلك. هذا مهم جدا الذي ساقه البخاري طبعا عمر وعثمان صحابي جليلة انه قد ذكر البخاري رحمه الله هديهما في هذه المسألة عقب هذه عقب هذا الحديث لمكان اختلاف في هذه المسألة. وذلك انه لم يطرأ عليه النسخ بعد ان فعله النبي صلى الله عليه وسلم. والا لما كان كبار هذا يفعلونه من فوائد الحديث اولا دل الحديث على جواز الاستلقاء في المسجد كما يدل على جواز وضع احدى الرجلين على الاخرى اما النهي الوارد فيه فانه خاص في حال تسبب في بلوغ العورة فان امن من ذلك جاز ثانيا يظهر في هذا الحديث يعني حسن صنيع الامام البخاري في كتابه الصحيح حيث انه يذكر المسألة فيذكر حديث النبي صلى الله عليه وسلم. فاذا كان ثمة خلاف في المسألة من ناحية النسخ وما شابه ذلك روى ما يكون من فعل الصحابة ايضا هو في هذا يعني سار على طريقة الامام مالك فالامام مالك كان كثير لما يذكر مسألة وفيها حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم يذكر اقوال الصحابة ويقول وينقل اقوال التابعين ليعلم ان العمل على هذا هذا وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته