بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين اما بعد قال البخاري علينا وعليه رحمة الله حدثنا خلاد ابن يحيى قال حدثنا سفيان عن ابي بردة بن عبدالله بن ابي بردة عن جده عن ابي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ان المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعظه بعظا وشبك اصابعه قوله حدثنا خلاد بن يحيى وخلاد ابن يحيى ابن صفوان السلمي ابو محمد الكوفي. سكن مكة قال فيه الامام المبجل احمد بن حنبل ثقة او صدوق ولكن كان يرى شيئا من الارجاء ما تسع ثلاث عشرة ومئتين وقيل سبع عشرة ومئتين. اذا هو من شيوخ البخاري المتقدمين قال حدثنا سفيان هو سفيان ابن سعيد ابن مسروق الثوري ابو عبد الله الكوفي قال شعبة هو ابن عيينة وابو عاصم وابن معين وغير واحد من العلماء سفيان امير المؤمنين في الحديث وقال ابن المبارك كتبت عن الف ومئة شيخ ما كتبت عن افضل من سفيان طبعا ايها الاخوة سفيان كان معروفا بالعلم والورع والفقه قال الخطيب البغدادي كان اماما من ائمة المسلمين وعلما من اعلام الدين مجمعا على امامته بحيث يستغنى عن تزكيته مع الاتقان والحفظ والمعرفة والظبط والورع والزهد. بلا شك ان سفيان كان هكذا قال مالك كانت العراق تجيش علينا بالدراهم والثياب ثم صارت تجيش علينا بالعلم منذ جاء سفيان قال قميص ابن عقبة ما جلست مع سفيان مجلسا الا ذكرت الموت ما رأيت احدا كان اكثر ذكرا للموت منه طبعا سفيان له اقوال نفيسة منها قوله ليس الزهد باكل الغليظ ولبس الخشن ولكن قصر الامل وارتقاب الموت. يعني الانسان يعمل لما بعد الموت ومن اقواله يقول المال داء هذه الامة والعالم طبيب هذه الامة. فاذا جر العالم الداء الى نفسه فمتى يبرأ الناس يعني الاستيسان في المال ليس بالامر الهين مات سنة احدى وستين ومئة عن ابي بردة ابن عبد الله ابن ابي بردة هو بريد بن عبدالله بن ابي بردة بن ابي موسى الاشعري ابو بردة كوفي ثقة وثقه ابن معين والترمذي في جامعه نعم ووثقه ايضا غير هؤلاء عن جده ابو بردة ابن ابي موسى الاشعري الفقيه اسمه الحارث وقيل عامر. وقيل اسمه كنيته هذا هو الاشهر قال ابن سعد كان ثقة كثير الحديث وقال العجري كوفي تابعي ثقة طبعا توفي عام اربع ومئة عن ابي موسى وعبد الله ابن قيس الصحابي الجليل قيل انه خرج من بلاد قومه في سفينة فالقتهم الريح بارض الحبشة. فوافقوا بها جعفر ابن ابي طالب فاقاموا عنده ورافقوه الى المدينة وهو واحد من فقهاء صحابة النبي صلى الله عليه وسلم ولاه عمر رضي الله عنه على البصرة ثم ولاه عثمان على الكوفة وقد اوتي صوتا حسنا في تلاوة القرآن فقال له النبي صلى الله عليه وسلم لقد اوتيت مزمارا من مزامير ال داود وكان عمر ابن الخطاب رضي الله عنه اذا رآه قال ذكرنا ذكرنا ربنا يا ابا موسى. واقرأ علينا القرآن حتى نستذكر امر الله تعالى. وكلام الله تعالى فكان يقرأ عنده توفي عام خمس اذا يقول ان المؤمن للمؤمن كالبنيان ابو موسى يروي عن النبي صلى الله عليه وسلم يقول عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ان المؤمن للمؤمن كالبنيان اي كالجدار يشد بعضه بعضا. اراد بهذا الكناية عن التعاون والمساعدة فيما بينهم وشبك اصابعه اي ادخل بعضها في بعض وهذا هو موظع الشاهد من الحديث وفيه دليل على جواز التشبيك بين الاصابع هذا الحديث فيه فوائد من فوائد هذا الحديث اولا فيه دليل على ما اراد المصنف بيانه من جواز التشبيك بين الاصابع ثانيا في هذا الحديث حث للمؤمن على التعاون فيما بينهم انه يتعاون مع اخوانه المؤمنين. اذا فيه حث للمؤمن ان يتعاونوا مع اخوانه المؤمنين وذلك لان الفعل يترتب عليه عظيم الاجر والثواب عند الله تعالى. التعاون فعل يترتب عليه ثواب عظيم. النبي الله عليه وسلم قال والله في عون عبدي ما كان العبد في عون اخيه. فانت كلما تعين اخوانك فان العون والمدد من عند الله تعالى يأتيك في هذا الحديث تشبيه دقيق من النبي صلى الله عليه وسلم لما ينبغي ان يكون عليه المؤمنون وهو ان يكونوا كالبنيان يشد بعضهم بعضا لانه من المعلوم ان البنيان اذا رصف جيدا فانه سيكون قويا متينا وكذلك المؤمنون فانهم اذا اتحدوا فستقوى شوكتهم ويعلو شأنهم اما اذا تفرقوا واختلفوا فانه سيدخل فيهم الذل والصغار ويتسلط عليهم الاعداء رابعا من الامور التي غفل عنها المسلمون اليوم نصرة المظلوم مع انه من فروض الكفاية وتترتب اولا على ولاة الامور فانك ستجد المسلمين يقتتلون ويتشردون في مشارق الارض ومغاربها ولا تجد لهم معينا ولا نصيرا وهذا الامر من اسباب حلول العقوبة على الجميع. فكل من خذل اخاه في موطن يحتاج فيه الى النصرة خذل في موطن مثله فيجب على الناس ان ينتبهوا الى هذا الامر ويعملوا كل على حسب موقعه لنصرة عباد الله تعالى المستضعفين. هذا وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته