المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله القاعدة الثامنة والاربعون متى علق الله علمه بالامور بعد وجودها كان المراد بذلك العلم الذي يترتب عليه الجزاء. وذلك انه تقرر في الكتاب والسنة والاجماع ان الله بكل شيء عليم وان علمه محيط بالعالم العلوي والسفلي والظواهر والبواطن والجليات والخفيات والماظي والمستقبل وقد علم من العباد عاملون قبل ان يعملوا الاعمال. وقد وردت عدة ايات يخبر بها انه شرع كذا او قدر كذا. ليعلم كذا. فوجه هذا ان العلم الذي عليه الجزاء انه ان هذا العلم الذي يترتب عليه الجزاء. واما علمه باعمال العباد وما هم عاملين وما هم عاملون قبل ان يعملوا. فذلك علم لا يترتب عليه الجزاء انه انما يجازي على ما وجد من الاعمال. وعلى هذا الاصل نزل ما يرد عليك من الايات كقوله يا ايها الذين امنوا ليبلونكم الله بشيء شيء من الصيد تناله ايديكم ورماحكم. ليعلم الله من يخافه بالغيب وقوله وما جعلنا القبلة التي كنت عليها الا على مم يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه. وقوله وليعلمن الله الذين امنوا وليعلمن المنافقين وقوله لنعلم اي الحزبين احصى لما لبثوا امدا وما اشبه هذا كلها على هذا