بسم الله الرحمن الرحيم. يسر اخوانكم في مشروع كبار العلماء ان يقدموا لكم قراءة لكتاب الجامع لفوائد وتقريرات الشيخ ابن باز رحمه الله على منسكه. التحقيق والايضاح لكثير من مسائل الحج والعمرة والزيارة على ضوء الكتاب والسنة. قال الشيخ قبل بازر رحمه الله فصل في احكام الزيارة وادابها واما ما يفعله بعض الزوار من رفع الصوت عند قبره صلى الله عليه وسلم وطول القيام هناك فهو خلاف المشروع. لان الله سبحانه نهى الامة عن رفع اصواتهم فوق صوت النبي صلى الله عليه وسلم وعن الجهر له بالقول كجهر بعضهم لبعض وحثهم على غض الصوت عنده في قوله تعالى يا ايها الذين امنوا لا ترفعوا اصواتكم فوق صوت النبي. ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض ان تحبط اعمالكم وانتم لا تشعرون ان الذين يغضون اصواتهم عند رسول الله اولئك الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى لهم مغفرة واجر عظيم ولان طول القيام عند قبره صلى الله عليه وسلم والاكثار من تكرار السلام. يفضي الى الزحام وكثرة الضجيج وارتفاع الاصوات عند قبره صلى الله عليه وسلم وذلك يخالف ما شرعه الله للمسلمين في هذه الايات المحكمات وهو صلى الله عليه وسلم محترم حيا وميتا فلا ينبغي للمؤمن ان يفعل عند قبره ما يخالف الادب الشرعي وهكذا ما يفعله بعض الزوار وغيرهم من تحري الدعاء عند قبره. مستقبلا للقبر رافعا يديه يدعو فهذا كله خلاف ما عليه السلف الصالح من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم واتباعهم باحسان بل هو من البدع المحدثات وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ واياكم ومحدثات الامور فان كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة اخرجه ابو داوود والنسائي باسناد حسن وقال صلى الله عليه وسلم من احدث في امرنا هذا ما ليس منه فهو رد اخرجه البخاري ومسلم وفي رواية لمسلم من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد ورأى علي بن الحسين زين العابدين رضي الله عنهما. رجلا يدعو عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم فنهاه عن ذلك وقال الا احدثك حديثا سمعته من ابي عن جدي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال لا تتخذوا قبري عيدا ولا بيوتكم قبورا. وصلوا علي فان تسليمكم يبلغني اينما كنتم اخرجه الحافظ محمد بن عبدالواحد المقدسي في كتابه الاحاديث المختارة. وهكذا ما يفعله بعض الزوار عند السلام عليه صلى الله عليه وسلم من وضع يمينه على شماله فوق صدره او تحته كهيئة المصلي فهذه الهيئة لا تجوز عند السلام عليه صلى الله عليه وسلم. ولا عند السلام على غيره من الملوك والزعماء وغيرهم لانها هيئة ذل وخضوع وعبادة لا تصلح الا لله. كما حكى ذلك الحافظ بن حجر رحمه الله في الفتح عن العلماء والامر في ذلك جلي واضح لمن تأمل المقام. وكان هدفه اتباع هدي السلف الصالح واما من غلب عليه التعصب والهوى والتقليد الاعمى وسوء الظن بالدعاة الى هدي السلف الصالح فامره الى ونسأل الله لنا وله الهداية والتوفيق لايثار الحق على ما سواه. انه سبحانه خير مسؤول وكذا ما يفعله بعض الناس من استقبال القبر الشريف من بعيد. وتحريك شفتيه بالسلام او الدعاء فكل هذا من جنس ما قبله من المحدثات ولا ينبغي للمسلم ان يحدث في دينه ما لم يأذن به الله وهو بهذا العمل اقرب الى الجفاء منه الى الموالاة والصفاء وقد انكر الامام ما لك رحمه الله هذا العمل واشباهه وقال لن يصلح اخر هذه الامة الا ما اصلح اولها ومعلوم ان الذي اصلح اول هذه الامة هو السير على منهاج النبي صلى الله عليه وسلم. وخلفائه الراشدين وصحابته المرضيين واتباعهم باحسان ولن يصلح اخر هذه الامة الا تمسكهم بذلك وسيرهم عليه وفق الله المسلمين لما فيه نجاتهم وسعادتهم. وعزهم في الدنيا والاخرة. انه جواد كريم المكتبة الصوتية لسماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز رحمه الله