بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين اما بعد قال البخاري وان ابن عمر كان يصلي الى العرق الذي عند منصرف الروحاء وذلك العرق انتهاء طرفه على حافة الطريق دون المسجد الذي بينه وبين المنصرف وانت ذاهب الى مكة وقد ابتلي ثم مسجد. فلم يكن عبد الله يصلي في ذلك المسجد كان يتركه عن يساره ووراءه ويصلي امامه الى العرق نفسه وكان عبد الله يروح من الروحاء فلا يصلي الظهر حتى يأتي ذلك المكان فيصلي فيه الظهر واذا اقبل من مكة فاذا مر به قبل الصبح بساعة او من اخر السحر عرس حتى يصلي بها الصبح هذا الحديث برقم اربع مئة وستة وثمانين وهو جزء من الحديث السابق. الذي رقم اربع مئة واربعة وثمانين ولكن الامام البخاري ساقه حديثا واحد وان الشيخ محمد فؤاد عبد الباقي اجتهاد منه قطعه فجعله اربع مئة واربعة وثمانين واربع مئة وخمسة وثمانين واربع مئة وستة وثمانين واربع مئة وسبعة وثمانين واربع مئة ثمانية وثمانين واربع مئة وتسعة وثمانين واربع مئة وتسعين واربع مئة وواحد وتسعين واربعمائة واثنتين وتسعين. هذا اجتهاد منه ونحن في طابعتنا وفي شروحنا السابقة اعتمدنا هذا الترقيم. لماذا؟ لان هذا الترقيم هو معتمد على نسخة فتح الباري لاننا لو اتينا بترقيم جديد لاختل الامر عند اهل العلم وهناك من طبع الكتاب واجتهد واعطاه ترقيما اخر ولكن هذا يعني السير على ترقيم واحد حتى لا نربك طلاب العلم وهذا الحديث يدلك على اهتمام عبد الله ابن عمر رضي الله عنه في مسألة مهمة الا وهي مسألة متابعة النبي صلى الله عليه وسلم ونحن لا نتعبد الله باهوائنا ولا بارائنا انما نتعبد الله بما اراد منا وقد ارسل الله سبحانه وتعالى نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم بالكتاب وبالسنة وقد وصلتنا هذه الشريعة مأخوذة من الكتاب والسنة وصلتنا الشريعة سليمة صحيحة وهيأ الله سبحانه وتعالى وصول السنة النبوية الينا بجهود علماء الامة وبجهود اهل العلم خلفا عن سلف. فتأمل كيف ان ابن عمر كان ينقل هذا دقيقا وان نافع كان ينقل هذا دقيقا وان عبد الله ابن عمر كان يطبق هدي النبي صلى الله عليه وسلم مكانا وزمانا ولذلك مهمة الفقهاء ان يبينوا للناس هذه الشريعة وعليهم ان يبينوا للناس حقا من الباطل والحلال من الحرام وما يكون فريضة مما لا يكون فريضة اذا الفقهاء والمحدثون يأتون بالناس يأتون للناس بامور الدين كما انزل الله سبحانه وتعالى الامر من السماء الى نبيه صلى الله عليه وسلم ونقلت الينا الشريعة محفوظة. اذا الفقهاء يحققون الشريعة بالادلة الشرعية الموجودة في النصوص من الوحيين عن صاحب الشريعة الاعظم. وهو نبينا صلى الله عليه وسلم. فالفقهاء يبينون مراد الله منا والقاعدة ان من كان عالما بالفقه عارفا باصوله عارفا بالادلة التي بنيت عليها الاحكام فان لذة العباد تكون عنده اكبر ولذلك ابن عمر يتابع عبادة النبي صلى الله عليه وسلم مكانا وزمانا ويجد في نفسه راحة عدن ولذة وهذا من الادب مع الله ومن الادب مع رسوله صلى الله عليه وسلم ومعلوم ان الادب عنوان فلاح انسان وسر سعادته اذا من كان عارفا بالادلة عارفا بالمعاني فان لذة العبادة عنده تكون اكبر وهناؤه يكون اوفر الى العبادة واحتياجه الى العبادة ومسارعته الى العبادة. وعدم تفريطه بالعبادة يكون عنده اجدر. لماذا؟ لان انه يعبد الله حينئذ وهو يتصور العلل التي بنيت عليها الاحكام وحين ذاك ينال الولاية وينال الجنة. وربنا قال وهذا صراط ربك مستقيما. قد فصلنا الايات لقوم يذكرون لهم دار السلام عند ربهم وهو وليهم بما كانوا يعملون ولذلك ينبغي على الانسان ان يتفكر وان يتدبر وان يتأمل. اذا هذا الحديث هو ان عبد الله ابن عمر كان يصلي الى العرق الذي عند منصرف الروحاء وذلك العرق انتهاء طرفه على حافة الطريق دون المسجد الذي بينه وبين المنصرف وانت ذاهب الى مكة وقد ابتلي ثم مسجد فلم يكن عبد الله يصلي في ذلك المسجد كان يتركه عن يساره وورائه ويصلي امامه الى العرق نفسه يعني بنفس المكان الذي صلى فيه النبي صلى الله عليه وسلم يقول وكان عبد الله روح من الروحاء فلا يصلي الظهر حتى يأتي ذلك المكان فيصلي فيه الظهر واذا اقبل من مكة فان مر به قبل الصبح بساعة او من اخر السحر عضس حتى يصلي بها الصبح. اذا قول ابن قول نافع الراوي يقول وان ابن عمر هذا الحديث كما قلناه بنفس الاسناد السابق الى عبد الله ابن عمر وفيه ذكر موضع من المواضع التي كان يصلي فيها النبي صلى الله عليه وسلم على الطريق الواصل بين مكة والمدينة يقول نافع كان يصلي يعني عبد الله ابن عمر اذا العرق وهو الجبل الصغير. وقيل هو عرق الضبية وهو واد معروف بين مكة والمدينة. يقال له الامر وادي بني سالم الذي عنده منصرف الروحاء اي عند اخرها والروحاة هو موضع بين مكة والمدينة يبعد عن المدينة النبوية ستة وثلاثون ميلا وذلك العرض عند انتهاء طرفه على حافة الطريق دون المسجد الذي بينه وبين المنصرف اي ثم اي ان طرفه يقع على افة الطريق القريب من المسجد الذي بينه وبين المنصرف وانت ذاهب الى مكة وقد ابتلي مسجد اي في طريق الذهاب من المدينة الى مكة وقد بني مسجد في ذلك الموضع فلم يكن عبد الله ابن عمر يصلي في ذلك المسجد كان يتركه عن يساره ويصلي امامه الى العرق نفسه. اي ان ابن عمر رضي الله عنه كان اذا مر بالمسجد يتجاوزه فلا يصلي فيه حتى يصلي الى كان الذي كان يصلي فيه النبي صلى الله عليه وسلم عند العرق وكان عبد الله روح من الروحاء يروح من الرواح وهو نقيض الصباح وهو اسم للوقت من زوال الشمس وحتى الليل فلا يصلي الظهر حتى يأتي ذلك المكان فيصلي فيه الظهر اي انه اذا خرج من الروحاء بعد الزوال لم يصلي الظهر حتى يبلغ ذلك الموضع واذا اقبل من مكة فان مر به قبل الصبح بساعة او من اخر السحر عرس حتى يصلي به الصبح اي اذا كان سفره من مكة الى المدينة فبلغ ذلك الموضع قبل طلوع الفجر كالسحر او قريبا من ذلك بات من الليل حتى يطلع الفجر فيصلي هناك. اذا كان يتحرى المكان ويتحرى الزمن. هذا الحديث اللي هو جزء من الحديث. اللي هو جزء من حديث واحد فيه فوائد من فوائده اولا فيه ذكر الموضع الذي كان يصلي فيه النبي صلى الله عليه وسلم من مكة الى المدينة او العكس وهو وادي عرق قريبا من من صلف الروحاء. وهذا الموضع كما قلنا يبعد عن المدينة ستا وثلاثين ميلا ثانيا دل الحديث على ما كان عليه صحابة النبي صلى الله عليه وسلم من الحرص على الصلاة والعناية بمواقيتها وان يأتون بها على اتم وجه كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعل اذا نسأل الله سبحانه وتعالى ان يجعل سرائرنا قد انطوت على محبة اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين نصروا دين الله تعالى ونصروا نبي الله صلى الله عليه وسلم وجاهدوا في الله واوصلوا لنا هذا الدين ففضلهم علينا عظيم هذا وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته